البشير افسد وطن بحاله فكيف لا يفسد القضاء

سمية هندوسة
عندما كنت في السادسة من عمري و تم قبولي بالصف الاول الابتدائي كنت اذهب يوميا مع اختي الكبري للمدرسة سيرا علي الاقدام و هي مسافة لا تتعدي الخمسة دقائق سيرا و لكن هذه الخمسة دقائق كانت تفرحني جدا و اكون في غاية السعادة و انا في طريقي للمدرسة من منزلنا باول حي ديم جابر الي مدرستي كوريا شمال الابتدائية للبنات ، و كان ما يسعدني حقيقية هو شعوري بانني انتمي الي كيان اجتماعي منظم و وطن احبه و حياة مدنية في غاية الترتيب و قد بنيت قناعاتي السعيدة هذه من خلال مشاهداتي بين المدرسة و البيت صباحا فقط و لا تاثير لطريق العودة ، صباحا لانني كنت اشاهد في الصباح العمال وهم في طريقهم الي الورش و المصانع يرتدون الافرول وهم يسيرون بنشاط افرادا و جماعات ، افرولات متسخة بزيوت ماكينات السيارات و اخري نظيفة ، افرولات من الجينز و اخري برتقالية اللون و غالبها يكون ازرق داكن او فاتح اللون ، و كذلك اري جارنا احمد الجعلي وهو في طريقه الي طرمبة شل مرتديا الزي الرسمي للعمل وهو البدلة الاشتراكية رمادية اللون و عليها شعار شركة شل في الجيب العلوي بنصف كم صيفا و في الشتاء بكم طويل و هي ذات نوع الزي الموحد لعمل مصانع الغزل و النسيج و هم متجمعين لانتظار بصات مصانعهم ، و ايضاً اري عمال مصنع الاطارات ITMD ، عمال و موظفي مصانع النسيج كانوا يرتدون بدلاتهم و عليها شعارات باسم مصانعهم و عمال و موظفي مصنع الاطارات يرتدونها زرقاء و اخري رمادية عليها اسم المصنع و العمال يرتدون معها قبعات بعكس الموظفين ، الجدير بالذكر هو اختفاء اليونيفورم و المصانع حالياً و اصبحت اللبسات الاشتراكية حصرا علي منسوبي جهاز الامن و منسوبي المؤتمر الوطني و سائقي الوزراء و البرلمانيين ، كنت اري هذه المشاهد بالإضافة الي منظر طلاب المدارس بنين و بنات فاكن الصباح يمثل لدي لوحة رائعة و مفرحة ، كان موقع مدرستنا في حي البوستة وهو الحي الذي شيد لاجل موظفي مكاتب البريد و البرق و هي منازل انيقة و بنيت بشكل هندسي راقي ، و كان وقتها ناظر او ناظرة المدرسة يعطي منزلا داخل المدرسة ، و كانت هنالك مساكن للقوات النظامية بمختلف تنوعها تسمي بالقشلاقات ، فكان هنالك قشلاق للسجون (ديم سجن )و قشلاق للشرطة ( ديم بوليس) و قشلاق للدفاع الجوي ( ترانسيت) و قشلاق لعساكر و ظباط البحرية ( فلامنجو) و مساكن لموظفي المواني ( الاسكلة ) و ( حي المواني ) و مساكن لعمال و موظفي السكة حديد ( حي السكة حديد) و سكنات لموظفي الميناء الجنوبي ببورتسودان ( حي الجنوبية ) و كانت هنالك مساكن لضباط و عساكر سجن الحجر ( حي ديم حجر ) و مساكن للاطباء ( حي الدكاترة ) ومساكن للممرضين ( حي الممرضين ) و هكذا كانت الدولة تهتم بهذه الشرائح الهامة في المجتمع و لاشك انها كانت سياسة المستعمر و لم تتغير ما بعد الاستقلال ، فبالتاكيد لن يكون المستعمر احن علينا من حكوماتنا الوطنية و لكنه قام بترتيب