مقالات سياسية

الخلايا النائمة

أرجو تقبل اعتذاري الشديد عن تأخير الحلقة الثالثة لتحقيق (جثة مجهولة الهوية) لسببين.. الأول.. عدد كبير من القراء طلبوا تجنب النشر يوم العطلة الأسبوعية لصعوبة حصولهم على الصحيفة خلال العطلة… والثاني لظهور (الخلايا النائمة) بكثرة والذين أثروا بعض النقاط بعلومات جديدة كثيرة.. تستحق أن تضاف إلى التحقيق..

ولعلم القراء الكرام أن ذلك أمر عادي في مثل هذه التحقيقات الحساسة.. حيث يظل البعض من المتصلين بالقضية في حالة تردد من الإدلاء بأي إفادات ربما خشية تعرضهم لمتاعب أو لمجرد الرهبة.. لكن عندما تبدأ حلقات التحقيق (أي تحقيق) تنفرج مخاوفهم فيتقدمون للمشاركة من باب المصلحة العامة..

وقضية مثل التي تناولتها في التحقيق يتوافر لها عدد كبير من المتصلين بمصادرها.. ولكن غالبيتهم تحاصرهم مخاوف الصمت. لكن بكل تأكيد مع استمرار نشر الحلقات تنقشع مخاوفهم ويساهمون بما قد يفيد في توضيح الحقيقة.. فقط الحقيقة لا غير.

وبصراحة.. مثل هذه التحقيقات الاستقصائية تكمن صعوبتها في حجم المعلومات الكبير.. إذ تصبح الكتابة فيها مثل من يحاول الشرب من خرطوم عربة المطافئ.. معلومات كثيرة متدفقة وحجم محدود متاح للنشر لضيق المساحة.

قبل عدة سنوات كتبت تحقيقاً استقصائيا نشر في صحيفة (الراي العام) في عشر حلقات يتناول قضايا المهجرين في مشروع سد مروي.. أحصيت الساعات التي استغرقتها عملية جمع المعلومات وحدها.. فكانت حوالي (586) ساعة كاملة.. أي بمتوسط (58) ساعة للحلقة الواحدة التي يقرأها القارئ في حوالي (20) دقيقة تقريباً..

بعبارة أخرى.. كل دقيقة تطالع فيها عين القارئ التحقيق تكلفني ثلاث ساعات كاملة.. طبعاً هذا الحساب للزمن لا يشمل الزمن الذي يضيع بعد ذلك في نيابة الصحافة ثم المحاكم … ويكفي أن تعلموا أنني وبعد حوالي عام ونصف من تعليق صدور صحيفة (التيار) لا زلت أقف أمام منصة محكمة الصحافة في ثلاث قضايا من أصل حوالي (29) قضية كانت مرفوعة ضدنا.

لكن مع ذلك تظل أهمية هذه التحقيقات الاستقصائية أنها واحدة من أهم وظائف الصحافة العصرية.. وأقوى أدوات نقل المعلومات وتوعية الرأي العام.. وأمضى سلاح للدفاع عن المجتمع والدولة..

على كل الحلقات القادمات من هذا التحقيق (جثة مجهولة الهوية) الذي يتناول قضايا شركة الخطوط الجوية السودانية (ٍسوادنير).. صادمة للغاية لأنها لا تكشف حجم الفساد فحسب.. بل الإهمال.. والـ(لا) مبالاة.. بالمال العام.. وتكشف أن السبب في كل بلاوي هذا الوطن هو غياب الشفافية.. عندما يصبح القرار العام مجرد (ونسة) .. تتحول في النهاية لكارثة قومية يدفع ثمنها حتى الأجنة في بطون أمهاتهم.. لأنهم سيولدون في وطن فقير معدم ممزق بالآهات.. من صنائع هذا الفساد..

