رسالة للسادة رواد وزوار (الراكوبة) الحبيبه .. مع التحيــه .. فى خواتيم(2013)

* كشباب هدفنا الأول اسقاط (النظام) ومحوه من خارطة الوطن بمعارضه (سلميه) ولكن :شاعت فى الآونه الأخيرة
على موقعنا منسوبات عالية من (البذاءة) والعنف اللفظى المتبادل بين القراء والمعلقين الذين قد يتورطون بمبادلة الشتيمة بمثلها.. لماذا يلجأ أحدنا للبذاءة والشتم والإقذاع؟ فهل يخدم قضيتنا؟ أم هو إعلان عن يأس من (قولة)خير وعرض حجج وآراء مناقضة فيختصر البعض تلك المسافة ب(شتيمة)على أحوالنا البائسة منذ(89)..

* فالرابح هو النظام الذى يُغذى الظاهرة ويسعى وراء الانقسام الفِكرى الحاد ببث الفتن والتعصب وافتراض سوء النية وهو الذى يقدح فى القراء الشَّرر فينقسمون فريقين أو فِرقاً وأحيانا يُصبح (المقال) مجرد ذريعة لبعث تلك الأحقاد الجهوية بالمماحكات الدينية المفتقرة للرؤية والعلم بالمسائل محل النقاش ..

* لقد قلتها وأعيدها دائماً:الجرأة وحدها لا تصنع (معارضة) ونحنُ بحاجة لكثير من الشجاعة كى نواجه النظام .. فمن الناحية النفسية قد يشعر (الشاتم) بانفراج ما أو ب(فشة غبينه) ولكنه فى ذات الوقت يُعلن فقره من (فِكر) يُقابل ذلك الموقف الفكرى والسياسى لأنه وقد فُتح له مجال (التعليق) ..

* فالجرأة والتجاوز فى (الراكوبة) صارت مُسَلَّمَات تلجمنا وتقيدنا وتكبحنا فالتكن حُرية البلد هى هاجسنا الاول ليمُكن البعض من التنفيس عما ضايق بكلام قد يرقى لمستوى نسف فِكرة المقال الأصلى وقد يمثل للقراء إضاءة تعدل بعض ما وقع فيه الكاتب فيصبح النص الأصلى نصوصا متوالدة بعدد القراءات ولا أقول القراء بما تحمله من ثقافات ورؤى متنوعة متلاقحة لسادة الراكوبة من الشباب ..

* ولا يُحسن في مثل هذه الأجواء المشحونة بالعواطف ذات التوتر العالى أن يُزج ب(الدين) أوالفِكر أو حتى الرأى السياسى لأنه سيُظلم ويمُتهن .. وأقول حتى لو افترضت بطلان (فِكرك) فلا يعنى ذلك ياشباب بالضرورة معاداتك شخصياً و(تحقيرك) و(تجريدك) من أية فضيلة.. وإلا فإن الهدف حينها ليس استمالتك لقضية وفِكره ومشروع.. وإنما الهدف تدميرك وحفر (الخنادق) بيننا وبناء جُدر صلبه وهذا لا يدل على ثقة بما نحمل أو هو على الأقل لا يدل على جديتنا فى الارتقاء بالناس إلى ما نحمل .. فما ضرورة أى خطاب إذا كان حامله منفراً ومعادياً وشاتماً لمن يدعوهم و هم بمثابة الزبائن لبضاعته ؟!

* فياشباب حتى لا يفقد الخطاب (المعارض) للنظام مسوغ وجوده فيهوي مع التخلف بدلا من أن يكون رافعة له أو يُغطى عليه بدلا من أن يُضىء .. فلا داعى لعرض التعليقات المسيئة إلى أى إبداع والمهينة لمثل ساحاتنا التى نتطلع لمخاطبة أرقى ما فى الإنسان السودانى بالداخل والخارج معاً وهى قواه الواعية الشبابيه وإرادته وشعوره بالكلمة والرأى فما دامت ارتضت الكلمة والِفكر وعقدت مع الطرف الآخر عقداً ضمنياً أن الالتقاء إنما هو على هذا الأساس فليكن هذا هو الحكم بين جميع المشاركين بفعالينا السياسية ..

* فلو أردنا ازاحة وازالة (النظام) فبالتعليق الرصين المثقف المتاح فإنه خير آلية نغير ونبدل بها النظام فالنُعدل الخطاب (مع بعضنا) نبحث عن المشترك ونعذر بعضنا فى المختلف فهو جهد بشرى ناقص ومفتوح.. ومهما كانت نية الكاتب ومآربه فهو ليس (نبياً) ولا (قديساً) مهما تكن مآربه ومقاصده فإن عرض رأيه بإزاء الحقائق كفيل ببيان اعوجاج خطه.. وهل أعظم خسارة للكاتب من أن يبدو معروضُه الفِكرى وهو (رأسماله) أن يبدو واهناً أو غير برىء من المصالح والولاءات التى تسمح له باستغباء قارىء بالمتاجرة ب(عقله) كما سمحت له من قبل بالاتجار ب(قلمه) وامتهان نفسه..

