اكتب لي حتى افهمك : للكتابة طعم خاص

عثمان يوسف خليل
هل خطر على بالك وانت تكتب ، أن للكتابة طعمًا؟ وهل تذوقت ذلك الطعم وانت تكتب؟ وهل سألت نفسك مرة واحدة أن لها طعم خاص؟.. نعم للكتابة طعم لا يعرف مذاقه الا من عاش مكابدة التفكير وهواجس النجاح والفشل فيما يكتب ، ولذلك فالكاتب الفذ بين الناس إنسان يعاني، ولا ما كدي؟..
أما صاحبكم ، ومنذ فجر صباه الباكر كان يمني نفسه أن يصبح كاتباً ، ولعجبي إن تلك الأمنية لم تضع هباءاً منثوراً، فعلى الرغم من أن ثمارها نضجت وآتت أكلها بعد أحيان عددًا ، لكنها أثمرت ثمارها ، والتي رغم تواضعها فصاحبها راضٍ عنها .. لن نكابر ونقول أننا من أصحاب القلم (ياحليل الأقلام التي اختفت او كادت مع التطور السريع والمخيف في أيامنا هذه) ولكن كنت أحسب أنها مجرد محاولات متواضعة ، ولا أدعي أنها أعجبت كل من اطلع عليها، وهذا شيء طبيعي ، فالناس بطبائعها المختلفة ؛ منهم المتذوق الحصيف ، وفيهم المجامل ، وعلى فكره خلي بالك من هذا النوع..
ولكن أنا صاحبها الذي كابد وعاني معها ؛ بالتأكيد أعجبتني وسرّت بالي كمان..
سامحوني يا سادتي أنا أعرف بأني دائماً بكتب ليكم عن الكتابة ، وعن وجع الكتابة لأنني أحسست هذه المرة بأني (اتولمت) تب معاها..
سؤال الروائي يحيى حقي ، صاحب رواية (قنديل أم هاشم) ، عن متى يكتب فرد ما؟ وقوله بأنه لا يكتب الا عندما يستقطع موقفاً ، ولكنكم ياساده سوف تعذروني إذا علمتم أن الكتابة فعل يقود صاحبه إلي معاول النقد رغم إننا نعلم إنه لا يوجد في هذا الكون إنسان كامل ، وإن وجد؟ وهذا مستحيل ، قطع شك فلن نحتاج إلي وجع الإبداع إذن ، ويجب علينا إدراك أن الكاتب إن لم يرضي نفسه أولاً فلن يرضي أحدًا ، ثم إنه حري بنا أن نعرف أن الكتابة تحتاج إلي متطلبات ؛ وأهم هذه المتطلبات ، بلا شك ، هي القراءة .. وكلنا كمسلمين نقرأ سورة عظيمة في القرآن الكريم ، وهي أول ما نزل به الوحي على رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، الا وهي سورة القلم ، وافتتح جبريل أول أمر لنبينا أن إقرأ يامحمد ، ومن هنا جاء تعظيم القراءة والكتابة.
وقد قيل في الأثر أن الأمة التي لا تقرأ لن تعرف نفسها أو حتى معرفة الامم الأخرى ، فكيف يمكننا الوصول إلي تجارب الآخرين إن لم نطلع على ما وصلوا إليه؟ ونعرف إخفاقاتهم ونعمل على تجنبها أو سننقاد لهم كالعميان ، وها نحن ننساق خلف ماينتجه العقل الغربي المجنون..
أنا هنا معني بالجانب السيكولوجي للكاتب .. وهنا أسألكم : هل رأيتم الحالة التي تتلبس أحد المبدعين؟ وخاصة الكتّاب منهم؟ .
فإن شاهدت الواحد منهم متلبساً بحالة الكتابة فلا تحسبه فاقد العقل..
أيضاً في العملية الكتابية أو لنقل كل العمليات الإبداعية هنالك سؤال مهم يدور في مخيلة بعضنا : هل ينفصل الكاتب من واقعه وسياقه وتحل عليه روحٌ أخرى؟ أم ياترى هي النفس الأخرى او الانا الأخرى التي تملي عليه ما تريده هي؟ .
هذا مجرد تساؤل لو سألناه لأحدهم أو إحداهن.
ونحن نقول ، ومن تجربتنا أن حالة الكتابة حالة إبداعية خلاقة كغيرها ، وتجتاح صاحبها ، بل تتلبسه الأفكار ، والتي تبدو كالسحب إن أثقلت فلا بد لها أن ترعد وتبرق ثم تنهمر ..
نعم حين أكتب أصبح أنا الآخر، وقع ليك؟..
والمرة القادمة سنحاول أن نتتبع عملية الرسائل عند أدبائنا لعلنا نكتشف كيف كانوا يفكرون..
وأخيراً أكرر : أخبرني ماذا تقرأ وتكتب حتى أفهم من أنت ، اقرأوا بالله عليكم..
منو اللخو؟ أقصد ما تعريفك لنفسك وعند الناس؟