نحن نؤمن بالله ونصلي ونصوم والماركسية منهج فقط… بعض الاحزاب (تمسك بالعصا من النصف)

= عضو المكتب السياسي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في حوار ساخن
= سليمان حامد: لم تفوض قوى الاجماع احد للتوقيع .. وماحدث انفصام سياسي…
= يمكن لقوى الاجماع محاسبة صديق يوسف…
= البرلمان مسرح لرجل واحد … وعزف منفرد

بعد نفي الحزب الشيوعي لارسال ممثل له للتوقيع على وثيقة الفجر الجديد بكمبالا هل سيخضع صديق يوسف للمحاسبة؟؟ وممن؟ولماذا اقدم على خطوة لحزبه تحفظات حولها؟وهل ايدلوجية الشيوعي تتقبل تطبيق الشريعة الاسلامية؟ اسئلة ومحاور عديدة طرحتها (المشهد الان) على عضواللجنة المركزية والمكتب السياسي الاستاذ سليمان حامد بمكتبه بالمركز العام الذي اقر بالخطأ الذي ارتكبه صديق يوسف بتوقيعه لوثيقة كمبالا لكنه قال انها ليست وثيقة بل مشروع لوثيقة لكن الحكومة خلقت منه (زوبعة) على حد قوله مضيفاًان اغراض الحكومة واضحة بوضع قوانين جديد تحد من المشاركة والحرية في العمل السياسي…الى التفاصيل..
أجرته: نفيسة محمد الحسن
*ماهو تعليقك حول وثيقة الفجر الجديد؟
هي ليست وثيقة بل مشروع لوثيقة لكن اهل السلطة خلقوا منها زوبعة ليستفيدوا منها في ثلاثة اشياء، اولاً التغطية على فشل السلطة و تمرير قوانين قمعية جديدة في البلد بأن اي موقع على الوثيقة هو كافر وخائن وضد الوطن وهذا هو مدخلهم ، وفي ظل كل هذه المصطلحات الغير صحيحة يريدون وضع قوانين جديدة اضافة الى صرف الشعب السوداني للوثيقة اكثر من التركيز والتفكير في احتياجاته المعيشية والخدمات ،هذا هو الهدف من الضجة التى تحدث الان حول المشروع،و بالرغم من ان لدينا رأي مسبق حوله الا اننا سنناقشه في المكتب السياسي مستقبلاً بالتفصيل.
*وماهو تقديركم لممثلي الاحزاب الذين وقعوا؟
من ذهبوا ووقعوا ليس كلهم اجمالاً اعضاء في قوى الاجماع الوطني منهم اناس من اماكن واتجاهات مختلفة .
? هل تم تفويض احد من قبل قوى الاجماع ليوقع في كمبالا؟
ابداً ….لم تفوض قوى الاجماع احداً للتوقيع .
? اذاً ماهو الهدف من حضورهم؟
ذهبوا لهدف واحد وهو اجراء مفاوضات اولية مع الجبهة الثورية حتى تشارك مع قوى المعارضة في توسيع الجيهة العريضة التي طرحناها لاسقاط النظام. لكن عندما ذهبوا وجدوا وثيقة جاهزة ، وكان يمكن ان يقولوا للجبهة اننا في الداخل لدينا وثيقة البديل الديمقراطي التي وقعت عليها كل الاحزاب، ولايمكن لاحد ان يوقع وثيقة اخرى مع طرف آخر قبل استشارة البقية هنا.
? اذن هذا خطأ؟
نعم خطأ واضح جداً.
* هل يمكن تسمية ماحدث انفصام سياسي حسب تقديرك؟
نعم هو كذلك وغير مقبول في العمل السياسي.
*لماذا نفى الحزب الشيوعي توقيع عضو اللجنة المركزية به صديق يوسف؟
لان صديق يوسف ذهب مبعوثاً من قوى الاجماع الوطني لانه سكرتير قوى الاجماع ، وهذه حقيقة يجب ان تكون واضحة، ونحن حتى الان مع الحوار مع الجبهة الثورية وجلسنا معهم في لقاءات سابقة وقلنا لهم نحن لسنا ضد حملكم للسلاح لكن بالتجربة هذا ليس الطريق الصحيح واقترحنا عليهم ادوات واسلحة مجربة مثل الاضراب السياسي والانتفاضة الشعبية هذه هي الاساليب التي طرحتها وثيقة البديل الديمقراطي لاسقاط النظام من الشارع.
? وماكان ردهم؟
قالوا نحن نحترم رؤيتكم ورأيكم لكن نحن سنعمل بطرقنا وانتم لكم اسلوبكم في مسعاكم.
? هل ستتوالى لقاءات قوى المعارضة مع الجبهة الثورية؟
نعم لن نقف عن ذلك نتيجة لتهديد ووعيد الحكومة وسنواصل لقاءاتنا حتى نقنعهم بأن طريق اسقاط النظام المجرب عند الشعب السوداني هو الانتفاضة.
? توقيع قوى الاجماع الوطنى على الوثيقة هل يمكن ان يمثل خلل سياسي في استراتيجية احزاب المعارضة مستقبلاً؟
بالفعل حدث خلل بتوقيعهم ، اضافة الى ان هناك اناس وقعوا لايمثلون احزاباً مثل ممثل حزب الامة تم اختياره من الخارج والشعبي ايضاً ، لذلك نحن نتفق على ان الذي حدث خطأ.
*هل ستتم محاسبة للموقعين من طرفكم؟
نحن في الحزب لدينا موقفنا الواضح لكن قوى الاجماع هي التي ستتعامل معهم ومن المفترض اخضاعهم لمحاسبة.
? اذن تتحفظون على التوقيع من حيث المبدأ لكن تحديداً ماهي ملاحظاتكم حول الوثيقة من حيث البنود؟
مجمل ملاحظاتنا توافقنا في بعض البنود واخرى لم نتوافق حولها وسيصدر المكتب السياسي بيان حول هذا.
? الحزب الشيوعي والاعتقالات بالولايات لماذا.. وماهي الاسباب والتفاصيل….كوستي نموزجاً؟
لاتوجد اسباب موضوعية للاعتقال …بل العكس الدستور يعطي اي مواطن الحق في الخروج بتظاهرة وعمل اضراب سياسي ليطالب بحقوقه المشروعة سواء كان في كوستي اونيالا او الجزيرة لانهم خرجوا مدافعين عن حقوق مشروعة وعادلة لكنهم وجهوا بالضرب والقمع والاعتقالات وهذا مرفوض ، والنظام الان في اضعف حالاته ويعاني كثيراً من الانهيار لذلك اسلوبه المستدام سيؤذم الموقف اكثر وستتفاقم المشاكل ، والبلد ليس بها انتاج بل تستورد كل شئ.
*من ناحية اقتصادية وبعيداً عن حكومة ومعارضة ماهو المخرج للازمة الاقتصادية بالسودان؟
لاتوجد حلول في ظل هذا النظام لانه بدون ذهابه لايمكن وجود بدائل ديمقراطية اقتصادية لحل الازمة، لان البلد كلها اصبحت مخصخصة وتلك الخصخصة تعني تشريد للعاملين ويعني ان العائد يذهب الى اشخاص اخرين ليس للشعب والكثير من الاشياء التي تؤكد انه لامستقبل للتنمية في ظل هذا النظام.

