أيظنون الاستسلام سلاما ؟ا

أيظنون الاستسلام سلاما ..؟؟!

محمد حسن العمدة
[email protected]

نعم ورغم انهم يعلمون جيدا ان الانفصال يعني المزيد من الانفصال وان الاستسلام يقود الى المزيد من الاستسلام وان الجنوب لن يكون وحده لان المشاكل التي كان يعاني منها الجنوب ليست حصريا عليه بل تعاني منها مشاكل اخرى في السودان .. ومشكلة جنوب السودان حق ان يسميها العادلون بمشكلة السودان فقضايا عدم عدالة ( توزيع الثروة والاهتمام بالتنمية العادلة الاقتصادية والبشرية والسلطة والمساواة في الحقوق والواجبات لكل الاعراق والديانات والاثراء الثقافي العادل لكل الثقافات المكونة للثقافة السودانوية ) هي قضايا شاملة نجدها في كل مناطق السودان ولكنها وجدت بصورة حادة جدا في المناطق الاكثر تهميشا سواء في الجنوب او النيل الازرق وجبال النوبة ومناطق الشرق .. وهي مناطق نجد الغالبية العظمى من اهل الوسط والمركز مغيبون تماما و يجهلون ليس عن قضاياها فقط بل حتى عن انسانها ( خصائصه الثقافيه تركيبته الديمغرافية الخ الخ .. ) وليس الجهل قاصرا على اهل الحظوة بمناطق الحظوة فقط بل حتى على الحكومة المركزية التي اكاد اجزم انها لا تعرف شيئا عن انسان تلك المناطق والذي يعيش بحياة اشبه ما تكون بحياة العصور البدائية للحياة الانسانية على وجه الكرة الارضية.. بل ان انسانها لا يزال يخصف على نفسه من اورق الشجر ما يستر به عورته !! حدثني الحبيب المناضل العميد الجسور الصادق طه الف رحمة ونور عليه والذي ( رفض وصمد امام كل محاولات الترغيب بالمناصب والترهيب بالاعتقال ) انهم كانوا ذات يوم في مناطق جنوب النيل الازرق في متحرك عسكري صادفوا قوم سودانيون – أي والله سودانيون اما وابا وجدا وحبوبةً – .. ياكلون ما تجود به الاشجار ومن ما يصطادونه بشراكهم وقواهم العضلية حفاة عراء يفر من امامهم سكان المدن و ( الارياف ) ان هم رؤوهم.. توجسوا منهم وتوجسوا منهم .. ولكن سبحان الله ربما هي جينات سودانية خالصة تلك التي الفت بين قلوبهم . كانت اللغة المشتركة بينهم هي لغة الاشارة ولا شي غيرها بعد ان امنوا لهم وسكنوا اليهم .. منذ ذلك التاريخ عرف انهم في المكان الخطأ وانهم يقاتلون قوم مظلومين وليسوا بظالمين كان رحمه الله شديد الاعتزاز بعسكريته والوفاء لها وكان ايضا انسانا سودانيا اصيلا كذلك .. لا يرضى الظلم ابدا على العكس من عسكر اليوم الذين يرون البلاد تتفتت امام اعينهم وهم الذين اقسموا شديد القسم على الحفاظ علي سلامة وصون تراب الوطن …؟؟ فلا تجروء اسلحتهم علي الحفاظ عليها ولكنها على اهبة الاستعداد في أي لحظة للتوجه صوب صدر المواطن الذي يدفع لهم من حليب اطفاله الرواتب وتخصص لهم المخصصات مما يستحقون ولا يستحقون وكما قال دنقل :
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران …. إلا حين تستدير للوراء.
إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا .. وتقتل الصغارا !! !
انسان بهذه المعاناة الانسانية يعيش في وطن واحد اسمه السودان مع ممن يفترض انهم ابناء جلدته اوعلى الاقل بني وطنه .. و لا يوجد له تعليم ولا توجد له صحة ولا مشرب ولا ماكل الا بالقدر الذي ينتزعه بفعل قوانين الغابة و ليس بحق انسانيته وليس بموجب حقوقه السياسية والاقتصادية التي استحقها بعهد المواطنه الذي يربطه مع غيره من بني جلدته انسان بكل هذه التفاصيل العويصة واللانسانية .. الا يحق لنا ان نتعاطف معه؟ اولسنا بشرا ؟؟!!!…
