.. محمود محمد طه..عطر الذكرى.. و عبقرية الذاكرة‎

ما زال الزمان يستدير و يكمل دورته.. و تكتمل اقماره.. لنقف فى محراب صاحب الذكرى العطرة.. ذلك الرجل الذى تجتمع فيه كل طباع الانسان السودانى الشامخ من عزة و اباء و كبرياء للنفس .. محمود ذلك الذى ما زال حاضرا بقوة فى ذاكرة الشعب السودانى.. و برغم مرور العقود الثلاثة منذ ان امتدت يد الخسة و الفدر و النذالة لتنال منه.. فالسودانيين لا ينسون من عاش مثلهم .. و هنا تكمن العبقرية فى ذاكرة الشعب السودانى حيث لا ينسى من ضحى من اجلهم .. من اجل عزهم .. و من اجل حريتهم .. و من اجل كرامتهم .. فى الوقت الذى ينسون فيه من طعنهم من الخلف ارضاء لغرور حاكم ظالم ظن انه امام عصره و فريد زمانه .. او هكذا صور له اولئك المنافقين الدجالين عندما نصبوه اميرا للمؤمنين..؟؟
ما ميز استشهاد محمود محمد طه ليس لانه قدم روحه على مذبح الشهادة فقط .. بل كانت روحه فداءا لقضايا امته الاسلامية جميعا و صدق من قال فى حقه : ( ان محمود كان منذورا لامته و وطنه و كان اوفى الرجال فى زمن عز فيه
الرجال الرجال فكرا و قولا و واقعا معاشا ) فقد جسد محمود نموذجه الفكرى فى حياته .. فكرا و قولا و سلوكا و نهجا.. و تجسد ذلك المشهد عندما ازيح القناع عن وجهه .. و انهمرت اشعة الشمس الساطعة على طلعته البهية المشرقة و على راسه الاشيب.. كان قد بدا فى ثبات و شموخ الجبل الاشم .. لم يلبث ان اتجه نحو الشرق و راسه مرفوع كانه يتطلع الى الافق مثلما كان يخرج من باب داره الى حلقة الذكر و يتطلع فى وجوه الاخوان و فى افق السماء .. و ابتسم تلك الابتسامة الشهيرة التى خلدت فى الذاكرة السودانية تلك الابتسامة التى وصفتها وكالات الانباء بانها ابتسامة سخرية و رثاء من الذين حكموا عليه .. ابتسامة دلت على عدم اكتراث و عدم مبالاة بالموت ..؟؟ استطاع طه ان يحافظ على اصالة فكره .. و التصاقه بارض السودان التى انجبته .. و بهموم ابناء وطنه.. فخلده الناس فى قلوبهم حيا .. و فى ذاكرتهم شهيدا.. فقد كانت عبقرية طه تكمن فى ولائه المطلق لوطنه و لابناء وطنه الذى راى فيه محمود جذور الشجرة الاصلى الذى سيوحد الامة الاسلامية فكريا.. و سيقودها للمستقبل المدخر لها .. الم يقل محمود عن الشعب السودانى : ( ان الله قد قد قيض لهذا الشعب من كريم السجايا و اصايل الطباع ما يؤهله لقيادة القافلة البشرية.. ) فقد احب الشهيد محمود وطنه السودان و ابناء وطنه و اخلص من اجل قضاياهم اخلاص منقطع النظير و كان ذلك منذ زمن الاستعمار الانجليزى .. و قدم فى نهاية الطريق دمه و روحه ثمنا لمواقفه.. كان يؤمن ان تحرير الانسان لا يكون الا بتحرير النفوس من الخوف .. .. و لن يتم ذلك الا بالفكر الحر .. اى ان يفكر الانسان كما يريد .. و بالقول الحر كما يفكر الانسان .. و التصرف الحر كما يقول الانسان .. و من ثم المواجهة مع مغتصبى حريات الناس .. و له فى ذلك الكثير من الكتب و المحاضرات التى تدعو الى تطهير النفوس من ادران و ادناس الدنيا و اطماعها
لقد خلد الشعب السودانى محمود محمد طه فى ذاكرته .. لانهم كانوا خالدين فى وجدان محمود و فى ذاكرته و فى مواقفه كزعيم وطنى ينظر الى بنى وطنه من منظار المصلحة العامة و هنا تكمن العبقرية فى ذكراه حيث استعصت على النسيان لان الزعامات الحقيقية هى التى تخلد فى ذاكرة الناس .. و فى عقول الناس .. فهى تمس وجدان الناس دائما و ابدا..؟؟