*يصف البعض قوى الاجماع الوطني بأنها(ماسكة العصا من النص) لان بعضها مشارك في الحكومة كيف تنظر الى ذلك؟
لايمكن اجمال قوى الاجماع الوطني بأنه كذلك ،صحيح توجد بعض الاحزاب (ماسكة تلك العصا) لكن حسموا موقفهم بتوقيعهم على البديل الديمقراطي ، وفي تقديري ان اي محاولة للتقليل من شأن قوى المعارضة والاجماع الوطني يصب في طاحونة النظام لان هذا النظام يريد( تبخيس) و(فرتقة) و(يبعثر)قوى الاجماع الوطني ،والهدف منه تفكيك قوى المعارضة وتشكيك الجماهير ووضع المعارضة في حالة انها لاتستطيع اسقاط النظام وهو في قرارة نفسه يعلم ان كل يوم يمر تنضم لقوى المعارضة جهة جديدة بما في ذلك حركات اسلامية مثل (الكودة) التي خرجت من رحم الحركة الاسلامية، ويوجد من يحاول اسقاط النظام من داخله لقناعتهم ان هذا ليس بالنظام الذي يمكن ان نفذ قضايا ه مثل المشروع الحضاري او الدولة الاسلامية.
? هل تتوفر الثقة بين احزاب قوى الاجماع بالرغم من الاختلاف الايدلوجي؟
هذه مسألة نسبية لان هذا تحالف اختياري ولا نستطيع ان نقول ان كل قوى الاجماع متجانسة لان كل حزب لديه برنامجه الخاص ورؤيته .
*على ماذا قائم هذا التحالف؟
قائم على التوافق حول قضايا محددة وهي كيف نسقط هذا النظام وماهو البديل مستقبلاً….وكل حزب لديه خصوصيته وبرنامجه.
*كيف تنظرون الى وضعية حزب الامة داخل قوى الاجماع التي تبحث عن طرق لاسقاط الحكومة و نجل الامام مشاركاً في الحكومة؟
حزب الامة (نكر) نجل الامام بأنه ممثلهم في الحكومة، وقبل ايام تحدثت دكتورة مريم عن الوضع المعقد في العائلة نتيجة لمشاركة اخاها في السلطة ، والصادق نفسه قال هذا لايمثلنا.
? هل يمكن ان تكون مشاركته خطة استراتيجية للامام؟
الامر يحتمل الكثير من الاحتمالات لكن مايهمنا هو العمل في سبيل اسقاط النظام .
*ماهو رأيكم حول المشاركة في الدستور ودعوة الرئيس البشير في احتفالات الاستقلال؟
تحدثنا في ذلك كثيراً لكن حديث نائبة رئيس البرلمان سامية احمد محمد التي قالت الدستور تقريباً (جاهز) لكن يحتاج الى بعض التعديلات، كما ان الدستور يجب ان يجيزه البرلمان لكن هي قالت ان اللجنة التي قامت بعمل الدستور هي التي ستحدد الجهة لكن نحن خلافنا منذ البداية تحدثنا عن ثلاثة نقاط وهي انه لايمكن ان يوضع دستور ديمقراطي في ظل نظام شمولي تنعدم فيه حرية الرأي والتعبير ومنع فيه الاحزاب على اقامة الندوان والليالي السياسية في الساحات العامة وكذلك المنظمات الاخري، اضافة الى اننا لايمكن قبول الدخول في لجنة لصياغة وصناعة دستولر ومعظم سكان البلد غير مشاركين مثلاً جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور لان هذه المناطق غير مستقرة، كما اننا نضع دستور بمجرد ديكور لاننا لانعلم من هي هذه اللجنة ووضح صحة رأينا الذي عبرت عنه نائبة رئيس البرلمان.
*في ظل الوضع كيف تقيم العمل البرلماني؟
هومسرح رجل واحد وعزف منفرد يريدون وضع قرارات جاهزة حتى المعارضين لا يؤخز برأيهم بل لايسمع احياناً.
? لكنك كنت مشاركاً فيه؟
