السودان ولعنة التشظي في زمن الوحدة .؟ا

عوض فلسطيني

الحنين والشوق الي ارض المليون ميل مربع (سابقاً) ظل يعاود الكثيرين مع إطلالة كل فجر جديد يطل براسه علينا في بداية العام يحمل معه ذكريات الامس القديم, ومنها ما هو الاقدم كذلك ,عندما كانت تصطف طوابير المدارس الابتدائية والمتوسطة منذ الصباح الباكر ويعلو الهتاف تمجدياً لذكري الاستقلال المجيد في موكبٍ هادر ينتهي الي شحن العواطف بالمعاني و القيم التي تحثهم علي معني الاستقلال و حب الوطن وتغرس فيهم بالتدرج العزة والانتماء لشي اسمه السودان !! كانت المناسبة الوحيدة التي تتحقق فيها معاني الوحدة والاخاء والشعور بالفخر تجاه الوطن الجميل مع الاحتفاظ بالالوان التي تقيس برؤيتها الخاصة إنتمائها للمناسبة بمعيار الكسب الموصول بماضي الاجداد والتضحية ونسبتها للذات, فوله الشوق والحنين والتواصل يدفعة للتجدد . ان ذكريات التعايش والتواصل بالامس اولتي كان يمثل فيها جنوبنا الحبيب لوحة تُرسم بالالوان الزاهية المتعددة التي تغلب عليها السُمرة والخُضرة اللوحة ظلت ذات معاني توغلت في وجدان الامة لسنين طوال رغم السعي الحثيث من الساسة لطمس معانيها وذكرياتها بمناسبات لم يكتب لها النجاح

من اقدار الارادة ان تندثر تلك الايام برونقها رويداً رويدا لتنزوي في مكان قصي من ذاكرة الامة ويصبح الشعور بذكري الاستقلال هو كتابة (واحد واحد ) من شهر يمثل بداية عام جديد يربطنا بالاستقلال وذكراه حتي اقدمت علينا إتفاقية السلام المنحوسة , التي علق الشعب السوداني عليها آمآل عراض في التاسيس لوحدة طوعية جاذبة تطوي سنين من الظلم الذي وقع علي طرف عزيز من الوطن , هذا الشعور هو ما خدعنا به طرفي التفاوض الذين ضمروا الانفصال في نواياهم وعملوا له في ذاته في كثير من مراحل تنفيذ الاتفاق فذهب الجنوب ليصبح دولة وظل الشعب السوداني بعد الانفصال يتعشم في علاقة جوار آمن يرتقي الي وحدة طوعية في الغد القريب إن لم تشاء إرادة السلطان غير ذلك ؟؟

فالاستفتاء لجنوب السودان فتح شهيه بعض الاطراف التي تتجازب مع المركز و تفكر في ذات المصير فكثيراً ما فكر بعض الساسة المنتسبين الي تلك الاقاليم في اطروحة ان يقوم السودان علي دويلات ومن الممكن ان تذهب دار فور دولة وغداً كردفان وبعدها الشرق وبالنظر الي توتر الاوضاع في المناطق المذكورة وسوء علاقتها بالمركز وصراعها السياسي بدعاوي التهميش الذي تعيشة يمكن ان تكون كلها مؤهلة من حيث مقومات الدولة ان تصبح كذلك او ان تتكتل في شكل إقاليم تملك صلاحيات ترتقي بالاقليم الي مصاف الحكم الذاتي او الكونفدرالية او الاقليم فضلاً عن تجزءة الولايات بدعاوي الترضيات من الغبن التاريخي الكامن في نفوس الساسة والذي اصبح يغذي الناشئة بكثير من المرارات التي حتماً ستفسد عليهم قيمة الانتماء الي الوطن الواحد في ظل التهميش والشعور بالظلم المتوارث . فلو ان اهم مقومات الدولة تتمثل في رقعة الارض الجغرافية والكادر البشري والموارد و الثروات فلم يكن ينقص هذه الاقاليم غير اعلان دولها والاعتراف الدولي لتصبح دول بذاتها تضع خلفها سنين من الحروب والصراع بدعاوي التهميش !!

الحكومة السودانية ربما إستشعرت هذا الخطرمع تصاعد لهجة المطالبة المستمرة بالحقوق وهي تعلم انها المتسبب في إذكاء الشعور بالغبن والمرارات, فبدأت تسبح عكس التيار سوءً ان كان ذلك بطوعها او بإشارات من بعض الاطراف التي صاحبها سوء التقدير و التصرف فقدموا لها سياسة فرق تسد في طبق من ذهب, فكانت الدوحة إشارة إلتقطتها الحكومة السودانية وقسمت دار فور علي قرارها الي خمس ولايات أسهل ما توصف بانها جاءت علي تكوين إثني عزز الانتماء الي الذات وجعل سكانها يغرقون في شبر ماء فضاعت معها معاني التوحد الذي ينشدة كل العالم اليوم , وحدة تجاوزت الحدود الجغرافية المرسومة منذ القدم . وحدة قوية إتجهت حتي نحو الثقافة ووحدة المزاج إن صح القول , العالم إتجة نحو وحدة الاقتصاد والمال والقرار وهذا هو الاتجاه الذي إهتدت الية اروبا بعد حروب طاحنة خلّفت وراءها الالاف من القتلي والخسائر المادية لكنهم توصلوا الي قناعة بان الانعزال والانغلاق حول الذات لهو سباحة كس التيار في وقت اصبح العالم فية قرية صغيرة تضعها بين يديك . فهل السودان مصاب بلعنة التشظي في زمن الوحدة المنشودة عالمياً والتي ربما شكلت العالم قريباً بشكل آخر .

