قبل الانزلاق..!!

بلا أقنعة
زاهر بخيت الفكي
ادراكنا العميق لتعقيداتِ مكونات مجتمعنا السوداني، تحول بينا والافراط في التفاؤل، باقترابِ الحل الجذري، للمُشكلاتِ العميقة، التي أدخلنا فيها أنفسنا، فمن دخلوا غرف الفعل السياسي، عبر النوافِذ، ومن امتطوا أحزابهم، وحركاتهم المسلحة وغير المُسلحة، للدخول بها عُنوة في المطبخ السياسي، لن يطبخوا لنا شيئاً مُفيدا، وهذه التشكيلة المتنافرة المُتناحِرة، التي تتصدّر العمل السياسي الأن، لن نجني منها سوى المزيد من الدمار، واعلموا بأنّ الخروج من هذه الدائرة الخبيثة، لن يتأتى بالاتفاقيات الجانبية، ولا بالتجمعات القبلية، أو بالتدخلات الأجنبية، الظاهِر منها والباطن، والمُعلن منها والمخفي، والمُسكنات عزيزي القارئ، لم ولن تكون علاجاً للسرطان المُستشري، في خلايا الفعلِ السياسي، والحاجة للاستئصال النهائي باتت مُلحة، في يومنا هذا، مهما كان حجم الألم، شريطة أن يُجري عمليات الاستئصال الدقيقة خبراء من السودان، وما أكثرهم، وإلّا فإنّ الدوران فيها سيطول.
نُثمِّن مُشاركة المجتمع الدولي لنا، ومحاولاته في إيجاد ما يُعيننا على فتح الأبواب المغلقة، ومساعدتنا في انفراج حالة الانسداد السياسي التي تعيشها بلادنا الأن، ولكن تظل القناعات الراسخة، بأنّ الحل في أيدينا نحن، في حال تجردنا من أنانيتنا، وفتحنا قلوبنا لبعضنا، وخرجنا من ظُلمةِ الهيجان الذي نمارس فيه، إلى نور العقلانية، والتي إن لم نتحلى بها، لن نبني دولة، ولن نصنع مستقبلا، ولنا أن نتعط من دولٍ دخلت في مُستنقعاتِ العبث ولم تخرُج منها، بسبب أنانية ساستها، وينبغي علينا أن نحذو حذو دولٍ أخرى أنقذها (العُقلاء) من ضيق الصراعات، إلى وساعِ الحرية والاستقرار.
أكد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس أن السودانيون اقتربوا من خط النهاية بشأن التوصل لاتفاق نهائي، وقال قطعنا شوطا كبيرا باتجاه حل الأزمة في السودان، وقال فولكر بحسب وكالة (الشرق) “هناك حلول للمشاكل العالقة بين الفرقاء السودانيين”، مشددا على أن الضمانات يجب أن تكون بين الأطراف السودانية والثقة هي الأساس، وأفاد أن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي أطراف مساعدة في أي اتفاق سوداني، وشدد فولكر على ان الالتزام بوعود التحول الديمقراطي من المكونين العسكري والمدني أمر مهم، مؤكدا سعيهم لتشكيل حكومة مدنية تقود السودان لانتخابات خلال عامين، وقال “يجب العمل من الدول المانحة لتقديم المساعدات للشعب السوداني.
نقطة التلاقي التي وصلنا إليها عبر مُبادرة فولكر، ومن يُشاركونه، اعتقد بالرغم من اختلافنا عليها وعلى فولكر، إلّا أنّها عتبة أولى، من عتباتِ سًلم الحل الشامل، ولبنة من لبنات بناء المستقبل، يجب علينا استقلالها الاستقلال الأمثل، بعيداً عن الأنانية، وعن كراهيتنا لبعضنا البعض، وعن اختلافاتنا السياسية والمذهبية والعرقية، التي دمرنا بها البلاد، وفرقنا بها بين العباد، فهذه الاتفاقية لن تؤتي أُكُلَها، إن لم يلتقِطها العُقلاء من أهل السودان، لسودنتها وتنقيتها من الشوائب، حتى لا نقع في فخ الدول الحايمة حولنا، الطامعة في ثرواتنا المُهدرة بسبب صراعاتنا العبثية.
الجريدة