مقالات سياسية

السيولة الأمنية في البلاد

حمدي حاج هلالي

احد اعمدة الدولة الذي لا تستقيم الدولة بغيرها هو الأمن بل هو احد اهم مرتكزاتها فمن غير الامن لا يمكن لحكومة أن تمثل شعبها وتتحدث باسمها في المحامل الدولية .. بدأت الدولة تفقد تماسكها منذ انقلاب 25 اكتوبر وهذا ما نراها اليوم .. من فوضى ودمار في كل شئ في ارتفاع الاسعار وانهيار العملة المحلية تجاه العملات الاجنبية وارتفاع اسعار المواد والسيولة الامنية الواضحة ، انهيار التعليم والصحة والمواصلات .. وهذه الفوضى التي نعيشها ليست الانقلاب وحده ولكنه المسبب الاول فيما نعانيه ..

فسلام جوبا وما صاحبه من المحاصصات السياسية قد افرز واقعا مؤلما بالنسبة للسودان . ففي سلام جوبا ظلم بين في احتكار السلطة لمن حملوا السلام مثل ما كان يفعل النظام البائد فلذلك ولد سلاما نقاصا ومشوها فاين بقية من حملة السلاح أمثال عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور أليسوا بسودانيين .. فكان لهم مطالب حقيقية واضحة لذا ابعدوهم أو تجاهلوهم ومضوا في مخططهم للانقضاض على السلطة فيما بعد من ايدي اؤلئك المغرر بهم لانهم كانوا قليلي خبرة في ادارة البلاد وحاولوا حكم السودان بعقلية اتحادات الطلاب في الجامعات السودانية بما فيها من مناورات حزبية وشوفينية اقعدتهم عن النظر في حال البلاد والعباد على اطلاقها..

كان السودان فيما مضى من اكثر الدول أمنا وامانا بين الدول وكان لصوص المنازل يتعدون على اصابع اليد الواحده في العاصمة كلها .. أتعلمون كيف كانوا يعاملون اللص الذي يقبضون عليه ، كانوا يعلقونه في عمود الكهرباء ويضربونه حتى الموت ، لذا كان بمقدور المرء ان يتجول في احياء العاصمة بمفرده وراجلا في الليالي دون خوف من احد .. والآن ما أود أن اقوله طالما الاجهزة الامنية عاجزة ان استتباب الامن للمواطنين فعلى كل حي أن يكونوا افرادا مسلحين له لعمل الدوريات والقبض على كل من يحاول الاعتداء على الحي ويقتلوه ويعلقوا جثته في عمود كهرباء ليراه الناس وأنا متأكد ما في حرامي ثاني حيجي يقترب من الحي ده .. هنالك مجرمون لا يمكن تأجيل محاكمتهم خاصة في ظل السيولة الامنية التي يعيشها المواطن الان فالافساد وترويع المواطنين في ارواحهم وممتلكاتهم لا يمكن البت فيه أمام المحاكم بل يمكن بتره في التو واللحظة بقطع الراس ليكونوا عبرة وعظة لمن يعتبر .. نطلب من الشباب في الاحياء تكوين مجموعات يقومون بهذه المهمة المقدسة ـ وما حك ظهرك غير ظفرك ـ فانتظار الحكومة لمعالجة مثل هكذا اوضاع فهو كمن يبحث عن ابره في كومة من القش وهذا مستحيل فلا تنتظروا المسؤلين بل أبدأوا الآن دون تسويف.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..