المركز يعيد إنتاجه تحت مسمى الإجماع الوطنى

المركز يعيد إنتاجه تحت مسمى الإجماع الوطنى

زينب محمود الداى
[email][email protected][/email]

كل الظروف العالمية والإقليمية تبدو ملائمة لتغيير الأوضاع الداخلية فى البلاد عبر الإنتفاضة ، فالحصار التى تواجهه حكومة الخرطوم على الرغم من إستخفافها وسخريتها من المطالبين بتغيير نظامها الشمولى وسياساتها الضارة بالشعب السودانى ، حكومة عاجزة عن تحديد المصالح الوطنية ، دائماً تلجأ إلى العنف لحل القضايا ، تستفز شعبها بعبارات مثل شذاذ آفاق ولحس الكوع ……
فالمأمول أن يحسن السودانيون قراءة دلالات الواقع الجديد وإعادة ترتيب أولوياتهم السياسية والإقتصادية لمعالجة هذه القضايا الشائكة خاصة على مستوى التفاعلات الإقليمية وأن يخرجو بدستور تكون مرجعيته العهود والمواثيق الدولية وحكومة تعبر عن تطلعاتهم ومواقفهم.
فأى قيادة سياسية بديلة إذا لم تكن منحازة إنحيازاً كاملاً إلى جانب الشعب وتحظى بقاعدة عريضة من التأييد حيث تشرك جميع القوى الوطنية لإعادة الحياة الديمقراطية ومعالجة جميع أسباب الحروبات الوطنية التى أدت إلى تقسيم البلاد مع إعادة صياغة الجيش وضمان إستقلاليته ، إذ أن عملية البناء الوطنى لا تكتمل إلا إذا أحس الناس جميعهم على إختلاف أحزابهم ، إثنياتهم ، عقائدهم وطبقاتهم أنهم يمتلكون عملية البناء وأن يلتزموا بالعمل على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية.
فالمعارضة السودانية المنضوية تحت قوى الإجماع الوطنى فى العاصمة السودانية الخرطوم بإتفاقها على حكومة إنتقالية تهدف إلى تغيير نظام الإنقاذ الذى أوصل البلاد إلى هذه المرحلة هنالك أسئلة محددة يجب أن تجيب عليها أولاً:
الأسباب التى أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟ ما هى أسباب إنفصال الجنوب؟ ماهى أسباب حمل السلاح فى مناطق الهامش جبال النوبه ، دارفور والنيل الأزرق؟ لماذا يأخذ الفقر طابعاً إثنياً فى السودان؟ لماذا هذه المناطق هى التى تحمل السلاح؟ لماذا لم يحكم السودان شخص غير عربى منذ أكثر من خمسين عاماً؟ ماهو دور المرأة فى السلطة؟ رغم دورها الريادى فى المطالبة بالتغيير فالمعلوم أن جلوس هذه القوى وإتفاقها كان نتيجة لخروج المرأة إلى الشارع ” مظاهرات طالبات جامعة الخرطوم “.
كما أن هذه القوى وإمعاناً فى خلفياتها السياسية و منطلقاتها العقائدية هل هى قادرة على جمع السودان كله فى وطن واحد عربه وزنوجه مسلميه ومسيحيه؟ هل هى قادرة على تحقيق أهداف الإنتفاضة التى تطالب بالتغيير فى نظام الحياة السياسية والإجتماعية التى إنتهجتها الحكومة؟ أين قوى الهامش التى أصبحت رقماً دولياً لاتستطيع أن تتجاوزه حتى الأمم المتحدة متمثلة فى مجلس الأمن والإتحاد الأوربى الذى حرر بياناً يظهر فيه إعترافه ودعمه للجبهة الثورية والحفاوة التى قوبلوا بها من قبل الحكومة الفرنسية فضلاً عن الدعم التى ستحظى به من رفاقها فى الإقليم.
ما تقوم به ما تسمى قوى الإجماع الوطنى هو ما قامت به كل الحكومات التى تعاقبت على السودان ، والذى لن يقود إلى تغيير حقيقى فى النظام السياسى والإجتماعى فإن أدى فربما تغييراً فى الوجوه مع إستمرار أزمة الهامش والمهمشيين