فرض علينا ذلك بأتفاق السلام الشامل وحدث اتفاق بمشاركة اعطت المؤتمر الطني 6% اصوات مرجحة وكنا في السابق نتصور انه بإستطاعنا فتح مسلك من مسالك الحريات والديمقراطية لكن في كثير المرات كانت ارائنا لاتخرج، لذلك اعتقد ان البرلمان في وضعه الحالي ليس له علاقة بالديمقراطية سواء كان في لوائحه او رئاسته ، والان اعادة الديكور هي احزاب الاتحادي التي تفككت وشاركت كل على حدا، واقرب مثال هي رفع الدعم عن المحروقات التي وقف البرلمان ضدها لكن عقدوا لهم اجتماع في المؤتمر الوطني صوتوا بعد يومين بالاجماع على رفع الدعم وهذا هو الواقع.
? هل مازال الحزب الشيوعي ماركسياً؟
نعم… كان ومازال حزب ماركسي ويستكشف بالماركسية لمساعدته في استنتاجات الواقع، بمعني اننا لانطبق الماركسية تطبيق حرفي لذلك لدينا رؤيتنا في كثير من الاشياء التي خارجة عن الواقع السوداني ، ونحن نستعمل الماركسية كمنهج ليس كشئ مقدس وليست كالشئ (الجامد) وحزبنا لديه رؤية مستقبلية مستمرة ، والماركسية هي التي علمتنا ان الاستناد الطبقي والموقف هوالذي يجعلنا مع الشعب بإستمرار في جوعه ومرضه وخدماته.
*الا يتعارض هذا المنهج مع طبيعة الشعب السوداني؟
ابداً.. لايوجد تعارض ، والواقع متغير وطبيعة الانسان كذلك واي شخص يولد جديد يعني انه ولدت كلمة جديدة ورأي جديد.
*ايدلوجية الحزب الشيوعي هل تتقبل تطبيق الشريعة الاسلامية؟
ايدلوجية الحزب الشيوعي هي الماركسية كما ذكرت سابقاً لكن يحاول اعداء الحزب الشيوعي منذ عهد الاستعمار وحتى النظام الحالي يقولون اننا لانصلي ولانصوم وغيره، وهذا غير صحيح نحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لكن الاسلام شئ والشريعة التي يدعو لها هؤلاء شئ آخر وهي شريعة الرأسمالية الطفيلية لاعلاقة لها بالدين مطلقاً لانهم اكلوا مال الحج والزكاة وفي المادة 25 البند 5 اكلوا مال في سبيل الله والان حللوا الربا .
? بصورة اخري هل يتقبل المنهج الماركسي تطبيق الشريعة؟
اولاً يجب ان نحدد هل الموجودة الان شريعة اسلامية… هذه ليست شريعة اسلامية بل شريعة (الغاب) التي حللتم فيها لانفسكم اي شئ وحرمتم الاخرين من (لقمة) العيش ، واذا اردنا الحديث عن الدين الاسلامي فهو دين تسامح وليس به اكراه بقوله صلى الله عليه وسلم “لا اكراه في الدين” وقوله تعالى” جادلهم بالتي هي احسن” ولم يقل لهم اضربهم (بمركوبك) والشيئ الاهم ان بالسودان تنوع وديني عرقي ويشمل مختلف الديانات والقبائل لذلك اي محاولة لفرض تطبيق الشريعة في حالة التنوع يعني المذيد من التشتت في السودان.
*هل ثمة اختلاف في سياسة الحزب مابين السكرتير الراحل محمد ابراهيم نقد والوضع الراهن؟
لايوجد اختلاف لان الحزب الشيوعي لمؤسسات ليس لافراد وحسب دستور الحزب القرارات هي للهيئات ولايتخزها الافراد والسياسات العامة تضعها المؤتمرات العامة ونحن الان في مرحلة المراجعة للموقف السياسي والاقتصادي وغيره ، نحن الان ليس لدينا سكرتير عام للحزب بل يوجد سكرتير سياسي وآخر ثقافي وآخر مالي وتنظيمي الى آخره . لذلك موقف صديق يوسف يعتبر فردي.

