ذكريات وزير (19): كرامات الخليفة عبدالله، ابن الشيخ المكاشفي

ذكريات وزير (19)
كرامات الخليفة عبدالله، ابن الشيخ المكاشفي
لي مآثر جمّة وذكريات ثرّة مع الشيخ المكاشفي الأب وابناءه الكرام. أحبوني في الله كما أحببتهم وكنت أحس هذا الشعور الدافق من أعماق قلبي لما تربطني بهم من مودة وصداقة حقّة لا تشوبها شائبة ولن يأكل الدهر منها ذرّة، إلى أن ألزم مثواي الأخير.
كان شيخ عبدالله، ابن الشيخ المكاشفي، صديقا حميما لأخي الأكبر الشيخ مصطفى، الذي عمل بالتعليم وطبع بصماته ولمساته في مسار وزارته بالسودان وكان من الرعيل الأول، من أولئك الذين خدموا البلاد بعزيمة لا تضاهيها عزيمة وبجلد لا يضاهيه جلد، ناكرين للذات في هذا وذاك. أذكر جيدا أنني كنت وقتئذ في التحضيري “ويا دوب” دخلت المدرسة الأوليّة في أوائل عشرينيات القرن المنصرم. كان الوقت عصرا وكنا نفترش عنقريبا في الحوش الخارجي في هذا الوقت للاستراحة، بعد أن بللت جوانبه المترامية بالماء الرطب فصار رمله رطبا نديّا تنبثق منه رائحة عطرة طالما أحببتها في طفولتي. ففي هذا اليوم الأغر حضر إلى زيارتنا ? كعادته – الشيخ عبدالله المكاشفي، محملا ببعض الحاجيات. أقرأنا السلام ومدّ إليّ بما يحمله في يمناه ومن ثم استلقى منهكا على العنقريب ليخلد إلى الراحة. تمدّد على العنقريب وقابلني بوجهه الوضاء وهو مرتقد على صفحته اليمنى. كنا نسكن في ذاك الزمان مدينة المناقل (قرية الطقيع). كان شيخ عبدالله وضاء الوجه، بهيّ الطلعة، بشوش الخلقة وذا هيبة وجلال قلّما يهبها الله لأحد من خلقه. تمتم بكلامات وكأنه يقرأ بعض التسابيح ثم قائلا:
– أمشي كلّم عشّه أختك تعمل لينا شاي!
ذهبت من توِّي إلى داخل البيت وحدثتها عن طلب الشيخ عبدالله المكاشفي، قائلا لها:
– شيخ عبدالله قال ليك سوّي لينا شاي!
رجعت من بعد حيث أتيت. قلت له:
– عشّه قالت ليك يا الشيخ ما في سكر وأبوي في السوق ما جا لي هسي.
انتهرني بنبرته السريعة محدّثا: أمشي جيب الشاي!
فما كان مني إلا أن أذهب لأختي عشّه بالتكل وأحدثها ثانية عما أوصاني به شيخ عبدالله. ابتسمت وما كان منها إلا أن تذعن لأمر شيخ عبدالله فيما أراد.
قامت وعملت لنا الشاي ونادتني أن أحمله لأخرج به إليه. حملت الشاي وجئت به أمامه وهو يحدقني بناظريّه. بادرني بهدوء وسكينة:
– أقعد يا بدوي!
فقعدت أمامه، وقبل أن أستوي على القرفصاء، مشيرا بيديه:
– ختو ختو في الواطة!
وضعت صينة الشاي أمامي وأنا على البرش.
– كُبّ الشاي!
فصببت له ولي ? احتراما لضيفي الجليل. ثم أمرني قائلا:
– اشرب!
فأجبته بأدب:
– أنا ما بشرب بدون سكر يا شيخ عبدالله!
استطردا منتهرا ثانية حتى رجفت من إصراره وتعنده وقلت في نفسي: لماذا يصرّ الشيخ بأن أشرب الشاي بدون سكر؟! كرّرها ثانية:
– أنا بقول ليك أشرب (بأمر واضح)!
فحملت الكباية بحذر وكأنها شيء غريب فقربتها إلى شفتيّ حذرا متوجسا ثم أخذت منها جغيمة صغيرة ولدهشتي وعجبي لم استطع أن أبلع هذه الجغيمة إذ أحرقتني حلاوة السكر بها!