كان اول من تبنى فكرة الحكم الولائى و قدم لذلك فى السفر الاول المسمى باسس دستور السودان.. و اول من دعا الى عمل منظومة اخلاقية تعمل على منع الفساد قبل وقوعه لانه كان يعلم ان الفساد ان استشرى فى المجتمع و الدولة سيكون من عوامل الانهيار.. و كان يدعو الى ايجاد اقتصاد وطنى يحمى السودان من التبعية من خلال الاعتمادعلى الموارد الذاتية.. و الاعتماد على الانسان السودانى المعطاء و كانت مراهنته فى ذلك على جيل الشباب من خلال رؤية وطنية شاملة فالشباب عنده هم عتاد الحاضر و بناة المستقبل.. كانت المسؤلية العامة عنده شانها شان العبادات..؟؟
نقف اليوم فى ذكراه و فكره .. حيث لا ضريح يزار.. فقد اخفوا جسده الطاهر ..ولكن حقيقة الامر انهم هم من توارى خلف جدار الخسة و النذالة والخوف و النسيان .. متسربلين باثواب النذالة و الجبن.. و ستظل دماؤه الطاهرة تطاردهم اينما حلوا.. ؟؟
ستظل ذكرى محمود ماثلة فينا جيلا بعد جيل.. و دهرا بعد دهر .. اما اولئك الجبناء الذين تامروا عليه و على تغييبه من المشهد السودانى .. ففى اللحظة التى التف فيها الحبل على عنقه الطاهرة .. اختفوا هم من المشهد .. فانكر الترابى ان يكون له دور فى تلك الجريمة ( جريمة الحكم بالردة ) التى كان عرابها.. بل و بدا شامتا و هو يدلى بتصريحات الصحفية .. ؟؟ الادهى من ذلك فقد انكر الترابى بعد عشرين عاما من جريمته ان يكون هنالك حدا للردة ..؟؟ و ذلك بعد ان تم اتهام الترابى نفسه بالردة عن الاسلام ؟؟ و ابو قرون تخلى عن قرونه و صاح قائلا : الجمهوريين ديل جماعة صوفية ..؟؟ ومحمود محمد طه رجل عارف بالله ..؟؟ و حاكمه نميرى لان نميرى كان يبحث عن كبش فداء فكان محمود وحده فى الساحة.. و نسى ابو القرون المذكرة التى كتبها الى امير المؤمنين انذاك والتى وجدت فى ديوان النائب العام و التى كتبها بيده محرضا نميرى على الشهيد قائلا فيها : ( ان الاستاذ محمود و تلاميذه الجمهوريين قد منحونا فرصة تاريخية لمحاكمتهم ..)..؟؟ و تدور الدوائرعليه ايضا فتتم محاكمة ابو قرون نفسه فى زمن الانقاذ بتهمة الردة الا ان عدم استقامة المنهج عنده .. ؟؟ و الخوف من حبل المشنقة ..؟؟ و حب الحياة .. جعلته يتراجع عن اقواله بعد ان تمت استتابته من قبل مجموعة من العلماء ..؟؟
ستظل دماء محمود تضى الطريق للاجيال .. طريق العزة و الشرف.. و ستظل لهيب النيران .. نيران الخسة و النذالة تلفح وجوه الذين لم يراعوا الا و لا ذمة فى دينهم .. و لا فى وطنهم .. و لا فى فطرتهم الانسانية .. ولا فى امتهم
فسلام عليك كلما اشرقت شمس فى سماء السودان.. و سلام عليك كلما سفك دم انسان فى ارض هذا الوطن .. و سلام عليك كلما خرج علينا ناطق عسكرى قائلا : قتلنا مائة من المتمردين و فقدت قواتنا عشرين قتيلا و انت ترد عليه بان السودان قد فقد مائة و عشرون من ابنائه..؟؟ سلام عليك و انت تعاتب تلميذك الذى قتل نملة قائلا له له : لماذا قتلتها ..؟؟ لماذا قتلت النملة ؟؟ و عند ما اجاب على سؤالك قتلتها لانها قامت بعضى .. فقلت له بانها عضتك و لم تقتلك و بامكانك ان تقتص منها و تقوم بعضها فقط و ليس قتلها ..؟؟ اى مدرسة هذه التى تخرجت منها ايها الرجل .. انها مدرسة النبى محمد ( ص ) ..؟؟
رحماك و انت تتالم لموت نملة و نحن نرى طوفان الدماء البشرية تسيل على ثرى الوطن باسم الدين و باسم شريعة الله ..؟؟ نسال الله ان يرفع غضبه و سخطه عنا فى هذا الوطن .. و ان يهدينا الى الطريق المستقيم .. طريق محمد ( ..