على كل حال نواصل من غد في بقية حلقات التحقيق باذن الله
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. (الخلايا النائمة) دي مكنتك
    كل المعلومات التي تم ذكرها معلومات متوفره ما عليك ان تسأل حاج قوقل وبعد وباضافة قليل من الشمار والشطة يمكن ان تنتج فلم كامل متكامل من 60 حلقة والكل يعلم مجموعة عارف الكويتية (( الكيزانية في المقام الاول ))

  2. ماذا عن فساد شركة النيل للبترول ؟ وسلب حقوق الوكلاء والتعاقدات مع روؤس نقابات وادارة وهمية للمحطات عبرها لاقتسام النبق وسلب حقوق البعض ممن انشاء المحطات من نفقته الخاصة ولو عاوزين مستندات مستعد

  3. اقول ليك فكرة انت اجمع كل المعلومات و اكتب التحقيق بالكامل وسلم نسخة منه لجريدة الراكوبة على ان ينشر بالتزامن مع جريدة اليوم التالي مع كل الوثائق عشان الجماعة لو جابوا خبرك نحن نقدر نقرأ باقي التحقيق و تكتلنا المغسة بعدين الفكرة دي فيها حماية ليك و ما ترميها في الواطة

  4. I think you and Hussein Kohjali and Al afendfi shoud shut up at least for a while and let the free Journalists and writers talk, you have been talking too much and come up with nothing but hanging your brotherhood dirty wash, damn you all kizannnn

  5. لو يعـرف الناس قصة الفـساد والنـهـب الذى تـم في شـركة ارياب للتعـدين ( شركة فرنسية سودانية ) تعـمل في اسـتخـراج الذهـب في شـرق السـودان مـنـذ سـنيـن طـويلـة , لهـان عـلـيهـم الفـسـاد الذى ضـرب مشـروع الجـزيـرة و الخـطـوط البحـرية والخـطـوط الجـوية السـودانية والفـلل الرئاسـية والنـقل النهـرى واراضـى مصلحة الوابورات في الخـرطوم بحـرى وكل ما يخـطـر في بالكم من فـساد . يالله عـايزين صحـفي قـلبه حـار يتـولى هـذا المـلـف . وبالمـناسـبة هـذه دعـوة اوجـهـها لك صحـفي يؤد أن يـشـتهـر عـليه ان يتولى اى ملف فـساد وما كثرها وناس الراكوبة ما بقـصروا في نشـر كل حيثيات الفضيحـة . وادلكـم عـلى مـكـتب تـسـجـيل الأراضى فهـناك الفضائح بالكوم .يالله اتحـركوا خـلاص الثـور وقـع

  6. التحقيق محاولة جريئة لكشف الفساد ولكن فيه تحفظ اكثر من اللازم – مثلا ال 4 اشخاص الذين يملكون اسهم فى الفيحاء – هذه معلومات عامة وكشفها سيعطى السودانيين فكرة عن من هم خلف كل تلك البلاوى .

  7. اقتباس (وتكشف أن السبب في كل بلاوي هذا الوطن هو غياب الشفافية) لم تقل الحق يا استاذ لأن كل البلاوي في هذا الوطن مرجعه الكيزان وحكومتهم فقط .

  8. سنظل نعتبرك من الخلايا النائمة الى أن نراك خلف القضبان فقد علمتنا التجارب نحن اهل الهامش ان أهل الخرطوم حكومة كانت او معارضة يتبادلون التهم الى ان تتاح لهم الفرصة للهبر يعنى يا فيها يا طافيها ولن تنطلى علينا توزيع الأدوار هذه يا بيش !!!!!!!!!!!!!!!