* ففى خواتيم العام أدعوا أخوتى بالكف عن ترزيل وتحقير كل شىء.. فهناك مستوى من الحوار يجب أن نُحافظ عليه .. وهناك تقاليد فى الخطاب بين (المعارض)وغيره يجب أن نُرسيها ..فهذا النظام ( راحل) يعنى (راحل) الآن أو بمرور الزمن فالتاريخ لن ينتهى معه ولا به فهو (سُبه) ولكن ارساء تقاليد الادب فى الحوار ضرورى وهام فى (الديمقراطية) القادمة بأذن ألله ..

* كانت لكثير من الكتابات لاذعة السخرية بالراكوبة فضل الريادة فى كسر المعايير التقليدية لأدب التعبير والمخاطبة بحيث تتمتع الكلمات التى كانت بذيئة بشرعية التواجد الواسع والعلنى بموقعنا..

* فمنه ومن خلاله نتطلع (للتغيير نحو العقلانية)فلا داع لاستخدام مفردات وايحاءات كانت تُعتبر إلى حد قريب مبتذلة بعد شحنها بمدولولات سياسية واضحة ومقدرة رائعة على انتزاع الضحك واستثارة الفكر النقدى لدى جمهور (الراكوبه)مما شكّل شرعنة لوجود تلك المفردات فى الجِدال السياسى ..

* إن في هذا(الإبداع) اللغوى (ان جاز)تعبير الابداع فى الجدل السياسى ياستخدام ألفاظ وتركيبات ذات ايحاءات غير (لائقه) كانت فى عداد البذاءة لهو أحد تجليات الحِراك الشبابى فى المجتمع السودانى بالداخل والخارج وتعبير عن تغيير عميق فى فِكرالشباب ..

* كل عام والوطن وأهله بألف خير .. كل عام وتعود طيورنا المغادرة والمهاجرة للبلد تانى ..

* عبدالجليل على عبدالفتاح .. ودمدنى السُــنى .. الخميس 26 ديسمبر 2013م .. (مدنى الجمية) ..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. رسالة رائعة الأخ عبد الجليل…
    فالتعليق يجب أن يضيف شيئا للمقال أو الخبر وليس لمجرد التعليق…
    والحمد لله ادارة الراكوبة تستجيب لبعض تعليقاتنا على التعليقات الغير لائقة … وانا على يقين من أن إدارة الراكوبة تحذف الكثير مما لا يصلح للنشر… فلنبدأ عام للتعليق الراقي والنظيف الذي يمثل إضافة للمقال وللعقول (عام التعليق السوداني النضيف)

  2. لك كل الإحترام والتقدير
    اصبت كبد الحقيقة،نحن الآن احوج للإتفاق حول قضايا تسهم في إسقاط النظام،واحوج أكثر للإبتعاد عن الالفاظ التي أشرت اليها في مقالك ،
    النقد الموضوعي يجب أن يكون الهدف الأساسي لمناقشة ماينشر
    بذئ القول بالصبر سنتجاوزة
    الحالة التي وصفتها لعل اسبابها معروفة
    الكبت والقهر والإذلال والفقر الذي برع نظام الإنقاذ لتركيع الشعب السوداني هو ما ولد هذة الالفاظ
    عند زوال السبب سيزول المسبب
    لك التقدير

  3. هذا الكلام أيضا يجب أن ينطبق على الكتاب المحترمين فقد قراءت قبل فترة مقال لكاتب مشهور تناول حسين خوجلي بطريقة تفوق فيها على المعلقين الشباب من أوصاف غير لائقة.
    أقترح إلزامية التسجيل في الموقع قبل كتابة التعليق لأن ذلك يجعل قدر من المسئولية، وقبل فترة كانت الراكوبة تظهر علم الدولة التي يقيم فيها كاتب التعليق، مما يتيح بسهولة معرفة إن كان نفس الشخص كتب أكثر من تعليق من خلال علم الدولة والاسلوب بالطبع، ولكن للاسف حتى هذه المعلومة البسيطة تم اخفاءها لا أدري لماذا؟؟!