للاسف جدا هذه مشاكل الحقيقية يعاني منها انسان تلك المناطق وما فعله الاخوة الجنوبيون هو انهم عرفوا حقوقهم وطالبوا بها اولا سلما ثم احتجاجا ثم تخندقوا واشهروا السلاح وهذا هو الفرق الوحيد بينهم وبين اخوتهم الاخرين الذين لا يعرفون حتى الان ان لهم حقوق مستحقة !! وان مديونية الوسط تجاههم قد صارت اكبر بكثير من الديون الخارجية التي وجدت حظها من الحوار والنقاش باكثر مما تناولت حقوقهم .. نعم لا حق لمن يٌطالب اليوم وغدا بالمساهمة في سداد ديون لم ينال منها شيئا !! ولم يستفد منها شيئا لا حق له وعليه ان يسدد دين لم يستدينه ابتداء ولكنه حكم ( القرقوش ) ان يستدين الاخرون ما شاؤوا من القروض لاحداث انجازات ليس من اجل سواد عيون من صرف لهم بعضها وانما من اجل محاولة اكتساب شرعية مفقودة يراد نيلها وتثبيتها لمزيد من الفوضى والمأكلة باسم الدين والوطن !! هل يعقل هذا ؟ هل يعقل ان يستدين طغاة الشمولية المايوية والانقاذية لسرقة الشرعية ثم يدفع ثمنها من ظل طوال عمره محروما من حقه في الحياة ؟؟!!!
لذلك اقول ان ما يحدث الان ليس سلاما وان كان الالم عظيما ببتر الجزء والاسترشاد براي البصيرة ام حمد وحكمتها المشهورة عندما طلب منها الراي في الثور الذي ادخل راسه في الجرة ماذا هم فاعلون فاشارت اليهم بقطع راس الثور لتسلم الجرة ويموت الثور !! وهكذا فعلها الجنرال …
لم يعمد الى حل المشاكل الاساسية التي كانت سببا رئيسيا في اندلاع الحرب في الجنوب والتي بسببها ايضا اندلعت الحرب في جبال النوبة والنيل الازرق والانقسنا ولاحقا في دارفور .. لكنه عمد بعد ان قلت حيلته ووهن جسمه من كثر ما اجهد في اللقاءات الجماهيرية والالحان الحماسية والخطب الفوضوية ..
نعم وقفت الحرب في الجنوب ولكنها لا تزال مشتعلة في دارفور وتشتعل في ابيي وستشتعل في جبال النوبة والنيل الازرق وكما اشتعلت من قبل في الشرق ستشتعل قريبا ان تم التعامل بنفس اسلوب الشيكات الطائرة التي وصف بها احد قيادات الشرق اتفاقهم مع النظام … ان الثورات لا تقوم الا بسبب الظلم والاضطهاد وكما نجحت ثورة الجنوب في تحقيق مطالب ابنائها ولو جزئيا ستقوم ثورات اخرى عاجلا ام اجلا الى جانب تلك المشتعلة حاليا .. لا لشي الا لان الجنرال لا يرى ابعد من ( خرطومه ).. ولا يشعر بما يشعر به الاخرون من معاناة من اجل ابسط مقومات الحياة الانسانية ولذلك نجده يقف منتفخا في مدن القضارف وجوبا مفتخرا بانه قد ( قسم البلاد ومهد الطريق لاندلاع ثورات اخرى ) وفي الحلفاية حيث كانت الاجواء اكثر عتمة بسبب شهوة السلطة وقربها من مركزها اعلن ان حكومته نفسها ستكون ثورة جديدة .. أي ان انقلابه الذي اسماه ثورة قضت علي الاخضر واليابس في البلاد ستولد من جديد لكي تجهز على ما تبقى من ارض السودان نعم تماما كمصاصي الدماء الخالدون والذين يعيشون علي دماء غيرهم من البشر كيف لا وشعارهم اينما ذهبوا هو نشر الدماء .. اوليسوا هم الهاتفون ( فلترق منهم دماء او ترق منا الدماء او ترق كل الدماء ) ؟؟
ان ما تدفق من دماء السودانين سواء باعلان الحرب الدينية في الجنوب او العرقية في الغرب لم تكفي عطش الجنرال وجنوده من ارزقية المؤتمر اللاوطني ويسعون الى الارتواء بالمزيد من سفك الدماء !! ولكنهم نسوا ببوربونية لا يحسدون عليها ان شعب السودان الذي تحول الى شعوب قد فهم الدرس وان ما سلب بالقوة لا يسترد الا بالقوة وان دعوة الجنرال البشير التي اطلقها في بورتسودان هي دعوة حقيقية نجحت في الجنوب ولا بد ان تنجح في بقايا الوطن ..
وان الاتفاقية التي حولها الجنرال الى نصر لا بد من ان تستنسخ في مناطق اخرى ولان كلام النهار يمحوه الليل في عهد الجنرال فان وعده في جوبا الجنوب بمحاربة الغلاء ودعم المستهلك المواطن المسكين تحول الى خنجر مسموم طعن به كل رب اسرة سودانية صابرة علي الابتلائات التي تسبب فيها الجنرال ولان للصبر حدود فان القدر لا بد ان يتوقف برهة لكي يستجيب لرغبة ( الشعوب ) السودانية في الحياة … يتبع