  9. يا عزيزي الفاضل الفساد اصبح اصل في سلطة الانقاذ بجانب الفشل و الجهل … تحقيق واقعي لمقولة ” السلطة المطلقة فساد مطلق” اذ اصبح اي متنفذ يتصرف في موارد البلاد كانها اقطاعية خاصة به و ينهبون نهب من لا يخشى الله و لا العقاب … اكرر ان الفساد من اعلى هرم الانقاذ الرئيس الراقص و نوابه و معاونوه و وزراؤه … كل فساد يتم بعلم الرئيس … لذلك لا تقل لنا ان الرئيس رجل كويس او علي عثمان رجل مسئول … كلهم شاركوا و بصموا و اقتسموا و سكتوا عن الحق

  10. فضيحة ووترجيت بدأت العام 1972 في السابع عشر من شهر يونيو بعد معلومة من مجهول يدعي (ديب ثروت) زود بها صحيفة الواشنطن بوست فقام الصحفيان (كارل برنستين و بوب وود ورد) بنشر الخبر فتشكلت اللجان للتحقيق في ما ورد من معلومات فثبتت عملية التجسس علي الحزب الديمقراطي الكائن في مجمع ووترجيت مما أطاح بالرئيس نيكسون كأول رئيس أمريكي يقدم إستقالته إتضح مؤخرا أن الذي أمد الصحيفة بالخبر هو (مارك وليام فلنت ) نائب مدير التحقيقات الفيدرالي …

    مغزي هذ المعلومة أنه يمكن لأي مسئول كبير أن يدلي بالمعلومات الموثقة من مصادرها الأساسية و بأسم مستعا كما فعل صاحبنا ديب ثروت أو مارك و ليام هذا ؟؟؟

    هذه دعوة لكل مسئول يمتلك معلومات مفيدة في التحقيق أن يدلي بها حتي و لو بأسم مستعار . في أي شئ قضية فيها شبه فساد ؟؟؟ دعونا نتكاتف في فضح الفاسدين و المفسدين لمحاكمتهم حتي يكونوا عبرة لمن يعتبر و تاني مافي عفا الله عما سلف ؟؟؟ فهي التي ضيعت حقوقنا و ضيعتنا معاها ؟؟؟؟؟

  11. أخي عثمان
    لك التحية
    كيف سيكون هنالك شفافية اذا كان كل من يملك معلومة ومستند يحجم عن الافصاح .
    اذا كنت انت صحفي ومن صميم عملك البحث عن الحقيقة ونشرها للراي العام تحجم عن الحقيقة كما فعلت في تداخلك في حلقة تقاوي القمح الفاسدة ورفضت ان تبين الحقيقة رغم طلب الأخ الطاهر التوم منك الافصاح.
    بالله عليك كيف تاتي الحقيقة وأنى تكون الشفافية .
    والسلام

  12. جناح الأخ علي عثمان في المؤتمر اللا وطني بدأ يشتغل … تحقيقات عثمان ميرغنى لماذا في هذا التوقيت (بعد أبعاد شيخ علي ) … وإضراب نقابة المعلمين الكيزانية بعد ٢٥ سنة من الهبر… لماذا الآن .؟ شن جدا علي المخدة

