أخبار السودان

العام الثلاثون للإنقاذ .. الدبَّابة لا تكسب التاريخ

عمر الدقير

يصحُّ القول بأن إنتاج الأدباء الروائيين وليد الخيال .. وحتى لو كان ذلك الإنتاج تأويلاً لأحداث واقعية فإن الخيال يعيد صياغتها ويضيف إليها أو يحذف منها، وهذا ما عبّر عنه بعض علماء الإجتماع والفنون بقولهم إن الخيال هو في النهاية واقع مركّز وقابل للتقطير لأنه غير منفصلٍ عن الذاكرة .. وبطبيعة الحال فإن خيال الروائي ليس بعيداً تماماً عن الواقع ولا عن ما يرفضه في هذا الواقع أو ما يحلم به، لأنه – بوعيه ولاوعيه – ليس معزولاً عن سياقات البيئة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي يعيش فيها.

تختلف درجة إسقاط الروايتين الشهيرتين للكاتب الإنجليزي جورج أورويل – “١٩٨٤” و”مزرعة الحيوان” – على الواقع من بلدٍ لآخر، لكن يمكن القول بأن إسقاط هاتين الروايتين يبدو مكتملاً على الواقع السوداني خلال سنوات حكم الإنقاذ، الممتدة منذ مصرع الديموقراطية الثالثة تحت جنازير دبابات إنقلاب ٣٠ يونيو ٨٩، حيث تم تأسيس نظام حكم شمولي تمكيني لم يزل يتوَّسل ترسانة القوانين القمعية وفيالق الأجهزة الأمنية ليضع الدولة كلها في يد حزبٍ واحد ويدفع بما سواه من مكونات التشكيل السياسي والإجتماعي إلى دائرة الإقصاء والتهميش.

إذا كانت سيرة التاريخ الإنساني تشير إلى أن عهود التخلف والظلامية يسود فيها تحلل معياري وانقلاب قِيَمي – لدرجة اختفاء قاموس الحقيقة لصالح قاموس مضلِّل تحمل فيه الكلمات والمفاهيم عكس دلالاتها ومعانيها – فإن القاموس المعكوس الذي تخيله أورويل قد حدث بالفعل في السودان خلال عهد الإنقاذ الكارثي، حيث أصبحت الوحدة انفصالاً والسلام حرباً والبناء تدميراً والبطولة خيانة والفساد شطارة، وأصبحت العصا ناياً كما أصبح دم القتيل أرخص من لُعاب القاتل!!

لكن، مهما يكن، تبقى حقائق كارثة إنقلاب الإنقاذ – المستمرة منذ ٣٠ يونيو ٨٩ – أسطع من أن يحجبها زيف المفاهيم والشعارات وأكاذيب الإصلاح وأوهام النهضة التي يروِّج لها “سانشوات”، مثل ذلك الذي كان يتولى نقل أخبار انتصارات سيده “دون كيشوت” في معاركه الوهمية ضد طواحين الهواء وضد رعيته.

ويبقى من أكثر الحقائق سطوعاً أن نظام الإنقاذ، منذ لحظة ميلاده وحتى اليوم، ظلَّ يواجه سؤال فقدان الشرعية وانعدام الرضا من غالب أهل السودان، وظلَّ يواجه نزوع قطاعات واسعة من الحركة الجماهيرية نحو مقاومته بمختلف الوسائل المتاحة وفقاً للظروف الموضوعية والذاتية .. ورغم أن يد النظام الباطشة وسياساته التمكينية طالت الحركة الجماهيرية – في أحزابها السياسية وكافة حواضن وتنظيمات المجتمع المدني – بضربات موجعة أفقدتها الكثير من فعالية آليات التغيير السلمية التقليدية المجربة، لكن هذه الحركة لم تستسلم للنظام أو تتصالح معه ولم تسمح له أن يصادر حلمها بالحرية والحياة الكريمة ودفعت أكلافاً باهظة في مقاومته .. صحيح أن عقود الإنقاذ الثلاثة أفرزت تحولات جذرية، في الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي، كانت ولا تزال تمثل امتحاناً عسيراً – للنخبة بكل أطيافها – رسب فيه مَن فقد البوصلة، و”عاد مِن منتصف الطريق” مَن استبدَّ به الخوف أو سيطر عليه الطمع .. لكن في المقابل لا يزال هناك من يتشبث بجمرة الموقف النظيف حتى لو أحرقت الأصابع، ولا يزال هناك من هو مستعدٌّ أن يقطع ركبتيه كي لا ينحني.

