أخبار السودان

الكنداكات: شرف إعطاء إشارة البدء وبسالة في المواكب

الخرطوم: مريم حسن
منذ انطلاق ثورة 19 ديسمبر في العام 2018 المناهضة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ظلت المرأة تتقدم الصفوف في التظاهرات والمواكب وأطلق على المرأة المشاركة في ثورة ديسمبر اسم “الكنداكة” تيمناً بملكات ممالك السودان ما قبل الميلاد، وبعد وصول الثوار أساور القيادة العامة في 6 أبريل والاعتصام فيها برز اسم الكنداكة أكثر، من خلال الكنداكة آلاء صلاح وبسالتها وشجاعتها في الهتاف ضد نظام الإتقاذ، فالكنداكة هو لقب الملكات الحاكمات في حضارة كوش بالسودان. ويرى البعض أن الكنداكة كنيت به الملكة أماني شاخيتو التي حكمت في  الفترة من 12- 41 ق. م، المملكة المروية شمال السودان، وذلك لما جاء في كتاب من الهيئة  القومية للآثار  والمتاحف للباحث صلاح عمر الصادق 2002 م وفقاً لتقارير تؤكد ذلك، وكانت التظاهرات نتطلق من زغرودة من إحدى الكنداكات كجرس إنذار عن موعد إطلاق التظاهرة أو الموكب .
 حركة استنهاض
وعن مشاركة المرأة في الحراك الثوري قال القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق، إن ظاهرة مشاركة النساء أخوات مهيرة في الحراك الثوري كانت ظاهرة لافتة تعبر عن قومة المرأة السودانية، وبروز يؤكد أنها ظاهرة تطور اجتماعية جليلية المغزى عظيمة الأثر ومؤشر إيجابي، بأننا بين يدين لحظة تاريخية تؤشر بأننا موعدون بميلاد وبناء أجيال جديدة تقود حركة الاستنهاض للطاقات من أجل بناء حضارة جديدة للسودان بشقيها المادي والمعنوي. وأضاف “أبوبكر” إنهن من يربين الأجيال الجديدة ويصنعن السير والفكر الجديد لصناعة هذا الجيل الجديد، ويؤكد أننا موعودون بدور جديد للمرأة السودانية يتجاوز الدور التقليدي الذي يحبسهن داخل المنازل والبيوت، ولايمكن أن تشاهد أيما حضارة أو نهضة إلا باكتمال حركة التوازن في العمل النهضوي رجال ونساء، وأن النساء حجر الزاوية وأساس البناء. كما يعتقد أبوبكر أن مشاركتهن في ثورة ديسمبر كانت كبيرة وبادية للعيان ومؤثرة، إذ أنهن حمسن الشباب وشاركنه بأعداد كبيرة مما حافظ على الاستمرارية للفعل الثوري حتى اليوم.
مشاركة وتأثير
وقالت المرشحة لرئاسة مجلس وزراء الشباب وصاحبة مبادرة محبي السلام الناشطة نجلاء  السماني أبو عايشة عن مشاركة الكنداكات، أن أغلب البدايات كانت منهن، فيبدأن الموكب  ووقتها إذا أحسسن أن الشباب يريدون الرجوع كن يحمسهن  ويزيدن همتهن  وكن يقمن بعمل الإسعافات الأولية  للمصابين، وعددهن يكون أكبر من الشباب في بداية المظاهرة. وأضافت ودور الكنداكات  كبيرمعروف لدى الجميع في الثورة السودانية، ويكفي أن أول بنت أرجعت البمبان هي الكنداكة رفقة  “صائدة البمبان”، وكانت مظاهر الشجاعة والاستبسال ملهمة لها الشابة الموجودة في المواكب وطريقة استعداها لذلك، وأضافت “الواحدة تجي لابسة شنطة فيها وسائل الإسعاف وفيها المناديل والخل وصفق الشجر، فشنطة الكنداكة في حد ذاتها كانت حدثاً من شيلة الشنطة والأشياء التي بداخلها”، وأشارت إلى أن مشاركة الكنداكة ونسبة تأثيرها في الثورة كانت بنسبة 70% من الثورة، بما في ذلك النساء كبار السن اللائي كن يستقبلن المواكب بالمياه والدعوات والهتافات، مشيرة إلى أن دور المرأة كان مؤثراً في الحراك الثوري وكن أمهات الشهداء وتسييرهم للمواكب.