تعليق واحد

  1. تباً لعصرك ياعمر..تبًا لعصرك ثم تب
    عشرون عاماً.. تسرقون .. وتكذبون .. وترقصون
    وتذكرون الله دجلاً بالهتاف وبالتمائم واللحى ..
    وبعض آيات السور ..
    عشرون عاماً .. تشربون دماءنا .. ومياهنا .. والنفط والثروات من كل الحفر ..
    عشرون عاماً تأكلون من الضرائب والعوائد .. تحصدون الحرث .. والنسل وحبات المطر..
    عشرون عاماً تأكلون من النفاياتِ والقيمة المضافة .. والعوائد .. والوبر ..
    عشرون عاماً يا عمر .. والشعب مغشى البصر .. سر ياعمر
    عشرون عاماً فى أراجيفٍ وزيفٍ وضلالٍ .. وسعر
    قد بنيناها شوامخ .. جامعاتٍ مشرئباتٍ .. طرائق وكبارى .. ونفق
    حقاً نفق .. حقاَ نفق !!
    ماذاك إلا العشر من عشر الضرائب ياعمر ..
    بل ذاك إستثمار رهطك فى البلاد وفى البشر ..!
    تستثمرون بمالنا فينا ونهتف .. يا عمر ..!
    وعظائم العشرين عاماً لا تعد ..
    فرية كبرى تعالت وانطلت .. كل الفواتير اللعينة مزقت !!
    كل الصفوف قد توارت واختفت ..
    الفواتير تسدد .. لا تمزق يا عمر !
    الشعب قد دفع الثمن .. دفع الفواتير اللعينة
    خبزاً .. وبنزيناً .. وسكر .. ونكد ..
    بالله بالدين المطهر تكذبون .. بالله بالدين المطهر تسرقون .. وترقصون !
    حتى موائدنا اختفت .. غدت (الفلافل) أكلنا .. لغدائنا وعشائنا
    نقتاتها فى الشارع المغبر .. لا ألماً نحس ولا خطر .. والشعب مغشى البصر
    سر يا عمر .. !
    ومشايخ فوق المنابر يهتفون .. يأمرون بطاعة الرحمن والرسل الكرام .. وبالعمر ..
    هذا العمر .. هذا الأمام المنتظر .
    لا تخرجوا عن طوعه فتطردون وتحشرون
    لست الأمام مبايعاً
    لست الخليفة يا عمر والشعب مغشى البصر .. سر يا عمر
    عشرون عاماً .. تكذبون .. وترقصون .. وتهتفون (هى لله لا للسلطه ولا للجاه )
    .. بل هى للسلطة هى للجاه يا الله .. يا الله .. !
    الكذب باسم الدين فى الشعب له أمضى أثر ..
    الكذب باسم الدين فى البسطاء أفيون خطر ..
    الكذب باسم الدين فى السودان سحر مستمر .. والشعب مغشى البصر ..
    سر ياعمر ..
    عشرون عاماً من شقيات النساء ترضعون . من بائعات الشاى .. لا تتورعون ..
    من سائقى الركشات .. عمال الطبالى تسرقون ..تباً لعصرك ثم تب!
    عشرون عاماً يا عمر .. بمواردنا ومكاسبنا .. كنانة و الرهد ..
    بعتم أراضينا ولا ندرى لمن ؟
    بعتم أراضينا ولا ندرى الثمن
    بيعاً وإيجاراً .. ورهن ..
    إنه الجرم الذي لا يغتفر !
    أين المفر يا عمر .. أين المفر
    وبعد عشرين عجافاً .. شجرة الزقوم رمز المؤتمر ..!!
    (أنها شجرة تخرج من أصل الجحيم .. طلعها كأنه رؤوس الشياطين )
    إبن يا نافع لى صرحاً أغر .. أو ما تدرى بأن هذا الشعب مغشى البصر ؟
    إلق عليه من فتات الخبز يأتى منهمر .. إلق عليه من فتات العيش يأتى منفجر ..
    نحو السيادة والشموخ المستقر .. صوب القوى الأمين المنتصر !
    أكذا القوى ؟! أكذا القوى مطارد بجرائم الحرب اللعينة فى مطارات الدول؟
    أكذا الأمين يا عمر ؟
    ألا يا أيها النيل تبارك و انهمر .. ألا يا أيها النهر تدفق وانكسر ..
    ألا يا أيها الشعب الخطر .. ألا يا أيها الشعب تدافع وانفجر ..
    ألا يا أيها الشعب انتصر !!

  2. إمريكا روسيا قد دنى عذابها
    الطاقية الإمريكان ليكم تدربنا
    السد العالي يقع طوالي
    أضرب أضرب يا صدام – يقصدون السد العالي-
    سير سير يا البشير نحن جنودك للتعمير
    نحن الحكومة دي لو ما قلبناها كان جون قرن سيدخل الخرطوم
    نحنا يا ناس كان ما جينا ليكم كان الدولار وصل 20 جنية
    المحصلة :
    لقد شرب جون قرن القهوة في شندي
    الدولار = ………………….. ما عارف لأنو رقم ما بنكتب
    السودان هو عين المخابرات الأمريكية في المنطقة _ حسب تصريح أحد وزراء الخارجية
    فساد أخلاقي عم السودان إلا من رحم ربي وحفظة _ دار المايقوما للأطفال اللقط تشهد
    تدني المستوى التعليمي في السودان والإحصائيات العالمية للجامعات تشهد _ يا حليلك يا جامعة الخرطوم
    تغيير منطق الحكومة من ضرب للسد العالي إلى قول الرئيس : المصرين ديل لو دخلوا الخرطوم ما حنسألهم مش لو دخلوا حلايب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..