بين دكتور حيدر وبروفسير إبراهيم

بين دكتور حيدر وبروفسير إبراهيم

د. عبد اللطيف البوني
[email protected]

متابعة النشاط السياسي في سوداننا امر مرهق اما متابعة الحركة الفكرية فامر في غاية الرهق ثم الملاحقة لدرجة تكوين فكرة مركزية ثم الخروج منها بفرضية ثم العمل على اثبات تلك الفرضية امر يرهق الرهق ذاته ثم الجلوس لتدوين ذلك العمل واصداره في كتاب فامر يستحق التقدير بغض النظر عن اتفاقك او اختلافك مع ذلك الذي ورد في الكتاب ولعل هذا مافعله الدكتور حيدر ابراهيم علي وهو يتابع المنتوج الفكري للحركة الاسلامية الحاكمة ثم يصل الي خلاصة الي انها تعاني من خواء فكري وان حكمها الحالي في السودان يقوم على النفعية والبراغماتية وبالتالي تحول مشروعها الحضاري الي مشروع سلطوي بحت . لقد جاءء هذا في كتاب باسم ( مراجعات الاسلاميين السودانيين , كسب الدنيا وخسارة الدين) صدرت طبعته الاولى في مارس 2011 وهذا الكتاب جاء على نهج كتاب سابق لدكتور حيدر باسم (سقوط المشروع الحضاري )قراته قبل عدة سنوات فالدكتور حيدر موقفه من نظام حكم الانقاذ ثابت ولكن يحمد له انه بلور موقفه هذا في كتب صدرت له مما اتاح الفرصة للذين يقفون موقفه او الذين يقفون على النقيض منه ان يجادلوه على ارضية صلبه عوضا عن الثرثرة الشفاهية التي تذهب مع الريح بمجرد انتهائها
في الكتاب الذي بين ايدينا اعتمد الدكتور حيدر لاثبات دعواه على ما صدر من بعض المثقفين الاسلاميين منهم من هو مساير للمشروع الحضاري ومنهم من تمرد عليه ومنهم هو بين بين مثل الاساتذة الطيب زين العابدين وحسن مكي والتيجاني عبد القادر وعبد الوهاب الافندي والمحبوب عبد السلام وغازي صلاح الدين وبعض شوارد الترابي وكتاب عبد الرحيم عمر محي الدين واخرين ثم تناول بعض الممارسات السياسية التي تثبت دعواه واعتمد في ذلك على خلفية اكاديمية و فكرية ثرة واطلاع واسع فيما يتعلق بعلاقة الدين بالسياسة وعلاقة الدين بالدولة
انا هنا لست بصدد تقديم قراءة ثانية لهذا الكتاب واتمنى ان افعل ذلك في سانحة اخرى ولكن صادف في نفس اليوم الذي فرغت فيه من قراءة الكتاب ان قرات ماصدر من البروفسير ابراهيم احمد عمر في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القطاع الفكري والثقافي والاجتماعي للمؤتمر الوطني من ان هذا القطاع الذي يتراسه عليه ان يراجع ادائه ودعم دعواه بطرح تساؤل مثل هل نجحنا في تقديم فكر رصين تبنى عليه الدولة ثم اشار الي ان البلاد تواجه تحديات تتمثل في جهوية وقبلية فظيعة وقال ان التنازع الهويوي على اشده في البلاد ثم هاجم اداء القطاع هجوما عنيفا وطالب بمحاسبة عضوية القطاع مبتدئا بنفسه اذ طالب باعفائه نهائيا ومن الطرائف انه وضع سؤالا تقريريا نصه (هل قودناها ام جطناها ؟) اما في مؤتمر القطاع السياسي فقد كاد البروف ان ينعي المؤتمر الوطني نهائيا . يقيني لو ان الدكتور حيدر سمع كلام البروف قبل ان يصدر كتابه لاضافه ولقال للبروف لايوجد فكر اصلا حتى يحرسه القطاع الفكري ولو قرا البروف كتاب حيدر قبل ان يخاطب مؤتمره لتساءل اين مثقفي الحركة الاسلامية وفي اي ضفة يقفون اليوم ولماذا ؟

تعليق واحد

  1. من اقوى الادلة على خواء الانقاذ الفكري هو عندما كان يتم اعتقالنا من قبل الاجهزة الامنية لم تنظم اجهزة الامن اي حوار بين القيادات الفكرية للانقاذ والمعتقلين على غرار ما كان يتم في مصر العلمانية … بل كان الضرب و التعذيب الذي ما زادنا الا ايمانا بفساد وخواء فكرهم وانهم على الضلالة ورب الكعبة
    تا الله ما الدعوات تهزم بالاذى ابدا وفي التاريخ بر يميني
    ضع في يدي القيد الهب اضلعي ضع عنقي على السكين
    لن تستطيع حصار فكري ساعة او نزع ايماني ونور يقيني
    فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني

    الاستبداد والتوحيد لا يجتمعان
    لو كان الرفق خلقا يرى ما كان مما خلق الله شئ احسن منه

    0912923816

  2. قرأت لبروفسر ود الريح الذي هو شديد الفكاهة احيانا وفي الاحيان الباقية شديد الثقالة عن واحدين عايزين ياكلوا بنزين احدي السيارات الحكومية واسقط في ايديهم ان المكنة واقفة واهتدوا الي حل : ان يرفعوا الغربة بحجارة ويدوروا العجلات حتي يدور العداد . لم يدر بخلد البروف ان دولة بحالها سوف تدار بهذه الطريقة ! هذه هي حالة ثقافتهم يا دكتور حيدر ! فكيف وجدت العربة اولا حتي تحسب البنزين !؟

  3. البروف ابراهيم على مشارف التسعينات نتمنى من الله القدير ان يمكنه الالتزام والوفاء لامير المؤمنين ودين المشير حتى القبر .. اللهم آمين .. ببركة هذا العيد ..

  4. هل قدناها ام جطناها ديل عاسوها وقدوها وانت رايك شنو وابراهيم احمد عمر ده من اكبر ضلالية الجبهة الاسلامية ولم يقل هذا الكلام الابعد ان اصيبه بالسلس البولى والبرستاته وغلبو السهر وقاعد الاجتماعات لكن لو كانت عنده مروة وحبة عافيه لفعل بالشعب مثل شلته وهو راجل غنى من الحكومة الى جنه الجنه مش حيفقر وشبع وتضخمة ثروته ومايقوله ويطالب به ده كلام منابر وكلام خطبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..