(المشهد الان)

تعليق واحد

  1. الله يرحم ويغفر لك يامحمد ابراهيم نقد كان سياسي محنك وهب نفسه للحزب وكان بعرف يتصرف في كل صغيرة وكبيرة داخل الحزب كان له وزن واحترام بين جميع اقطاب الاحزاب الاخرى كان رجل حكيم يعرف كيف يتعامل مع جميع طبقات المجتمع لك المغفرة والرحمة

  2. طيب السلوك البعكسوه كوادركم علي المستوي الطلابي ده شنو؟؟
    1- المباهة بالسكر وانه يعكس حرية ووعي الفرد!!
    2-خراب بنات الناس وده معروفة في الجامعات
    3-المكر والخداع والكذب

  3. نعم لن نقف عن ذلك نتيجة لتهديد ووعيد الحكومة وسنواصل لقاءاتنا حتى نقنعهم بأن طريق اسقاط النظام المجرب عند الشعب السوداني هو الانتفاضة.

    السلام عليكم يا رفاق *** تغير الزمن وتغير الرجال وشرفي الماركسي كما يدعي المرتد عن فكرنا احمد سليمان الله يرحمة ويغفر له الحوار مع هذا النظام الرجعي حوار طرشان هم في موقع قوة يستندون علي جميع القوات النظامية والمسانده لها غير عناكيب الاحياء هم يخافون فقط اشتعال النيران في ملابسهم مثلما يشعلونها في ملابس الغير فلنشعل نيراننا في جلاليبهم ولفحاتهم وعراريقهم وسراويلهم حتي تصل لشوي اللحم والبادئ اظلم

  4. مع احترامنا للفكر والفكر الآخر هذه دراسة نقدية في الفكر الماركسي

    رأفت علي :

    رأفت
    علي
    تأثير العامل المادي حسب النظرية الماركسية:
    لقد وضح لنا كارل ماركس تأثير الواقع المادي في حياة الفرد بقوله (ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم)، ويضيف قائلا (أن البنية الفوقية هي نتاج للبنية التحتية)، أي إن الواقع المادي والوضع الاقتصادي هو من يتحكم بأخلاق الفرد والمجتمع، فالعلاقات الاجتماعية في المجتمع الزراعي تختلف عن العلاقات الاجتماعية الناشئة في المجتمع الصناعي أو التجاري أو المدني. وبينما نرى الأسرة أكثر تماسكا في الريف فأننا سنراها أكثر ضعفا وتفككا في المدينة. فمثلما تتأثر الحاجات المادية للفرد سلبا وايجابيا بالواقع المادي المعاش، فالحاجات المعنوية والروحية هي الأخرى ستكون معرضة لنفس التأثير وبنفس الصيغة.
     
    نعم نحن نقر ونعترف بأن الحاجة أم الاختراع، ونعم أن الواقع المادي المعاش يساهم ويشارك وبفاعلية في التكوين الفكري للفرد وبالتالي في تحديد خياراته المادية والمعنوية وطبيعة وشكل حياته. نعم أن الواقع المادي المعاش الغني سيوفر للفرد شكل وطبيعة حياة مغايرة للذي يوفره الواقع المادي الفقير للفرد الأخر، فمثلما لدى الفرد المترف أو الغني القدرة على شراء وتلبية متطلبات العديد من السلع والحاجات المادية كالسيارات الفارهة والمساكن الراقية والأثاث الفاخر والمزارع والحقول والبساتين والمعامل والمصانع، فلديه القدرة أيضا على نيل دراسة جامعية راقية وامتلاك خلفية ثقافية واسعة. فمن خلال توفر المال يستطيع الفرد حيازة وامتلاك كل الوسائل المهمة لإثراء نفسه ثقافيا طالما اكتسبت الثقافة من الجامعات ومن الكتب ومن أجهزة التلفاز والصحف والمجلات ومن خلال السفر والتجوال والاطلاع على أحوال بقية شعوب العالم ومن خلال الاحتكاك على اكبر قدر ممكن بالمجتمع سواء بالدراسة أو من خلال السفر أو بسبب العمل أو بتولي مسؤوليات مهمة وكبيرة.
     
    فطالما تطلبت عملية اكتساب الفرد للثقافة تكاليف مالية فان فرصة الغني ستكون أوسع بكثير من فرصة الفقير في اكتسابها، بل وحتى أذا ما توفر للفقير وسائل اكتساب الثقافة كالتعليم الجامعي أو شراء الصحف أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفازية فقد تشغله هموم الحياة وكسب قوته وقوت عائلته عن الاستفادة من تلك الوسائل ومن دون الانتباه إلى مضمون ذلك الفيلم أو تلك المسلسلة أو هذه المقالة والذي قد يكون مضمونا مناوئ لقيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده بل وحتى دينه، فتصبح مجرد ديكور منزلي أو وسيلة للاستمتاع والترفيه أو لإطفاء فضوله الإنساني لمعرفة أحداث فيلم أو مسلسل ما أو أعجابا بجمال هذا الممثل أو تلك المطربة أو بذلك الديكور والألوان والملابس البراقة المحروم منها.
     
    نقض تأثير العامل المادي للنظرية الماركسية:
    من وجهة نظرنا وبالرغم من أن الواقع المادي والحاجة يلقيان بضلالهما وتأثيراتهما على حياة الفرد وبالرغم من مساهمتهما الفاعلة والمهمة في تحديد خيارات الفرد المادية والمعنوية، فلن يكونا أبدا هما الموجه المحوري والأساسي والحاسم والوحيد للفرد مهما بلغت درجة وقوة غريزة الفرد في الحياة وفي التمتع بنعمها وخيراتها من أملاك وعقارات ومال وجنس وشهرة وسلطة. فالإنسان ومهما بلغت درجة حيوانيته يبقى إنسانا كما أراده الله سبحانه وتعالى وخلقه وكرمه بالعقل والتفكير والتدبر والتأمل. بل حتى صياغة التكوين الفكري والعقائدي للفرد لن تكون حكرا على الواقع المادي، ففي حياة الفرد هناك العديد من العوامل والمؤثرات التي تساهم كلها في صياغة فكره وفي تحديد خياراته المادية والمعنوية وفي تحديد طبيعة حياته.
     
    أن خير دليل على صواب ما نؤمن به، بان الفرد ومهما اختلفت أحواله المادية والمعاشية فلن تتحكم المادة والواقع المعاش به وبحياته وخياراته وقراراته فهذه وظيفة العقل والتفكير، نقول أن خير دليل على ذلك هو لو كانت الحاجة أو الواقع المادي الموجه المحوري والأساسي والحاسم للفرد، لما ظهر الأنبياء والرسل عليهم السلام، ولما ظهر الزعماء والقادة والمفكرين المناضلين. فمهمة النبي أو الرسول وحتى المفكر والزعيم والقائد المناضل هي في الواقع مهمة تغيير المجتمع من حال إلى أخر، ولو كان الواقع المادي هو المؤثر والموجه الوحيد للبشر لفضل الأنبياء حاشا الله ورسله وأنبياء ولفضل القادة والزعماء والمفكرين نقول لفضلوا شراء رضى الكفار والمشركين والجاحدين والملوك والحكام والطغاة وقوى الاستعمار والاحتكار والاستغلال وسايروهم فيما أرادوه.
     