  4. يا سلاااااام يا استاذ عبدالجليل والله العظيم نحن في اشد الحوجة الي هذا الحديث ليس لسماعه بل للايمان به والعمل على اساسه نعم لقد تغيرت اخلاقياتنا نتيجة عمل مقصود لتسفيه آرائنا بتغبيش وعينا وشحننا بذخيرة لغوية اقرب للبذائة والخواء فإن تنبهنا لذلك وعدنا لوعينا الحقيقي نكون قد دمرنا 90% من البناء السلبي للانقاذ … اتمنى من الراكوبة ان ترفع هذا المقال وتبقيه اطول فترة ممكنة فقد نتغير حقا ولك الشكر استاذنا لتنبيهنا….المثل بيقول ( اللوم بيجي بالغفلات ) ونحن فعلا غافلون

  5. مشكور لكن اغلب المعلقين استخداما للسب والتبذ هم عناصر امن النظام المندسين هنا وعن قصد وتعمد ومنهج لالهاء المعارضين واسفزازهم وجرهم عن الموضوع الاصلي

  6. كما كتبت في مقالك يجب النقد ان يكون مبنيا علي قيمنا السودانيه السمحه، هذه القيم السمحه وهبها لنا الله بالفطره، والله يحب مخلوقاته مهما كانت اشكالها وانواعها، ولذالك بعض القراء قد يرجعون للجزور الاسلاميه لمعرفه وفهم نوع التعاليم التي نتلقاها، اصبح العالم مفتوحا لكل رأئ ، انا شخصيا اريد ان اعرف ما نوع الصراع الاجتماعي الموجود في صدر الاسلام مما ادي الي انقسام المسلمين الي سنه وشيعه ونتيجه لذالك الصراع الدموي بين علي وعائشه؟ عندما نقرا ء السور القرانيه لكي نفهمها من غير وسيط بالطبع نرجع للتفسير كأمثال القرطبي والطبري وابن كثير والجلالين و………..إذا كانت آرائهم متضاربه فماذا نفعل؟! نتيجه للتضارب خرجوا اصحاب المذاهب الاربعه الحبلي والشافعي والمالكي والحنفي ،قلنا نعمل توافق بينهم . رجعنا لاسباب نزول السور هنالك ايضا تضارب وخاصه ترتيب السور حسب النزول،هذه ليست مواضيع حيويه وعلميه يجب معرفتها، لكي نعرف كيفيه ربط الدين بالدوله ،اما موضوع الشيوخ اليوم فهذا موضوع أخر.

  7. كلام جميل يا سيدي لكن يجب الا نغفل جانب احر مهم في هذه الظاهرة وهي تكريس العنف اللفظي لدي الشباب طوال فترة حكم الانقاذ ال25 سنة والجامعات السودانية خير دليل علي ثمار الانقاذ حيث تحولت الجامعات من ساحات للنضال الفكري الجاد الي مساحات للمعارك واخذ الثارات من الخصوم السياسيين والفكريين وساهمت الدولة في تنمية هذا الشعور بقدر كبير بل ورصدت له ميزانيات كبيرة من خلال تسليح عصاباتها وتوفير وسائل الحركة لهم وحمايتهم ومساندتهم بالقانون والامن ولاشرطة وغيرها من الوسائل الدعم… هذا بجانبه قد كان كافيا لشل الخطاب السياسي وادب الحوار والنتيجة هي ان يخرج الينا جيل تعود علي ان ينافش بطريقةيغلب عليها العنف المادي والمعنوي ولو لاحظت حتي في الندوات والمنتديات ان المتحدث السوداني وخلال حديثه يشير الي المستمعين بيديه وكانه يحزرهم من شي…. ويمكن ملاحظة ذلك ايضا من خلال مخاطبة الرئيس للشعب وهو يهز عصاه كانه يتحدث مع اعداء له…!!
    علي اي حال الاخ عبدالجليل… انا ندعم رايك دا وبشدة يجب علينا جميعا ان نحكم عقولنا ونفوت الفرصة علي النظام بالحوار العالي وانا متاطد ان التعليقات هذه لها دور كبير في التوعية والتثقيف وانا بالذات استفدت كتير من بعض التعليقات الجادة من قراء الراكوبة وهذا لا اخفيه ابداً… فتعالوا يا اخواني الي ان نرتقي بالحوار والخطاب الفكري والسياسي ونلتحم من اجل بناء دولة المواطنة وننبذ كافة اشكال التمييز علي اي اساس كان

  8. والله أحييك أعظم تحية أخى الفاضل ما قلت الا الحق … صراحة توجد تعليقات قمة فى الجرأة والوقاحة وتوجد تعليقات تستقصد الناس وتسيىء اليهم ولا أدرى ما السبب فى ذلك … كذلك توجد تعليقات ليس لها أيى داعى من شاكلة البشير العقيم وما شابهها … توجد تعليقات عنصرية جدا ومن شخصيات أصبحت معروفة … أتفق مع الأخ ((( احمد عبد القادر ))) هذا الكلام مفروض ينطبق حتى على الكتاب المحترمين …أثنى على رأيى الأخ ((( عادل ))) لرفع المقال أطول فترة … أرى ان هذه الأشياء من سب واساءات ولعن ماهى الا أسلوب لانسان عاجز من المقارعة بالحجة … أخيرا نريد لراكوبتنا الحبيبة أن تكون خالية من هذه الشوائب وكل انسان يطرح رأيه وعلينا بتقبل الرأى الآخر دون تجريح وسب ولعن …أشكرك جزيل الشكر أخى الكريم وبارك الله فيك . تحياتى …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..