حديث مدير المدرسة أصابني بإحباط كبير

يوثقها: عبدالله إبراهيم هاشم

كان ذلك في مطلع العام 2007م وكنت حينها ناشطاً سياسياً في حزب مؤتمر البجا، وفي صباح باكر كنت فيه بسوق مدينة طوكر بأحد المقاهي أحتسي قهوة الصباح، أتاني الأستاذ أحمد برو، وقال لي "يا عبدالله أنت عامل فيها زول مناضل ودا كلام ساكت منك، لو داير نضال حقيقي نحنا عندنا مدرسة ما لاقين ليها أستاذ، فتعال لتعمل متعاوناً في هذه المدرسة".

ومن المقهى ذهبنا إلى مدير تعليم مرحلة الأساس، وكم تملكتني الدهشة وهو يأخذ مني تعهداً من عشرين سطراً حتى لا أطالب بحقوق مالية. بعد ذلك ذهبت إلى قرية أيره فنن وصادف ذلك بداية العام الدراسي، وجدت بالمدرسة فصلين فقط، وعندما بدأت عملي بالدراسة إذا بي أفاجأ بأن التلاميذ يحفظون كل المقرر عن ظهر قلب، فقلت في نفسي إما أن أكون أنا سريعاً في توصيل المعلومة أو هؤلاء الطلاب ذوي مقدرات عقلية كبيرة أو إنهم درسوا من قبل هذا المقرر.

ولكي أتأكد سألت الطلاب عن آخر درس في مقرر الصف الثاني، فوجدت كل الفصل يرفع يده يريد أن يجاوب، فسألت أحدهم هل درستم هذا المقرر من قبل؟ فقال لي أحدهم: "أنا الأول ثلاث مرات متتالية في الصف الثاني، ولم أنقل إلى الصف الثاني لأنه لا يوجد فصل ثالث في المدرسة. فذهبت واطلعت على إرشيف نتائج الطلاب فوجدته محقاً في حديثه معي، ذهبت إلى مدير المدرسة والذي لا يوجد أصلاً أستاذ غيره في المدرسة، وعندما بدأت أتناقش معه في هذا الأمر قال لي (دعهم هذه مدارس للإغاثة فقط) بمعنى أنهم يستفيدون منها في جلب الإغاثة فقط وليس من أجل التعلم.

وفي هذه الأثناء انتابني إحباط شديد، فعملت على نقل الطلاب المتميزين منهم إلى مدرسة مجاورة في المنطقة، لأن بها فصل ثالث ولكن واجهتني صعوبات فليس لديّ ختم وأيضاً ستكون مشكلة بالنسبة لهم في برنامج الغذاء مقابل التعليم. وعندما نظرت إلى نسبة الطلاب وفقاً لحجم القرية وجدتها تكاد تكون 100%، فقد كان عدد طلاب الفصلين 283 طالباً، وهذه عينة لقرية واحدة ولكم أن تقيسوا عليها، لأن كل هذه المناطق تتشابه.

وما يؤسف له أيضاً أن المنطقة من مدينة طوكر وحتى الحدود الإريترية السودانية مع خور بركة لا يوجد بها سوى ممرض واحد في منطقة دولايباي وممرض آخر في منطقة أودوان، وأربعة معاونين صحيين موزعين على هذه المناطق كلها. الانتخابات الأخيرة في المنطقة تقول السجلات إن واحداً وعشرين ألف صوت ذهبت للحزب الحاكم!!! أتدرون لماذا؟.. والله لا أعلم!!

التيار

[ALIGN=CENTER]
الصورة ليست خاصة بالموضوع نفسه[/ALIGN]

تعليق واحد

  1. يا عبد الله الحمد لله انك وجدت مدرسة و فيها مدير و تلاميذ، المدارس في كثير من قري جنوب كردفان مغلقة الان مع اقتراب االامنتحانات و لا احد يعلم متى ستفتح من جديد و ما مصير التلاميذ بالاخص الذين سيجلسون لامنتحانات الشهادة. الله يكون في العون.

  2. كلام ده كله صح ولكن هل البلد ده فيه مناضل واحد فقط وين اولاد البلد الفيه 283 طالب في فصلين اكيد في الجامعات اثر لو ما دايرين يناضلوا بالسلاح يمكن يدرسوا اخوانهم ولو في الرواكيب

  3. ليس ببعيد من مكان الراوي (كاتب المقال) – فقد درست بأروما الثانوية بنين – درست فيها وكنت من أوائل الطلاب وأعلاهم درجات في إمتحانات المتوسطة – سيما وقد سمعت نتيجتي على الراديو ضمن أوائل الولاية ..- ولكن بيت القصيد أنه كان هنالك 3-ثلاثة فصول ثالثة-أدبي …….. بينما كان هناك عدد 1-واحد طالب علمي —-!!!!!!!!—– فقط واحد طالب وليس واحد فصل علمي …….!!!!!!!
    أتدرون لماذا……..؟؟؟؟
    لأن هنالك أستاذ واحد فقط يدرّس جميع الأول والثواني والعلمي وثانوية البنات أيضاً – يدرّس المواد العلمية مثل: (الرياضيات عامة وخاصة فيزياء أحياء كيمياء).
    المحزن أن هذا الأستاذ/ هو / كان يدرس طب الخرطوم زمااااااان ولظروف لم يسطع إستكمال دراسته للطب – وهو يخرج العشرات من هذه المدرسة جزاه الله عن أروما والسودان خير الجزاء