    وهنا رب قائل يقول بأن الأنبياء عليهم السلام حينما حملوا رسالتهم الإلهية لبني البشر وحثوا المجتمع على الانتقال من حال إلى آخر فأنهم هم أيضا قد اخذوا بأسباب المادة، فمثلا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد حرم الربا بأمر الله سبحانه وتعالى، والإسلام الحنيف قد جاء بأسس اقتصادية جديدة وحث الناس على الالتزام بها. وبذلك فحتى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والزعماء والقادة والمفكرين المناضلين قد حسبوا للوضع المادي والاقتصادي وضعه وأثره الخاص في التأثير على سلوك الفرد والمجتمع..!!
     
    وهنا نقول ونكرر ما سبق وقلناه بان الواقع المادي بلا شك يساهم ويشارك وبفاعلية في التكوين الفكري للفرد وبالتالي في تحديد خياراته المادية والمعنوية وطبيعة وشكل حياته ولكن وهنا نرجو الانتباه إلى أننا لم ننفي دور وتأثير الواقع المادي على حياة الفرد وخياراته المادية والمعنوية وعلى تكوينه الفكري والعقائدي، إلا أننا وبنفس الوقت لا ننفي دور وتأثير باقي العوامل.
     
    ومثال ذلك هو ما يفسر لنا تعفف بعض النساء رغم قساوة حياتها وتعفف بعض الشباب عن الزنى رغم كونهم غير قادرين على الزواج، بينما نرى أن بعض الأغنياء والأثرياء تتملكهم الشهوة والجنس والغريزة إلى حد الجنون، مثلما نرى أن بعض الفقراء حريصون على الالتزام بالكسب الحلال أو المشروع رغم قساوة ظروف حياتهم، بينما وبنفس الوقت نرى أن ثريا ما لا يهتم مطلقا عما أن كان كسبه حلال ومشروع أم حرام وغير مشروع، بل نرى البعض من الأغنياء يسعون إلى كسب الحرام ويفضلونه على الكسب بالطرق المشروعة.
     
    تناقض كارل ماركس1:
    أن كارل ماركس نفسه يعطي مثال آخر على عدم صحة نظريته والتي نصت على تحكم البنية التحتية او المادية بالبنية الفوقية او المعنوية، فلو صحت نظريته لما أصبح هو نفسه مفكرا وصاحب نظرية فكرية بل كان من المفترض أن يكون برجوازيا هو الآخر حاله حال أسرته ولبى طلب والده وامتهن مهنة المحاماة وانشغل هو الآخر بجمع المال والثروة.
     
    أن الزعماء والقادة والمفكرين المناضلين، ورغم أن طريقتهم لتغيير المجتمع تتم أيضا عبر تغيير علاقاته الاقتصادية وواقعه المادي، إلا أن لهم رؤيتهم الخاصة للتغلب على المشاكل التي يعاني منها المجتمع كالفقر والمرض والجهل والتخلف والعوز والحاجة والظلم والاستبداد. فرؤية الزعيم أو القائد الشعبي الجماهيري ورؤية المفكر الإنساني المبدع تتم عبر الكفاح والنضال والصبر على الأذى. أي أنهم يتأثرون بالواقع المادي ولكن وبنفس الوقت فان الواقع المادي لا يؤثر فيهم على نحو سلبي، فهم لا ينساقون ولا يستسلمون إليه، بل أن تأثرهم بالواقع المادي سيكون تأثر ايجابي يحثهم على تغيير هذا الواقع هو ذاته لا العكس، كتأميم النفط و قناة السويس و إنهاء الإقطاع الزراعي وخلق القطاع الصناعي ووضع أسس اقتصادية جديدة للفرد والمجتمع والدولة، أي أنهم لا يكتفون بالتغلب على مشاكلهم الخاصة الناتجة عن واقعهم المادي فقط، بل وينطلقون أيضا إلى التغلب على المشاكل التي تواجه الآخرين أو قد تواجههم في المستقبل. وهذا ما يعتبره علماء نظريه الذكاءات المتعددة كنوع من أنواع الذكاء حيث يطلقون عليه تسمية الذكاء الاجتماعي.
     
    لقد حاول كارل ماركس تلافي هذه المشكلة التي وضع نفسه فيها عبر حديثه عن الوعي البشري، قائلا (بأنه لا يعتبر وعي الفرد مجرد انعكاسا سلبيا للواقع، فبوجود العلاقة الجدلية فيما بينهما فان الوعي يمكنه أن يؤثر في الواقع، فإما أن يساهم في تغيير الواقع ايجابيا، وإما أن يساهم في تكريس سلبية الواقع).
     
    وبالتالي فنحن نجد أنفسنا أمام تساؤل مهم وتناقض كبير في أفكار كارل ماركس نفسه.. فتارة يقول (ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم) وتارة أخرى يقول (بأنه لا يعتبر وعي الفرد مجرد انعكاسا سلبيا للواقع، فبوجود العلاقة الجدلية فيما بينهما فان الوعي يمكنه أن يؤثر في الواقع، فإما أن يساهم في تغيير الواقع ايجابيا، وإما أن يساهم في تكريس سلبية الواقع).
     
    فما معنى نظرية ماركس عن التناقض الجدلي أو المادية التاريخية والديالكتيك.. وما فائدتها.. بعد أن اعترف ماركس نفسه بان وعي الفرد لا يمثل مجرد انعكاس سلبي للواقع..؟!!
     
    وفي الحقيقة فان تساؤلنا هذا قد أثار أمامنا رؤية جديدة لواحدة من أهم القضايا السياسية والفكرية والفلسفية التي تناولها العديد من السياسيين والمفكرين وامن بها واعتنقها ملايين البشر وحكمت أرجاء واسعة من ارض المعمورة..!!!
     
