مقالات سياسية

بل هو الفشل.!

?أكد الفريق أول د. محمد عثمان سليمان الركابي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، أن الحرب المفروضة على السودان كانت حرباً عسكرية، والآن أصبحت حرباً اقتصادية وآلة الحرب المستخدمة فيها ترويج الإشاعات لتخريب الاقتصاد، مستخدمةً فيها المواطن بالترويج للإشاعة لسحب الأموال من البنوك ووضعها في البيوت، وقال هي أخطر حرب اقتصادية، مضيفاً ?بدأ الناس يحاربون أنفسهم بأنفسهم وهذا يؤدي لتحطيم اقتصاد الوطن?.

أعلاه جزء من حديث وزير المالية خلال احتفال معايدة كما نقلته وكالة السودان للأنباء ?سونا??الوزير وكما هو معلوم تسلم الوزارة حديثاً، لكنه في محاولته لتشريح الأزمة يمضي بذات الاتجاه الذي سارت عليه الإنقاذ منذ مجيئها وهو ?نظرية المؤامرة? وأن كل العالم يتآمر علينا وأن الجميع من حولنا لا يريدون لنا الخير بل يعملون لسحقنا من الوجود، وهذه الحرب التي يتفق فيها كل العالم ضدنا تتطور كل فترة، من عسكرية إلى اقتصادية إلى نفسية، وإلى غيرها من أنواع الحروب التي تتوهمها الأنظمة الفاشلة العاجزة.

إن كانت ثمة حرب علينا فالذين يشعلون هذه الحرب ويريدون سحق السودان من الخارطة، هم الذين يرددون فوق رؤوسنا كل يوم أن العالم يتآمر علينا?الحرب الحقيقية ضد السودان وشعبه ليست عسكرية ولا اقتصادية ولا تقودها أمريكا ولا إسرائيل، هي حرب يقودها فاشلون عاجزون تسلموا أمر هذه البلاد عنوة وباتوا يتحكمون في مصيرها.

نحن بحاجة إلى أن نواجه أنفسنا بشجاعة ولو بالحد الأدنى، لابد من مواجهة حقيقة واحدة ((الفشل)).

حينما يتحدث وزير مالية عن أن جهات ما تستخدم المواطن بالترويج للإشاعة لسحب الأموال من البنوك ووضعها في البيوت، ويعتبر أن هذه هي أخطر حرب اقتصادية، ثم يتجاوز كل السياسات الخاطئة التي أجبرت المواطنين على سحب أرصدتهم من البنوك وتفضيل بقاء هذه الكتل النقدية خارج النظام المصرفي، يعني هذا أن وزارة المالية لا تملك حتى تشريح أسباب هذا الهلع.

على الحكومة أن تلجأ إلى نظريات أخرى، بعيداً عن نظرية ?المؤامرة? التي استنفدت أغراضها وباتت مثاراً للسخرية والتهكم?ليس المطلوب الآن إيجاد مبررات جديدة للفشل والعجز اللذين باتا ملازمين للحالة السودانية، بل المطلوب على وجه الإنقاذ البحث عن مخرج بتكلفة أقل، البحث جذرياً عن حلول سياسية وليس اقتصادية فقط.

التيار

تعليق واحد

  1. إذا كان اقتصاد البلد تدمره مجرد شائعة ، فيا له من اقتصاد !!!
    ألا يستحي هؤلاء القوم مما يقولون ؟؟؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل ….

  2. إذا كان اقتصاد البلد تدمره مجرد شائعة ، فيا له من اقتصاد !!!
    ألا يستحي هؤلاء القوم مما يقولون ؟؟؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..