الولايات المتحدة تحارب إلى جانب الأسد

التدخل العسكري الأميركي ضد الدولة الإسلامية في العراق يضعف التنظيم المتشدد في سوريا بعد أن حقق إنجازات ميدانية واسعة ضد القوات النظامية.

الأسد يراقب بارتياح

لندن – من المرجح أن يؤدي التدخل العسكري الأميركي في شمال العراق الذي يستهدف مقاتلي “الدولة الإسلامية” إلى إضعاف هذا التنظيم المتشدد في سوريا والذي بات يحقق إنجازات ميدانية واسعة في معاركه ضد قوات الرئيس بشار الأسد.

وسجلت الدولة الإسلامية، التي انشقت عن تنظيم القاعدة، مكاسب سريعة في سوريا منذ أن احتلت مدينة الموصل في شمال العراق في العاشر من يونيو/حزيران وأعلنت قيام الخلافة الإسلامية في أراض سيطرت عليها في سوريا والعراق.

وقصفت طائرات اميركية مواقع لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق الجمعة للمرة الاولى منذ انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد عام 2011، ما يمكن ان يشكل نقطة تحول في ازمة مستمرة منذ شهرين بعد سيطرة مقاتلين متطرفين على مناطق في شمال العراق وتهجير اعداد كبيرة من المسيحيين والايزيديين.

وغذى التدخل الأميركي أمالا عريضة لدى قيادة الجيش العراقي بإمكانية تدارك الهزائم المدويّة ضد التنظيم المتشدد واستعادة زمام المبادرة في الحرب المستعرة ضده في مناطق شاسعة في شمال العراق.

ورغم أن البيت الأبيض لم يحدد موعدا لوقف الغارات الجوية في العراق، لكنه قال ان الرئيس الأميركي باراك أوباما يستبعد مشاركة الولايات المتحدة في نزاع عسكري طويل أو إرسال قوات على الارض.

وفي حين امتنعت واشنطن عن التدخل العسكري المباشر في سوريا طوال أكثر من ثلاث سنوات من بدء الحرب، عادت الولايات المتحدةالى العراق مع أوضاع أكثر تعقيدا في شمال البلاد وفي وقت تشهد فيه العملية السياسية شللا تاما بسبب عدم التوصل الى اتفاق حول تسمية رئيس جديد للوزراء بدلا عن نوري المالكي.

وقادت الولايات المتحدة غزو العراق عام 2003 وخاضت حربا للإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. وظلت قواتها في العراق حتى عالم 2011 .

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تتدخل عسكريا في سوريا، إلا أن واشنطن تشدد دائما على المساعدة الإنسانية الأميركية للشعب السوري.

وتلقى أوباما دعوات لعدة سنوات لدعم مسلحي المعارضة السورية لكن الولايات المتحدة نأت بنفسها بعيدا عن النزاع وأشارت إلى الوضع المعقد مع انضمام مقاتلي تنظيم القاعدة إلى الصراع هناك.

كما لم تف الولايات المتحدة بتعهدها بتسليح مسلحي المعارضة السورية المعتدلة وتراجعت عن تهديدها في آب/أغسطس 2013 بالتدخل عسكريا إذا استخدمت دمشق أسلحة كيميائية، حيث وافقت بدلا من ذلك على خطة تقضي بتدمير تلك الأسلحة.

وفي معرض دفاعه عن التدخل في العراق والامتناع عن التدخل في سوريا، قال البيت الأبيض الجمعة إن الغارات الجوية في العراق جاءت بناء على “دعوة من الحكومة العراقية”، مشيرا “إلى المعلومات الاستخبارات الأميركية الشاملة ومصادر المراقبة والاستطلاع في البلاد وكذلك الشراكات طويلة الأمد مع قوات الأمن العراقية والكردية”.

وأوضح جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين “في حين أن هناك دروسا يمكن استخلاصها من مشاركتنا في أماكن أخرى، ليس هناك علاقة مباشرة بين العمل في مكان والعمل في مكان آخر من حيث توجيه القرارات التي تتخذ فقط بدافع العواقب بالنسبة للأمن القومي الأميركي”.

وسقط أكثر من 170 ألف قتيل في الحرب الأهلية السورية التي تدور رحاها أساسا بين معارضين غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتشددين السنة والرئيس الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية والمدعوم بميليشيات شيعية من العراق ولبنان.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..