العلم الاريتري يرفرف في الشرق ونحن غافلون!!

إبراهيم مصطفى

علم إرتريا الدولة (الصغيرة) و(الحديثة) يرفرف شامخا في الشرق ونحن غافلون! ، هو بالطبع ليس شرق السودان بل الشرق الأقصى من الكرة الأرضية في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية التي تحتضن دورة الألعاب الأولمبية لعام 2018 حيث تشارك إرتريا بفريق للتزحلق على الجليد على المنحدرات الجبلية استطاع التأهل جدارة واقتدارا للأولمبياد ضمن لاعبي بلاد الصقيع وأخرى تموت حيتانها من البرد مثل روسيا وكندا والدول الاسكندنافية . فقد سعدت أيما سعادة وأنا أرى الوجوه الإرترية السمراء التي حرقتها الشموس الإفريقية وهي تشارك في هذه الرياضات الشتوية وتنداح سعادتي وأنا أرى أعلام أخرى من إفريقيا السمراء مثل نيجريا وغانا والمغرب نالت بطاقات مشاركة شرفية في الأولمبياد نفسها ، وعلى صعيد متصل ازدت غبطة وانبهارا وأنا أرى دولتين (صغيرتين) أخريين هما قطر والبحرين في المباراة النهائية في البطولة الآسيوية لكرة اليد المقامة في كوريا الجنوبية .دولتان من فرط قلة عدد سكانهما كان جل مشجعيهما من أفراد الجالية السودانية في سيئول على قلتهم..!! وتخنقني العبرة وتنطوي بالقلب حسرة ونحن في السودان نتاج حضارات ممتدة وضاربة بجذورها في أعماق تاريخ سحيق غابر وبوتقة انصهار لإثنيات وقوميات متعددة وتعداد سكاني يبلغ أضعاف هذه الدول (الصغيرة) ومساحة تبتلعها مجتمعة، ونسجل غيابا عن هذه المحافل ليظهر اسم السودان فقط على خارطة الحروب والنكبات والمسغبة والإرهاب وما شاكلها. فإذا كان الشعب السوداني بالداخل محبط مثبط الهمم أعياه الجري وراء لقمة العيش فما بال اريتريا ..!!! فهل تتساقط الثلوج على سهولها ومرتفعاتها ! وهل رياضة التزحلق على الجليد من الرياضات الشعبية والمعروفة في اريتريا! الإجابة بالطبع لا . لكنها دولة تعرف كيف تستنهض همم مغتربيها وجاليتها بالخارج وتفجر طاقات بنيها ،ويحضرني هنا أن صديقي الدكتور عماد الدين جوهر الذي يعمل مستشارا اقتصاديا بالسفارة السعودية في سيئول وهو متزوج من كورية، له ابن برع وأجاد في رياضة التيكوندو إلى حد كان يمكن أن يؤهله لتمثيل السودان في الأولمبياد الصيفية التي أقيمت في البرازيل وتحقيق نتائج باهرة ، لا غرو وأنه يحمل الجنسية السودانية ، لكن الفكرة خامرت صديقي وأتته متأخرة ولم يسعفها الوقت،وأن تأتي الفكرة متأخرة خير من ألا تأتي .فيا ترى كم من ومضة مغتربة مثل “محمد” ابن صديقي جوهر يمكن أن تضيء لنا طريق البطولات وكم من موهبة سودانية كامنة في بلاد الصقيع أو الحرور تحتاج لاستنهاض الهمم وتفجير طاقتها ! إذن هي دعوة للمغتربين السودانيين وهم كثر منتشرون في أرجاء المعمورة ، ليتحسسوا مواهب أبنائهم الرياضية ويفجروا طاقاتهم ليفرخوا لنا براعم ترفع علم السودان شامخا ولنا في إرتريا عبرة ومثالا يحتذى.
[email][email protected][/email]

صحفي بوكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..