رجال في الغابة..!!

تراسيم –

رجال في الغابة..!!

عبد الباقى الظافر

قبل سنوات قليلة كان معظم السودانيين منشغلين بمتابعة مباراة في كرة القدم.. فيما الناس في انتظار هدف يشعل حرارة المنافسة.. كان مجموعة من الشباب المتطرفين يحرزون هدفاً ذهبياً في مرمى سجن كوبر.. الشباب المصفدين بالسلاسل هربوا من سجنهم عبر نفق طويل.. لم يكن ذلك نجاحهم الأول في انتهاك القانون.. في ليلة رأس السنة من ذات العام أفلح الشباب في سفك دم ضيف أمريكي يعمل في إحدى منظمات الإغاثة.. لم يكن الموظف الأجنبي وحده ضحية التطرف.. ذات الرصاصات أصابت سائقه السوداني.. وذات الأيدي الخارجة على القانون كانت تقتل شرطياً في طريقها للهرب.. من غير المفيد أن نسأل إلاما انتهت تلك القضية التي شغلت الناس حيناً من الدهر.

أخبار أمس الأول كانت تحمل فصلاً جديداً في المواجهة مع التطرف.. والي سنار يروي الحكاية.. مجموعة من الشباب ولجوا الغابة في الحدود ما بين ولايتي القضارف وسنار.. المجموعة يتزعمها أستاذ جامعي متخصص في الكيمياء وتلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية.. «رجال حول الرسول» كما يسمون أنفسهم هجموا من قبل على نقطة شرطة للتزود بالسلاح.. نهار الجمعة الماضية كانت آخر مواجهة بين الحكومة وهؤلاء الرجال.. الحصيلة مقتل وإصابة نحو سبعة من أهل السودان.

سنوات الإنقاذ شهدت تفاقم ظاهرة التطرف الديني.. جاء الخليفي من ليبيا لقتل الأبرياء من أهل السودان.. فيما شهدت صلاة التراويح بأحد مساجد أم درمان رجلاً يشهر سلاحه في وجه عباد الله المصلين.. جامعة الخرطوم كانت مسرحاً لمواجهة بين طلاب مسلمين وإخوتهم المسيحيين بسبب معرض كتاب رأى بعض المتشددين أن فيه عملاً تبشيرياً فأضرموا النار عليه وكادت يومها أن تقع كارثة.

صحيح أن الرؤية الثاقبة تؤكد أن السودان جزء من حزام إقليمي انتشرت فيه ظاهرة التطرف.. إلا أن اللافت للانتباه أن السودان المحكوم بنظام ذي مرجعية إسلامية منذ حوالي ربع قرن مقروناً بالروح السودانية المتسامحة.. ما كان له أن يشهد مثل هذا الغلو.. في تقديري أن فشل المدرسة الإسلامية الوسطية في تقديم منتج مقنع للناس جعل الأمة فريقين.. فريق مضى يبحث عن المستقبل متدثراً بأثواب العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة.. فيما مضت مجموعات ضخمة إلى يسار الإنقاذ متبينة أطروحات تبدأ بالتشكيك في إسلامية الحكام وفي نهاية المطاف تكفيرهم.

إمعان النظر في تنامي التيارات المتشددة يجد أن بعض الأزمة في الكتب المنهجية المدرسية التى لا تشجع على احترام الآخر.. حتى في مساجدنا حيث تذاع الخطب عبر مكبرات الصوت تجد من بين الأئمة من يصف بعضاً من خلق الله بأنهم حفدة القردة والخنازير.. أما ساستنا في سبيل تحقيق المكاسب السياسية يلجأون إلى فقه «الدغمسة» وينسون أننا شعب فيه قدر كبير من التنوع.

الآن المواجهة مع التطرف وصلت مرحلة الحرب المنظمة.. في هذه المعركة يجب ألا تترك الحكومة تقاتل وحدها.. مطلوب الآن إستراتيجية وطنية لمحاربة التطرف.. إستراتيجية يكتب أحرفها الأولى الإمام الصادق ويختار عنوانها الشيخ الترابي.. إستراتيجية يضع حواشيها مولانا عبدالحي يوسف ويشد من أزرها سكرتير الحزب الشيوعي وتدعمها بلا تحفظ زعيمة حركة حق الأستاذة هالة عبدالحليم.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. (الآن المواجهة مع التطرف وصلت مرحلة الحرب المنظمة.. في هذه المعركة يجب ألا تترك الحكومة تقاتل وحدها)
    انت يا أخ الظافر مسألة نشر الفكر المتطرف ده مش تم بتخطيط واخراج حكومة الانقاذ دي ؟ وبعدين كل الرموز الانت ذكرتها دي مش نفس الحكومه لعنت ابو خاشه وطردتها لما كانت بتتقاسم الغنايم ؟ طيب الجده شنو عشان الناس دي تجي تنضف ليها وسخها .