ليس هناك مثقال ذرةٍ من تفاؤل بأن يكون العام الثلاثون لنظام الإنقاذ – إن كُتِب له أن يكمله – أحسن حالاً من أعوامه الغاربة، فـ “إنك لا تجني من الشوك العنب” .. مع ثنائية الإستبداد والفساد ستستمر عملية المرواغة ومحاولات شراء الوقت وتكسير مفاتيح حلول الأزمات في غير أقفالها، وستستمر العشوائية التي وَسَمَت الأداء السياسي والإقتصادي والتي لا تَعِدُ بغير مزيدٍ من الخراب وحصاد الهشيم.

واجب السودانيين النهوض لمواجهة الراهن “الإنقاذي” وقد بلغ ذروة رداءته وشراسته، وأفلح في وضع الوطن على شفا جُرُفٍ هار ..

أهم شروط الإنتصار في معركة التغيير هو رفض فكرة الهزيمة والرهان على إرادة الشعب ..

الهزيمة هي الإستسلام لليأس والتخلي عن الحلم، لأن ذلك يعني اعتبار السائد سيِّداً والمستقبل تابعاً له ..

الإنتصار يبدأ بقراءة حيثيات الواقع قراءة جديدة تُعنى بتغييره لا الرضوخ له أو الخضوع لشروطه البئيسة، وتُعنى بابتداع وتطوير وسائل المقاومة الجماهيرية السلمية وتكاملها.

إرادة الشعب، لا الدبَّابة، هي التي تكسب التاريخ.

*صحيفة “أخبار الوطن”

تعليق واحد

  1. كلام جميل جدا …

    ولكن ..

    ” ليس هناك مثقال ذرةٍ من تفاؤل بأن يكون العام الثلاثون لنظام الإنقاذ – إن كُتِب له أن يكمله -”

    اذا كنا فعلا جادين في ان ” كتب له ان يكمله” ،والتي تعني ربما لا يستطيع

    اكماله ، فكيف لا يستطيع اكماله وحزب المؤتمر يراهن على انتخابات 2020؟

    الأمين العام لحزب المؤتمر يقول ما معناه ان “اسقاط النظام” اصبح دقة قديمة

    لا تصلح . فكيف يمكن حتى “إحتمال” عدم اكتمال النظام بهذه المنظور الذي لا

    يريد اسقاط النظام “إلا” عبر الانتخابات والتي من المقرر لها عام 2020 ؟

    نتمنى ان تكون لغة الحزب واضحة لا اكثر :

    اما ان يتكلم بأنه مع “اسقاط النظام ” بأي وسيلة سلمية ، انتفاضة ، عصيان ،

    انتخابات …

    او انه لا خيار غير طريق الانتخابات وعند ذلك لا جدوى قبل 2020 عن اي كلام عن

    إسقاط او نهاية النظام .

  2. لعلك تعني بالدبابة العنف الرامي للوصول للسلطة والسيطرة علي الجماهير بالقوة، إذا دعني أقول لك الدبابة/السلاح/العنف الطامح للسلطة هي التي كسبت التاريخ بل وصنعته، لقد أسس الغزو الإمبراطوريات القديمة (الرومان/اليونان/الفرس/الفراعنة/امبراطوريات الرافدين/وحتى كوش ومروي) كلها أسسها العنف وهو نفس العنف الذي أباد السكان الأصليين في أمريكيا وأستراليا ونيوزلندا، وهو نفس العنف الذي أبقى الانقاذ ثلاثة عقود وسيبقيها إلى أن ينهض الشعب بعنف مقابل. دعنا من هذه “الانشاء” ووطن حزبك على المنازلة أو أصمت