دور مميز
وقال القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله إن العين عندما تنظر لا تخطئ في الخارطة الاجتماعية والنضالية في انتفاضة ديسمبر الثورية، الدور المميز الباهر الذي استطاعت أن تجسده المرأة السوانية في الفصول المختلفة للانتفاضة، أخذ طابع الملحمة الشعبية واستطاعت المرأة السودانية في مرحلة ثورية هامة في تاريخ السودان أن تجسد البطولات واستقبلت القمع المفرط والتمكين على الحريات والحقوق الأسياسية. فكانت شهيدة وأم شهيد وزوجة شهيد ومن أسرة شهيد، كما عرفتها أرضيات التعذيب وغرف التحقيق وكان جسدها وعنفوانها اختباراً للمنحطين من قوى الاستبداد والفساد الذين لم يتواروا عن ممارسة العنف الجسدي واللفظي في حقها، وأن ينسى لن ينسى مشاركهتن في المواكب والوقفات الاحتجاجية، وأشار خلف الله لا يمكن الحديث عن الانتفاضة وتميزها عن ماسبقتها من انتفاضات وقدرتها  على التجدد والاستمرارية دون ذكر تأثير المشاركة الفعالة للمرأة السوانية التي طرزت كرنفالات المواكب كطاقة وغذاء روحي ومعنوي للمشاركين من مختلف الفئات الأخرى، وكان بروز مشاركتهن في كل السودان ومنابته الاجتماعية ولم يستثنَ ذلك حتى الأطفال والأسر التي شكلت بحضورها رغم العنف والإفراط في القهر مما جعلها غاية ودرقة وسيفاً.
روح الثورة
وترى الناشطة نجلاء أبو عايشة أن وجود الكنداكات في القيادة إبان الاعتصام كان بمثابة روح للثورة وللقيادة، فالخالات يقمن بإعداد الطعام والشابات يعملن في نقاط تفتيش القيادة، وقالت “عظمة الثورة السودانية في نضالات الكنداكة السودانية، لأننا نشهد في المستوى السياسي السوداني كان في الماضي لابد من التوجه للمجموعات النسوية من أجل أن تبرز الواحدة فهمها السياسي أو تقود حراكاً سياسياً، لكن الآن الكنداكة الشابة تكون في المرحلة الثانوية أو تكون في الجامعة تكون مشاركة في الحراك بكل أشيائها، ويدفعن اشتراكات ويساهمن ويواصلن أسر الشهداء وكانت فرصة لهن لإبراز كل هذا. والشباب والشابات كان لهم دور كبير ومن المفترض أن يجدوا حظهم  بالمشاركة أو الرعاية من والمنظمات الأجنبية  أو غيرها، ولم يجدوا في الحكومة الانتقالية مكاناً رغم إنجازاتهم ونضالاتهم لم يجدوا دورهم، ولم  يجدوا حظهم  وتمثيلهم الكافي، وأيضاً العدد الكبير الذي أصيب في الثورة السوانية وحدثت له حوادث سواء كانت الاغتصابات  داخل الاعتصام،  فكان هذا بمثابة شرخ  في إحساسيس الشابة المناضلة  والاعتقالات التي حدثت، والعمل الثوري كان متمثلاً في الشابة السودانية ومتمثلاً في الكنداكة التي لم يتعدَّ عمرها الثلاثين عامها.
مواجهة صعوبات
نجلاء أبوعايشة تحدث الصعوبات وقالت إن  أي صعوبة تواجه الكنداكات يزيدهن حماساً، وذكرت أنه في موكب من المواكب لأن وضع الموكب ممكن يكون أخف  قدراً، لأنه تسير لقضية معنية وتصل حد معين  وفي  المظاهرات في ذلك الوقت كانت أصعب وكن ينتشين في المواكب،  وعند إطلاق البمبان كان الجري بالنسبة لهن هو أصعب مابين المعتقل ومابين الإصابة برصاصة، أو إما  الجري وحدوث مكروه لهن، وكان النظام وقتها القبضة الأمنية له قوية وكانت مسألة التأمين صعبة، لأن الثورة كانت في بداياتها ونقص أي شخص من الحراك يؤثر.
صحيفة الحراك

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..