  2. أولا يا الظافر مطلوب استراتيجية لخلع هذا النظام الذي كان السبب في كل هذه الظواهر السالبة والجماعات المتطرفة، وكنس كل آثاره ، ومن ثم سيصبح السودان سالماً ومعافى، بعد تطهيره من جرثومة الانقاذ والوسخ الوطني.

  3. الامام الصادق مشغول في صلح المصريين والشيخ الترابي له نصيب في هذا الذ يحدث بتشدده مع تلاميزه نتمني ان يرتد اليه عقله ام عبدالحي يوسف فهو زعيم التطرف في السودان وهو ليس من الوسطيه في شي كما ان ناس الحزب الشييوعي مشغولين .

  4. (الآن المواجهة مع التطرف وصلت مرحلة الحرب المنظمة.. في هذه المعركة يجب ألا تترك الحكومة تقاتل وحدها)

    التسوى كريت فى القرض تلقاهو فى ……………

  5. يا عبد الباقى…..أتفق معك على أن كل جماعات التطرف و الهوس الدينى هما من أخطر الفئات على سلامة الأمة و العباد بل و الإنسانية كافة …. و تحتاج الى تضافر الجهودلإزالته من على الأرض ….و دى نظريه صحيحه و أول من نادت بها هى أمريكا و تفاعل معها كل الدول الراشده و حكوماتها عند الإعتداء السافر على البرجين فى نيويورك …عدا نظام الكيزان السودانى و التى تحت الضغوط القوية ركعت ( و لا أستخدم مفرداتكم القبيحة -إنبطحت -) و أبدت بعض (نعم بعض التعاون و على مضض دون أن تتغير نواياها و قناعاتها برعاية الهوس الدينى والإرهاب و التطرف ( إسلاميا كان … كما فى حالة إيواء بن لادن أو لا دينى كان كمثال إيواء و إخفاء كارلوس الذى كان مطلوبا للعدالة فى العديد من الدول بتهم إرتكاب أعمال إرهابيه) … و بشكل علنى لتحدى العالم ( أيام أمريكا و روسيا دنى عذابها و يا أمريكا ليكم تسلحنا )و هذا ما تؤكده كل سياساتها الداخلية و الخارجية و علاقاتها مع الدول الأخرى خاصة دول الجوار آنذاك ( مثال تدبير و رعاية محاولة إغتيال حسنى مبارك وتأييد صدام حسين فى غزوه لدولة الكويت و حتى فى العام الماضى مد متشددى ليبيا بالسلاح و هذا وفق كلام البشير و التآمر على نظام الحاكم فى التشاد لوقت قريب قبيل عقد الهدنة الحاليه للتركيز على تصفية أزمة دارفور ))و هذا ما دعاها لفتح ابواب البلد لكل إرهابى و مهووس ومتطرف و دعمته من أموال الشعب الفقير و بقروش السكر اللموهو من ناس دارفور لدعم الحركات الإرهابيه و لا ننسى مقولة د. على الحاج فى هذا عندما هدد البرلمان بعدم مساألته فى سرقة ميزانية شريان الغرب وقوله (خلّوا الطابق مستور) و لا زال نظامكم البائس هذا على دين ملوكهم كما يقال و إن إدعى تخليه عن تلك الأفعال الزميمة و الدليل صلاة الغائب على الهالك أسامه بن لادن …….. فنظام الإنقاذ هو من زرع و رعى و الآن يجنى حصاده …… فمن يزرع الريح يجنى العاصفه….فهو المهيمن و المنفرد بالحكم و السلطه مقصية من لا يتوافق معهم ولا يواليهم من الآخرين بل و لا ترضى بالتعامل معهم….. فمن الحكمة أن يتولوا ماإغترفته أيديهم لوحدهم و خاصة فى هذه المرحلة نجد أن منتج تربيتهم يستهدفهم فى الأساس فى إطار تصفية الحسابات .. و لذا أقول لك بل راسك الدور برضو حيصلك …..و أنا شخصيا كنت أظن بأن تلك الحلقات من الجماعات الإسلامية فى الستينيات ? و كنا فى الثانويه حيث كانت التربه الصالحه لنموها ? كنت أظنها متطرفه و مهوسه و هى لم تبدى أى ظاهره لإتهامها …… و لكن فى هذا الزمان يا دوب صرت مقتنعا بحكمة(بكسر الحاء) و ما تنبأ به الاستاذ محمود محمد طه قبل أكثر من 35 عاماً حيث قال فى العام 1977م:
    (“من الافضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية إذ انها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذى الجماعة وسوف تسيطر هذى الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى لو بالوسائل العسكرية وسوف تذيق الشعب الأمرين وسوف يدخلون بلادنا فى فتنة تحيل نهارها إلى ليل وسوف تنتهي فيما بينهم وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا”).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..