حياتنا لتصبح مدنية و مرتبة ، كانت بورتسودان مدينة جميلة وادعة و يتعارف اهلها علي مستوي الاسر فقط بالاسم ، و كان السكر بسعر مدعوم في متاجر الاحياء، و كانت السلع الاستهلاكية جميعها تباع باسعار رمزية في السوق الخيري بمقر الاتحاد الاشتراكي سابقا ، و عندما بلغت الحادية عشر من العمر جاءت ثورة الانقاذ ( الإتعاس ) ذات ليلة مشؤومة فتحولت مدينتنا الجميلة الي سرادق عزاء مستمر و دفعت الثمن مثل جميع مدن و قري و مناطق السودان الاخري ، فقط ما كنت شاهدةً عليه هو كيف تغيرت حياة الناس و اصبحنا كل يوم نترقب الاسواء ، فقد جاءت الانقاذ بحملة اعتقالات واسعة طالت غالبية الاسر ، و بعدها حملات فصل تعسفي لالاف العمال و الموظفين بالسكك الحديدية و المواني البحرية و سودان لاين و كذلك الاطباء و الاساتذة و المهندسين و كانت هذه الحملات من الفصل التعسفي تحمل اسم (الصالح العام) ، و هذا الفصل التعسفي قد قام بتشريد الاف الاسر و تغيير نمط حياتهم و بعدها جاءت الاوامر بإخلاء المنازل من المفصولين تعسفيا و بلا مكافاة نهاية الخدمة و هي حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور و القانون فباي اسلامٍ اتونا هؤلاء الذناديق تجار الدين ؟
و هكذا افسدوا الخدمة المدنية بفصل اصحاب الكفاءات و جاؤوا بمنسوبيهم علي اساس الثقة تنفيذا لخطة التمكين التي وضعها الترابي فتدنت الخدمة المدنية و اصبحت المصالح الحكومية تقلص خدماتها حتي انعدمت تماما ، ، و قاموا بطرد الاسر من منازل الحكومة دون تعويض و ذلك طمعا في مواقعها ، اوقفوا مشروع الجزيرة و مشروع الصمغ العربي و جميع المصانع و الشركات الوطنية باسم الخصخصة ليكونوا هم البائع و المشتري و الوسيط و لا عزاء للوطن ، و ذلك ادي الي الاستغناء عن ملايين العاملين و الموظفين في جميع قطاعات الانتاج و الغريبة انهم كانوا يغلقون مصانع الغزل و النسيج و الشركات و لاحقوا المزارعين و استولوا علي ثلثي انتاجهم مما اضطرهم لترك مهنة الزراعة ، و افقروا الراسمالية من اثرياء السودان بالاغراق و العطاءات المبطنة ، و قاموا بتصدير الكركدي ببذوره و الصمغ العربي و قاموا بتصدير إناث الماشية و الابل منذ قدومهم بالتهريب و الاتفاقات السرية ، اين سودانير و سودان لاين و شركة الاقطان و الصمغ العربي و الروبي و بيطار ؟ بل اين مصلحة البريد و البرق و بقية المصالح و المصانع الوطنية ؟
المؤكد هو فساد المنظومة الحكم باكملها كما ادلي بيها شيخهم الترابي في شهادته علي قناة الجزيرة و كيف انهم ضيعوا الوطن بالاتفاق مع حكومة اللصوص تجار الدين التي افسدت الوطن من كل النواحي و كافة الاصعدة و بالتاكيد كان فساد القضاء علي راسها ، ففي حكومة الحزب الواحد لا وجود للسلطة القضائية او التشريعية واقعيا و كل ما هنالك تمثيل صوري لاثبات ان هنالك حكومة حقيقية و ليست اخوانية تستشري كالسرطان و تأتمر باوامر المرشد و تسخر جميع امكانات الدولة لخدمة جماعة الاخوان المسلمين و لا ولاء لغيرهم .