  13. جثة مجهولة الهوية.. الحلقة الثالثة

    عثمان ميرغني
    آدمن : محمد ابوحريرة
    مع سبق الإصرار والترصد، هذه جريمة مزدوجة.. ازدحم فيها الفساد المالي مع الكذب والغش والتدليس في رابعة النهار وأمام الجميع.. ومع ذلك لا أحد حتى هذه اللحظة خضع للمحاسبة.. كأنما الكل إما مشارك أو متواطؤ بالفعل أو بالصمت.. إن لم يحرك هذا التحقيق ساكن هذه القضية.. فلا حاجة لأحد أن يذرف الدمع على وطن لا بواكي عليه.
    التركة التي تركتها مجموعة (عارف الاستثمارية) بعد خروجها من الخطوط الجوية السودانية ثقيلة للغاية.. ستظل تدفع (سودانير) ثمنها حيناً من الدهر.. سأستعرض في هذه الحلقة نوعا آخر من هذه التركة.. يعكس إلى أي مدى كانت الجريمة على مشهد من الجميع بل ومشاركة..
    ….!!
    أين ذهبت هذه الماكينات؟!!
    ثلاث ماكينات تخص الطائرات من النوع إير باص 300-310 من أفضل الأنواع Brattwittny كانت في حاجة لصيانة دورية.. أُرسلت إلى دولة الصين.. قيمة هذه الماكينات في حدود (15) مليون دولار.. أي ثمن عدة طائرات متوسطة الحجم.. هذه الماكينات ذهبت بغرض الصيانة لكنها لم تعد.. واحدة منها عادت إلى أبوظبي ومن هناك فُقد أثرها ولا أحد يعلم أين ذهبت.. الاثنتان الأخريان تقول الأوراق إنهما في الصين.. لكن لا أحد في (سودانير) يعلم أين هما وكيف يمكن إرجاعهما..
    الاتصالات المبدئية بالصين ارتدت بسؤال مباشر وسافر (Who are you??) فليس في السجلات ما يشير إلى ملكية سودانير للماكينات..!
    مثل هذا المسلك تكرر بصورة مستمرة في كثير من العمليات.. ماكينات ومعدات تخرج إلى الصيانة الخارجية ثم لا تعود.. بل وماكينات تخرج ليس للصيانة.. بل من الأصل تذهب في الطريق (المعلوم سلفاً بيننا).. ثم تختفي.. وهي ليست مجرد قطع غيار صغيرة الحجم يمكن تخبئتها في جيب البنطلون أو صندوق السيارة الخلفي.. ماكينات كبيرة أكثر من حجم سيارة متوسطة.. كما هو الحال في القصة الحزينة التالية:
    الرحلة رقم (109)..!!
    هذه الرحلة مشهورة للغاية في تاريخ (سودانير) وهي تلك الرحلة التي غادرت طائرتها الخرطوم إلى دمشق مروراً بالعاصمة الأردنية عمان.. ثم اضطرتها العاصفة الترابية في الخرطوم لأن تتجه إلى مطار بورتسودان.. ثم عادت إلى مطار الخرطوم وانتهت إلى فاجعة كبرى شهدها الجميع مباشرة على الهواء..
    في حوالي الساعة الخامسة مساء 10 يونيو 2008 ومباشرة بعد هبوط طائرة (الإيرباص A310-300) في مطار الخرطوم اندلعت فيها النيران.. الطائرة هبطت على المدرج ثم انحرفت قليلاً وسمع الركاب صوتاً مدوياً قبل أن تندلع ألسنة النيران.. غالبية الشباب والأصحاء هرولوا نحو أبواب النجاة ونجوا.. وغالبية العجزة والمرضى فشلوا في الوصول إلى النجاة قبل أن تصلهم النيران.. وكانت المحصلة المؤلمة (30) شهيداً وشهيدة.. على رأسهم المضيفة التي تفانت في إخراج الركاب ونسيت نفسها.