    هل كان ماركس صهيونيا2 :
    أن تناقض ماركس هذا قد وضعنا هو بنفسه أمام حقائق لا يمكن التغافل عنها أبدا ولا يمكن لنا نتفهمها إلا من خلال تفهمنا الى الخلفية الاجتماعية والثقافية والأسرية والى التراث الديني اليهودي لأسرة كارل ماركس والتي قد لعبت دورا مهما في صياغة أفكار ماركس نفسه.
     
    فقد فرض علينا ماركس هنا أن ننقب ونتحرى أكثر على حقيقة أفكاره ونظريته، والتي قد احتوت على أفكار سليمة سرقها من مفكرين المان وأعاد صياغتها وإنتاجها بما يلائم والمشروع الصهيوني العالمي، اي وبمعنى أوضح فان كارل ماركس من وجهة نظرنا ما هو سوى مفكر صهيوني بث أفكاره المتصهينة باسم مختلف وتحت شعار بدا وكأنه شعار بعيد كل البعد عن الصهيونية..!!!
     
    وهنا قد يتبادر الى ذهن القارئ الكريم جملة من التساؤلات بل وقد يستهجن البعض وصفنا لكارل ماركس بأنه مفكر صهيوني على الرغم من عدم إيمانه بالنظرية الماركسية وخلافه الفكري مع ماركس نفسه ويردف قائلا إلا أن وصف كارل ماركس بالصهيوني هو اقرب للخيال من الواقع. فماركس مفكر علماني اشتراكي أممي لم يتبنى اي فكر ديني، بل اعتبر الدين اي دين بمثابة أفيون للشعوب اي مخدر للعقل مهيج للعاطفة. كما أن جوهر النظرية الماركسية يتناقض وجوهر الفكر الصهيوني، فشتان بين ماركس الذي دعى الى وحدة الطبقة العمالية رافعا شعار يا عمال العالم اتحدوا وبين هرتزل الذي دعى الى وحدة يهود العالم رافعا شعار أنشاء وطن قومي لليهود. ولم يعرف عن ماركس عقده اي لقاء مع ثيودور هرتزل وسواه وهذان الاثنين لم يلتقيا طيلة حياتهما وفارق العمر بينهما كبير بحدود 42 عاما، ناهيك عن أن ماركس نفسه لم يعيش حتى يرى انبثاق الحركة الصهيونية بقيادة هرتزل عام 1899 في بازل بسويسرا، فكيف يكون كارل ماركس صهيونيا بعد كل هذه الدلائل..؟!!!
     
    في الحقيقة أن وصفنا لكارل ماركس بالصهيوني نابع كما أسلفنا من تناقض النظرية الماركسية وماركس نفسه، والذي فرض علينا إعادة النظر بجوهر ومضمون نظريته متحرين حقيقة الدوافع الفكرية لكارل ماركس، فحينما ينتاب المرء شكوك وظنون بشئ او شخص او فكر ما، فسرعان ما يبدأ بعملية بحث شاملة واضعا كل الاحتمالات في حساباته. ولو بحثنا عن كارل ماركس بهذه الطريقة وباحتمال كونه مفكر صهيوني لا مفكر علماني اشتراكي أممي فسنجد العديد من الدلائل والشواهد التي ترجح هذا الاحتمال.
     
    فكارل ماركس (1818-1883) وصديقه المقرب ومتمم نظريته فريدريك انجلز (1820-1895) كانا المانيان الجنسية يهوديان الديانة. أما ثيودور هرتزل (1860-1904) مؤسس الحركة الصهيونية فكان نمساوي الجنسية يهودي الديانة، ناهيك عن عشرات المفكرين الماركسيين كانوا يهوديّ الديانة أيضا. كما أن ظروف نشأة ماركس وهرتزل كانت متشابهة وإلى حد كبير. فالاثنين كانا من أسرتين يهوديتين الديانة وتربا في مجتمع متشابه وهو المجتمع “الألماني – النمساوي” وعاشا خلال فترات متقاربة واختصا بالفكر والفلسفة والبحث عن الخلاص وعملا في الصحافة ودرسا القانون في الجامعة، بل ويزعم بعض الباحثين بان كارل ماركس هو حفيد الحاخام اليهودي مردخاي ماركس. كما أن الثلاثة وعشرين عاما الأولى من حياة هرتزل والتي مثلت بداية تكوين شخصيته قد عاصرت الثلاثة وعشرين عاما الأخيرة من حياة ماركس، بينما شهدت سنوات هرتزل الحادية والعشرين الثانية من عمرهرواج النظرية الماركسية. وسواء كان كارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس أم لا، فان احتمال كون ماركس مفكر صهيوني قد بدا هنا بفرض نفسه على الساحة.. ساحة البحث والتحري عن حقيقة الدوافع الفكرية لكارل ماركس وحقيقة أفكاره ونظريته.
     
    وفضلا عن هذا فان ثيودور هرتزل ورغم كونه المؤسس الرسمي للحركة الصهيونية إلا أن جذور الفكر الصهيوني تعود لقرون عدة قبل هرتزل نفسه، أو على اقل تقدير فقد شارك العديد من المفكرين اليهود في صياغة ما يمكن أن نسميه بالفكر الصهيوني “الحديث”.
     
