شكرا أساتذة جامعة الخرطوم

أسامة ضي النعيم محمد
نعم ، الشكر مستحق لكم علي المبادرة بعنوان خارطة طريق حل الازمة ديسمبر2021م ، عندي التركيز علي الشهر داله ليذكر الاجيال بمؤتمر المائدة المستديرة الذي تبنته جامعة الخرطوم في العام 1964م لوضع لبنات حل مشكلة جنوب السودان ، نرفع القبعات لأساتذة جامعة الخرطوم علي ذلك العصف الذهني وعلي ما سبق خلال حقب تأريخ السودان.
لطفا ، أتقاصر في وقفتي ان قلت أني سأعقب علي ما جاءت به تلك الكوكبة ، لكنها صرخة أشعث أغبر مثلي يعيش حيث لا أمان ، تشتعل النيران دوما في منازل أهله بدارفور ، ترتفع سيوف الاهل في الشرق وتعلو معها رسوم رسو السفن في ميناء بورتسودان وكذا مصروفات الشحن ويصبح طريق التجارة البحرية الي السودان صعب المنال وعال التكلفة ، حتي صادر بترول جنوب السودان يتجمد في الانابيب ، أمراء حرب كثر تسنموا السلطة ولا يود الواحد منهم التفريط في جيشه ، كانت عناصر تلك الجيوش تعتاش من مصادر معلومة وبطرق يصرخ العالم ويعاني اليوم لكبحها وإيقاف المرتزقة الذين تفلتوا من تلك الجيوش.
في جانب الوقت ، ما تفضلت به المبادرة له فترة انجاز لا تتعدي يونيو2023م ، في تلك الكبسولة الزمنية تتفاعل كيمياء المبادرة لتنتج لنا جيشا موحدا لينزع عن أمراء الحرب جيوشهم وليصبحوا قادة أحزاب سياسية عوضا عن جنرالات في ساحات المعارك ، ثم ما أعجل الحاجة لنقل أهلنا في المعسكرات الي حيث الامان وممارسة الزراعة والرعي دون أن تعترضهم مليشيات تسلبهم الحلال والأرواح ، في الميناء نحتاج لترياق مضاد للعزلة وإعادة الشرق الي مسار ترضي عنه كل المكونات .
المبادرة خارطة طريق علي أحدث ما تصنع العقول النيرة في القرن الحادي والعشرين ، اعداد كامل لمسرح حل الازمة من مفوضيات وإصلاح للخدمة المدنية وتوحيد القوات في جيش سوداني واحد ، تكوين المجلس التشريعي وإعداد الدستور وجماليات اخري لازمة لبناء الدولة الحديثة ، تنظيم قاعدي لبناء لجان المقاومة لتصبح جسما له أسنان وأدوات الحزب السياسي .
الحالة السودانية اليوم أشبه بمريض يعاني من الام الزائدة الدودية ، يتوقع الطبيب انفجارها في أية لحظة ، الانتظار الي حين اكمال المستشفي وطلب معدات حجرة العمليات الحديثة من المانيا ، التعاقد لإحضار طاقم تمريض من الفلبين ، تلك الاحتياجات وبرغم أهميتها لا يعيرها الطبيب المعالج التفاتا ، يحاول بالإمكانيات المتوفرة اجراء العملية لانقاذالمريض السودان .
خارطة الطريق بمطلوباتها الحالية نزلت بردا وسلاما علي المجلس السيادي الحالي وقادة حركات الكفاح المسلح ، مسرح عمل مفتوح حتما سيتجاوز زمن اللعب ويتطلب أشواطا اضافية ، خلالها يبقي كل قائد حركة جيشه تحت امرته تطعمه قسمة ثروة السودان بلا شوكة يشاكها أعضاء الحركة وهم نيام في معسكراتهم داخل عمائر الخرطوم . ذهب بعض أعضاء مجلس السيادة اليوم الي مد أرجلهم يناقشون مشكلات مشروع الجزيرة ومشاكل قنوات الري ، يستقبلون الاحباب من أهل الطرق الصوفية يغمرونهم بالدعوات والتبريكات لتمتد فترة حكمهم الانتقالية حتي اكمال مستحقات خارطة الطريق وبناء الدولة السودانية الحديثة وتسليمها لأحزاب منتخبة.
لا أود التطاول علي مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم وأنا ذلك الذي لا يكاد يبين من الصغر ، فقط أصرخ كما ذلك المريض الذي يتألم ، فلتنجدنا المبادرة بكبسولة أوليات كملحق عمل لإجراء جراحة سريعة، التصالح مع المجتمع الدولي لضمان انسياب العون المالي الذي سبق الالتزام به ، اظهار حسن النية من خلال خطوات عملية لدمج الجيوش ، أقصد بحسن النية لتي يشعر بها المانحون مثل الاستعانة بخبراء عسكريون من امريكا وأوربا لهم خبرات عملية في دمج وإعداد الجيوش من حركات مقاتلة متعددة ، الاسراع بقيام مفوضية الانتخابات وتعيين من يباشرون العمل بالرغم من جائحة الكورونا الا أن دخول شركات لتأهيل السكة حديد وإقامة مشروعات زراعية وتربية أنعام في دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة من بين أساسيات الاستقرار وإيجاد فرص عمل للشباب.
صرخات الالم لا تنقص أو تقلل جهد المبادرة ، فقط هي كما المريض يحدد للطبيب الموضع الاكثر ايلاما ، جراحة أساتذة جامعة الخرطوم هي عزوة السودان في المحن والملمات ، لحل المشكل الاقتصادي والمالي ستتجه الي من يكون لديهم الحل المستدام ، العون الفني وسرعة توفيره لإقامة الانتخابات ربما كانت بريطانيا ودول أوربا أسرع في الاستجابة للحالة السودانية ، المبادرة أقدر علي وضع جدول أولويات يأخذ في الحسبان الزمن المتبقي من مباراة الفترة الانتقالية.