    الحريق أُخمد.. ولم يكن الضرر في جسم الطائرة كبيراً.. ولهذا كان سهلاً الحصول على كثير من ماكينات الطائرة سليمة تماماً.. وعلى رأس هذه الماكينات مولد الطاقة (AuxiliaryPower Unit)..
    هذا المولد يقبع في مؤخرة الطائرة ويستخدم لتزويدها بالطاقة الكهربائية. كان جديداً لم يعمل أكثر من مائة ساعة فقط.. حجمه يفوق قليلاً سيارة (أمجاد).. قيمته تفوق المليون ونصف المليون دولار أمريكي.
    احتاجت طائرة أخرى تتبع لسودانير إلى هذا المولد.. وجرت عمليات بحث كثيفة للعثور عليه.. لكن مولد الطاقة هذا خرج من مطار الخرطوم ولم يعد حتى الآن!.. عمليات التقصي التي حاولت تعقبه قيل لها إن المولد نقل إلى حظيرة (المطار الجديد القديم).. وأقصد به الموقع الذي كان مخططاً لنقل المطار إليه في شرق النيل (غرب الحاج يوسف وليس المطار الجديد الحالي في غرب أمدرمان).. أتيام البحث التي ذهبت تفتش عنه هناك لم تجده.. وانتهى العزاء بانتهاء مراسم البحث.. وأهل مكة الذين هم أدرى بشعابها يؤكدون أن المولد مستقر الآن في (طائرة أخرى!!) لا علاقة لها بسودانير..!
    حتى الفرش.. باعوه..!!
    الفرش Carpet الذي تفرش به أرضية طائرات الركاب باهظ الثمن. فهو مصنوع من مواد خاصة مقاومة للحريق.. كانت (سودانير) تملك في مخازنها فرشاً خاصاً استجلب من سويسرا بثمن فادح.. فجأة اختفى هذا الفرش.. عمليات البحث عنه لم تدم طويلاً .. في يوم جمعة (مباركة!) أُخذ الفرش من مخازن سودانير وبيع بثمن بخس.. وجد الفرش في طائرة أخرى.. لا علاقة لها بـ(سودانير).. لن أذكر لكم هنا (في هذه الحلقة) اسم الجهة التي أخذت هذا الفرش.. لأن هذه الجهة هي موضوع حلقة كاملة بإذن الله..
    كيف تخرج ممتلكات (سودانير) من مخازنها بهذه الصورة؟.. الأمر تفسيره سهل للغاية.
    العدادات أيضاً:
    حوالى (700) من عدادات الطائرات الحديثة أُخذت على مراحل بغرض صيانتها في الخارج.. رغم إمكانية صيانتها وبسعر يعادل حوالى 1% فقط في ورش (سودانير) في الداخل.. غالبية هذه العدادات من أجهزة الملاحة الجوية من النوع (A.G. Walter) عالية القيمة والجودة.. ولم تعد.. كان واضحاً أن سوء الإدارة تضافر أو كرس من سوء المقاصد.. وأصبحت (سودانير) مجرد شركة مرمية على قارعة الطريق. لا الشريك الجديد (عارف) عارف كيف يديرها لأنها أصلاً ليست من خبراته ومجالات عمله. ولا الوطن الأم قادر على حماية خطوط طيرانه وإنقاذها من براثن الضياع.. مؤامرة كبرى الكل شريك فيها بالفعل أو بالصمت.
