فقه التحلل طريق وزير المالية لسد عجز الموازنة

اسامة ضي النعيم
مكتب رئيس وزراء بريطانيا عنوانه 10 داوننج استريت وعند العنوان 11 داوننج استريت تجد عنوان مكتب وزير المالية
( Chancellor of the exchequer) ، ذلك يعكس أهمية وضع وزير المالية في ادارة الحكم بالعقلية المدنية ، وفي قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- يرفع المولي عز وجل في محكم التنزيل مكانة سيدنا يوسف ويخرجه من غياهب السجن ليصبح سيدنا يوسف في بلاط الملك (مكين أمين) وجعله علي خزائن الارض حفيظا عليما.
ذلك باختصار موقع وزير المالية في الدولة قديما وحديثا ، كان لنا في السودان وزراء ماليه لهم أيضا الكعب العالي ، رحمة الله علي الشريف حسين الهندي – لا أمل ترديد موقفه في معالجة مشكلة العطالي (وشخصي الضعيف أحدهم) ، في ستينيات القرن الماضي كانت المشكلة وتصدي لها الهندي ، كما لهم اليوم تتريس في الشمالية للفت نظر وزير المالية لحل مشكلة تسعيرة الكهرباء ، كان لنا في ذاك الزمان اتحاد للعطالي نجتمع في قهوة عند المحطة الوسطي بالخرطوم ، يقابلنا الشريف حسين الهندي بمكتبه بالجمعية أو بمنزله ببشاشة وأريحية ويقف مدافعا عن قضيتنا أمام رئيس وأعضاء الجمعية التأسيسية ، لم نسمع منه في حواراته معنا الا تطييب خاطر ووعد صادق بتعييننا ، وصار بند الهندي موقعنا في الموازنة ، حاشاه الله ، لم يتذمر الشريف حسين الهندي أو يطلق علي مسعانا عبارة (دوشة) كما ينعت اليوم السيد جبريل ابراهيم احتجاجات المزارعين في الشمالية بسبب زيادته لأسعار الكهرباء بنسبة 1212% كما ورد في الاخبار .
تتعدد دائما أساليب وطرق وزراء المالية لضبط الموازنة ، المنح والقروض الميسرة ينجح في الحصول عليها وزير المالية الذي له علاقات دولية جيدة ، بأدبه الجم أشار الدكتور حمدوك لهذه الخاصية ونصح السيد جبريل ابراهيم ليكون في وضع القبول الحسن في المجتمع الدولي ، رفض النصح السيد الزعيم واتجه لمعادلة سلبية الموازنة العامة من جيوب المواطنين ، رفع اسعارالكهرباء وزيادة ضريبة أرباح الاعمال ورسوم الكثير من الخدمات كانت طريقه الممهد الذي سلكه بعزوة وعنفوان السلطان في المجلس السيادي.
ما هكذا تورد الابل ، العلاقات الجيدة مع بيوتات المال والأعمال والمصارف الاقليمية والبنوك الدولية هي مفتاح وزير المالية ، (حمرة العين) و (الكوزنة) بضاعة مزجاة من ثقافة (الاخوان) ولا تصلح عملة مبرئة لذمة أمة السودان في عهد الثورة أو كما نقول (قرش براني) ، علاقات جيدة وشهادة (حفيظ عليم) تدبج بها السيرة الذاتية لوزير المالية يسير بها بين الامم ولا يمنحها اتفاق سلام جوبا بل هي كسب شخصي في المقاوم الاول ، (ولو كنت فظا غليظ القلب) هو المقام الضرار ومالأته لا تخفي علي عاقل .
ما يزال حل مشكلة معادلة الموازنة مع تخفيض اسعارالكهرباء ومدخلات الانتاج للمزارعين حية تسعي يخرجها وزير المالية من كيسه لتلتهم التضخم وتقضي علي الفقر في السودان ، استخدام نداء الحوار البار بشيخه الترابي والصياح طالبا العون من بقية (الاخوان) من منافيهم الطوعية في تركيا واليابان وماليزيا ، تفعيل خدمة فقه التحلل لتحريك المنهوبات لتدخل من باب شركات أجنبية تركية أو يابانية ، تعمل داخل السودان في مجال الطاقة الشمسية وكما تفضل صديق صاحب خبرة موثوق فيها ، أن المشروع يحتاج الي زمن بسيط وتتولي جياد وبعض الشركات السودانية اكمال تركيب مصانع الطاقات الشمسية في زمن قياسي . ثم هناك الشركات الامنية وضرورة أيلولتها لإشراف وزارة المالية والاهم ضبط التعدين بجبلي عامر ومون ومراقبة استخراج الذهب بالأجناد التي همها اليوم سرقة أصول اليوناميد .
لابد من نصح للحرية والتغيير ، فالركن الشديد عند السيد جبريل هو بعض أعضاء المكون العسكري في المجلس السيادي ، مطالبة تغييرهم بآخرين من المنظومة العسكرية حق مشروع ويؤكده سهولة تغيير المكون المدني ، يذهب ذلك مع الاعتراف بشراكة المكونات جميعها للعبور بالفترة الانتقالية الي ملعب الانتخابات لتحسم المباراة تعضيد مدنية الدولة وتحميها قوات مسلحة ذات عقيدة واحدة وجيش أمة السودان تضرب جذوره الي قوة دفاع السودان منذ عام 1925م.