    ومن هؤلاء المفكرين مثلا الحاخام إيهودا الكالاي (1798-1878)، رابي تزيفي كاليشر(1795-1874)، موشيه هيس (1812-1875) وبالتالي فان لم يلتقي كارل ماركس بثيودور هرتزل فقد يكون قد التقى بغيره من المفكرين الصهاينة. بل أن بعض الباحثين يجدون بأن ماركس قد اتصل فعلا وبشكل مباشر بأستاذ هرتزل وفيلسوف الصهيونية البارز وواضع أساسها النظري الفيلسوف الاشتراكي اليهودي الثائر موشيه هيس.
     
    بل أن الأكثر أثارة هنا هو ما حدث قبل عام واحد فقط من انطلاق ثورة ربيع الشعوب في أوروبا، ففي عام 1847 عقد الشيوعيون مؤتمرهم الأول في “لندن” وأطلقوا عليه تسمية “عصبة الشيوعيين” حيث أصدروا “البيان الشيوعي”، وفوض المجتمعون كارل ماركس وفريدريك انجلز لوضع مبادئ هذه العصبة والتي مثلت نواة الحزب الشيوعي. وفي الحقيقة فان الباحث في تاريخ الفكر الشيوعي سيجد نفسه أمام العديد من الإشارات والدلائل التي تؤكد بان البيان الشيوعي قد حرضت وبقوة على القيام بثورة ربيع الشعوب. فماركس وانجلز كانوا من أوائل المحرضين على الثورة، مثلما كانوا من أوائل من المشاركين فيها حينما تفجرت الأوضاع ونزلت الجماهير الغاضبة إلى شوارع المدن الالمانية عام 1848.
     
    والغريب هنا والملفت للنظر هو أن الفيلسوف الاشتراكي الصهيوني موشيه هيس والذي يعتبر كأستاذ لثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الشهير، قد كان من أوائل الثوار أيضا..!! فماركس وانجلز كان قد شاركا في ثورة المانيا بالتحديد في ولاية كولونيا حيث دأبا على تنظيم صفوف الثورة هناك، وأصدرا جريدة الراين الجديدة، وكانا محور جميع المساعي الثورية الديمقراطية في المانيا، ودافعا بأقصى القوة والعزم ضد ما وصفوه بالقوى الرجعية، مما أدى إلى اعتقالهما ومحاكمتهما وبينما تمت تبرئة ماركس ونفيه من ألمانيا حيث انتقل إلى فرنسا واستقر أخيرا في لندن، فقد تمت إدانة انجلز وحكم عليه بالإعدام بسبب مشاركته ثلاث مرات فيما سميت بانتفاضة الشعب المسلحة إلا أن انجلز قد تمكن من الهرب حيث سافر إلى لندن عن طريق سويسرا. أما موشيه هيس فقد اعتقل وحكم عليه بالإعدام إلا انه هو الآخر تمكن من الهروب إلى فرنسا ثم إلى سويسرا فبلجيكا، ثم عاد إلى ألمانيا عام 1862 بعد أن أصدرت الحكومة عفواً عاماً عن جميع المحكومين.
     
    والمثير هنا أيضا هو ما ذكره فريدريك انجلز في أحدى رسائله لكارل ماركس عام 1844، حيث كتب انجلز قائلا بأنه قد التقى بالفيلسوف الاشتراكي الصهيوني موشيه هيس في ولاية كولونيا الالمانية واستلم منه نسخة من كتاب (الأنا العليا وذاتها1844) للمفكر الوجودي الملحد شتيرنر والذي أثار العديد من الأفكار الغريبة كعدم شرعية قيام الدولة والحب الحر والمثلية الجنسية وتعدد العلاقات والتعري الطبيعي للبشر. وفي الحقيقة وعلى الرغم من انتقاد ماركس وانجلز لشتيرنر فيما بعد إلا أنهما قد تأثرا كثيرا في أفكاره والباحث في الفكر الشيوعي سيلتمس العديد من الدلائل على هذا ولاسيما في فكرة الإلحاد وإنكار الأديان والقوميات وتكوين الدول.
     
    بل وقد ذهب باحثين آخرين إلى ابعد من ذلك، حيث ذكروا بان الثورة الشيوعية وخلال الأسبوع الأول من عمرها كانت قد أصدرت قرارها الخاص بحق اليهود حيث نص ذلك القرار على تجريم من يعادي اليهود بتهمة العداء للسامية والاعتراف بحق اليهود بإقامة دولتهم القومية في فلسطين..!!!
     
    وسواء صح ذلك أم لم يصح، فان اعتراف الحكومة الشيوعية السوفيتية بدولة “إسرائيل” بعد دقائق قليلة من إعلانها في أيار عام 1948، يثير أمامنا واحد من أهم التساؤلات، فكيف يمكن لقيادة حزب لا تؤمن هي ولا حزبها بالقومية والدين أن تعترف بدولة دينية وقومية بان واحد..؟!! فكان من المفترض أن يكون الاتحاد السوفيتي آخر من يعترف بإسرائيل بل قد يفنى ولا يعترف فيها لان اعترفه هذا سيكون خير دليل على نقض عقيدته هو نفسه بنفسه. ومن يقول بان الاعتراف جاء كفعل سياسي لا فكري، فلماذا أذن صدع السوفيت رؤوسنا ليل نهار وطيلة سبعة عقود بمفاهيمهم عن كفاح طبقة العمال والنضال الاممي والثورة العالمية وإزالة كافة الحواجز بين بني البشر وعدم الاعتراف بالقومية والدين..فأما أن يضعوا عقيدتهم الشيوعية جانبا وأما أن يطبقوها تماما أو على اقل تقدير أن لا يصدعوا رؤوسنا بأمنياتهم ليل نهار..؟؟!!!
     