    عقد هيثرو..!!
    إذا كانت معدات وماكينات الطائرات تسرق عين النهار.. فمن المحتم أن يباع (خط هيثرو) من أجل حفنة دولارات وفي عز النهار أيضاً.. ودون أن يجرؤ أحد على الاعتراض.
    وقصة خط هيثرو تناولها الإعلام كثيراً ولن أضيع فيها وقت القارئ إلا بلمحة سريعة لمن لا يدرك تفاصيلها.. بدأت الخطوط الجوية السودانية تسيير رحلات أُطلق عليها (سفريات النيل الأزرق) إلى مدينة لندن منذ العام 1959 عبر مطار روما.. ونالت (سودانير) حق الهبوط في مطار (هيثرو) القريب من قلب المدينة.. وظلت هذه ميزة تتمتع بها (سودانير) في ظل فشل شركات طيران عالمية كبرى في الحصول على هذا الحق واستخدامها لمطار (كادويك) البعيد من لندن.
    في فوضى شراكة عارف في (سودانير) وقع عقد مع شركةBMI البريطانية تنازلت بموجبه (سودانير) عن امتياز استخدام مطار هيثرو لصالح تلك الشركة البريطانية.. لقاء صفقة يرجح أنها حوالي (30) مليون دولار.
    العقد وقعه عن (سوادنير) المدير العام لسودانير خلال فترة ملكية مجموعة (عارف) لشركة (سودانير).. رغم اعتراض المستشار القانوني لـ(سودانير) آنئذ.
    Do not forget we have 70%
    بهذه الخبرة (السامقة!!) كانت تدير مجموعة عارف شركة الخطوط الجوية السودانية (سوادنير). وهي تمتلك 70% من أسهمها.. ولماذا لا تفعل ذلك وقد أكد هذا النهج أحد قيادات الشركة في أيامها الأولى.. بعد توقيع عقد نقل ملكية (سودانير) إلى شركة عارف.
    في الأيام الأُولى بعد توقيع عقد شراء عارف لأسهم (سودانير) وصلت وفود كثيرة من الكويت لإدارة الشركة الجديدة.. شركة (سودانير).. خلال اجتماعاتهم مع نظرائهم السودانيين الذين كانوا على رأس إدارات (سودانير).. موظف باكستاني الجنسية حسم نقاشاً مع قيادات (سودانير). بأعلى صوته وهو يصيح فيهم: (Do not forget we have 70% ) وقبل أن تكتمل دهشة القيادات السودانية أوضح لهم حدود الخط الأحمر فقال (We do whatever we want to do)..
    صحيح أن من يملك سبعين في المائة من حقه أن يفعل ما يشاء في (شركته!!).. لكن المفاجأة الكبرى التي ألجمت ألسنة قيادات سودانير.. أن يعلموا أن (عارف) تملك (70%).. فهم مثل غيرهم سمعوا بالبيانات الرسمية التي أكدت أن (عارف) تملك فقط (49%) وأن الحكومة السودانية ورجال أعمال سودانيين يحوزون على الغالبية الباقية (51%)..
    من تلك اللحظة أدركوا أن الصلاة فيها (السر والجهر).. وأن هذه الصفقة فيها من الأسرار ربما ما لا يعرفه أحد.. حتى الآن.

