استقطاعات السعادة

السعادة ليست خطا مستقيما ؛ بل هي نقاط على احداثيات العمر ، وبالتالي فنحن نحاول اقتناص هذه النقاط المتفرقة والمتباعدة ، ونكتشف وجودها بعد اختفائها في جحور مظلمة ومتاهات معقدة ، نكتشفها نقطة اثر نقطة ، ونتلقفها بسرعة ، وهناك من يخلقون هذه النقاط واؤلئك من يصنعون السعادة من المتفائلين في الحياة . هناك نقاط مكشوفة وعامة لكل البشر مثل نور الشمس وضياء القمر ؛ الخضرة ، الماء ، والوجه الحسن ، وهذه النقاط المكشوفة تحتاج منا نحن أيضا لانكشاف ؛ أن ننكشف عليها ، ويكون لدينا الاستعداد النفسي لهذا الانكشاف . في فيلم أفتار تتصل الكائنات والطبيعة وتتآلف عبر شعيرات دقيقة ومن ثم لا يوجد فرصة للقبح ولا للخوف إلا ممن لا يتصلون بهذه الطبيعة وهم البشر ، فالانكشاف والاندماج الكامل في النقاط المنكشفة أي الطبيعة مصدر للسعادة. إن محور هذا الاندماج يدور حول متطلب الخلود فبالانكشاف على الطبيعة نخضع لقانونها وهو قانون عدم فناء المادة بل تحولها من شكل إلى آخر في عود أبدي نيتشوي مستمر ، فليس في الموت فناء ، بل تحول ، وتواجد ونمو ، وازدهار على نحو مختلف ولكنه مترابط ومتصل بالكل ، فالجزء إحدى خلاياه النابضة بالقلب الكلي للمجموع ، من هنا تأتي فلسفة أفتار لتحولنا من الفكرة الماورائية ذات الطرح المقدس إلى فكرة فيزيقية وروحانية جديدة . فالإنسان يخلد في شكل وردة ، والوردة تخلد في جسد فراشة ، والفراشة ، في روح عصفور ، ولحاء وشجرة …وهكذا دواليك. إن الجمع بين نقاط السعادة والخلود فيما نخلقه او ما هو منكشف بذاته علينا ومانقطفه هو مسيرة كل فرد روحانية وصوفية ، مسيرة تبدأ واسعة منذ الطفولة وتنضج وتضيق بالرشد ، تبدأ باشباع كامل وتنتهي باستقطاعات للسعادة.
8أكتوبر2016

تعليق واحد

  1. لازمتني نفس الافكار عند مشاهدتي لفيلم أفاتار لكني لم احسن التعبير عنها,فكرت بعد مشاهدتي للفيلم أن المخرج يحمل قلبا صوفيا و فكرا متمردا علي الحضارة الحديثة و مبتسراتها وورطاتها بالرغم من أني لا أعرف عنه شيئا و لم احاول أن أعرف لكن من وحي السيناريو.

  2. ما ضير الناس لو امنو بفكرة الخلود ما دامو يخافون الموت ؟ … لا احد يريد خلودا في “شكل وردة” ! يريدون حياة اخري يعوضون فيها ما فاتهم من ملذات ! حياة الاسراف بلا اكتفاء والاشتهاء الدائم وسعادة متصلة في خط تصاعدي لدالة اسية!

    ما “نيتشوي” هذي ؟ ارجو الا يكون ذاك البغيض !

  3. لازمتني نفس الافكار عند مشاهدتي لفيلم أفاتار لكني لم احسن التعبير عنها,فكرت بعد مشاهدتي للفيلم أن المخرج يحمل قلبا صوفيا و فكرا متمردا علي الحضارة الحديثة و مبتسراتها وورطاتها بالرغم من أني لا أعرف عنه شيئا و لم احاول أن أعرف لكن من وحي السيناريو.

  4. ما ضير الناس لو امنو بفكرة الخلود ما دامو يخافون الموت ؟ … لا احد يريد خلودا في “شكل وردة” ! يريدون حياة اخري يعوضون فيها ما فاتهم من ملذات ! حياة الاسراف بلا اكتفاء والاشتهاء الدائم وسعادة متصلة في خط تصاعدي لدالة اسية!

    ما “نيتشوي” هذي ؟ ارجو الا يكون ذاك البغيض !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..