ما قادني الي هذا الحديث هو التراشق و الوعيد الذي اطل علي مسامعنا في الايام القليلة الماضية بشأن عودة ولاية غرب كردفان ؟؟ هذه البالونة التي اطلقتها حكومة المؤتمر الوطني في وقت ارادته في ذاته هي بكيفية ارادتها ولاسباب راتها كذلك , لا اريد ان اغوص في تفاصيل كثيرة تدلل علي ان المؤتمر الوطني ارجع الولاية في هذا التوقيت لشي في نفس يعقوب .وهو الذي اصدر قرار التذويب في خرق بين وواضح للدستور لانه إذا اردت ان تعدل حدود ولاية فهذا الشأن شأن دستوري يتوقف علي قرارات وقراءت وموافقات من المجالس التشريعية الدنيا حتي الهيئة التشريعية القومية ثم الاجهزية التنفيذية العليا , ناهيك من ان تذوب ولاية بأكملها دون الرجوع الي الشعب او من يمثلة ؟؟ لسوء الحظ في بلادي كل الاشياء تتداعي بالمزاج
إن المعركة التي تدور رحاها الان في المواقع الاسفيرية وعلي صفحات الصحف لهي معركة من إتجاه واحد لا اود ان اقول بانها في غير معترك ؟؟. لان الامر مردوده الي مزاج السلطان هو وحدة من يري اين ومتي وكيف ترد الحقوق الي اهلها , فلو ان الحراك المحموم هذا جاء بتلقائية ورغبة صادقة من المواطنين يحركها الشعور بالظلم لتحقيق إرادتها ومطالبها لكان الامر مختلف جداً ؟؟ عودة الولاية حق مشروع وتذويبها إنتهاك لحقوق شعوبها لا خلاف علي ذلك .لكن لو نظرنا الي ما وراء الولاية و الولايات التي اُنشئت في دار فور والان في كردفان وجرت مقارنة بين ايهما افيد وحدتها في كيانات اكبر ام تقسيمها الي إثنيات لإهتدينا الي ان من الافضل وحدة طوعية في شان كردفان وحدها او معها دار فور بعودة نظام الحكم الي أقليم يمنح سكانة السلطة والتمتع بالخيرات والثروات والمعادن وتعود عليهم بالناء وليس النهب المُصلح الذي يجري الان في هذه الكيانات المتشظية , لان ما تنتجه هذه الولايات من ثروات يكاد لا يكفي مرتبات ونثريات وفارهات وإمتيازات ومال مجنب ومال وزير ومال معتمد وووو دون( الاختلاس)الذي تحدده ضمائر السادة الحاكمين فلو قارنا ما يستهلكه هذا الجيش الجرار من الدستوريين في ولايات كردفان و دار فور او كل واحدة لذاتها بما تنتجة هذه الولايات من معادن وثروات ليكتفوا و يجودوا علينا بتنمية كما يحلو للكثيرين لما فضل منها شي بل ربما كانت المعادلة مخلة لدرجة العجز الدائم تربيع , فحتماً لن يجن المواطن إلإ الاهات والانيين والحبو نحو الهلاك في صمت في وقت ينتعش فيه الحاكمين

فحتي تتحقق مطالب الشعوب المغلوبة علي امرها فلربما كان خيار الاقليم راجحاً ويكون الحكم فيه في إطار فدرالي او كونفدرالية يقوم علية حاكم يعاونة طاقم من اهل الكفاءه والنزاهه والمعرفة والتخصص ولتصبح الولايات القائمة محليات يقوم عليها محافظون يتقون الله في شعب يهب دماءه وارواحه فداء لبلده حتي تعود علية دفعياته بأساسيات الحياه وضرورياتها ويشعر هو بالكرامة والادمية التي اعزه بها الله تعالي من لدن خلق سيدنا ادم والاولين ولو ان التباري كان بين الفريقين فريق السلطان الذي يعشق التفتت والتشظي حتي الثمالة وفريق الوحدة الاقليمية بهذه الاهداف النبيلة لحُسمت المعركة منذ ربع الساعة الاولي, لكن قدر السودانيين ان يكونوا ادوات لساسة تحركهم اجندتهم الشخصية ويقدمون الشعب فداء لها بدلاء من ان يضحوا هم بانفسهم فداء لهذا الشعب المسكين المغلوب علي امره . وما يجري من حراك لا يجدي في ظل حكومة ذوبت الولاية وستعيدها ولسان حالها يقول فالتذهب روما وليأتي الطوفان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..