    ولو واصلنا البحث والتحري في الفكر الماركسي لوجدنا وفي أكثر من موقع بصمات اليهودي المتصهين وهي واضحة جلية، فتغليب المادة وتهميش وتتفيه الجوانب الروحية والمعنوية كالدين والإيمان والعادات والتقاليد والقيم والمبادئ والأخلاق والشرف والإلحاد وإنكار الروابط القومية والأسرية وتهويل الصراع والتناقض الاجتماعي والادعاء بالكمال الفكري وتفسير تطور تاريخ الإنسانية وعلومها والبحث عن الخلاص، كلها أفكار متوافقة ومنسجمة تماما مع الفكر اليهودي المتصهين..!! ولو تأملنا بتمعن بالغ شعار كارل ماركس “يا عمال العالم اتحدوا”، فبماذا سنشعر.. إلا نشعر بالمظلومية وبالروح العدائية على بقية العلاقات الاجتماعية والمهنية، وبتتفيه الفلاح والمعلم والأستاذ والعالم..!!
     
    ثم إلا يمكن أن يكون كارل ماركس يهودي متصهين أراد التمهيد للصهيونية العالمية وضمان تحقيق النجاح لها عبر حث البشرية بان تستحدث علاقات اتحادية جديدة قائمة على أساس الوحدة المهنية بدل وحدة رابط الدم أو الدين أو التاريخ المشترك..؟!!
     
    إلا يمكن أن تكون مهمة اليهودي المتصهين كارل ماركس التمهيدية هي بإبعاد وإشغال الشعوب عن الحس الوطني والقومي والديني والإيماني وكل ما هو روحي، بينما يعمل بني جلدته ودينه من اليهود المتصهينين على تحقيق أفكارهم وتطبيقها على ارض الوقع فعليا. هو يبعد الناس عن قوميتهم ودينهم بينما تقوم منظمتهم السرية بخلق وتعزيز الفكر والحس القومي لعامة اليهود وإعادة أحياء تراثهم اليهودي القائم على التوراة المحرفة والتلمود المليء بالخوف والحقد والأساطير والتنبؤات بعودة بابل و نبوخذنصر..؟!!
     
    الخلاصة :
    أن خلاصة حديثنا عن تأثير الواقع المادي على حياة الإنسان تتمثل بأن بين الواقع المادي والسلوك البشري، ثمة فاصل مهم او محطة معالجة ستراتيجية تتولى مسؤولية إصدار القرارات وتحديد خيارات الفرد المادية والمعنوية. وبالتالي فان حياة الإنسان ومصيره وقرار الحاسم رهن بفكره ودرجة وعيه وإدراكه، رغم التأثير الكبير والمهم والفاعل للواقع المادي على التكوين الفكري والعقائدي للفرد وعلى تحديد خياراته المادية والمعنوية وطبيعة وشكل حياته.
     
    أما النظرية الماركسية فقد بات واضحا حقيقة تناقضها وحقيقة الدوافع الفكرية لمؤسسها كارل ماركس، بل أن رواج هذه النظرية بين عشرات الملايين من البشر مفكرين ومناضلين وعمال وبسطاء واعتناقهم لها وتشكيل عشرات الأحزاب المؤمنة بها وتطبيقها على ارض الوقع في العديد من دول العالم وتبنيها من قبل تلك الحكومات والأحزاب لعشرات السنين لهو خير دليل على الخرق الفكري الذي تعرضت له عشرات الملايين من البشر وعشرات الأحزاب والحكومات، والذي نحن هنا بصدد دراسته ودراسة كل العوامل المتداخلة فيه والمؤثرة عليه.
     
    فلمعرفة الخرق الفكري كان لابد لنا من معرفة الفكر نفسه ودوره وأهميته أولا، ومن ثم معرفة العوامل المؤثرة فيه ثانيا، ثم الانطلاق الى دراسة الخرق الفكري وكيفية علاجه بعد أن يصبح لدينا رؤية متكاملة وأسس سليمة للتوغل في هذا الميدان الحيوي والمهم.
     

  5. يا صخر اخوانجى لأنه قال لك الحقيقة؟هذه طريقتكم وايه يعنى لو اخوانجى مثل ما من حقك تكون شيوعى والعياذ بالله من حقه يصير ما يريد؟وكمان بتنكر أنك منهم.وبعدين لو تصرف أحد من حزب تصرف مشين هل يصير سبة فى وجه الحزب؟دا منطق أعوج؟مثل لو واحد اذنب ذنب وهو مسلم هل معنى كدى ان الاسلام بطال؟منطق اشد اعوجاجا. ومن قال نحن نصلى ونصوم وما أدرى ايه……..هل الاسلام كدى بس؟وبعدين هل الاسلام أتى ناقص لتكملوه بفكر بشرى؟انه تنزيل من حكيم حميد… لو شككتم فى شىء فذلك الكفر بعينه بدون لف ودوران. هدانا وهداكم الله

  6. قال نحن نؤمن بالله ونصوم ونصلي ,, اذا افترضنا ذلك جدلاً انك مسلم
    اذا لماذا انتم اليوم وقبله والي مابعده تقفون حجر عثرة في وجه كل ماهو اسلامي سواء كان قانوناً او عرفاً او منهج حياة ؟؟ اما ايماناً وتسليماً كاملاً بمنهج الشريعة وحاكميتها والا لن تكون مؤمناً (اتؤمنون ببعض الكتباب وتكفرون ببعضه)؟؟
    لماذا تحتكمون الي ماركس ولينين وانجلز وغيرهما من ائمة الكفر وترفضون ما جاء به خاتم الانبياء والمرسلين ,, انا اعرف شيوعيون سودانيون ينكرون الاديان ولا يعترفون بها ولا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب وضد كل ما هو معلوم بالضرورة ,,, اما ان تكون مغفل نافع اوما ان تكون ملحداً اختار واحد من هذه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..