عمان: وختامه مسك

أثمر ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي مسودة إعلان عمان لحرية الإعلام، وهي وثيقة تحت الصياغة النهائية حملت نقاطا كثيرة تؤكد على المبادئ الأساسية لحرية الإعلام المتفق عليها عربيا ودوليا، وضرورة حمايتها، وتوفير الحماية وضمانات العمل للصحفيين.
وكان من ثمرات الملتقى أيضا الاتفاق على تشكيل التحالف العربي لحرية الإعلام، وتم تكوين لجنة تنسيق مؤقتة من خمسة اشخاص برئاسة الدكتور محمد أوجار، وزير حقوق الإنسان السابق بالمغرب، لوضع النظام الاساسي ومبادئ عمل التحالف. وتم التأكيد على أنه وبعد الفراغ من الإجراءات الأولية، سيتم فتح باب العضوية لكل المنظمات المعنية بحرية الغعلام في العالم العربي، ومن ثم عقد جمعية عمومية لانتخاب قيادة جديدة للتحالف.
كانت المحصلة النهائية للملتقى جيدة، مزيدا من التعارف والتشبيك وتبادل المعلومات والمساندة والمناصرة عند حدوث الانتهاكات، وتبادل الخبرات وفرص التدريب المشترك.
لكن الأهم من كل ذلك أن كل المشاركين في الملتقى انتقلوا في اليوم الثالث للمشاركة في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي للصحافة الذي يعقد هذا العام في عمان. أكثر من 350 مشارك من كل دول وقارات العالم اصطفوا في هذا المؤتمر الذي يحمل رقم 62 للمعهد الذي يعتبر واحدا من اقدم المنظمات العالمية المهتمة بقضايا وحرية الصحافة في العالم.
وقد ناقش المؤتمر في هذا العام عددا من القضايا الهامة التي تتعلق بسلامة وأمن الصحفيين في مناطق النزاعات، تغطية قضايا النوع (الجندر)، تعريف الصحفي وكيف تغير بعد الثورة التكنولوجية، كيف تتعاون أجهزة الإعلام والحكومات لمحاربة الفساد، تغطية القضايا الدينية وكيفية التوفيق بين احترام المعتقدات واحترام مبادئ حرية الصحافة، بالإضافة لمسألة المسؤولية الجنائية في قضايا النشر.
وقد اكتشفت أننا لسنا وحدنا من نعاني من هذه المسألة، فكثير من دول العالم الثالث لا زالت تعتبر قضايا النشر من اختصاص القانون الجنائي، في وقت حولتها معظم دول العالم لتحاكم مدنيا، وقد ارتفعت أصوات كثيرة في المؤتمر تدعو المنظمات الدولية والقارية والوطنية لاعطاء أولوية لمناقشة هذه القضية وطرها للراي العام وإقامة حملات التعبئة والمناصرة حولها.
أتاح الملتقى والمؤتمر فرص تعارف واسعة لنا وللآخرين، فليس يسيرا أن تلتقي مذيع ومراسل “سي إن إن” الشهير جيم كلانسي، والمذيعة اللبنانية الشجاعة مي شدياق التي فقدت أطرافها في عملية تفجير إرهابية لسيارتها، ولا تزالت تسير وتعمل بأطراف صناعية، أو مراسل إن بي سي في بغداد كارل بوستيك، وليون ويليامز مدير إذاعة مرايا السابق في السودان، والذي يدير الآن منظمة “فري برس”، ويرأس المنبر العالمي لتطوير الإعلام، وآخرين كثر.
واختتم المؤتمر باحتفال تم خلاله تسليم جائزة الشجاعة الصحفية لأسرتي صحفيتين فقدتا حياتهما في سوريا، وهما البريطانية ماري كالفن مراسلة صنداي تايمز التي قتلت في انفجار في مدينة حمص السورية في فبراير 2012، واليابانية ميكا ياماموتو التي قتلت في مدينة حلب في أغسطس 2012.
ولن نغادر هذه المحطة دون أن نشير لمضيفنا نضال منصور رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن، الذي استضاف الملتقى والمؤتمر الدولي، واستطاع مع طاقمه المميز، ومن خلال الخبرة المتراكمة التي توفرت لهم، تيسير كثير من الصعاب وسهلت مهمتنا منذ خطوات السفر وخلال أيام المؤتمر وحتى مغادرتنا لعمان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الرائع دوما /فيصل م صالح,كنت تسوق معاك جوقة المؤتمر الوثنى ناس راشد عبدالرحيم وضياء الدين والطفل المعجزة الهندى وأحمد البلال الطيب ،عشان يعرفوا حرية ومهنيةالصحافة ويقابلوا أساطينها بدل حرق البخور والاكل من موائد الوزراءومن مال الظروف المفتوحةمع ملاحظة كبر جضوم الاربعة راشد وضياء والهندى والبلال،وفقك الله وابقاك للصحافة الحرة أنت ورفاقك قابضو الجمر طاهر ساتى وعبدالرحمن الامين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..