  3. نشهد أن الموتمر السوداني لم يتوقف عن المقاومة الجماهيرية
    في هذه الايام اثنين من قياديه رهن الإعتقال وهما طارق منصور رئيس فرعية كرري وَعَبَد الرحيم بابكر بسبب النشاط الجماهيري للحزب في أمدرمان
    اما قوله الدبابة لا تكسب التاريخ، فما أظنك فهمت مقصده يا اخي دنقلاوي .. الدبابة قد تكسب السلطة وقد تحتل وطن لكن في خاتمة المطاف النصر للشعوب

    مقال رائع اعجبني فيه هذه الخاتمة:

    الإنتصار يبدأ بقراءة حيثيات الواقع قراءة جديدة تُعنى بتغييره لا الرضوخ له أو الخضوع لشروطه البئيسة، وتُعنى بابتداع وتطوير وسائل المقاومة الجماهيرية السلمية وتكاملها.

  4. كلام جميل جدا …

    ولكن ..

    ” ليس هناك مثقال ذرةٍ من تفاؤل بأن يكون العام الثلاثون لنظام الإنقاذ – إن كُتِب له أن يكمله -”

    اذا كنا فعلا جادين في ان ” كتب له ان يكمله” ،والتي تعني ربما لا يستطيع

    اكماله ، فكيف لا يستطيع اكماله وحزب المؤتمر يراهن على انتخابات 2020؟

    الأمين العام لحزب المؤتمر يقول ما معناه ان “اسقاط النظام” اصبح دقة قديمة

    لا تصلح . فكيف يمكن حتى “إحتمال” عدم اكتمال النظام بهذه المنظور الذي لا

    يريد اسقاط النظام “إلا” عبر الانتخابات والتي من المقرر لها عام 2020 ؟

    نتمنى ان تكون لغة الحزب واضحة لا اكثر :

    اما ان يتكلم بأنه مع “اسقاط النظام ” بأي وسيلة سلمية ، انتفاضة ، عصيان ،

    انتخابات …

    او انه لا خيار غير طريق الانتخابات وعند ذلك لا جدوى قبل 2020 عن اي كلام عن

    إسقاط او نهاية النظام .

  5. لعلك تعني بالدبابة العنف الرامي للوصول للسلطة والسيطرة علي الجماهير بالقوة، إذا دعني أقول لك الدبابة/السلاح/العنف الطامح للسلطة هي التي كسبت التاريخ بل وصنعته، لقد أسس الغزو الإمبراطوريات القديمة (الرومان/اليونان/الفرس/الفراعنة/امبراطوريات الرافدين/وحتى كوش ومروي) كلها أسسها العنف وهو نفس العنف الذي أباد السكان الأصليين في أمريكيا وأستراليا ونيوزلندا، وهو نفس العنف الذي أبقى الانقاذ ثلاثة عقود وسيبقيها إلى أن ينهض الشعب بعنف مقابل. دعنا من هذه “الانشاء” ووطن حزبك على المنازلة أو أصمت

  6. نشهد أن الموتمر السوداني لم يتوقف عن المقاومة الجماهيرية
    في هذه الايام اثنين من قياديه رهن الإعتقال وهما طارق منصور رئيس فرعية كرري وَعَبَد الرحيم بابكر بسبب النشاط الجماهيري للحزب في أمدرمان
    اما قوله الدبابة لا تكسب التاريخ، فما أظنك فهمت مقصده يا اخي دنقلاوي .. الدبابة قد تكسب السلطة وقد تحتل وطن لكن في خاتمة المطاف النصر للشعوب

    مقال رائع اعجبني فيه هذه الخاتمة:

    الإنتصار يبدأ بقراءة حيثيات الواقع قراءة جديدة تُعنى بتغييره لا الرضوخ له أو الخضوع لشروطه البئيسة، وتُعنى بابتداع وتطوير وسائل المقاومة الجماهيرية السلمية وتكاملها.

