البشير .. والسودان.. بدون عبد الرحيم .. معقولة ؟!

لان التعديل الوزاري المرتقب لا يعّول عليه الناس في إحداث شيء من التغيير على أى مستوى ، فلم يعره أحد إهتماماً يذكر إلا تسريباتٍ خجولة رشحت في إحدى الصحف عكست مدى صدق التوقعات بأنه سيكون تحريك أفراد وتبادل كراسي ليس إلا..!
لكن الملفت فعلاً أن الصحيفة توقعت نزول الصاروخ الفلتة الفريق عبد الرحيم محمد حسين عن منصة وزارة الدفاع ، وهي خسارة ستحزن لها كثيراً بالدرجة الأولى قبل شعب السودان ،الشقيقة إسرائيل لكون الرجل قد أتاح لها بعبقرياته الدفاعية فرصاً للبرطعة في سمائنا لم تتوفر لطيرانها في أجواء جارتها الحيطة بالحيطة الأردن !

تقول الطرفة أن أحد منافقي الرئيس البشير جاءه صباحاً وقال له لقد رأيتك في منامي وأنت في الجنة يا خليفتنا عمر!
إنفرجت أسارير البشير ولكنه ما لبث أن بادر بسؤال الرجل ..وهل رأيت عبد الرحيم محمد حسين معي ؟
قال الرجل لا لم أشاهده ، فتجهم وجه الرئيس ومط شفتيه ، مستنكراً …لا لالا.. إذن هذا ليس أنا !
فذلك الخبر المتعلق بخروج الفريق عبد الرحيم عن وزارة الدفاع رغم ضعف سنده ، لعله إن هو وصل الى مسامع الوزير المعني ، فانه لامحالة سيزيد من حجم ..
( بسلة اللقيمات الصباحية )
التي يذهب بها كما قيل للحاجة والدة الرئيس بعد أن يصلي الفجر في المسجد الرئاسي ، وهي البسلة التي كانت تشفع بها لعبد الرحيم عند إبنها محذرة إياه بعدم العفو عنه إن لم يبقي معه وزيره الفريد في الحكومة مدى الحياة !
إذاً فعبد الرحيم قدر السودان بمرسوم أعلى من الرئاسي صادر عن قلعة العائلة المالكة !
فإن هو ترك وزارة الحربية بعد كل نجاحاته الباهرة في الدفاع عن الوطن منذ غزوة خليل التي لامست جدار القصر ، فمن المتوقع أن يعود لإستراحة محارب جديدة قريباً من حبيبه في كابينة الرئاسة كالتي كوفيء بها ودمعات البشير تودعه اليها واعداً إياه ساعتها بالعودة حينما خرج على إثر فضيحة إنهيار مبنىً ضخم تابع لوزارته الداخلية وقتها ويقال أن شركته الخاصة هي المقاول المتلاعب في مواد البناء والعهدة على العوازل ،ونتيجة لفساد مواصفات التعمير، مات فيها عمال ليس مهماً فقدهم مثلما لم يكن مؤثراً فقد الذين ماتوا في الضربات اللاحقة لمنشأت وعربات بقبلات صهيونية سريعة بعد عودته الظافرة وزيراً للدفاع !

يكونش ..مرسي بتاعنا.. يعلم عنه شيئاً من الذكاء على غير فهم الناس ووصفهم له بالغباء ومتخوف من أن الرجل قد يصبح ..
(أم سيسي )..
مثلاً و يعضه في مقتل ؟
بقول مثلاً يعني..وساعتها يدخل السودان إلى موسوعة جينز في فرادة العساكر الذين حكموه بجدارة !
ليس كل ذلك ذي بال في فقه الإنقاذ ورئيسها الذي يكوش على كل السلطات والصلاحيات الدستورية ، فماذا يعني خروج كرتي من الخارجية طالما أن زوجته سفيرة فيها وستدخلها وكيلة عنه المجاهدة مثله البصيرة سناء أم حمد أوما ضرر نقل على محمود ليدمر ماتبقى من الصناعة بعد أن جلس على تلة خراب المالية ومن تحتها ركام البلد كلها..!
وهل هنالك بشرى سارة في تبديل القرون من الشمال لليمين مع بقاء البقرة في حظيرتها أكثر من فرحتنا بالوجود الدائم.. لعوض الجاز وأسامة عبدالله في ملكهما الحر وبشهادة البحث الإنقاذية و هو وزارتيهما التان تمثلان الضرع على نضوبه والذي سيغذي جردل اللقف في المرحلة القادمة العصيبة على النظام ..!
أما المتعافي ربنا يعطيه العافية ، فسيواصل تقلبه في الإتيان على بقية حطام المرافق الوزارية باعتباره إستشاري فساد لن نطلق سراحه حتى لا تستفيد من خبراته المنظمات والدول التي لم تعرف بعدهذه المفردة !
هذا ولن يحرمنا التعديل مشكوراً كما سمعنا من المعية وتجليات وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود الذي سيظل في موقعه شاهداً كما كان ليحمي قتلة المظاهرين من رجال أمن النظام دون علمه بالخطة ب ولا يستقيل لأنه طبعاًعند هذه النقطة بالذات هو ماشافش حاجة !
المهم في الأمر كله ..أيتها السيدات الفضليات وأيها السادة الأكارم ،وهذا بيت قصيد مقالنا المارق !
هو أن عبد الرحيم يظل قريباً من الرئيس لأن البشير لا يحتمل وجود سودان بحاله دون وجود عم عبد الرحيم ..!
كيف لا..؟
وقد توقع أن يصحبه في الجنة التي ضمنها له المنافقون.. والعياذ بالله !!!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]