البشير ..الطافش ..!

نعمة صباحي ..

لا أعتقد أن رئيساً في منطقة الإقليمين الأفريقي والعربي قدنافس المشير عمر البشير في عدد السفريات الخارجية والمتلاحقة الرسمية منها والخاصة خلال العام الحالي فقط ولانقول كل الأعوام السابقة .. وهو عام لم يتجاوز بالكاد نصفه الأول إلا بشهر واحد!

وأظن أن تعليقات الإخوة والأخوات القراء قد سبقتني في الوقوف بسخرية وتندر عميقين عند نشر خبرعودته للبلاد من رحلة مؤتمر موريتانيا الأخير والمقترن بخبر مغادرته الى مؤتمر آخر في جيبوتي قبل أن يبرد محرك طائره أو يبلل ريشات جناحه في رذاذ غيوم الوطن أويشرب من مياه النيل !
وهي لعمري ظاهرة على درجة من الشذوذ البرتكولي تتطلب تحليل شخصية هذا الرجل التي يكتنفها تعقيد نفسي مركب …نابع من حبه لمظاهر التشريفات وداعا واستقبالا وشقفا بالجلوس في المحافل على نطاق المحيط الضيق الذي يستطيع الحركة فيه وهوالمكبل عن الإنطلاق الى بلاد يحق لأصغر رؤساء العالم أن يرتادوها بكرامة دولهم و هم مرفوعي الرأس ويقفون حذوك النعل بالنعل مع رؤساء أعتى دول العالم التي دأبت على إحتقار الرجل على سبيل المثال لا الحصر ..بأن إعتمدت موظفا في مكتبه ليحل محله في مؤتمر الدول الإسلامية مع الرئيس الأمريكي الجديدحينها المستر ونالد ترامب في مؤتمر السعودية منذ عام ونيف !
وقد ذهب البعض الى القول في تعليقاتهم النيرة بان البشير يهرب الى الأمام من أزماته الداخلية وهواجسه الذاتية في محاولة إفراغ شحناته المرضية بالظهور أمام تلك المؤتمرات بمظهر المطمئن لإستقرار حكمه حتى وهو خارج البلاد .. والحقيقة أن ذلك أيضا مرده لعدم ثقته في تمثيل مؤسساته للدولة التي أصبح هو لحمة وسداة تسيدها باوهامه بأنه هو الدولة كلها و الدولة كلها هو ..لذا نجده يدير دفة الإقتصاد بفريق ضعيف الخبرة ومسلوب الإرادة ومجردمن أمانة النفس يرأسه موجها فيما لا يفهم من الأمور الإستراتيجية التي يديرها في كل دول العالم خبازون يفهمون في كيفية صناعة الخبزكما يقول المثل ..لان المسألة ليست عجينا يُخلط ويدخل الى نيران الأفران دون معايرة لكثيرمن العناصر التي تجعل منه مستساغا وصحيا ومتوفراً !
فكل المؤتمرات التي تتكلف فيها ميزانية الدولة رهقا لمقابلة سفر هذا الرئيس السواح والطافش دوماً..غالبا ما ينيب الملوك والرؤساء والأمراء إن لم يكن كلها ففي جلها ..الوزراء المعنيين والذين يصطحبون الخبراء المختصين..وقدلا يحتم الأمر حتى سفر نواب الرئيس أورؤساء الحكومات ..لإعتبارات ضغط المصاريف وغير ذلك من ضرورة وجود قمةالسلطة بالداخل لاسيما في الدول التي تعتصرها الأزمات الإقتصادية والسياسةأوتشتعل فيها الحروب !
ولكن ماذا نقول في رئيس يزدادخفة في وزنه وعقله كلما تعاقبت عليه سنوات تمسكه بالمنصب الذي سرقه ..ويريد الإستمتاع بمزاياه دون مراعاة لكلفة ذلك ..ودون أن يستفيدمن تجارب الملوك والرؤساء الذين يزدادون ثقلا ورزانة كلما تقدم بهم السن وأكتسبوا من الوقار ما يجعل الكبار يسعون اليهم ..وليس كصاحبنا الذي بات مضيفوه القريبون يتضايقون من كثرة طلاته ويخفضون من مستوى مستقبليه ومودعيه برتكوليا ..بل و يتجنبه الضيوف من صغار المسئؤلين بالدول الكبرى ويتحاشون مقابلته داخل عقر الدار كالبعير الأجرب ..وهو الذي عقر إبلها التي كانت هوادجها شامخة في ركب الأمم و أجلس خيولها التي كانت سباقة في مضمار العظماء !

[email][email protected][/email]