و ان يجلى عنا هذا الطوفان.. من المشاكل الاقتصادية .. و السياسية .. و الاجتماعية .. التى احاطت بنا من كل صوب..؟؟

حمد مدنى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انت والله رجل كتاب وملم ومثقف وعن محمود انا والله ماجمهورى لكن قرأت لمحمود كثير والله لم اجد رجل فى حياتى مثل هذا الرجل معرفة ثقافة ادب تدين مثالية وقتله كان لغرض سياسى فقط فهو عميد مدرسة التجديدوموته يعنى موت الفكر الصوفى الحقيقى الذى شرعة الاسلام وله اتباع يمثلون القدوة الحسنة وله منهج من العلم والمعرفة تصلح لادارة شئون كل الامةالاسلامية0
    فهو رجل خبير

  2. (أنا السودان إذ ما النفس هانت أقدم للفداء روجي بنفسي ) كانت اهزوجته المقضلة وكان يطلب من تلامزته سماعها دائماً وكأنه بستشرف غده . ألا رحم الله الأستاذ محمود محمد طه رحمة واسعه بقدر ما اعطى لوطنه (ونسأل الله ان يرفع غضبه و سخطه عنا فى هذا الوطن .. و ان يهدينا الى الطريق المستقيم .. طريق محمد ( ..
    و ان يجلى عنا هذا الطوفان.. من المشاكل الاقتصادية .. و السياسية .. و الاجتماعية .. التى احاطت بنا من كل صوب..؟؟)

  3. عجيب و الله أمر هؤلاء الجمهوريين، اليس لهم عقول أو أبصار؟ بدلا عن اتباع الحق فى كتاب ربهم و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم نراهم يبحثون عن ذلك فى ضلالات أستاذهم محمود و خطرفاته بعد أن لبس عليه أبليس و صور له ضلالاته بأنها هى الحق المبين. أفيقوا أيها الجمهوريون قبل فوات الأوان و حكموا عقلكم و لو للحظة و سوف ترون الحق واضحا كالشمس فى رابعة النهار بين أيديكم فى كتاب ربكم و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ليس فى خزعبلات أستاذكم و هطرقاته.

  4. انعكاس الفكر على سلوك أهله أهم مؤشر على قيمة الفكر ، عندما رأيت و لمست إنعكاس الفكر السلفي على أهله تخلفا و خسة و نذالة و وحشية يستلذون بقتل المخالفين بالغدر و الاستقواء بالجهلة و يفرحون لقطع أيادي الفقراء و المساكين و يغرقون في الأموال المنهوبة و يؤيدون أولئك الذين نهبوا شعوبهم (تناقلت وسائل الاعلام ارقاما عن ثروة أحد أمراء دولة بترولية بعد موته فكانت مليارات الدولارات) عندما أرى انعكاس الفكر على البشير الذي يقول بلا ورع (الغرباوية كان ركبا جعلي …) و يرويها الترابي بكل بجاحة ، و عندما أراه متجسدا في شيخ عبد الحي راكب البرادو و ساكن القصر في بلد تلاميذ إحدى مدارسه عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ، بلد مواطنيه يموتون بالجوع و الأمراض ، و أرى أخوانهم من الكذابين يسكنون القصور من (العساكر و الملس) ،عندها و بلا أدنى شك لن اختار منهجهم و لا يمكن أن يكون طريقهم طريق النور ، من يهدد بالعذاب بالنار لترك منهجهم نقول له : لا يمكن أن يمنحنا الخالق العقل لنبيعه في سوق النخاسة و لا تنسوا حتى الملحدين الحدوا نتيجة لرؤيتهم هذا التناقض الرهيب و حق لهم أن يرددوا مع برتراند رسل عندما سئل عن ما الذي يقوله يوم القيامة للرب إذا كانت هناك قيامة أجاب ساخرا : لعدم كفاية الأدلة ، لعدم كفاية الأدلة … سأتوقف أمام سلوك الشهيد الراقي و سيجعلني هذا أفكر … صحيح أنا لا اتفق مع آرائه لكني أقدرها و احترمها و احترم و أقدر انعكاسها على المؤمنين بها ، بينما أحتقر آراء أولئك على الضفة الأخرى لأنها انتجت خسة و نذالة … سلام عليك يا مولاي يا شجاع يا صنديد يا زاهد يا راقي ، سلام عليك و ريحك العطر تملأ جوانحنا في ذكرى رحيلك الفاجع .. ليخسأ القتلة الغادرين الكذابين المنفوخين بالجهل و العفن و الأموال الملوثة بدماء الفقراء .