تعليق واحد

  1. كتبت السيدة زينب محمود الداي
    (ما تقوم به ما تسمى قوى الإجماع الوطنى هو ما قامت به كل الحكومات التى تعاقبت على السودان ، والذى لن يقود إلى تغيير حقيقى فى النظام السياسى والإجتماعى فإن أدى فربما تغييراً فى الوجوه مع إستمرار أزمة الهامش والمهمشيين)
    ياسيدتي الفاضلة إن وثيقة قوي الاجماع الوطني -ليست نصا جامدا ومقدسا -وإنما هي خطوط عريضة قابلة للحوار والتطوير -وليتك أطلعتي علي رد -الحركة الشعبية وحركة العدل والمساواة وشفتي كما هي بناء وناقدة- في إعتقادي أن هناك إتصالات قائمة وستقوم بين تنظيمات الجبهة الثورية
    وقوي الاجماع ولكن الظروف لاتسمح بكشف ما يجري…. تاني شئ – هناك حقيقة لايمكن تجاوزها أو القفز عليها- هناك مظالم وتهميش وأزمة بحاجة لمخاطبة وعلاج -وهناك شعوب أصبحت و تعي قضيتها وهناك طلائع
    ثورية تطرح قضيتها وتدافع عن حقوقها بالسيف وبالقلم -بحيث يستحيل تجاوزها -وقوي الاجماع الوطني تعي هذه الحقيقة وستتعامل معها …نرجو أن يدرك الجميع أن العدو هو الانقاذ وأن المدخل لحل مشاكل هو سقوط النظام… وبرضو حقو انو الناس تعي أنو المؤتمر الوطني يسعي جاهدا لدق إسفين
    بين الجبهة الثورية وقوي الإجماع وزرع بذور الفتنة بين قوي المعارضة وللأسف يعمل الامن لتحقيق هذا الهدف الخسيس عبر تنظيمات هلامية مشبوهة ومخترقة وطبعادا لاينفي وجود قوي نظيفة لها رأي ناقد لسلبيات قوي الاجماع

  2. حقيقه هذه الوثيقه وجدت الترحيب الكامل من كثير من القوى السياسيه والكثير من المثقفين وهناك بعض القوى وافقت عليها وأبدت بعض التحفظات….وبالتأكيد لابد من مناقشة هذه التحفظات .
    أى أن المبدأتمت الموافقه عليها وهذا شىء جيد نتمنى من المثقفين النظر الى هذه الوثيقه بنوع من الحياديه والمنطق بغض النظر من أى جهه صدرت.
    عموما منذ صدور هذه الوثيقه حاولت قدر الامكان الاطلاع على ردود الافعال سوى كانت من كتاب أو تنظيمات وجد ت ردود أفعال مسؤوله ومبشره ما عدا عثمان نواى الذى له رأى مسبق عن هذه الوثيقه التى لم يطلع عليها ليصدر حكما محايدا ومنطقيا فكتب مقالا فيه الكثير من العوار …واسس مقالته على توقيع الاتحادى الديمقراطى وأن الوثيقه تم توقيعها فى داره وكل ذلك كذب وتلفيق ..اذ أن الحزب الديمقراطى هو الحزب الوحيد الذى لم يوقع.
    علينا جميعا اذا كنا حقيقه نحب هذا البلد ونسعى الى رفاهية شعبه أن لا نقصى أحدا لان هذا ليس من حق أى منافطالما لك حقوق فلغيرك مثلها .

  3. للاسف لفد افرزت سياسات الانقاذ التي ادت الى انشطار الوطن الى عنصرية مضادة ,مع احترامي الى راي الاستاذة زينب ,لكن اكثر من صوت يرتفع ليلوح بعنصرية مضادة, وجهوية مضادة .الوسط الوسط الوسط .في الوسط هذا تستفيد طبقة واحدة افرزتها حكو مة الانقاذ والحكومات السابقة ويعيش ابناء الوسط معاناة تصل الى حد االتساوي مع ابناء الوطن,هذه النعرات ستؤدي الى مزيدا من التفتيت والتمزق ,المفردات مثل “لماذا لم يحكم السودان شخص غير عربى منذ أكثر من خمسين عاماً؟” تحمل في بذورها نزعة عنصرية بالغة الخطورة ؟التلويح باللجؤ الى القوى الخارجبة لحل مشكلة قوى الهامش وفرز كوم عنصري جهوي لقوى الهامش هو اتجاه خطير في السير بقضية الوطن نحو مزيدا من الانشطار .لاتنسي يا استاذة زينب ان هذا الترحيب ليس حبا في قوى الهامش والحفاوة من فرنسا وغيرها ليست سوى مصالح اقليمية. فرنسا مازالت لديها مستعمرات والى وقت قريب في دول الهامش الافريقي. ومجلس الامن يكيل بمكيالين في معظم القضايا .لاتعولي يا اختي في قضايا الوطن على جهات لاتنتصر الا لمطامعها .فلنتوحد نحن ابناء الوطن الواحد.ابناء الطبقات المضهدة ,ضد العسكر وحكم الفرد.اذا اردنا ان نقنن لقانون يقصي العربي ويمجد الزنجي او العكس فسوف نقنن لاسوأ صراع يمكن يمتد الى مالانهاية .شكل الحكم يجب ان يحدده دستور يساوي بين الجميع دون اي اشارة الى جهة او عنصر او نوع, اعيدي النظر ياستاذة زينب يا اختي في الوطن الواحداعيدي النظر في نزعة العنصرية المضادة نحن قضيتنا ان ينهض الوطن من شماله الى جنوبه من شرقه ال غربه فلنؤد معا اي نزعة الى عنصرية او جهوية من نوع اخر.ولعنة الله على من كان السبب .