  7. انظمة العهر والدعارة السياسية الانقلابية والحزب الواحد كلها سقطت واورثت شعوبها الذل والمهانة والتمزق والفقر الخ الخ الخ
    كسرة:الم يعلم الترابى اوالحركة الاسلاموية السودانية الواطية القذرة العاهرة الداعرة هذه الحقيقة ولا هم فكروا فى انقاذ انفسهم وليس انقاذ السودان الله لا ترحم منهم الاموات ولا الاحياء اولاد الكلب واولاد الحرام!!!

  8. وهل يستوي ال Bullet وال Ballot؟
    لا والله لا يستويان مثلاً.

    لقد قال البشير بأنهم وجدوا البلد “جنازة بحر” فماذا نسميها الآن؟

    أنها جنازة بحر قد تحللت وفاحت رائحتها وانقطع ثلثها الآسفل، وأطرافها على وشك الانفصال عنها.

    كما قال عبد الحليم حافظ متغنياً بشعر نزار قباني:

    لو أني أعرف خاتمتي .. ما كنت بدأت

    لقد وعى أهل الانتكاس الدرس متأخراً جداً وعضوا بنان الندم وأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون على انقلابهم المشؤوم الذي حل محل ديمقراطية راسخة بينة، وواضحة وضوح الشمس، ولو عاد بهم الزمن لجلسوا متأدبين في حضرة الديمقراطية الراجحة الناصعة:

    في حضرة جلالك يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام
    لأنك محنك عظيم الدروس .. مجيد المهابة ومديد القوام

    في الختام ندعو حزب الأحرار المؤتمر السوداني إلا يلطخ تاريخه الناصع بالاندغام في هذا النظام الهالك المترنخ الذاهب إلى مزبلة التاريخ.

  9. الحكاية ما قصة
    جهاد مكذوب
    ولا قصة
    حصار !!
    القصة
    قصة ديوك عدة
    وحمار !!
    معاهم
    روابض ومغشوشين
    كتار !!
    رافعين
    شعار الدين كلمة
    وستار !!
    هي لله !!
    لا لدنيا قد عملنا !!
    ورب البيت
    زور وسعار !!
    باسم الدين
    بالتهليل والتكبير
    سرقوا في عز
    النهار !!
    عصابة
    إختارت الدنيا
    على الأخرى
    فبئس الاختيار !!
    جعلوا
    الكذب والتضليل
    والفساد لهم
    دينا ودار !!

    ابطلوا
    الحق ورفعوا اصبع
    الشيطان في كل
    مسار !!
    اضاعوا
    وطنا ما عرف ذل
    الانكسار !!
    زرعوا
    روابض السوء
    في كل المدائن
    والصحارى
    والبحار !!
    زوروا
    التاريخ ان الشعب
    قد اختار الصفر
    على النضار !!
    لبسوا
    بجهد غير ثيابهم
    فبدت دمامل
    عورات لهم
    وعوار !!
    ولم
    يعد السودان
    بلد الاصالة والعدالة
    والفخار !!
    صعد
    الروابض على المنابر
    واصبحوا
    بالقهر اصحاب
    القرار !!

    فتوشحت
    بيادر السودان
    بعد الخضرة ثوب
    الاحتضار !!
    مات الزرع
    جف الضرع
    بكت عيون النيل
    زمن الانتصار!!
    نكست
    سنابل القمح رؤوسها
    حزنا على وطن
    الكرامة والفخار !!
    وتفيهق
    المنبت في زمن
    المهازل وعلا صوت
    تجار الرذيلة
    والدمار !!
    ماسي
    ان اطنبت القول فيها
    لما كفى الليل
    ولا حتى
    النهار !!
    لماذا
    كل هذا القتل والتشريد
    هذا القهر وكل هذا
    الانحدار !!
    يخادعون
    انما هم امتداد
    لتاريخ الاماجد
    أي تلفيق وأي عار !!

    وكيف
    يكون لسفلة القوم
    مكان
    بين هامات
    الكبار ؟!!!

