هل تنحى حسني مبارك أم..؟

حسني مبارك لم يتنح بل خُلع خلعاً
عبدالماجد موسى
[email protected]
منذ إنطلاق ثورة شباب الخامس والعشرون من يناير فى مصر بصوتٍ واحد ترددت أصداءه فى كل أرجاء المعمورة وهو يحمل أربع كلمات تقول ( الشعب يريد إسقاط النظام ) كان لسان حال النظام يردد فى الجهة المقابلة ( نظام إيه اللى عايزين تسقطوه يا صيع ) !! ظن مبارك وزمرته أنهم يستطيعون المناورة والإلتفاف والتخابث على هذا السقف العالى جداً بل الجريء طوال الثمانية عشر يوماً الفارقة فى تاريخ مصر وكانت أولى محاولاته عن طريق أبواقه التلفزية لتفتيت عزيمة الثوار وشق صفوفهم وإدخال الرعب فيهم بتهديدهم كعادته السابقة وتصوير هؤلاء الأبطال الحقيقيين وطرحهم عبر القنوات المملوكة للنظام وليس للدولة على أنهم شباب طائش غُرر به من الخارج وأنهم عملاء و ( شوية ولاد صيع ) والى ما هنالك من المفردات البذيئة والبائسة التى يعف اللسان عن ذكرها من ناحية والتى تعكس الدرجة الوضيعة التى وصلت إليها الأنظمة العربية البغيضة للتسلط على الشعوب وقهرها وإذلالها والتسبب فى تخلفها عن ركب الأمم وتطلعات المستقبل من ناحية أخرى .
ولكن مع تنازل النظام قطرة قطرة كانت الهتافات تعلو ويزداد هديرها وكذلك كانت الشعارات ترتفع أكثر فاكثر وتتنوع وما أن يخرج مبارك بخطاب من تلك الخطابات المكررة التى تحمل ذات الطابع الأبوي منذ اكثر من ثلاثين عاماً والتى أصبحت لا تسوى حتى الحبر الذى كُتبت به ناهيك عن أن يشتريها أحد أو يعيرها أدنى إهتمام وهو يخاطب فيها العواطف بشكل يدعو للرثاء منه للتعاطف وبدلاً من أن نرى البكاء والنحيب وشق الجيوب يعم الشارع المصري كما يريد مبارك وزبانيته نجد أن العكس هو الذى حدث إذ إزدادت الجموع هاتفة بحتمية الرحيل ولكن الرجل كعادته رفض فى كبرياء زائفة وبطريقة درامية من شخص لا يملك قرر أنه نقل سلطاته الرئاسية لمن لا يستحق أى نائبه عمر سليمان الذى لم يمكث أكثر من إسبوعين إثنين ودون إعترافٍ من أحد لإنقاذ ماء وجه الرئيس ولكن بعد الخطاب إياه لم تمض أكثر من أربعٍ وعشرين ساعة إلا وقد قرر الجيش حسم الأمر بطريقة واضحة هذه المرة بالرغم من إعتقادي أن الأمر كان محسوماً منذ الأيام الأولى للثورة والبيان الأول للجيش بإنحيازه التام لمطالب الشعب المشروعة وتحت ضغوط الشارع والجيش وأخيراً المجتمع الدولي فهم مبارك كما فهم بن علي الدرس ولكن فى الوقت بدل الضائع فانقلب الأمر من التنحي بارادة ولو جزئية منذ اليوم الأول للثورة الى خلع تحت ظروف قاهرة مما زاد الشعور بالمهانة والإذلال فى نفس مبارك والذى عبر بها عن ذلك فى خطابه الأخير قبل الرحيل .
