يا أنا … يا هُم

يجادلون ولا ينتهي جدلهم حول ما يسمي بقوانين السوق،حيث العرض والطلب،هو الحاسم في التسعير،وينقلون الجدل إلي دفاع مستميت عن التحرير الإقتصادي،وعدم تدخل الدولة فيما يتعلق بالإقتصاد إنتاجاً كان أم إستهلاكاً .
أما من هؤلاء الذين يجادلون،فهم الأرزقية،والحرامية،والسدنة والتنابلة وكل من يسبح بحمد صندوق النقد الدولي،وكل من يري أن اميركا هي جنة الله في الأرض .
ولكنهم لا ينقلون تحريرهم الإقتصادي،من السوق إلي ميدان العمل،فإن كان البائع حراً في تحديد سعر السلع التي يبيعها،فلماذا لا يحدد العامل سعر قوة عمله في اليوم ؟
ولماذا يحظر علي العمال أي تفكير أو فعل يفهم منه المطالبة بزيادة الأجور ،أو تحسين بيئة العمل !!
إن التحرير الإقتصادي المزعوم لا يأبه لما يقلق مضاجع الرأسماليين،ومن يطالب بزيادة الأجر يفصل من العمل دون حقوق،ولكن الأسعار تزداد،والمرتب قياساً بتكاليف المعيشة لا يسوي شيئاً،وكل يوم تتضاءل قوة عمل العامل،بفعل الحرمان من الغذاء المعقول،إما وقع منهاراً أمام ماكينة فانقطعت يده أو رقبته،وإما تم تلجينه بناء علي تقرير طبي من عيادة (بائسة)طبيبها يأخذ أوامره من صاحب العمل .
وإن خرج العمال في تظاهرات،لرفع الأجور دخلت القيادات النقابية الإنتهازية علي الخط،بالتهديد والترغيب،ثم جلست بعد ذلك مع مسؤولين وأصحاب عمل،وخرجت ببدعة إسمها (منحة)،وهي نقود ضئيلة خارج المرتب،لا تتناسب والزيادات الهائلة في الأسعار.
ويمضي دعاة التحرير الإقتصادي قدماً في مشاريع التحطيم الإقتصادي،فيبيعون المصنع الحكومي،المنتج،لفرد (ذي صلة)،خالياً من الموانع،ومن ضمن هذه الموانع العمال والموظفين،الذين يتحولون بين ليلة وضحاها إلي عاطلين،كما (تخسر)الميزانية الحكومية عائدات المصنع التي كانت تصب فيها،فتنقص الأموال التي كانت تخصص للخدمات ومن ضمنها الصحة والتعليم،وفوق هذا فالذي حصل علي المصنع الحكومي،حصل عليه بثمن بخس،بعد أن دفع العمولة (للسماسرة)،والسؤال يمتد عن ماهية التفويض (الشعبي)الذي يعطي الحكومة حق بيع ممتلكات الشعب العامة لأفراد وجهات خاصة !!
ونري التحرير الإقتصادي يسطع في أسواق المحاصيل،فالمزارع الذي كلفه قنطار السمسم الأحمر 800 جنيه،يواجه باللوبي الإحتكاري الذي يوقف السعر عند حد 700 جنيه،إما ان يبيع المزارع سمسمه بالخسارة،أو يواجه ببلاغات الممولين،الذين استدان منهم تكاليف الزراعة والحصاد،ولا يهمهم إن قضي نحبه أو انتظر بقدر ما تهمهم أموالهم وفوائدهم العالية،ويلتفت المزارع إلي حيث إتحاده(المزعوم)فيجدهم (رأسمالية في شكل مزارعية).وينتهي به الأمر إلي نيابة المصارف وقانون الأموال المرهونة .
ويتبدي تحريرهم الإقتصادي،في تحويل العلاج المجاني إلي العلاج المدفوع تحت إسم (ثورة الإنقاذ الصحي)،والتعليم المجاني إلي التعليم الخاص تحت ستار(ثورة التعليم العالي)،فتزدهر مافيا الصحة والتعليم علي حطام ما شيده الشعب من مدارس ومستشفيات .
ولا يبني قطاعهم الخاص الطفيلي (مستوصفاً طبياً)طالما كان بمقدوره الإستيلاء علي المستشفي الحكومي،بمعداته،ولا يبني مؤسسة تعليمية خاصة طالما كان يضمن الإستيلاء علي مدرسة حكومية تجفف له (حصرياً).
دعهم يجادلون وفي غيهم يعمهون واخرج إلي الشارع،وشعارك يا أنا يا هم ،وسيخرج معك آخرون .
[email][email protected][/email]
في ظل هذا القمع الكيزاني لاينفع الخروج الا بلسلاح يعني انتفاضفه مسلحه وعزانا في
ندا السودان وليكم يوم يا كيزان