  5. (الفرق بين الامي والجاهل ، الامي لا يقرأ ولا يكتب وهذا ليس عيبا ، والجاهل يكتب ويقرأ ولا يفهم )
    (الفرق بين الاخوان المسلمون وبين الاخوان الجمهوريون ان الاخوان المسلمون يستغلون الدين في السياسة لمصالهم الخاصة ، والجمهوريون يستغلون السياسة لكي ينشروا دعوتهم الدينية ).

    وبكل صراحة لقد كرهنا الانقاذ والاخوان المفسدون جدا لأنهم استغلوا دين الله في مصالحهم الخاصة واكتنزوا الاموال والعقارات ودمروا البلاد والعباد فهم يحق ان يقال لهم اخوان الشياطين .
    وصراحة اخرى لا اقول اتعجب ولكني اكاد ان اتقيأ من جهل بعض الكتاب او اشباه المثقفين الذين يبالغون في مدح الهالك محمود محمد طه ويصفونه بأوصاف لا تليق به ولا يستحقها هو وكل من اعتنق عقيدته الفاسدة .
    ومما يزيدني اقشعرارا ان هؤلاء الاشخاص مدعي الثقافة والكتابة والاعلام انهم يكرهون الكيزان مثلي ومثل كثير من الناس لتشويههم الاسلام بذلك الاستغلال الدنيء ، ولكنهم حين يكتبون عن محمود محمد طه تجدهم يزرفون الدمع من خلال مداد اقلامهم ولكن ياترى لماذا لم يكرهون محمود الذي شوه الدين واساء للذات الالهية واساء لرسولنا الكريم ولصحابته الاجلاء ، ولكن لم تجد أي كاتب يهمه الاساءة لله تعالى ولرسوله ويحسبون تلك الاساءات نوع من التجديد في الفكر !!! يا لجهلهم ويا لغيرتهم من الدين فأين هي تلك الغيرة واين هو ذلك الحب المفترض ان يكون لله اولا ولرسوله ثانيا ؟ قال تعالى :( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا ( 6 ) ) ، ولكن اترى هل يحب اولئك الكتاب واشباه المثقفين الرسول كما يحبه بقية المسلمون؟ واذا كانت الاجابة نعم فكيف يرضون بكل تلك الاساءات والتحريفات التي جاء به محمود محمد طه ؟ وطبعا لا ننسى ان محمود هو تلميذ (ائمة الكفر والزندقة والضلال كالحلاج وابن عربي ) ومعروف ان الاثنين قد تم الحكم بردتهما وكفرهما وزندقتهما من اجماع علماء ذلك الزمن ، ولا زال الاجماع الشرعي ساري حتى يومنا هذا لمعتقدهما الذي يتمثل ويتمحور في عقيدتي (الحلول والاتحاد للحلاج ووحدة الوجود لابن عربي )، وحيث ان الهالك محمود يعتقد بنفس العقيدة وسبق ان استتاب في 1968م أي قبل وصول النميري للحكم حتى لا يدلس الجمهوريون بأنه قتل لاسباب سياسية ، ومن المعلوم ان محمود قد حكم بردته من علماء (السودان ومصر والسعودية والذين يعتبرون علماء الامة ) ومع ذلك تجد بعض اشباه المثقفين ينددون بإعدامه ويلبسونه ثوب الطهارة والكرامة وهو ومن خلال كتبه يمثل الشيطان نفسه لتحريفه في الدين حتى يغير عقيدة الكثير من الجهلاء ، واما ادعاء تصوفه فإن الصوفية المعتدلة انفسهم قد تبرأوا من الحلاج وابن عربي بسبب ذات المعتقدات ، وتوجد طريقة واحدة مدعية للتصوف هي التي مازالت تقول وتتمسك بنفس تلك العقيدة الفاسدة ، حتى انها ليست منضوية تحت منبر مجلس الصوفية .
