مقالات سياسية

دروس من مصر المحروسة المأمنة

د. عمر بادي

كنت قد كتبت في ديسمبر الماضي مقالة بعنوان : ( سقوط الأقنعة و بداية العد التنازلي لإخوان مصر ) , أبنت فيها أن الرئيس محمد مرسي بعد أشهر قلائل من إنتخابه رئيسا لمصر بدأ في تطبيق خطة التمكين التي رسمها مرشد الإخوان المسلمين . في البدء و بعد نجاح ثورة 25 يناير كون الإخوان المسلمون حزبهم الذي سمي ( الحرية و العدالة ) و قالوا إنه حزب مدني يضم في عضويته المسلمين و غير المسلمين و يمكن لغير المسلمين أن يحتلوا المناصب القيادية فيه و هو حزب ملتزم بالتحولات الديموقراطية في حرية الرأي و التعبير , كما ذكروا أنهم لن يترشحوا لمنصب رئيس الجمهورية و لن يخوضوا الإنتخابات في كل الدوائر الإنتخابية حتى ينجح التحول الديموقراطي بتنوعه , لكنهم قبيل الإنتخابات نقضوا ما كانوا قالوه و خاضوها بكل قواهم . كان الرئيس مرسي قد نال في الجولة الأولى خمسة ملايين صوتا عبارة عن أصوات الأعضاء الملتزمين في حزبي الحرية و العدالة و حزب النور و قطعا ضمت أصوات المتعاطفين من غير الحزبيين , و في الجولة الثانية نال أحد عشر مليون صوتا بعد أن صارت المنافسة بينه و بين شفيق ممثل الفلول فصوت له الموالون للأحزاب التي خرجت من التنافس في الجولة الأولى بمن فيهم اليساريون و المسيحيون الأقباط بعد أن طمأنهم بأنه سوف يكون رئيسا لكل المصريين و أن دولته سوف تكون دولة المواطنة !

كانت مؤسسات الدولة رقيبة على قرارات مرسي و لكي يعزز من سلطاته التمكينية أتى بالإعلان الدستوري الذي جعل قراراته محصنة ضد النقض أو الطعن من رقابة القضاء و به تم سحب حق التقاضي ضده بالقانون . كبداية لسياسة التمكين أقال الرئيس مرسي المشير طنطاوي من منصبه و عين مكانه في قيادة هيئة الركان الفريق السيسي أحد الموالين لجماعة الإخوان المسلمين و قد أثار ذلك الكثير من الجدل نسبة لصغر سنه , و ها هو الفريق أول السيسي ينحاز مع الجيش إلى الشعب و يعتقل الرئيس مرسي ربما لمهنية القرار في هيئة الأركان . بعد ذلك أقال الرئيس مرسي النائب العام الذي كان يقف ضد قراراته الغير قانونية ثم أصر الرئيس مرسي على أن تتم صياغة الدستور الجديد داخل الجمعية التأسيسية ذات الأغلبية الإخوانية و عندما إحتج ممثلو القوى المدنية و الليبراليون و أحزاب اليسار و الكنائس في الجمعية التأسيسية و انسحبوا منها تم إحلالهم من الإحتياطيين . كانت المواد المضافة للدستور كلها تعزز التمكين مثل : رئيس الجمهورية يعين أعضاء المحكمة الدستورية , يتم إسقاط عضوية أعضاء مجلس الشعب بموافقة الثلثين , إحالة المدنيين إلى المحكمة العسكرية ( هذا قد تمت إجازته عندنا مؤخرا ! ) , التدخل في حل النقابات , التدخل في حرية الصحافة , تقييد حرية التعبير , عدم مساواة المرأة بالرجل.

لقد ختمت مقالتي تلك بقولي : لقد سقط القناع عن الإخوان المسلمين في مصر , و بذلك سوف يفقدون كل المتعاطفين الذين وقفوا معهم و سوف تبتعد عنهم الأحزاب التي كانت قد تحالفت معهم في الجولة الثانية من الإنتخابات و سوف يعيد بعض أعضائهم النظر في إنتمائهم لهم , و بذلك فقد بدأ العد التنازلي لهم , و أنه لا فرق عند الإخوان المسلمين بين من يأتي على دبابة أو يأتي بصندوق الإقتراع !