    شركة عقارية.. داخل (سودانير)..!!
    الخطوط الجوية السودانية (سودانير) ظلت طوال تاريخها تملك أصولاً عقارية ضخمة.. ليس في السودان وحده بل حتى في خارجه.. انتبهت مجموعة (عارف) لهذه الثروة الضخمة.. والتي يبدو أن من فكر في خصخصة الخطوط السودانية وبيعها لمجموعة عارف لم يكن على علم بحجم هذه الأصول العقارية.. في الحال تفقت فكرة عبقرية في ذهن مجموعة عارف.. لماذا لا نخرج هذه الأصول في شركة عقارية منفصلة.. بعيداً عن (العين) حتى إذا ما جاءت لحظة الخروج من جسد سودانير يصبح الخروج بالروح لا بالجسد؟.. ففي متاهات وقبضة شركة أخرى اسمها (أعناب العقارية).. يصبح عسيراً متابعة مصائر هذه العقارات.
    حسب السجل التجاري تملك (سودانير) 99% من شركة (أعناب العقارية) ويملك السيد العبيد فضل الولى الـ1% الباقية.. والعبيد فضل المولى هو المدير العام الذي تولى الإدارة في العام 2009.. سجلت شركة (أعناب العقارية) في فبراير 2010.
    لحسن الحظ.. طبعاً أقصد حظ شعب السودان المالك الحقيقي لهذه الأصول.. أن قيض الله له رجالاً كانت تعتصر قلوبهم أن تضيع أصول (سودانير) كما ضاعت طائراتها وسمعتها.. فعملوا وسعهم على أن لا تنكشف كل الأصول العقارية لـ(سودانير). حتى خرجت مجموعة عارف وسلمت الأصول من مصير (خط هيثرو) وماكينات طائرات الإيرباص وأجهزة الملاحة الجوية التي خرجت ولم تعد..
    من التقارير الإدارية الداخلية التي أُعدت بعد خروج (سودانير) وضحت كثير من الأصول التي سلمت من الضياع.. وأنشرها هنا لأنني أدرك أن محاولات مضنية الآن تجري لاستخدام هذه الأصول لستر العورة (عورة الديون) المثقلة التي تركتها عارف.. والتي يعلمون أنها مسؤولية من قاموا باستلام (الجثة مجهولة الهوية) دون التفرس جيداً في قوائمها المالية.
    شركة “ساهلة”..!!
    وهي واحدة أخرى من إبداعات (مجموعة عارف).. شركة وضعها محير.. وللأسف ورغم أنها كانت تقبع في الطابق الرابع من مبني رئاسة (سودانير) إلا أنها لم تخلف وراءها مستندات كثيرة توضح كيف كانت تتلقى الدفعيات من (سودانير) وكيف كانت تدير أموالها.
    مدير شركة (ساهلة) لبناني الجنسية أحضرته مجموعة (عارف).. ومهمة (ساهلة) أن تتولى نيابة عن (سودانير) تنظيم جداول خط سير الرحلات الخارجية بالتسيق مع الدول الأخرى.. وهي عملية عادية أصلاً كانت تباشرها وحدات سودانير الداخلية.
    مقابل هذه المهمة تدفع (سودانير) الفواتير التي تتقدم بها (ساهلة). طبعاً الفواتير تتضمن قيمة الرسوم التي يجب أن تسدد للجهات الخارجية التي تقدم هذه الخدمة..
    هل ربطتم الآن المعلومات التي فصلتها لكم في الحلقة الأولى عن وكالة (ASECNA) العالمية التي تقدم هذه الخدمة، والتي اتضح أن (سودانير) في عهد (مجموعة عارف) مدينة لها بخمسة ملايين يورو كاملة؟.. هي رسوم خدمات ملاحية قدمتها هذه الوكالة ولم تُسدد من جانب (سودانير).. فهددت بالقبض على طائرات (سودنير) في أي مطار خارجي تهبط فيه.. هل عرفتم الآن ما كانت تقوم به شركة (ساهلة).. أين كانت تذهب الرسوم التي تخرج من (سودانير) لشركة (ساهلة)؟؟..
    مربع (3) الكذب الرسمي!!!
    بيان صحفي حول حفل توقيع عقد الشراكة الاستراتيجية مع مجموعة عارف الكويتية وشركة الفيحاء القابضة السودانية
    نشر في يوم 27 – 01 – 2008
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخطوط الجوية السودانية
    بيان صحفي حول حفل توقيع عقد الشراكة الاستراتيجية مع مجموعة عارف الكويتية وشركة الفيحاء القابضة السودانية
    قال تعالى: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا استوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَِ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَِ) صدق الله العظيم
