ثاني كبريتيد البلاغات

معمر حسن محمد نور
رغم مساقنا الادبي ، الا انني لا انسي اليوم الذي حضر فيه العلميون غاز ثاني كبريتيد الهيدروجين. وقتها قال معلم العربية ، ان شخصا قد اتى شيئا لا علاقة له بالذوق.
فضحكنا لان صفا علميا كان قد سبق وشاركونا التفكه. ولكنني لا اجد مجالا لغير الحسرة ، واعتقد ان ذلك شعور كل من تؤذيه يوميات الحرب. واهمها طن المواد الذي يواجهه عدد معتبر من قيادة تقدم. دون الدخول في تفاصيل البلاغات ولا ابداء رأي قانوني فيها ولا اعتراض على سلطات من قام بفتحها ، الا اننا ننظر للامر من زاوية اخرى تماما. فمواجهة قيادة مدنية بهذا العدد ، تشير بوضوح ان في الامر سياسة. ببساطة لانهم لن يساموا انفسهم للسلطات كما طلبت ، بل ولن يطأوا ارض السودان ما دامت الحرب مشتعلة وهو المطلوب السياسي الذي اقول دائما ان قيادة تقدم اتخذت مواقف ما ارضت طرفي الصراع ولا تملك ادوات فرض رؤيتها الا التعويل على الخارج.
كل ذلك مفهوم. لكن الجانب الآخر يوضح بجلاء ، انكشاف زيف الخطاب الاعلامي المبرر للحرب. فكم بعث السودانيون برقيات تأييد في النظم الشمولية ونحفظ عبارات البرقيات (تؤيدكم ونشد من ازركم. اضربوا الخونة بيد من حديد) فمن يغني لذلك فانما بتحدث عن اماني نفسه. اما ذكاء الشعب السوداني فاعلى من ان يمر عليه ذلك ، ويعرف مغزى البلاغات.
عامل آخر كشف زيف المبررات التى حاولوا اقناعنا بها لكن مرور الايام كشف زيفها . وهو الحرب دفاعا عن المدنيين وصون حياتهم وكرامتهم ومالهم فمن يقصفون ، وينجون من الموت هم شهود على حقيقة الموقع ، فلن تمشي فيهم شريحة وجود قوات معادية. اما ما يناصر ، فهم الذي تفقدهم قصف مكوناتهم الاجتماعية ، الارضية التي يقفون عليها والحائط الذي يستندون عليه. فالسياسي مهما كان سيحتاج يوما الى الرجوع للقواعد ، وعندها ، سيجد كل المواقف مسجلة. ولن تنفع لايفات المقاتلين يومها ، ففي حرب يقاتل فيها افراد نظير المال ، لن تعدم مبررا لك مادمت تدفع. فالمال وليس غيره اتى بفاقنر من روسيا وكولومبيا ، ظعك من فقراء الجوار الافريقي.
ف شنو؟ , بطلوا حركات ووقفوا الحرب.