و بعد ان حولوا الوطن الي دولة مستهلكة و عطلوا جميع خطوط الانتاج قاموا بتجنيد جميع الموظفين و العمال و الطلاب ( في بورتسودان اعني ) كانوا يفصلون من رفض او تعذر لان الوالي بدوي الخير ادريس وعد البشير بعدد مئة الف مجاهد حينما يزور بورتسودان في عيد انقلابهم المشؤوم لذلك امر بتجنيد جميع العمال و الموظفين و الطلاب و الطالبات ، لا اريد ان اتحدث عن استضافتهم لاسامة بن لادن و دعوتهم للزنداني و استعانتهم بكارلوس لتدريب كوادرهم الارهابية فالجميع يعلم ما فعلوه بالوطن من خراب و دمار لكانما هنالك من يدفع لهم لتنفيذ اجندة تتعلق بزوال السودان من خارطة العالم ، و كذلك فسادهم في الجامعات و منظومة التعليم ككل و منح درجات و شهادات علمية لمنسوبيهم علي اساس الجهاد و كذلك تدريب و تسليح طلابهم الاسلاميين داخل الجامعة لمنع اقامة اي نشاط سياسي لطلاب الاحزاب الاخري و كتلة الطلاب المستقلين ، انهم افسدوا كل شيء بالوطن فكيف لا يفسدون القضاء ؟
طلابهم يستخدمون الاسلحة النارية داخل الحرم الجامعي لتصفية خصومهم السياسيين و جعلوا من مساجد الجامعات ترسانات لاسلحتهم و اوكار لتعذيب الطلاب ، انهم باعوا المساجد و المستشفيات و المدارس فكيف لا يبيعون الذمم و لا يفسدون القضاء؟
و من فسادهم المشهود في القضاء اذكر في العام ٢٠٠٠ حينما كان القاضي محمد سر الختم غرباوي قاضي محكمة الجرائم الموجهة ضد الدولة وقتها انه كان في ذات الوقت قاضي محكمة الاستئناف ، و كان حينما يحكم علي احدهم في محكمة الموضوع يستانف الشخص لمحمد سر الختم في محكمة الاستئناف فيثني محمد سر الختم حكم محكمة الموضوع الذي كان قد حكم به من قبل !!!!! انهم افسدوا القضاء و افسدوا الوطن و ارتكبوا الابادات و قتلوا الملائين و جندوا المليشيات لقتل الشعب و ابادته و حينما ذادت مرتزقتهم عن الحاجة صدروها و قبضوا الثمن حسب الراس دون ادني شعور بالعار او البؤس ، حكومة البشير و طاقمها بشر لا كرامة او اخلاق و يفعلون كل شيء لاجل المال ، يمارسون العهر السياسي و يفخرون بذلك ، انهم غرباء علي هذا الشعب و لا يشبهونه .
الحرية للطالب عاصم عمر المحكوم سياسيا بتهمة القتل بلا قتيل و قد قتل طلابهم العشرات من شهداء الحركة الطلابية
الطالب الشهيد علي ابكر و الشهيد محمد عبد السلام و الشهيدة سارة عبد الباقي و الشهيد محمد الصادق ويو و الشهيد الطيب صالح و ابو العاص و التاية ابو عاقلة ورتلا من الشهداء منذ قدومهم و لم يقدموا احدا للمحاكمة من منسوبيهم و حتي في محاكمة قاتل الشهيدة سارة تمت تبرئة الجاني رغم توفر جميع الادلة ، انها حكومة بشيرستان الفاسدة ، انهم لا يحاكمون من يجلب المخدرات بالحاويات و لا يحاكمون منسوبي الجيش و الامن الذين تم القبض عليهم متلبسين بتهمة الاتجار بالبشر و لا يحاكمون ابن وزيرة العدل تهاني تور الدبة الذي ضبطت بحوزته كمية تجارية من المخدرات و لم يحاكم و قبض بعدها بشهر و بحوزته مخدرات ايضا و تم حكمه مع وقف التنفيذ ، و ان لم يتم وقف التنفيذ بامكان البشير اخراجه بعفو رئاسي مثل الذي اخرج به الشيخ المغتصب نور الهادي الذي قام بتخدير احد تلميذاته و اغتصابها و بعد ان ضبط متلبسا و حكم من محكمة الموضوع بعشرة سنوات سجن فاستانف المغتصب فثنت الحكم محكمة الاستئناف فاستأنف في المحكمة الدستورية فثنت حكم محكمة الموضوع و قرار محكمة الاستئناف ، و حينما تم تنفيذ الحكم فاذا بالبشير يخرج الشيخ الزاني بموجب عفو رئاسي متجاوزا قضاة الارض و قاضي السماء ، هكذا هم المفسدون في الارض تاخذهم العزة بالإثم فيصبحون مثل فرعون و يقولون ( انا ربكم الاعلي).