سوف يسأل الكثيرون : لماذا نجح الإخوان المسلمون في السودان في التشبث بالسلطة و لم ينجحوا في مصر رغما أن التنظيم في مصر هو القاعدة للتنظيمات الأخرى ؟ الإجابة تشير إلى أن وراء نجاح الإخوان في السودان أسباب عدة أهمها أنهم أتوا عن طريق إنقلاب عسكري على حكم ديموقراطي فوضوي كان يتمنى الناس زواله و أنهم أتوا بخديعة لم يكشفوا فيها عن حقيقتهم و كان العسكريون من تنظيمهم يقولون أنهم وطنيون لاحزبيون , ثم حلهم لكل مؤسسات الدولة الدستورية و للنقابات و إحالاتهم لمعارضيهم و للحزبين إلى الصالح العام و إحلالهم لكل هؤلاء بكوادرهم الحزبية , و إعلانهم لحالة الطواريء و منع التجوال , و زجهم بكل قيادات الأحزاب و النقابات في السجون بمن فيهم الترابي تمويها , و إعتقالهم للحزبيين و المعارضين الوطنيين في بيوت الأشباح مع التعذيب الجسدي و النفسي لهم و تقتيلهم و تشجيعهم على الهجرة ( التي طالت عشرة ملايين شخصا ) , و بعد ذلك تمت إعادة صياغة الشخصية السودانية , و تم تطبيق المشروع الحضاري , و تمدد التمكين الذي كان سياسيا في البداية ليصير ماليا و إجتماعيا و زواجيا ! في مصر كان التطبيق الديموقراطي يحتم التدرج في التمكين و اللعب عليه بكل حذق و حصافة , و كان ذلك يتطلب قدرا من الذكاء لم يكن متاحا لقيادة الإخوان و لا للرئيس مرسي , لذلك كان الشعب المصري لماحا و يعرف مغزى تحريك أي قطعة من شطرنج السياسة , فقد كشف مؤامرات الوقيعة بين المسلمين و المسيحيين و بين المسلمين السنة و الشيعة و كشف محاولات وضع هالات القداسة على الرئيس مرسي من أن نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه قد أمه مرسي في الصلاة , و أن جبريل كان معهم في ميدان رابعة العدوية ! شباب حركة ( تمرد ) كان لهم نصيب الأسد في جمع ثلاثين مليون من التوقيعات و حث كل الموقعين للخروج لإسترجاع ثورة مصر التي سرقت منهم , فتمكنوا من ذلك , و لو كانوا تريثوا حتى تكتمل فترة حكم الرئيس مرسي بعد أربعة أعوام , لكان التمكين قد اكتملت حلقاته و لإستمر الإخوان المسلمون في الحكم كما فعلت حماس , أو صارت الإنتخابات صورية مع أحزاب متوالية !
ثمة سؤال أخير : هل الأحداث الأخيرة في مصر تعتبر ثورة أم إنقلابا عسكريا ؟ سوف أجيب بكل بساطة , أنه في ثورة أبريل 1985 إنحاز الجيش لشعبنا الثائر , و رغم ذلك فقد صار يطلق عليها بإعتراف الجميع أنها ثورة و ليست إنقلابا عسكريا . نفس السيناريو حدث في 30 يونيو في مصر , فلماذا لا يطلق الجميع عليها ثورة و يصر البعض على إعتبارها إنقلابا عسكريا ؟

أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم و هو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك افريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني . إن العودة إلى المكون السوداني القديم تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وفیت و?فیت ول?ن هل نسیت مجزره السلطه القضاییه حیث تم التخلص من القضا الوطنیین – او شو?ه الحوت – و تسریح الوطنیین من الجیش؟؟
    مقال رصین یا د?تور

  2. الفرق بيننا وبين المصرين يتلخص فى مثل أهلنا فى غرب السودان
    ((ابشوك يعرفي محل يعضى أخيه )) ابشوك هو القنفذ المحاط بالشوك
    هذا تنظيم قائم على الكذب والفهلوة والنفاق وهذه الصفات لا تخدع
    المصرين ..كما أن إرتباط الفرد السودانى بالدولة هو إرتباط جباية
    فقط منذ الأستقلال الى اليوم

  3. ان العودة الي المكون السوداني القديم تتطلب تغيرا جزريا في المفاهيم وفي الرؤي المستحدثة وفي الوجوه الكالحة التي ملها الناس