إذن مبارك لم يتنح عن السلطة كما قال عمر سليمان فى خطابه المأزوم والمقتضب بل تم خلعه حتى دون مخدر وهكذا هم الطغاة لم ولن يفهموا معنى صبر الشعوب وترفعها عن الصغائر ومدى إحترامها لنفسها ولوطنها ومدى تقديرها وحبها له مع أنها تملك القوة الكافية التى لن يستطيع أي نظام مهما أوتي من قوة وبأس وبطش وجبروت فى أن يوقفها أو يسحقها متى ما قررت تلك الجماهير التغيير وإيقاف عجلة التاريخ ليسمع كلمتها ويسطر بطولتها ويسجل ملاحمها طال الزمن او قصر .
يبدو ان مبارك لم يتنحي ولم يطاح به بل يبدو انها استراحة محارب حيث نري ان الجيش قد بادر باعلان تمسكه بالمعاهدات الدولية وطبعا بما فيها اتفاقية السلام مع اسرائيل كما انه لم يبادر ومنذ بداية الثورة الي الانحياذ الي خيار الشعب بل حتي القيام بواجبه الذي اقسم عليه في حماية البلاد والعباد ونري ايضا اعلانه في اعطاء الدستوريين حق ادارة البلاد دون دون يوضح القيد الزمني للتفويض ونحسب انه بذلك يمتص فورة الثورة وغليان الشارع بتخدير موضعي يعود بعده الامر كما كان ان لم يعد مبارك وهذا وارد جدا في ظل المعطيات بعد انطفاء جذوة ثورة الشعب
الاستاذ عبدالماجد
اتفق معك في ان الشعوب المقهورة تصل الى نقطة اللاعودة ولايهم عندها الى اي مدى بلغ طغيان الطاغية فهى قادرة حينها الى الدفع به بقوة الي مزبلة التاريخ. اما عن تشخيصي للحالة المصريه فمن تطورات الاحداث على ارض الواقع فقد كان واضحا للعيان ان الجماهير الثائرة قد وصلت نقطة اللاعودة منذ الايام الاولى للثورة وبالذات مع زيادة اعداد الشهداء والذي كان ينتج منه زيادة تصميم الثورة السلمية على اسقاط النظام وكذلك زيادة اعدادهم مع كل شهيد يسقط. والسؤال هنا لماذا تاخر الجيش كل هذا الوقت خاصة ان كل يوم يمضي كان يمّثل عبئا ثقيلا على الاقتصاد المصري والذي كان يعاني اصلا نتيجة للفساد الذي كان ينخر كل اعضاء النظام. لاشك ان الايام الاخيرة للثورة المباركة قد شهدت تطورات كثيرة ومثيرة على مستوى راس الدولة وقيادة الجيش اما حقيقة مادار بكل تفاصيله فهذا ما ستكشف عنه مقبل الشهور وفي اعتقادي ان هذا لن يكون قبل تولي حكومة مدنية منتخبة مقاليد الحكم في البلاد فحينها فقط ستفرض الشفافيه نفسها وسترفع الستار عن الجانب الذي كنا لا نراه على شاشات التلفزة. ولك مني عاطر التحايا اخي عبدالماجد
نعم كما قالت السودانيه فمبارك لم يتنحى إذ ان كل قراراته التي اصدرها قبيل رحيله ما زالت ساريه ومعمول بها أتمنى ألا يفهم درس العصر هذا للكل .
تنحي أم ترنح ياللمهانه والذل والعار كان يمكن ان يكمون كل زعمائنا مثل مهاتير محمد حضور باهر وقوي في كل المحافل والمؤتمرات العلميه والسياسيه والاقتصاديه بعد أن جعل بلاده في مصاق الدول العظمى ولكن مبارك وأمثاله أطاعوا سادتهم وكبرائهم فركلوه وذلوه والى الجحيم جروه مختيئا ومندسا
ولكن لابد لثورة الشباب أن تتواصل وتحقيق المطالب لأن العسكر ظل يحمي الفساد والمفسدين في مصر ولازالت جيوب النظام المباركي موجوده غذن الثوره لم تؤتي أكلها وأخشى أن تسرق بليل وتضيع هباء منثورا كما ضاعت ثورة أكتوبر