بعد سنوات مضت على هذه الحادثة وكنت حينها موظفا بالمالية في الإجازة أزور أخي الشيخ مصطفى بمدينة مدني العامرة. طلب مني بعد قدومي إليه أن نذهب سويّا في زيارة لصديقنا الشيخ المكاشفي وأبناءه في الشكينيبة. فذهبنا سويا خلل جمر الصيف الكافر وتحت وطأة الحرّ الدامغة على ربوع الجزيرة. عند قدومنا رحبوا بنا كعادتهم والتقينا الشيخ عبدالله أولا ثم جلسنا معه ومع الشيخ المكاشفي في قطيّة صغيرة خلف المنزل، من وقت العصر – حين وصولنا – حتى آذن الصبح بالبزوغ. جلسنا نتحدث ونصلي ونبتهل ونشرب الشاي ونستعيد ذكرى الماضي الجميل في مجلس يوثقه الحب وثاقا وتظلله حمائم السلام وابتهالات الخالق المجيد في صداقة الخِلّ وحلاوة اللقيا. حكيت للشيخ عبدالله في هذا المقام عن الحادثة تلك عندما زارنا وأنا ما زلت في رقّة طفولتي وكنت يا دوب قد أكملت التحضيري وعلى أبواب الدخول إلى المدرسة الأولية، فقلت له، أنه في ذاك اليوم في قرية الطقيع بالمناقل حصل كذا وكذا وكذا. أجابني بنبرته السريعة:
– ما بذكّر ما بذكّر!
على كل بعد أن تُوفي أخوه الخليفة عمر مسك من بعده الخلافة.
فذكراهم العطرة ما تزال في نفسي (رحمهم الله، من حيا منهم ومن قضى نحبه ? لكنهم ما بدلوا تبديلا)
(ألَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)
(صحيفة الخرطوم)
د. محمد بدوي مصطفى
Mohamed-Badawi.com
الشيوخ الحقيقيين ديل عجبا ترى منهم هم قضعا من أولياء الله نية وسريرة صافية وسيمائهم في وجوههم . سبحان الله . ترى لهم قبول عجيب . ويتحدثون مع كل بكل أدب ورقي من الفئات العمرية المختلفة وتجد لهم نفس الاحترام والتقدير من ال كل …وكنت مره أعمل بمدينة عطبرة وكان يعمل معنا حارس من منطقة الفاضلات لا يغادر موقعة الى منطقته الا أول كل شهر يودي الراتب للعائلة ويجى راجع . لاستلام عملة ويوم الجمعة بصلي بمنطقة كدباس شمال عطبرة عند شيخ من المشهود لهم بالصلاح والتقوي والسريرة النظيفة . الشيخ أحمد الجعلي (راجل كدباس ). علما أننى خرطومي ولا أومن بالمشايخ وكنت أستهزأ بهم . ومنطقة عطبرة ليس لي فيها أهل أو أقارب حضرت لعمل حكومي فقط . وذاك اليوم في جمعة دخل مراح من غنم عطبرة وقضن على كل الحديقة والزهور المحيطة بالحدائق وقرضن كل ما هو أخضر . وزعلت شديد لأني بزلت مجهود كبير لتنمية تلك المساحة الغضراء وذلك لأن الحارس ذهب لصلاة الجمعة في كدباس . ولما حضر ووجد الحديقة على حاله من المسح . وطبعا لا أستطيع لومه الجمعة اصلا عطلة ومع ذلك هو على راس الحراسة من بعد صلاة العصر . للموقع على مدخل الموقع توجد من الشجر القديم المزروع ايام الاستعمار فهو تحتها عنقريبه ومصلاته وابريقه . يوم السبت ذهبت اليه وكنت أحترمه جدا لوفاره وقلة حديثة ومواظبتو في عملوا . فقلت له يا حاج انت رجل كبير وتروح الى كدباس لصلاة الجمعة مشقه عليك . وقرأت له حديث الرسول (ص ) . بأن ان لا تسافر لصلاة الى المسجد الحرام و ومسجد الرسول (ص) بالمدينة والحرم القدسي . وقلت له صلاة الجمعة في أى مسجد تكفي . وفال لي انا شيخي الشيخ أحمد الجعلي ولابد ان اذهب كل جمعةىوبدأدت أستهزأ بالشيوخ وانهم وانهم . لكى اثنيه من مغادرة مكانه لافتره طويله لأستفيد منه في هامش الساعات اثناء اليوم . لكى يحافظ على سلامة متبقى الحديقة من هجوم كاسح من غنم عطبرة الكثيرة . وسبحان الله يوم الخميس بعد العشاء حضرت الية وقلت له غدا الجمعة انا حأوصلك لكدباس وأصلى الجمعة معكم . وكان لي بوكس تابع للمصلحة . وعند ذهابنا الى كدباس وأنا لأول مرة في حياتى أحضر جمعة مع شيخ من الصوفية المشهود لهم . وسلمنا على الشيخ ووجهه كلامه لي وقال لي بابتسامة عجيبة فيها مرح ممزوجة بأريحية عجيبة أنت ولدنا المابينا يا سبحان الجليل كيف عرف ذلك وزولى انا معاه الحجل بالرجل لم ينفرد به ولا تستطيع حتى الوقوف معه طويلا ؟ ووقتها التلفون الثابت قليل فكيف عرف هذا الشيخ اني استهزأت بهم وخفت خالص وأتتني رهبه .ووجدنا خواجات تكلم الشيخ مع الفرنسيين بالفرنسواى ومع الانجليز بلغتهم . وعندما خرجنا عائدين قلت للحاج الحارس الشيخ دا خريج كلية لغات لآنى أعرف سيوخ كثيرين من المثقفين ثقافات جامعية وفوق الجامعية . فقال لى أبدا علم أبواته . فقط وقلت له يا حاج أنا أعرف انجليزى بمستوي جيد وملم بالفر نساوى الشيخ دا تكلم كأهل اللغة فقال لي له العلم اللدن يا سبحان الله . وبعدها كل جمعه صلاتي مع الشيخ الا أن غادرت تلك المدينة التي كانت عاصمة سكك حيد السودان .
السودان من الله خلقه عايش في مشكلة قمح وسكر وبنزين لو شيوخ الصوفية عندهم قدرات خارقة زي دي ما يحلو مشاكلنا حاصرينها في كباية شاي ليه؟؟؟ واي انسان يدعي انه عنده كرامات اومعجزات يظهرها للناس مشكوك في نواياه
السلام عليكم يأاخي أحبك في الله محبة الصالحين الاتقياء وهذا المقال الثاني في سلسلة سردك التي أقرأها لك عن كرام الناس أصحاب القلوب الكبيرة والسريرة النضيرة هؤلاء هم من شكلوا وجدان الامة السودانية وغيرها بالقيم النبيلة والخصال الحميدةواي حد بيفتكر غير ذلك فهو منافق ومغيب عن الواقع وجاهل بتاريخ السودان وكل ما عرف به السودانيين من نبل وامانة وصدق هو تربية هؤلاء القوم واي حد عنده راي اخر غير ذلك فهو مكابر ومقطوع يااخي جزاك الله خير فقد امتعتنا واتحفتنا وذكرتنا بنفحات أبونا طيب الله ثراه الشيخ الواصل وموصل المربي الطاهرأبونا الشيخ عبدالباقي الشيخ عمر الشيخ احمد المكاشفي وكذلك بابونا الخليفة النادر العفيف الخليفة عبدالله نحن مدينين لهم الى أن نلقى الله وحفظك الله أخي ومتعك بالصحة والعافية انت وابنائك واحبائك وارجو ان تواصل هذه الدرر والسلام
السلام عليكم أخي الدكتور محمد البدوي أنا الامين أحمد من قرية إبراهيم عبدالله والان بالمملكة السعودية مدينة الجبيل شرق المملكة وارجو أن يمنحني الله محبة هؤلاء القوم فكل قريتنا والقرى المجاورة قد تربى أهلها تحت كنف هذا الشيخ الزاهد وذلك من زمن طويل فظهرت هذة التربية الحقيقية في سلوكهم العام وعليه ليس هناك بغضا ولاحسدا وانما ودا وحبا وسماحة ومازال كل ذلك ماثلا حتى يومنا هذا وسيستمر بحول الله وأنا الحقيقة لما لمحت أسم أبونا الشيخ المكاشفي في مقالك الاول بالنسبة لي تأكدت قبل قراءة المقال أن هذا الدكتور أكيد له علاقة بالشيخ المكاشفي فكنت في غاية الشغف لقراءة المقال وأحلف لك بالله العظيم إنني قد ارتحت في نفسي وأنا في الغربة راحة لم أحسها من قبل هنا وازدادت راحتي أكثر وانت تكتب المقال الذي يليه وأسأل الله أن يبارك فيك ويمتعك بالعافية وتتوالى المقالات والايميل هو[email protected]والتلفون00966564492436وقريتناوسط بين مدني والمناقل ولك سلامي وودي وربنا يجمعنا على خير دائما