الوطني وغازي ..رسائل الغزل اللئيم ..!

كم هي المسافة الفاصلة بين تصورات غازي صلاح الدين للإصلاح في مرحلة ماقبل مغادرته للوطني أي مرحلة المذكرة وبين التغيير الذي أحدثه البشير في التشكيل الوزاري الجديد ..؟
وهل يمكن أن يكون التشكيل الجديد قد إستفاد من المذكرة الإصلاحية التي تسببت في مغادرة غازي ورفاقه للحزب الحاكم وللحكومة .؟ وأعني أن يكون المؤتمر الوطني قد إهتدى ببعض ملاحظات المذكرة عبر العقل الباطني له دون أن يعترف بذلك طبعا فالإعتراف في السياسة يعتبره الكثيرون ( عيب ) .. لذلك يمضي قطار السياسة بالكثير من التناقضات والقليل جدا من الإعترافات باعتبار أن السياسي أرحم له أن يوصف من الاخرين بأنه متناقض في المواقف من أن يضطر للإعتراف أو الإعتذار عن موقف ما ..
في تقديري أن المسافة بين الوطني والإصلاح ( بأجنداته الأساسية ) مسافة قصيرة بل هي أقصر من واقع المسافة الحالية بين حزب غازي وأحزاب المعارضة التقليدية للإنقاذ رغم محاولات غازي أداء ما يستطيع من الفروض واستيفاء ما بمقدوره من شروط ..
وحين أقول ( بأجنداته الأساسية ) أعني أجندات ماقبل خروج غازي لفضاء المعارضة فبمجرد الخروج لفضاء المعارضة وارتداء بدلة السباحة في هذا الفضاء فإن عدد كبير من الأجندات الجديدة تضاف أوتوماتيكيا لمسودة طرح الحزب الجديد وقائمة مطالبه للتغيير ..
تلك الأجندات التي قد لاتكون موجودة أصلا في تفكيرك وأنت مجرد إصلاحي من الداخل لكنها تتحول إلى أجندات أساسية بمجرد خروجك من بوابة الحزب وانطلاقك في عوالم المعارضة التي لها لغتها ولها سقوفات خطابها المرفوع أعلى مستوى سطح الإصلاح .. وهذا ما ظهر في تعليق غازي على التشكيل الوزاري الجديد ومشاركة حزبه في الإنتخابات فاشترط للتغيير الحقيقي شروطا أعلى من سقف المذكرة واشترط لخوض الإنتخابات القادمة شروطا أعلى من شروط من كانوا قد قرروا خوض الإنتخابات الماضية وانسحبوا في النهاية ..
إنها البولوتيكا وغازي يريد أن يلعب في الدوري الممتاز للمعارضة من أول موسم لناديه الجديد لكن المعارضة تستكثر عليه هذه الفرصة ..!!
والمؤتمر الوطني يعرف أن مابينه وبين مطالب غازي الأولى مسافة قصيرة جدا أراد نزار محجوب القيادي بالوطني أمس تقريب مسافتها ببعض المداعبات الخشنة ورسائل الصفع غير الأليم أو سمها رسائل الغزل اللئيم لحزب غازي وهو يصفه بأنه حزب صفوي ونخبوي لن يستطيع أن ينجح لافتقاده البعد الجماهيري وقال إن غازي حتى إنتقاداته في التنظيم كانت عبارة عن رسائل مكتوبة مايعني أنها لم تكن حملات لها بعدها الجماهيري ومدعمة بروح قاعدية كما يسمونها..
مدعابات نزار تعكس نوع الخطاب غير القاسي الذي يريد الوطني أن يخاطب به غازي رغم فصله من العضوية وبعد أن خرج في خلاء السياسة ( زول معارضة) تتقاذفه أمواجها بين وبين ..
في تقديري أن غازي وبرغم هذا ( السقف المستعار) من المطالب لكن إقصائية عقل المعارضة التقليدية له وفي التعامل معه ومع حزبه وحديثهم عن الإعتذار ومحاولات إذلال الحزب سياسيا تجعله ليس بعيدا من أراضي حزبه القديم لو كانوا فعلا يرغبون ..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا كا عارف العناوين المعولقة والزي وشهم دي البشرية دي بجييبا من وين دي شنو ياخي الهبالة والعباطة دي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..