  4. الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله
    هذه هى هموم السودان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا قبل الانقسام او الاستقلال كما يحلوا الى الاخوة الجنوبين وبعده هذه الهموم التى وضعت لنا بولادة قصرية ماتت فيها الام الحنون ما يعرف بالمهمشين وحركات لم نسمع بها من قبل تدار بالرموت من الخارج بعد ان تم عمل غسيل مخ لكثير منا فكان السمع والطاعة نحن شعب السودان اسطتعنا ان نولد اكتوبر وابريل دون قتال او حركات تمرد لم نسمع بظهور ما يسمون نفسهم بالمعارضة ويتكلمون عن الهوية السودانية والاسلام والعرب فى السودان وهم للاسف يتكلون بالعربى كان النضال من الداخل ونزع السرطان من الجزر حتى لا يعود مرة اخرى وتسليم السلطة كنا نعشم فيهم بالخير ولكن ………………….
    اخوتى فى المعارضة وحركات التمرد ارموا السلاح القتال لا يحل مشكلة لا تجلسوا فى مفاوضات مع الحكومة اجلسوا مع انفسكم كما فعل الذين من قبلكم حكومات السودان لا تذهب بالقتال انما بالعصيان والاضرابات والسودان هو العاصمة الخرطوم كل ما بعد عن الخرطوم فهو فشل فاذا كنتم على حق الله سوف يوفقكم ولكم التحية

  5. وين صندوق إعمار الشرق؟ووين المناضل موسى محمد أحمد؟ ووين أمنه ضرار؟ ووين مصطفى عثمان إسماعيل؟ووين إيلا؟يعني قروش الجن دي الجات لإعمار الشرق كلها مشت جيوب الجماعه المذكورين أعلاه؟

  6. يا له من الدولة يقول انهم اهل السماء . اين ذاهبت المبالغ اعادة تعمر
    الشرق ، حرام عليكم . اين موسى محمد أحمد و ايلا والى ولاية بورتسودان؟
    و انا عندى سؤال هنا هل نحن جنوبيين كن على خطاء ؟ دي ياهو
    سودان الانقاذ سودان الكيزان .

  7. لو كان حاكم السودان يهودي لوجدنا له العذر في سياساته التخريبية في التعليم والصحة باعتبارنا أعداؤه ويخشي أن يخرج الله من أصلابنا من يهدد ملكه – ولكن هذا (القوي الأمين) الذي انتخبناه هذا (أمير المؤمنين) الذي بايعناه لتفتح علينا بركات من السماء والأرض – حسبي الله ونعم الوكيل – هذه حال تعليم جيل الغد الذي لا مستقبل له – طالما الجدع – الذي ابتلانا الله به – لسع برقص فرحا بمآسينا ? ويهدي للفراعنة مئات الآلاف من الثيران ويكرم فريقها ويصرف على اليخت والفلل الرئاسي إنفاق من لا يخشى الفقر بينما منظر مدارسنا يتثير شفقة أعداؤنا فننتظر إغاثتهم لنا بأحر من الجمر – بل سياستنا التعليمية تتوقف على هذه الصدقات التي لا ادري هل هي حلال ام حرام – سؤال موجه لعلماء الذين تخصصوا في الإفتاء في حرمة سفر الرئيس

  8. انظر للصورة وتذكر ان المعتصم عبد الرحيم قبض 165 مليون حافز امتحانات وتذكر ان كل شيء لله ! وتذكر انك صامت !!

  9. يا جماعة والله تعفن القولون من شدة التوائه بقوة شد تفوق شد ذلك الحبل في كتب فيزياء الصف الثاني ثانوي !!!!! وانشطر البنكرياس اربا اربا اربا اربا!!! ما هذا الخمج والعفن وكيف تغمد اجفان القوم بل تراهم في كثير من الاحيان يرقصون وعلى ما الرقص وهذا هو حال 99% من قرى بلدي المصلوب على اعمدة الكيزان الكسيحة !!!!؟؟؟ افتقدنا الدهشة عند سماعنا لمثل هذه المفارقات واصحبت العين تدور بشكل يصيبك بشلل العصب السابع او الخمسين لا ادري؟؟؟؟
    دا شيتا اصلو ما شفنا !!!!!! دا شنو دا شنو دا شنو دا. برضو تمكين وبرضو مشروع حضاري وبرضو دولة رسالية

  10. والله ان الشعوب والامم تقاس تقدمها بالتعليم واهل الشرق اكثر الشعوب ظلما واذا كانوا ينتظرون من المدعو موسي شئ فهم واهمون

  11. عندنا فى الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان الطلبة قاعدين فى الارض وبيدرسوا فى رواكيب قش وقطاطى بدون معلمين ولا معينات دراسة باعتراف والى شمال كردفان شخصيا السودان البلد الماساة فاجعة كبيرة تقتل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..