صمت دهرا ونطق كفرا
قال القيادي المرموق وزعيم الحركة الإسلامية الأستاذ مهدي إبراهيم أننا صبرنا علي الشعب السوداني وقد عاش في بحبوحة وأيام رغدة وكان من المفترض أن يرفع هذه الدعم قبل 11عام . ولا أدري أيو بحبوبة هذه التي يخرج بها علينا عرابوا النظام؟ فهل توفر الخبز يعد رفاهية توجب علينا الصبر علي فشل النظام في حالة عدم وجوده؟ ومن الذي صبر علي من ؟ الشعب الذي يموت ضورا وجوعا ونزوحا أم أصحاب السلطان الذين أثروا وكنزوا وفاقت معدلات فسادهم حد المعقول؟بداءً بوصولهم للسلطة علي ظهر دبابة.
إن الاستاذ مهدي إبراهيم الذي يتزعم الحركة الإسلامية أحد القيادات العريقة في التيار الإسلامي ولكنه هُمش بفعل السياسات الإغصائية التي تمارس داخل التنظيم. واليوم لا أدري هل يخشي الأخ المسلم المجاهد الذي قاتل مع الإمام الهادي نظام النميري الطاغية وكان مطلوبا وقتها للعدالة المايوية وقد رصدت الجوائز لمن يدل عليه حيا أو ميتا هل يخشي هذا الرجل العملاق العودة لكرسي التهميش ؟ بعد أن من الله عليه بالجلوس علي أعلي كرسي في قيادة الحركة الاسلامية ؟ أم ماذا يستفيد الأخ مهدي بهذا التصريح اللاإنساني ؟ الذي يدل علي أن الرجل يعيش في غيبوبة مثله ومثل أي قيادي أخر في دولته الطاغوتية التي فاقت النميري في جرائمها الموجة ضد الشعب بأكمله ولعلنا بتحاملنا علي النميري لأنه نظام شمولي سلطوي تجاهلنا كثيرا من إنجازاته فالنميري بعقده لصلح المائدة المستديرة بأديس أبابا أوقف الحرب في الجنوب لبضع سنين والنميري تراجع عن الزيادات علي سلعة السكر بعد أن خرجت جموع الجماهير ثائرة ورافضة لتلك القرارات ولم يقابلها بالرصاص وإنما تراجع أولا ثم من بعد ذلك تفاهم مع الناس وفرض قرش الكرامة ليرفع راس كل سوداني وينحني أمامه من يدعون العروبة والإسلام وكيف يطالبون شعبا فقيرا بمال تبرعوا به بمحض إرادتهم ولكنها الإخوة الكازبة التي تسيرها المصالح وأجهزة المخابرات الغربية لكن إخواننا العرب يتباهون بها ولا يرعون حقوقها. والنميري حافظ علي السودان موحدا أرضا وشعبا.
ثم إننا نطرح أسئلة علي السيد مهدي إبراهيم من أين أتي بفرضية أنه كان ينبغي رفع الدعم قبل11عام؟ ومن الذي فرض ذلك؟ ثم لماذا لم يرفع إن كان فيه مصلحة عاجلة أو آجلة للمواطن؟ إن الاستاذ مهدي إبراهيم وضع سفيرا بينما وضع من هو أصغر منه سنا وخبرة ولباقة ولياقة وقوة شكيمة وعلما ومعرفة الخ وزيرا للخارجية وحينها تألم الاستاذ علي هذا الفعل ولكنه إلتزم الصمت طاعة لولي الأمر. والان الشعب يتألم مثلما تألمت وهو يري أن الدولة الفاشلة وحزبها العجوز وحركتها الاسلامية يقفون صفا شيطانيا سلطويا ضد جماهيره لتظل تحت الفقر والقهر والكبت ثم يمنون عليها بأنهم إنما جاوا لإنقاذها من حروب ومجاعات وجفاف وتصحر ونهب ثروات . والان سيدي إن الحرب تدور في كل ركن من أركان البلاد والناس يموتون بسبب إنعدام الغذا والدواء والثغور تحت قبضة الأعداء وهاهي الجارة الشمالية تصفي وتقتل الاعيان في مدينة حلايب فإن كنتم مسلمين فعلا ودولتكم إسلامية فعلا وقراتم التاريخ جيدا تذكروا أن فتح مكة تم عندما غدر بنو بكر وأغاروا علي خزاعة (وهي قبيلة دخلت في حلف محمد رسول الله عقب صلح الحديبية ) وقتلوا منهم نفرا عند(ماء الوتير) جنوب غرب مكة المكرمة .ونتيجةً لذلك الغدر والنقض في العهد، خرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين من خزاعة حتى قدموا على الرسول محمد في المدينة المنورة، وأخبروه بما كان من بني الدئل بن بكر، وبمن أصيب منهم، وبمناصرة قريش لبني الدئل بن بكر عليهم.
فقال صلي الله عليه وسلم : (إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب) فماذا فعلت حكومة الحركة الإسلامية لأهلنا البسطاء الذين يشردون ويواجهون البطش من قبل السلطات المصرية؟ التي تحتل أرضا سودانية وتقتل في أعيانها وتغيير في معالم تاريخ أرضها . لماذا لم تهرع لنجدتهم أو الإنتصار لحقهم في أن يعيشوا احرارا داخل وطنهم؟.
إن دولة المشروع الحضاري أفلست فكريا وثقافيا وأخلاقيا ولم تتبني مشاريع العدالة الإجتماعية في الإسلام كما نظّر لها سلفها المفكرون الأوائل ولكنها تبنت نظريات تكفيرية جعلتها تعيش في غربة ذات وغربة فكرة وغربة وجود وليس لها من القدرة علي التأسي بسيرته العطرة صلي الله عليه وسلم أو الإغتداء بصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وكيف يغتدي من يسفك الدماء ويستبيح الأعراض ويزهق الأرواح بمن جاء مبعوثا رحمة للعالمين ومحافظا علي حرمة الدماء والأشياء وقد حذرنا من إتباع هوي النفس والإستعلاء بالسلطان حيث يدعو صلي الله عليه وسلم علي الولاة الغلاة الذين يشدون علي الناس بأن يشدد الله عليهم( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشدّ عليهم فأشدد عليه ).
إن مهدي إبراهيم وأمثاله من القيادات التاريخية للحركة الاسلامية عليهم النأي بانفسهم عن مثل هذه التصريحات الاستفزازية التي تثير حفيظة المواطن وتؤكد لنا ان هؤلاء القوم بعيدون عن همومنا كل البعد ولا يحسون بحالنا ولا يأبهون لمآلنا. كما عليهم الإعتراف أن مشروعهم النهضوي الحضاري الإسلامي المزعوم قد فشل ودولتهم توشك علي الزوال وأن محمد أحمد السوداني وحاج أحمد قد يئسوا منهم كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
[email][email protected][/email]