جنوب تونس يعيش عصيانا مدنيا متقطعا بتخطيط من المرزوقي

فرض حظر التجول بمدينة دوز من محافظة قبلي، إثر مواجهات دامية بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون الحكومة بالكشف عن ثروات الطاقة.

ميدل ايست أونلاين

قبلي (تونس) ـ ما إن تهدأ الاحتجاجات في مدينة جنوبية تونسية إلا لتشتعل في مدينة أخرى، وذلك في سياق تحركات تقول مصادر تونسية إنها مدبرة من أنصار الرئيس التونسي السابق مدعوما بأعداد هائلة من قواعد حركة النهضة الشريك في الائتلاف الحكومي، وذلك في محاولة لإرباك عمل حكومة الحبيب الصيد التي شكلها حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة.

واضطرت السلطات التونسية الجمعة إلى فرض حظر التجول بمدينة دوز بمحافظة قبلي (جنوب) إثر مواجهات دامية بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون الحكومة بالكشف عن ثروات الطاقة في البلاد.

وتتهم احزاب سياسية ومكونات المجتمع المدنيي الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي بـ”الوقوف وراء الاحتجاجات” التي يشهدها الجنوب التونسي في إطار حملة المطالبة بفتح ملف الثروات الطبيعية.

ويقول مراقبون إن الرئيس التونسي السابق لم يقبل الى حد الآن هزيمته في الانتخابات الرئاسية الماضية، كما نه يسعى بدعم من قاعدته الجماهرية النهضاوية إلى ارباك عمل الحكومة في محاولة لإثبات عجزها عن ادارة البلاد وتحقيق النمو الاقتصادي الضروري لبلد

وكان المرزوقي قد حقق نتائج باهرة في هذه الانتخابات في الجنوب التونسي بينما حقق منافسه الباجي قائدالسبسي الذي فاز عليه في النهاية بفارق محترم، نتائج قوية في شمال ابلاد وساحلها الأمر الذي كشف عن انقسام خارطة الانتخابات في تونس إلى نصفين: جنوب انتخب المرزوقي ووشمال وساحل انتخبا قائدالسبسي.

وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها الجمعة “تبعا للأحداث الدائرة بمدينة دوز من ولاية قبلي، وحفاظًا على الأمن العام وأرواح المواطنين وأرزاقهم، تقرّر فرض حظر التجوّل على الأشخاص والعربات بالمدينة المذكورة اعتبارا من الجمعة 5 يونيو/حزيران 2015 بداية من الساعة الثامنة مساء (السابعة مساء ت. غ) إلى الساعة السادسة صباحا (الخامسة صباحا ت. غ)، ويستثنى من ذلك الحالات الصحية العاجلة وأصحاب العمل الليلي”.

وتجددت الاشتباكات صباح الجمعة بمدينة دوز بين عشرات من المحتجين وقوات الأمن التي استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، علما بأن وتيرة المواجهات ترتفع ليلا.

وأصيب عدد من قوات الأمن والمحتجين بجروح جراء المواجهات ولم يحدد عددهم بعد.

ويطالب المحتجون الحكومة بالكشف عن ثروات الطاقة في البلاد وتمكينهم من فرص العمل بالشركات الأجنبية التي تستثمر في آبار النفط.

وكان عدد من الشباب المنتمين لأحزاب وجمعيات مدنية مقربة من المرزوقي أو من احزاب منشقة عن حزب المؤتمر قد أطلق منذ نحو أسبوعين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقت عليها تسمية ‘وينو (أين) البترول’، للمطالبة بـ”كشف ملفات فساد في قطاع الطاقة في البلاد”، وامتددت إلى ان تصبح وقفات احتجاجية داخل عدد من المدن.

وردا على هذا الاتهام، قال المرزوقي من خلال ما نشره على صفحته الخاصة بالفايسبوك إن “هذه التهمة باطلة لكنها مشرفة”، مضيفا “التهمة باطلة لأني لست وراء الحملة ومشرفة لأني وددت أن أكون صاحب هذه الفكرة العبقرية”.

ونوه المرزوقي بالحملة، قائلا “برافو للشباب الذين أطلقوا الحملة.. إنها دليل على تبلور ظاهرة جديدة: الرقابة الشعبية.. على تنامي حس المواطنية.. على بروز شعب المواطنين من قمقم طال حبسه فيه وأن الثورة لم تقل كلمتها الأخيرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..