اللهم البشير معك في بيتك فخذه عندك و لا ترده الينا الا جثة او جيفة ، اللهم انت العدل و اسمك العدل فعجل باجتثاث الظالمين يا رب العالمين .
اولاد الحرام محمد سر الختم غرباوي ومحمد فريد لسه عايشين
اقتباس
٠٠٠٠٠اللهم البشير معك في بيتك فخذه عندك و لا ترده الينا الا جثة او جيفة ، اللهم انت العدل و اسمك العدل فعجل باجتثاث الظالمين يا رب العالمين …..
اللهم والحق به كل الكلاب الضالة المسعورة من مستوزرين إلى امنجية وشرطة ومجلس الونسة والاكل والنوم وعقد الصفقات التجارية…يااااااارب
اقتباس[….عندما بلغت الحادية عشر من العمر جاءت ثورة الانقاذ ( الإتعاس )]
مبااااااااااالغة لكن !!!! انت حاضرة شركة شل واجيب والدعاية بتاعت الكايفنول والقميص الماكسي والايشاربو والرقيص الهورسي وحلاوة حربا وقلم الحبر ابو ترمسة .. وتقول لي عندما بلغت الحادية عشر جو الكيزان..
ولاتنسي أيتها الكنداكة سمية نقيب الشهداء سليم محمد أبو بكر، طالب الآداب بجامعة الخرطوم، الذي اغتالته السلطة الغاشمة في يناير 1990 بطلقة في الصدر.
إلا لعنة الله على هذا النظام الظالم الغاشم المستبد العربيد.
إن كانوا قد نسوا أو تناسوا فنحن لم ننسَ، وهناك أيضاً الكرام الكاتبين، ومن قبلهم الذي يعلم السر وأخفى.
انهم غرباء علي هذا الشعب و لا يشبهونه
====================================
اولاد الحرام محمد سر الختم غرباوي ومحمد فريد لسه عايشين
اقتباس
٠٠٠٠٠اللهم البشير معك في بيتك فخذه عندك و لا ترده الينا الا جثة او جيفة ، اللهم انت العدل و اسمك العدل فعجل باجتثاث الظالمين يا رب العالمين …..
اللهم والحق به كل الكلاب الضالة المسعورة من مستوزرين إلى امنجية وشرطة ومجلس الونسة والاكل والنوم وعقد الصفقات التجارية…يااااااارب
اقتباس[….عندما بلغت الحادية عشر من العمر جاءت ثورة الانقاذ ( الإتعاس )]
مبااااااااااالغة لكن !!!! انت حاضرة شركة شل واجيب والدعاية بتاعت الكايفنول والقميص الماكسي والايشاربو والرقيص الهورسي وحلاوة حربا وقلم الحبر ابو ترمسة .. وتقول لي عندما بلغت الحادية عشر جو الكيزان..
ولاتنسي أيتها الكنداكة سمية نقيب الشهداء سليم محمد أبو بكر، طالب الآداب بجامعة الخرطوم، الذي اغتالته السلطة الغاشمة في يناير 1990 بطلقة في الصدر.
إلا لعنة الله على هذا النظام الظالم الغاشم المستبد العربيد.
إن كانوا قد نسوا أو تناسوا فنحن لم ننسَ، وهناك أيضاً الكرام الكاتبين، ومن قبلهم الذي يعلم السر وأخفى.
انهم غرباء علي هذا الشعب و لا يشبهونه
====================================