بدل ان تاتى الأمطار بالبركات والخيرات تاتى فى بلادنا بالموت والدمار وتخريب الطرق وهى لا تاتى فى مؤسم غير مؤسمها لنقول مفاجأه ولكنها تاتى فى وقتها وتسبقها تنبؤات ومع ذلك تفاجىء المسؤولين والغريب برغم ماتحدثه من خسائر فى الارواح فلا يسال احد ولا يتنحى احد من المسؤولين ولا يتخذ اى اجراء ضد احد فقد قتل فى مؤسمنا هذا اكثر من ٨٠ قتيل وهدمت آلآف من المنازل والخسائر تتوالى وهذه الخسائر السنوية مفروض ان يحقق فيها ويسال منها من اعاق طريق المجارى وهم هؤلاء المسؤولين الذين قاموا بتوزيع خطط اسكانية فى مجارى السيول وكل ذلك فساد فى فساد. وليس هناك تصحيح بعد الكوارث فيتم البناء فى نفس المناطق ولااعتراض وكله بالتسهيلات والرشاوى والعالم يشكو من جفاف هلك الزرع والضرع ونحن نشكو من فيضانات وامطار لا نستفيد منها فتروح وتتدحرج حتى مياه امطارنا مع النيل لمصر اخت بلادى الشقيقه بعد القتل والهدم فى بلادى وبلادنا عندما كانت على الطبيعة كانت المجارى الطبيعية فاتحة فتفرغ مياه الأمطار بصوره طبيعية ولا يضار منها احد ولكن عندما تدخل من بيدهم السلطة وبداوا فى توزيع الخطط الإسكانية اغلقوا المسارات الطبيعية للمياه فاصبح هناك الهدم والموت وكان يمكن وببساطه ان تتفادى الخطط الاسكانية المسارات الطبيعية للمياه ولكن خططنا الاسكانية اغلقت هذه المسارات .
وانه لشيء مؤسف ان نخبنا الحاكمة وبعد ٦٦ سنة من الاستقلال لم ينجحوا حتى فى تصريف مياه الامطار !! مجرد تصريف المياه دعك عن توفير حياة كريمة وبدون أزمات لمواطنيهم فالأمطار السنوية اصبحت تهدم فى العاصمه نفسها والمصيبه ان نخبنا لا يهمها غير الكراسى ومنذ الاستقلال لم تتفق هذه النخب على برنامج وطنى لبناء الوطن وكنا ننتقل من نظام ديمقراطى شكلى لا يخاطب مشاكل الوطن او يعالجها وينشغل بالصراعات فيطيح به نظام عسكرى ديكتاتورى لا يفقه عن الحكم شيئاً فتطيح به ثورة ويعقبها نظام مدنى افشل من العسكرى وهكذا يستمر مسلسل الفشل والآن بعد ٣٠ سنة من حكم عسكرى من اسوأ الانظمة التى مرت ليس على السودان وانما على العالم فقد ظننت ان هذه ال٣٠ سنة كانت كافيه لتوافق بين النخب التى حكمتنا بعد الاستقلال على برنامج وطنى وخطط جاهزة فى كل المجالات اقتصادية وقانونية وزراعية وسياسة خارجية لتعوضنا عن كل السنين التى ضاعت من عمر وطننا ومن عمرنا والفشل فى كل مجال وفاتتنا دول كانت وراءنا كثيراً ولكن فوجئنا بان النخب عادت كما كانت بلا اى برامج او خطط غير برنامج الصراع على الكراسى وكم احزن لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بكثير من الدماء من اجل ديمقراطيه ستخططفها هذه الاحزاب التى عادت بنفس قياداتها القديمه وبنفس مفاهيمها وضلالها القديم وقد اصاب اليأس الكثير من ابناء الوطن وبدات هجرة نهائية مكثفة من الوطن للخارج وقد شاهدت فى قناة البلد برنامجاً عن الهجرة من الشارع مباشرة وكل من استضافته من المواطنين كان لديه الرغبه فى الهجره للخارج فكيف سيتقدم وطن يرغب كل مواطنيه فى الهروب منه .
ان مايجرى الآن فى وطننا عبث سياسى بين عسكر يقودون الوطن نحو الهاويه ونخب سياسية تسعى لسلطة الوطن حتى وهو فى الهاوية .
محمد الحسن محمد عثمان22 أغسطس، 2022