    إنفاذاً لسياسة التحرير الاقتصادي والمنهج الذي اخطته الدولة في تطوير وترقية أداء الشركات الحكومية عبر خصخصتها وإتاحة الفرصة للاستثمار فيها ضمن منظومة الإصلاح الاقتصادي الشامل فقد صدر القراران الجمهوريان رقم (338) و (339) لسنة 2004م بتعيين مجلس إدارة مؤقت ومدير مكلّف لشركة الخطوط الجوية السودانية وأعقبه قرار السيد/ وزير المالية رقم (47) لسنة 2004م والذي نص على إعادة هيكلة الشركة، ورسم موجهات عامة لآفاق خصخصتها والاستثمار فيها بتحديد نسب الشراكة على النحو التالي:
    30% من الأسهم تظل باسم حكومة السودان.
    21% من الأسهم تتاح للقطاع الخاص السوداني للاستثمار فيها.
    49% من الأسهم تخصص لاستثمار الشريك الاستراتيجي.
    ومن ثم انطلقت بفضل الله تعالى خطوات الإصلاح الشامل إنفاذاً للقرارات المذكورة بثقة قيادة الدولة وتضحيات مقدرة من العاملين في الشركة بمختلف تخصصاتهم، وجهود خارقة من الإدارة العليا، ووقفة جماهير الشعب السوداني وثقتها في الناقل الوطني مما أسهم في تحقيق العديد من الوثبات الكبرى والإنجازات المتلاحقة. فالوثبة الأولى: تمثلت في ثورة شاملة تحققت بموجبها معدلات قياسية في الانضباط في مواعيد الرحلات إقلاعاً وهبوطاً بنسبة تراوحت بين 85% -95%. والوثبة الثانية: كانت بالنجاح في توفير أسطول مملوك للشركة يتكون من (11) طائرة لأول مرة في تاريخ الشركة منذ إنشائها الأمر الذي يسر انتظام الرحلات اليومية إلى (القاهرة، جدة، الخليج) وإعادة تشغيل خط الخرطوم، لندن وعادت طائرات الخطوط الجوية السودانية تملأ سماء العالم باسم السودان وشعار الناقل الوطني. والوثبة الثالثة: كانت بتأسيس مراكز ربحية جديدة للشركة من خلال إضافة خدمات المناولة الأرضية وارتفاع طاقة الشحن الجوي وعبر إنشاء شركة الطيران الخاص والتي حققت إنجازات مقدرة في توفير خدمات النقل الجوي لقطاع البترول والقطاع الخاص ورجال الأعمال في بلادنا..
    لقد أثمرت الجهود التي بذلت عبر الوثبات الثلاث فارتفعت من خلال ذلك كله وبتوفيق الله تعالى القيمة الفعلية لأصول الشركة، وتحسنت صورتها، وحافظت على سمعتها التجارية، وتطور مركزها المالي والتجاري، مما ساهم في إقبال العروض الاستثمارية عليها من العديد من الشركات والبيوتات التجارية والتي كان على رأسها مجموعة عارف الاستثمارية وشركة الفيحاء القابضة السودانية إذ تقدمت كل منهما بعرضها للدخول في الشراكة. وبعد الحصول على الموافقات المبدئية من الجهات المختصة بدأت المفاوضات لإتمام التفاصيل وقد أسفرت المداولات من بعد طول تفاوض ونقاش استند على المصالح الوطنية العليا للبلاد، وأهمية الناقل الوطني، وأصول الشركة، وحقوق ومكتسبات العاملين، ومتطلبات سوق العمل وترقية القدرات التنافسية عن اتفاق مع مجموعة عارف الكويتية للدخول كشريك استراتيجي بنسبة 49% وشركة الفيحاء السودانية القابضة بنسبة 21% وتحتفظ الحكومة السودانية بنسبة 30%. وستكون إن شاء الله تعالى بداية الانطلاقة الجديدة للشركة بتوقيع عقد الشراكة ظهر الثلاثاء 12 يونيو 2007م برئاسة الخطوط الجوية السودانية، وهي خطوة ستساهم في تعزيز ما تحقق من نجاحات، وتمكن الخطوط الجوية السودانية من الارتقاء بخدماتها لمواكبة وتطوير حركة الطيران بالسودان، وضمان فرص المنافسة العالمية.
    وختاماً ستظل الخطوط الجوية السودانية تمثل الناقل الوطني للبلاد، وفيةً لدورها القومي وواجبها الوطني، وتجمع الشمل وتيسر التواصل وتملأ بطائراتها سماوات الدنيا وعواصم المدن، وتعلي من شأن السودان وطناً وأمة..
    والله الموفق.
    نواصل.. غداً بإذن الله

  14. قال عثمان (( إذ تصبح الكتابة فيها مثل من يحاول الشرب من خرطوم عربة المطافئ.. معلومات كثيرة متدفقة وحجم محدود متاح للنشر لضيق المساحة)). مالازم تكون الصفحة ضيقة اذا انت ماليها كلها صور… هذا الاسلوب يتفق تماما مع مسلسل مكسيكي هدفه الاثارة والتشويق… ولكنه يتعارض تماما مع قضية رأي عام الضحية فيها الوطن والمواطن…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..