  4. نعم لا مراء ان تغييب او غياب الجبهة الثورية من نقاشات وتوقيع وثيقة البديل سيثير الكثير من الشكوك.

    وبصدد هذه الازمة ,لا مراء ان قوى الاجماع الوطنى لن تكون على وفاق فى مستقبلها القريب.
    نفس التجربة:
    ازاحت القوى الديمقراطية فى الانتفاضة اعداء السلام ليتمكنوا من الاتفاق مع قرنق لعقد المؤتمر الدستوري. وانقلبت الانقاذ على هذا.
    لكن ما يخفف من وطاة التغييب هو ان محتوى الوثيقة يتضمن نص المؤتمر الدستوري.
    البند 15- عقد المؤتمر القومي الدستوري.

    والدعوة الملحة تبقى هي ان تجتمع كل القوى السلمية والحاملة للسلاح. ليطمئن الناس.

  5. ما يحدث الآن هو ما ذهبنا إليه فى تحليل لنا نشر قبل بضعة شهور عن إمكانية سقوط هذا النظام عبر إنتفاضة شعبية ترضى تطلعات جماهير الشعب السودانى (كافة) دون إقصاء لأحد, فقوى الإجماع الوطنى – إلى حين إشعار آخر – تعمل على إقصاء الجبهة الثورية وقطع الطريق أمامها, بل الأسوأ من ذلك إنها تعمل على إقصاء حتى الجماهير التى خرجت إلى الشارع الآن, فالسؤال: هل هذه القوى تعبر عن كافة الجماهير ؟ وهل ما خطته فى وثيقة البديل الديمقراطى تساوى طموحاتها وتطلعاتها ؟ وهل هذه الوثيقة ستعالج مشاكل جماهير الهامش بجزورها العميقة وبالتالى إيقاف الحرب الدائرة الآن فى هذه المناطق بصورة نهائية , إن ترحيب الحركة الشعبية أو حركة العدل والمساواة مبدئياً بهذه الوثيقة لا يعنى القبول التام بها..

  6. ما تقوم به ما تسمى قوى الإجماع الوطنى هو ما قامت به كل الحكومات التى تعاقبت على السودان ، والذى لن يقود إلى تغيير حقيقى فى النظام السياسى والإجتماعى فإن أدى فربما تغييراً فى الوجوه مع إستمرار أزمة الهامش والمهمشيين ؟؟؟ وأضيف لك (الأقتصادي) تغيير حقيقى فى النظام الأقتصادي السياسى والإجتماعى ؟؟؟
    اوفق الرأي بنسبة 100% والحل يكمن في توحيد الأحزاب الصغيرة تحت لواء واحد ؟؟؟
    تقترح قوى الإجماع الوطنى تكوين حكومة وحدة وطنية انتقالية لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد تشرف علي وضع الدستور واجراء انتخابات حرة ونزيهة . للأسف الشديد لا يوجد في الساحة غير الأسر الطائفية وجماهيرها من الجهلة المغيبين دينياً والمؤتمر الوطني والذي سوف يكون أغني حزب لما لأعضائه من شركات وأموال مهولة مسروقة وعليه سوف يكسب الأنتخابات أحدهم ؟؟؟ وتموت الثورة مرة أخري ؟؟؟ وكأنك يا ابوزيد ماغزيت ؟؟؟ أما الشباب الثوار الآن غير متحدين وكل شلة عندها حزب ومنهم من يقول انه مستقل لا يتدخل في السياسة ولا يدرون ان هذا التصرف هوفي الواقع سياسة ؟؟؟ يوجد الآن بالسودان أكثر من 85 حزب مسجل وأكثر من ذلك العدد أحزاب غير مسجلة ؟؟؟ ونجاح الثورة رهين بتجميع أكبر عدد من هؤلاء تحت أسم لحزب جماهيري واحد يمكنه ان يشكل تحدي حقيقي للأسر الطائفية المتواطئة مع المؤتمر الوثني وتربطهم معه مصالح مشتركة ؟؟؟ فهل يمكن توحيد صفوف الشباب تحت راية حزب له برنامج وطني مدروس لرفاه أهل السودان جميعاً بمختلف دياناتهم ولغاتهم وسحنتهم ومناطقهم وأصولهم ؟؟؟ وفي حالة عمل انتخابات حرة ونزيهة يمكن لتجمع الشباب هذا ومن معه من وطنيين مخلصين تشكيل تهديد حقيقي لتلك الطوائف التي خبرها شعبنا طوال فترة ما بعد الأستقلال ولم تقدم شئاً يذكر غير الحفاظ علي مصالح اسرها ؟؟؟ وبغير الوحدة للثوار اري ان التشرزم سيكون قطعاً لصالح الطقمة الحاكمة الفاسدة وشركائهم الأسر الطائفية ذات المصالح المشتركة معهم ؟؟؟ سيفوز قطعاً أحدهم بالأنتخابات ويسكتنا الجهلا ء ويقولوا لنا هذه هي الديمقراطية وهذه ارادة الشعب ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..