مقالات سياسية

تمساح إنما إيه !!

الخبر الذي ذاع وعم القري والحضر في اليومين ديل هو خبر التمساح (العشاري كمان)،والذي خرج من النيل وهو يقدل،ثم اختطف شاباً(كان يتفسح)،ورجع به إلي النيل ثم اختفي عن الأنظار.
ومن روي هذه الحكاية كان بحسب الخبر شاهد عيان علي ما حدث .
ووجدت الصحف السودانية في هذا الحدث صيداً ثميناً يضاف إليه الخيال،ليصبح إضافة جديدة لقصص ألف ليلة وليلة.
والخبر يعد ناقصاً طالما لم نر (صيوان)عزاء أمام أي بيت،ينتسب إليه الشاب سئ الحظ .
والخبر غير مؤكد طالما ان شاهده واحد،بينما جوانب النيل تعج بالمئات من الشباب كل يوم،وكان يمكن للعديد منهم مشاهدة الحادثة،بل وتصويرها ورفعها علي اليوتيوب . ولو غفلوا جميعاً عن المشهد ففي الفضاء مئات الأقمار الصناعية التي تراقب دخول النمل إلي جحوره،ناهيك عن تمساح عشاري يقدل في شارع النيل .
وراء الخبر المزعوم سيناريو لا يخرج عن السيناريوهات التالية
السيناريو الأول تقرير أمني حكي عن جلسات الشباب في شارع النيل،والنقاشات التي تدور،وخلص إلي أنها خطر علي الإنقاذ والمشروع الحضاري،وبالتالي لا بد من (فبركة ليها ضل)،كيما يفارق الناس شارع النيل (فراق الطريفي لي جملو).
أما السيناريو الثاني،فهو أن شواطئ النيل التي أصبحت متنفساً لأهالي الخرطوم،بيعت لأحد القطريين،ولا بد للسدنة من تسليمها له خالية من الموانع- أي من ستات الشاي والناس-وبالتالي فالرواية تساعد علي المخطط الجهنمي،طالما ان القطري دفع التساهيل التي دخلت جيب عبد الجليل .
والسيناريو الثالث أن مخطط الخرطوم الهيكلي- الذي يقع في وسطه النيل-لا مكان فيه للفقراء وستات الشاي،وهذا الخبر المزعوم يتيح للتنابلة تمرير مخططهم الهيكلي بكل سهولة كيما تصبح شواطئ النيل منتجعات وشاليهات،لا يدخلها إلا الأثرياء وتماسيح السوق.
أما السيناريو الرابع،فهو إلهاء الناس عن مشاكل المعيشة وزيادات الأسعار،خاصة في شهر سبتمبر (الساخن)،وحتي يقبض علي التمساح الوهمي،تكون الحكومة قد مررت زيادات أخري في البنزين والجازولين.
غلطان المرحوم أم غلطان التمساح العشاري الذي خرج عن مساره دون أن يجد(بوليس حركة)،يدله إلي الطريق علي سد مروي بدلاً عن شارع النيل .
وعلي كل فالبلد مليانة تماسيح من كل شاكلة ولون وبألقاب لا يحلمون بها،تارة شيوخ ومولانات،ووجهاء،في مكاتب ووزارات،لا يختطفون الناس فحسب،بل يسطون علي موارد بلد بكامله،ويقولون للمراجع العام وطاقمه (وروني المال العام واقعدوا فراجة).
ونقول لمن حبكوا الحبكة وصدقوها كما قال عادل إمام (هو أنا ناقص؟؟!!)،فليهنأ ناس الدفاع المدني ببدل الاستعداد،وليهنأ حصان السواري ببدل العليقة،ولا تنسوا المرقة بدل اللحمة في السليقة.

كمال كرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحليلك كلو غلط انا من امس قلت ليكم التمساح دا شيعى زعل من تقفيل المراكزالايرانية فى السودان ولاشنو؟

  2. اختقت فاطمة الصبية الجميلة من اهلها في الشمالية . وعلا همس يقول ان تمساحا حطفها الا ان قلب امها حدثها انها حية ترزق , طلبت من ابن اخيها صائد التماسيح الشهير ان يبحث عنها وقد ترامي الي سمعها انها شوهدت في الحامداب تتمشي وتختفي داخل النيل ! في الحامداب غطس ابن عمها باحثا عنها وفجأة راي تمساحا انثي صفراء اللون تهم بالهجوم عليه ولكنها لدهشته ما ان تبينته حتي جفلت فيما يشبه الخجل فعرف انها هي هي !احبت جنيا في الماء ! فرجع ولم يجد الا ربابته وهي لسان الحال للجميع في جميع الامور وصدح : الله باجرك يا عمتي
    فاطني في الحامداب ماها في
    المرهفون يخلقون هذه الاساطير البارعة الحلاوة ليغطوا ويستروا احباءهم وغلاظ الاكباد بفعلون ذلك ليستروا جرائمهم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..