أخبار السودان

المبادرة الأممية الأفريقية .. الدبلوماسية الحذرة

دعت السودانيين اليوم إلى ضرورة الحوار

 

تقرير: الراكوبة

 

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بريتس ان ليس لديهم وقت كثير لإنتظار الحل لأن التدهور الاقتصادي في السودان صار صعبا، و واكد في مؤتمر صحفي للالية المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي اليوم، أن ليس بمقدورهم معالجة كل المشاكل والقضايا السودانية العالقة التي حدثت قبل 25 أكتوبر ، لكن تركيزهم، في هذه الفترة سيكون على المواضيع التي من شأنها ان تساعد لحل الأزمة والتي لا بد أن تكون عبر حوار سوداني وصياغة الدستور وحل مسألة توزيع الموارد. قبل أن ينهي فولكر مؤتمره الصحفي المشترك، بدأت التساؤلات تترا حول كيفية حل الأزمة عبر حوار سيما عقب توصيف الوضع بالبلاد بالخطير وكذا في ظل حالة التمترس السياسي؟ مالذي يحمله فولكر وود لبات من وصفة سحرية للعبور بالبلاد؟ وهل تفلح المساعي في جمع الفرقاء على طاولة حوار مشتركة؟! .

 

تفاؤل في عز الازمة

 

يبدو أن فولكر بدأ اكثر تفاؤلا، عقب تكوين الآلية المشتركة مع الاتحاد الأفريقي لحل الازمة بالبلاد، ففي وقت تلمس فيه من خلال مبادرته التي أطلقها في يناير الماضي، مواقف القوى السياسية المتباينة، فضلا عن رفض لجان المقاومة مقابلته، قال اليوم إن تركيزهم سيكون على ما من  شأنه العمل على حل الأزمة التي يتوجب أن تكون عبر حوار سوداني، ولعله وبالتتبع لمسيرة التفاوض للوصول إلى صيغ مشتركة، منذ سقوط نظام البشير أبريل ٢٠١٩ التي بدأت بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، ومن ثم مع الحركات المسلحة وغيرها، نجد أن عمليات الحوار دائما ما تكون عصية وذلك نسبة لتمسك الأطراف بمواقفها كل على حدة، قبل أن يزداد الأمر صعوبة بعد  انقلاب ٢٥ الذي ترى فيه قوى الثورة ضرورة ذهاب العسكر من المشهد تماما، مع التشدد على أي محاولة للحوار ما يجعل المهمة صعبة في ظل المشهد المحتقن. وفي هذا الشأن  يرى مراقبين أن المؤتمر الصحفي المشترك للبعثة الأممية والاتحاد الأفريقي، الغرض منه في الأساس اظهار حالة التقارب بينهما ونفي وجود أي خلاف وذلك بدأ واضحا من خلال حديث فولكر عن التزام  الامم المتحدة بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي والايقاد للعودة للمسار الانتقالي المفضي للانتخابات الحرة والنزيهة.

 

الكرة في ملعب المدنيين

 

وفيما تنقسم القوى السياسية المدنية حول الفترة الانتقالية ما بين رافض للانقلاب وداعم له، رمى مبعوث الاتحاد الافريقي محمد الحسن لبات الكرة في ملعب المدنيين، حين أكد خلال المؤتمر الصحفي المشترك اليوم أن اتفاق المدنيين باطيافهم المختلفة سيضيق الفرصة أمام العسكريين السلطة، وأنهم بتفرقهم يتركون البلاد في ايديهم. وهذا ما عده مراقبون ضربا من الخيال وفق معطيات المشهد، وحالة التنافر وفقدان الثقة بين الجميع، التي بدأت منذ بدايات التفاوض الأولى بعد سقوط البشير، واستمرت لحين الانقلاب، ما جعلها تبسط الطريق امام العسكريين للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد في وقت تتسع فيه هوة الخلاف يوما عن الآخر بين القوى السياسية، ويستبعد بالمقابل المحلل السياسي د. صلاح الدومة اي حالة تقارب بين القوى السياسية المدنية يمكن أن تقود إلى حوار، مؤكدا ل “الراكوبة” اختراق هذه القوى من قبل الفلول والموتمر الوطني. وفي ذات الاتجاه أكد الدومة أن النظام السابق يطلب من عناصره الموجودة داخل القوى المدنية، عدم التوصل لأي اتفاق حتى يظل الوضع على ما هو عليه. واعتبر في الأثناء ان المؤتمر الصحفي اليوم لا يخرج عن كونه وسيلة لاظهار حالة الوفاق بين البعثة الأممية والاتحاد الأفريقي وقال: أن فولكر يعتبر اس المشكلة وان لن يتم إبعاده فلن يحدث اي تقارب.

ثقة مفقودة

في مقابل ذلك شدد فولكر على انه لابد من حوار حقيقي تسبقه محاولات لإعادة بناء الثقة المفقودة بين السلطة الحالية والشعب السوداني، وقال إن هناك ضرورة ملحة لخلق مناخ مواتي لحوار حقيقي عبر وقف العنف وضمان السلم وإنهاء الإعتقالات والافراج عن المعتقلين السياسيين، وكان فولكر في وقت سابق قد اعلن عن قلقه من حالة الانسداد السياسي الراهن إلى من الممكن أن تؤدي إلى انزلاق البلاد نحو  عدم الاستقرار واهدار المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحققت منذ قيام الثورة، قبل أن يعود ويبدئ تفاؤله من أن تحقق جولته الثانية مكاسب، ومما لا شك فيه أن حالة التوافق بين القوى السياسية تكاد تكون مستحيلة في ظل ما تشهده الساحة من تصريحات و اتهامات متبادلة، هذا كله فضلا عن الشارع المحتقن الرافض للانقلاب.

 

نصف الطريق

 

ومن جانبه يرى المحلل السياسي عبد الله ادم خاطر ضرورة الحوار بين السودانيين فيما بينهم، مؤكدا ل” الراكوبة” أن جميع القوى المدنية السياسية والحركات المسلحة تعلم أن الحرب والانقلابات واستخدام العنف لن يفضي إلى شيء، في وقت دعا في الجميع إلى التفكير المشترك للخروج من الأزمة.
وقال خاطر أن الحوار قائم بين القوى السياسية وانه أفضى الي الكثير من النتائج واننا قطعنا نصف الطريق، واضتف بأن الحوار أمر غير مستحيل، فيما استبعد أن يكون المؤتمر الصحفي المشترك اليوم بغرض اظهار حالة التقارب بين البعثة الأممية والاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن العلاقة بينهم بينهم طبيعية بحكم ان ما تقوم به البعثة الأممية يعتبر تكليف إقليمي من الأمم المتحدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..