    والسؤال هنا لهؤلاء اتحبون الله ورسوله ام تحبون محمودا ؟ فإذا كنتم تحبون الله ورسوله فصراطهم وطريقهم معلوم وقال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ) هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” ولهذا قال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) أي : يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض الحكماء العلماء : ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
    ثم قال : ( ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي : باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته .
    ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام : ( قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا ) أي : خالفوا عن أمره ( فإن الله لا يحب الكافرين ) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ، والله لا يحب من اتصف بذلك ، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه ، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء – بل المرسلون ، بل أولو العزم منهم – في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته ، واتباع شريعته ) فهل ما جاء به محمود يشمل اتباع سيدنا محمد ام دين جديد ؟
    ولكن الاخوة الجمهوريون يدعون حب رسول الله ولا تجدهم يدافعون عنه ، ولكنهم يدافعون عن محمود ، قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) البقرة 165 .
    وهنا اريد من الكاتب او حتى القراء ان يتركوا كلامي ولا يعلقون عليه سواء (لأن عادة الجمهوريين يحبون المراوغة والهروب ويشتتون الحديث وهذه طريقتهم ) واريد منهم فقط ان يتجرأ احدهم ويرد عما ورد في كتب محمود التي نذكر اجزاء منها :
    * 1/ ويقول في كتابه (الرسالة الثانية) ص 164ـ165: فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يجاهد ليرقى بإتقان هذا التقليد حتى يرقى بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة، ولا يرى إلا أن الشاهد هو المشهود، وعندئذ يقف على الأعتاب ويخاطب كفاحاً بغير حجاب ) ماذا تقولون في هذا ايها الاخوة؟
    *2/ وفي نفس الكتاب ص 90 يقول (ويومئذ لا يكون العبد مسيَّراً، إنما هو مخيَّر قد أطاع الله حتى أطاعه الله معارضة لفعله، فيكون حياً حياة الله، وقادراً قدرة الله، ومريداً إرادة الله ويكون الله). نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هل من رد ؟
    *3/ ويقول في كتابه (أدب السالك في طريق محمد) ص8: فالله تعالى إنما يعرف بخلقه، وخلقه ليسوا غيره، وإنما هم هو في تنزل، هم فعله ليس غيره وقمة الخلق وأكملهم في الولاية هو الله وهو الإنسان الكامل وهو صاحب مقام الاسم الأعظم (الله) فالله اسم علم على الإنسان الكامل.أ.هـ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. (اين عقولكم ايها الاخوة الجمهوريون)؟
    *4/ فالصلاة عند محمود بالمعنى القريب: هي الصلاة الشرعية ذات الحركات المعروفة، والصلاة بالمعنى البعيد: هي الصلة مع الله بلا واسطة، أو هي صلاة الأصالة كتاب (الصلاة) ص70، تعالى الله عما يقوله الحلاجيون . انسيتم ان نبينا الكريم كان يقوم الليل للصلاة وهو مبشر بالجنة ومع ذلك تجده يصلي في الليل والنهار ومع ذلك يسميها شيخكم محمود بصلاة التقليد (المرفوعة عنه) ، افيقوا ياقوم ؟!!!!!!
    *5/ الرسالة الثانية والتي نبيها (محمود ) الذي يقول في كتابه (الرسالة الثانية) ص145: وبنفس هذا القدر الزكاة ذات المقادير ليست اشتراكية، وإنما هي رأسمالية.. وآيتها (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ليست أصلاً وإنما هي فرع، والغرض وراءها إعداد الناس نفسياً ومادياً ليكونوا اشتراكيين، وحين يجيء أوان الاشتراكية) إلى أن يقول في ص147:فالشيوعية تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية، ولقد عاش المعصوم الشيوعية في قمتها). (هل هذا شخص يجب اتباعه ؟
    واخيرا اكتفي بهذا القدر اليسير مما سطره محمود واعيد واكرر سواء للكاتب او الاخوة القراء ان لا يعلقوا على كلامي واتحداهم ان يردوا ويعقلوا على ما كتبه ويعتقده محمود محمد طه ، والله يهدينا جميعا وهو من وراء القصد …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..