  10. انظمة العهر والدعارة السياسية الانقلابية والحزب الواحد كلها سقطت واورثت شعوبها الذل والمهانة والتمزق والفقر الخ الخ الخ
    كسرة:الم يعلم الترابى اوالحركة الاسلاموية السودانية الواطية القذرة العاهرة الداعرة هذه الحقيقة ولا هم فكروا فى انقاذ انفسهم وليس انقاذ السودان الله لا ترحم منهم الاموات ولا الاحياء اولاد الكلب واولاد الحرام!!!

  11. وهل يستوي ال Bullet وال Ballot؟
    لا والله لا يستويان مثلاً.

    لقد قال البشير بأنهم وجدوا البلد “جنازة بحر” فماذا نسميها الآن؟

    أنها جنازة بحر قد تحللت وفاحت رائحتها وانقطع ثلثها الآسفل، وأطرافها على وشك الانفصال عنها.

    كما قال عبد الحليم حافظ متغنياً بشعر نزار قباني:

    لو أني أعرف خاتمتي .. ما كنت بدأت

    لقد وعى أهل الانتكاس الدرس متأخراً جداً وعضوا بنان الندم وأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون على انقلابهم المشؤوم الذي حل محل ديمقراطية راسخة بينة، وواضحة وضوح الشمس، ولو عاد بهم الزمن لجلسوا متأدبين في حضرة الديمقراطية الراجحة الناصعة:

    في حضرة جلالك يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام
    لأنك محنك عظيم الدروس .. مجيد المهابة ومديد القوام

    في الختام ندعو حزب الأحرار المؤتمر السوداني إلا يلطخ تاريخه الناصع بالاندغام في هذا النظام الهالك المترنخ الذاهب إلى مزبلة التاريخ.

  12. الحكاية ما قصة
    جهاد مكذوب
    ولا قصة
    حصار !!
    القصة
    قصة ديوك عدة
    وحمار !!
    معاهم
    روابض ومغشوشين
    كتار !!
    رافعين
    شعار الدين كلمة
    وستار !!
    هي لله !!
    لا لدنيا قد عملنا !!
    ورب البيت
    زور وسعار !!
    باسم الدين
    بالتهليل والتكبير
    سرقوا في عز
    النهار !!
    عصابة
    إختارت الدنيا
    على الأخرى
    فبئس الاختيار !!
    جعلوا
    الكذب والتضليل
    والفساد لهم
    دينا ودار !!

    ابطلوا
    الحق ورفعوا اصبع
    الشيطان في كل
    مسار !!
    اضاعوا
    وطنا ما عرف ذل
    الانكسار !!
    زرعوا
    روابض السوء
    في كل المدائن
    والصحارى
    والبحار !!
    زوروا
    التاريخ ان الشعب
    قد اختار الصفر
    على النضار !!
    لبسوا
    بجهد غير ثيابهم
    فبدت دمامل
    عورات لهم
    وعوار !!
    ولم
    يعد السودان
    بلد الاصالة والعدالة
    والفخار !!
    صعد
    الروابض على المنابر
    واصبحوا
    بالقهر اصحاب
    القرار !!

    فتوشحت
    بيادر السودان
    بعد الخضرة ثوب
    الاحتضار !!
    مات الزرع
    جف الضرع
    بكت عيون النيل
    زمن الانتصار!!
    نكست
    سنابل القمح رؤوسها
    حزنا على وطن
    الكرامة والفخار !!
    وتفيهق
    المنبت في زمن
    المهازل وعلا صوت
    تجار الرذيلة
    والدمار !!
    ماسي
    ان اطنبت القول فيها
    لما كفى الليل
    ولا حتى
    النهار !!
    لماذا
    كل هذا القتل والتشريد
    هذا القهر وكل هذا
    الانحدار !!
    يخادعون
    انما هم امتداد
    لتاريخ الاماجد
    أي تلفيق وأي عار !!

    وكيف
    يكون لسفلة القوم
    مكان
    بين هامات
    الكبار ؟!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..