  4. ترويض الجماعات
    كان اغتيال السادات هو ذروة العنف من قبل الجماعات الاسلاميه داخل مصر سبقته سلسلة طويله من اعمال الارهاب الجسدي واللفظي بدأ من العهد الملكي حيث امر حسن البنا باغتيال النقراشي ثم تملصه من الامر والباسه للتنظيم الخاص = مقولة ليسو اخوان وليسو مسلمون = وتشويه الملكيه والتامر عليها مما خلق جو من الكراهيه ادي لبروزالنزعات التأمريه ومهد لقيام حركة الجيش ثم محاولة اغتيال وتصفية عبدالناصر جسديآ في المنشيه وانكار الامر ومحاولة اغتياله معنويآ بل تصوير هزيمة يونيو كعقاب لناصر وليس هزيمة لمصر وقد عم شر الجماعات الاسلاميه الكل وواضح انهم يستهدفون السلطة وليسو حركة اصلاح ودعوي وتمثل احداث سبتمبر في الولايات المتحدة قمة العنف الدولي .
    الجماعات المتأسلمه وسيلتها العنف مستخدمه الدين كغطاء وهدفها السلطه وقد نالتها في السودان وكانت المحصله كارثيه علي البلد واهله , اللهم ازل الكيزان من حكم السودان وافك اسر الشعب الطيب

  5. رائع يا دكتور…واصل في الكتابة وحلل الاوضاع نحن في خضم كارثة لن ينجينا منها الا تكثيف نشاط المثقفين من امثالك

  6. (( و بعد ذلك تمت إعادة صياغة الشخصية السودانية )) صدقت في كثير مما ذكرت يا دكتور لكن هذي لا أووافقك الرأي فيها فالشاهد هو أن ما لا يعدو كونه محاولة نجحت تجاه قلة وأخفقت تجاه الغالبية العظمى كما أن الأمر الآن بات واضحا و معلوما للكافة عن ماهي حقيقة من يسمون أنفسهم بالإسلامين وتأكيدا لذلك فقد بات من المعلوم للكافة ماهية و حقيقة الإسلام السياسي .

  7. التحية لشعب مصر هذا الشعب الذي قهر الظلم والظلام هذا الشعب الذي أرهب الطغاة في العالم وليس في مصر فقط ، هذا الشعب الذي يفعل ما يريد ، هذا الشعب الذي لا يعرف المستحيل هذا الشعب الأبي العنيد ، هذا الشعب المعلم هذا الشعب القائد هذا الشعب الذي فرض إدارته على حكامه وجيشه وشرطته وإعلامه وقضاته وأزهر وكنيسته……إلخ هذا الشعب الذي أمر الجميع بتنفيذ رغبته وإرادته ، هذا الشعب الذي أتى بالحاكم ثم تمرد عليه عندما إنحرف الحاكم عن جادة الطريق ، هذا الشعب الذي أذهل العالم هذا الشعب الذي يذل الطغاة ويسطر نهايتهم بحنجرته فقط وإصراره بنيل حقوقه وتحقيق أهدافه ، هذا الشعب الذي سجل أكبر رقم جماهيري في الشارع على مستوى العالم لم يسبقه شعب في ملايينه التي هزت اركان الطغاة ، فكل طاغية في العالم العربي وفي العالم أجمع يخاف من مثل هذا الشعب ، هذا الشعب ألقم الطغاة درساً لن ينسوه ، هذا الشعب ، علم الشعوب كيف يتحرر من الطغاة هذا الشعب أسجى للجميع دروساً لن ينسوها ، فالتحية لشعب مصراً أولاً وأخيراً والتحية والتجلة لشهداء ثورة 25يناير 2011م وثورة 30يونيو 2013م التصحيحية أو المكملة لأهداف الثورة ، التحية لجيش مصر العظيم وللقائد المبجل الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لإحترامه إرادة الشعب والوقوف معه ، التحية لرجال الشرطة البواسل ووزير الداخلية الذين ظلمناه في بداية ثورة 30 يونيو حتى أثبت العكس ووقف مع الجيش والشعب ، التحية للأزهر الشريف التحية للكنيسة المصرية ، التحية وتعظيم سلام لشباب وشابات حملة تمرد التي كانت القائدة والرائدة لثورة 30 يونيو ، التحية لجميع أحزاب مصر الوطنية وعلى رأسها جبهة الإنقاذ التحية لرجال ونساء وشباب وشابات وأطفال مصر ، التحية لكل مصري قال لا للظلم التحية لجميع إعلاميي مصر التحية لكل فناني ومثقفي مصر التحية لقضاة مصر الشرفاء التحية لمحامي مصر الشرفاء التحية لصحفيي مصر الشرفاء التحية لعمال مصر العظماء التحية لكل من نزل للميدان وصبر فيها حتى جلاء المحتلين الجدد لمصر (((الإخوان الشياطين) التحية لمصر شعباً وارضاً ونيلاً التحية لكل مصري قال لا للظلم التحية لكل مصرية قالت لا للظلم والتحية للمناضل أحمد دوما ولكل الثوار الأحرار الذين زج بهم في السجون من قبل إخوان الشياطين. والخزي والعار لكل إسلامي جبان من الإخوان الشياطين وجميع الأحزاب الإسلاموية فرداً فرداً لأنهم لا يشبهون مصر ولا يشبهون شعب مصر ولا ينتمون لأخلاق شعب مصر ،.
    وعلى الشعب المصري القصاص من قتلة الإخوان وعدم إتاحة الفرصة لهم للنمو مرة أخرى فمكانهم الطبيعي السجن لأنهم قتلة ومجرمون ومنافقون ولصوص ولا يمتون للدين الإسلامي بصلة. 0503476087 الرياض المملكة العربية السعودية

