أخبار السودان

خذوا العبرة من ترامب

اسماء محمد جمعة

الرئيس الأمريكي المنتخب دونلاند ترامب قرر أن يصبح رئيساً لأمريكا قبل أكثر من20 عاماً، وبطريقته ودون أن يمر بالتجربة الطبيعية التي مر بها كل الرؤساء السابقين وربما اللاحقين، ووصل بانتخابات عادية، وهو اليوم يبدأ فترته الرئاسية بصورة مختلفة أيضاً، فقد أعلن صراحة وبحدة عن سياساته تجاه المهاجرين عموماً وخاصة العرب والأفارقة والمسلمون الذين انتقدهم بطريقة مهينة لم يفعلها رئيس من قبل واعتبرهم عبء على بلده، وأياً كان مستوى ترامب فهو منتخب وفي دولة تحكمها المؤسسات لن تتركه يفعل شيئاً يضر بأمريكا، ولكن خذو منه العبرة ما يفعله ويقوله لا ينبع من فراغ ومهما كان متهوراً ومجنوناً لن يكون أكثر تهوراً وجنوناً من رؤساء الدول العربية و الإفريقية الذين هجروا مواطنيهم ليأتي ترامب ويسيء لهم.

فعلياً بدأ ترامب جاداً بتنفيذ وعوده واستعد لبناء السور بين بلده و المكسيك وقيَّد دخول مواطني 6 دول اختارها في المرحلة الأولى، وهي العراق وسوريا وليبيا والصومال والسودان وإيران ، باعتبار أن هذه الدول إرهابية ومواطنيها خطر على الولايات المتحدة، مع أنها هي التي زرعت فيها الإرهاب وكبرته حتى أثمر وقطفت الثمار، فهي صاحبة القدح المعلى تاريخياً في زعزعة أي دولة وصمت مواطنيها بالإرهاب، فهي السبب في ظهور طالبان والقاعدة وداعش والإسلاميين، وغداً ستصنع غيرهم، والمشكلة أن هذا الإرهاب لن ينتهي مالم تكف هي عن صناعته وتترك تلك الشعوب تعيش بطريقتها وتتوقف عن ابتزازها، الولايات المتحدة هي الراعي الرسمي للإرهاب والرابح الوحيد منه ومن الهجرة وقد صنعت رؤساء دول كثيرة، بل وتقوم بحمايتهم ليستمر الإرهاب في مناطق معينة من العالم .

ترامب يفهم كيف تعيش بلده على الدول التي يعتبر مواطنيها إرهابيون ولاجئون وله نظرته التي لن تخلو من مصلحة بلده، ولكن حديثه لم يتوقف عندهم، بل قال أيضاً أن الولايات المتحدة ستتخلى عن الدخل في شؤون الدول الأخرى وهنا المحك الحقيقي، ويجب أن تأخذ الشعوب هذا الحديث محمل الجد وتطالب بخروج الولايات المتحدة عن حياتها وسيعود اليهم الأمن والهدوء والسلام وسيعرفون كيف يختارون رؤساء ملهمون يجعلونهم لا يحتاجون لأحد حينها لن يجد ترامب مسلماً ولا أفريقياً ولا عربياً تجبره الظروف ليعيش مضطراً في أمريكا هرباً من دكتاتورية رؤساء فاسدين صنعتهم بلاده.

تصريحات ترامب اعتبرها الناس تهور منه وحماقة ستضر بالولايات المتحدة، ولكن هو يعبر عن رغبات نبعت من شعبه ومؤسسات الدولة جديرة بالمحافظة على الدولة قوية كما هي، ولكن هي فرصة لتراجع شعوب الدول الإسلامية والعربية والأفريقية علاقتها بالولايات المتحدة وتأخذ العبرة من أفعال ترامب وتسعى إلى التحرر منها، فالحكاية ليست حكاية إرهابيين ومهاجرين أصبحوا عبئاً عليها فتلك إسرائيل لديها أكثر من خمسة ملايين مواطن يعيشون في الولايات المتحدة وتقدم لها أكثر من 3 مليار دولار، مساعدات سنوية،فلماذا لم يتضجر ترامب منها ولم يشملها بالحديث ؟ لا اعتقد أن هناك أحد لا يعرف الإجابة.

التيار

تعليق واحد

  1. طالبان والقاعدة وداعش والإسلاميين، وغداً ستصنع غيرهم، يعني جابتهم من وين؟؟؟؟؟؟؟ الحقيقه هم جاؤ من الوهابيه. ثانيا إذا كان هذا العربي او غيرو باع نفسه للاجهزه الامنيه كم هو حاصل هنا في السودان فما ذنب الشيطان؟؟ الم يقول الله عز وجل الاعراب اشد كفرا ونفاقا~~~ عينكم في الشيطان وتطعنوا في الفيل وصاحب الفيل!عجبي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..