    وأرجو من الجميع إحترام إرادة الشعب الذي ظل وما يزال في الشارع منذ عام 2011 حتى تاريخه فالشعب هو الذي أزاح مبارك وخلع مرسي وأجبر الجيش والشرطة والقضاة والأزهر والكنيسة ……..إلخ للوقوف بجانبه ، حيث لا يمكن أن تجهض الثورة للمرة الثانية بالمجاملات والسذاجة السياسية والكرم المبالغ فيه والمثالية المبالغ فيه تجاه حزب النور وحزب مصر القوية ، فحزب النور لو لا غدر الإخوان بهم في حكومة مرسي ولو منحوهم أي وزارة لكانوا مع الإخوان وقد كانوا معهم في الرابعة العدوية وكذلك عبد المنعم فتوح الذي يحاول تحميل السيسي نتيجة هجوم كلاب الإخوان على الحرس الجمهوري ويطلب من الرئيس المؤقت أن يستقيل …… فالأمر واضح أيها الأحباب الكرام فلا وقت للمجاملة وإنتظار من له رجل مع مرسي ورجل مع القوى الوطنية ، فليذهب حزب النور إلى الإخوان غير مأسوف عليه وكذلك فليذهب أبو الفتوح وحزبه لمرجعه القديم ((( الإخوان الشياطين))) فلتمضي ثورة 30 يونيو قدماً دون تردد ((( لا مصالحة مع القتلة الكدابين ))) .

  8. نجح الاخوان في السودان في صناعة العدو الخارجي (حرب الجنوب) واعلان الجهاد المقدس ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهاك يا أعراس الشهيد واكتمل التخدير بعدها افقنا ونص الشعب صالح عام وشهداء والباقي هجرة و سجون .. انج سعد فقد هلك سعيد.. والكل يفكر في الحلول الانفرادية والانتهازية .. وضاعت الاخلاق السودانية .. جارك وربما قريبك صار يتجسس عليك .. والحيطان ليها ودان
    0123652351

  9. مقال رائع يعكس رأي السواد الأعطم للشعب السوداني ، كفيت و وفيت .
    و كذلك معظم المداخلات كانت في مستوى المقال و تعكس روح الراكوبة (التي تعبر عن رأي السواد الأعظم للسوانيين) .
    أدعوكم للإضطلاع على مداخلات المقال بعنوان (الصحف المصرية تنشر رسالة من “البشير” إلى “مرسي” بعد عزله)- ستجدون عجباً –
    حاولت إحصاء المداخلات التي تعبر عن رجل الشارع العادي و جدتها تنحصر في [#717849 [Albacha] – #717804 [ود حاج المكى] – #717693 [الكردفاني] – #717687 [احد ضحايا الالغاذ] – #717673 [فرح ودتكتوك] – #717661 [Angoti] – #717660 [سودانى] – #717655 [Murad] – [ashshafo Khallo] – #717648 [Mohd Malik] – #717643 [عطوى] – [دابى الليل] – #717598 [امير امارة نفسي] – [ashshafo Khallo] – [ابو حواء] – [ashshafo Khallo] – [Rebel] – #717960 [AburishA] ? (أحصيت الصفحة الأولى فقط)]، أما باقي المداخلات فحدث و لا حرج.
    أكرر تقديري للدكتور عمر بادي و أسأل المولى عز وجل أين يحمي راكوبتنا من طيور الظلام .
    و نهنئ الجميع بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا و على أمة المسلمين و على جميع خلقه المحب للسلام ، بالخير و اليمن و البركات .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..