امهاتنا فرساننا

امهاتنا فرساننا
فبل ايام غادرتنا الوالدة حليمة الحاج . وكأغلب نساء السودان قديما كانت امرأة تساوي قبيلة . ولقد قال لي الاخ عصمت زلفو طيب الله ثراه ,, الكلام الجميل الانتا بتكتبو ده عن امدرمان انت عارف سببه شنو ؟,, ان سبب عظمة امدرمان وترابطها هو النساء . لانه بعد كرري وموت واصابة عشرات الآلاف من الرجال ، تصدي النساء للمسئولية .
عصمت هو كاتب كتاب كرري وكتاب شيكان ، وشقيق الطيار عبد اللطيف الذي مات في تصادم الطائرتين في توريت 1957 . والحقيقة كما عرفنا فيما بعد ان النساء عملن في نقل الحجارة والطوب عندما بدأت الحكومة في بناء المنشئات الحكومية ، وكفلن الايتام وساعدن المعاقين . واوردت في كتاب حكاوي امدرمان ان كثير من حيشان امدرمان كنت تعرف بأسماء سيدات . وفي كل بيت سلطانة تحل وتربط وتسير تلك الحيشان التي تضم عشرات البشر .
اول زكري للوالدة حليمة كانت وانا صغير وكانت قد اتت من الجنينة . وكان هنالك كثير من البهجة في منزلنا وكان معها شقيقاتها نفيسة وعائشة . وكان ذلك في فصل الشتاء، لان النسوة كن يجتمعن في غرفة جدتي الرسالة بت احمد ود حاج ادريس . كما كات مكتوبا في طشت النحاس وصواني النحاس . وكن يجتمعن حول المنقد وفناجين القهوة وكبابي الشاي . وهنالك كثير من الدفئ وليس بسب الكانون فقط . واذكر الوالدة حليمة تضعني داخل ثوبها لتدفيني . وكان والدي الاداري الصارم يفرح لقدوم بنات خاله الحاج ود احمد ود حاج ادريس . وجدتي تفرح لحضور بنات شقيقها الصغير . والوالدة حليمة تحضر دائما بهدايا للجميع .. وبعد فترة قصيرة من زيارة الوالدة حليمة ، اتي شقيقها العم احمد الحاج واخذني وشقيقي الشنقيطي الي مستشفي امدرمان . وسلمنا للطهار الاسطوري العم اسماعيل . والعم احمد الحاج كان وقتها مساعد حكيم في الهشابة ثم استقر كمساعد حكيم في معهد بخت الرضا .
وفي الستينات كانت تأتي مكالمات تلفونية من مطار الخرطوم بسبب طرود من الجنينة . وكانت الطرود تحوي كمية ضخمة من الدجاج المحمر بطريقة اهل دارفور، والمنقة اللذيذة التي اشتهرت بها الجنينة .وكانت الوالدة حليمة ترسلها في الصباح وتصلنا مع الظهر . وكان واضحا ان الوالدة تشدد عليهم بالاتصال بنا مباشرة بعد هبوط الطائرة. وداك زمنا وناسا عديلين مثل الوالدة حليمة . والسودان كان بخير . والآن لا يجد اهل دارفور الاكل .
ولاول مرة نتعرف علي النيسكافي كان ما اتت به الوالدة حليمه من الجنينة . وكانت تثير اعجاب وعدم تصديق الناس في امدرمان . ومن دارفور كانت تأتي العطور الفرنسية الفاخره ونظارات الشمس و الساعات . وكل تلك الخيرات تاتي عن طريق ابشي . وكان السودان يصدر المنسوجات خاصة تياب الزراق والدمورية والسكر .
العم عابدين محمد عثمان زوج الوالدة حليمة كان مثالا لكرم واريحية اهلنا المحس . مات مبكرا في سنة 1967 . وكان من اكبر تجار الجنينة . كان له مصنع صغير لصنع الليمونادة ودكانا في السوق وكان مسئولا عن الترحيلات في السوق وله مخبز وهو صاحب طلمبة البنزين الوحيدة ، وله جنينة عامرة بالفاكهة بالقرب من النقعة ، وهي المنطقة الخالية التي تقام فيها الاحتفالات وتتسابق فيها الخيل . كما كان له دارا عامرة في فريق السوق .
ترك العم عابدين رحمة الله علية ابنائة عبد العظيم ومني وخالد وهناء وابراهيم كما ترك من زوجته الاخري شبيكة وحسن ومحمد ووداد التي انتقلت الي شاد . وكان اكبرهم عبد العظيم طيب الله ثراه والجميع في سن الطفولة .
وكما قال عصمت زلفو رحمة اللة عليه فان النساء هن من حملن المسئولية . وكانت الوالدة حليمة بما حباها الله من حكمة وصلابة ورزانة وطيب معشر قادرة علي تسيير تلك المؤسسة . وكانت تحاسب مامون الذي كان يدير الترحيلات وعمل الكمسونجية وهو من ابناء المنطقة . وتقف علي كل الاعمال بنفسها وتهتم بابناء زوجها اهتمامها بابنائها . ويزكرها شبيكة واشقائه ويشيدون بها ويقول شبيكة .. كانت مرة ماساهلة . رحمة الله عليها .
من المستحيل ان لا يلاحظ الانسان وجود الوالدة حليمة بالرغم من رزانتها وصوتها المنخفض ، لان لها كاريزما قوية , وهي تلاحظ كل شئ ولها زاكرة خرافية . في 1979 حضرت والدتي وشقيقاتي الي السوبد وكان يصحبهن الاخ الرائع عوض توتو وهو من ابناء الجنينة . وعمل معنا لطباخ وللطفة صار فردا من الاسرة , وقال لي في السويد ان الوالدة حليمة عندما شاهدته في منزلنا عرفته مباشرة بالرغم من انه قد ترك الجنيبة وهو صبي . ولامته لعدم اتصالة بوالدته . ولم تتركه الي ان اوصلته بوالدته . وكان يقول لها ,و امكن امي بعد السنين دي تكون ما عايزاني . وهي تقول له يا ولدي مافي ام ما بتدور ولدا مهما يحصل . انا ام ، وبعرف . وعوض رحمة الله علية كان يقول انه كره الحياة القاسية والنوم في العراء مع الاغنام . وفي فصل الخريف . ويقول المطر لمن يكب في الجنينة ذي الكبو ليك الموية بالقرعة .
في آخر ايامها كان اخي اسعد يعاودها . وعندما اخذ لها ممرضا لتغيير جروحها تعرفت عليه بعد ان سألته عن اهلة , وسوآلها، هل انت ابن فلانة ام فلانة ؟ لان امه وخالته من قابلات امدرمان .
وانا في التاسعة من عمري اشتكيت في المنزل لان شقيقي الشنقيطي كان لايعطيني فلوس الفطور . وكانوا يعطونا شلنا نتقاسمه . ولكن لان مدرسة بيت الامانة قد قسمت الي الي مبنيين فلقد كان الفراش سليمان يمنعة من الخروج . وكنت اتوقع ان يتعاطف معي كل اهل الدار . ولكن تكلمت الوالدة حليم ولا صوت يعلو علي صوتها . وقالت لي ,, ايوه علشان تجوع وتتحمل الجوع وتبقي راجل . انت انصاري ود انصار جدودك وحبوباتك جاعوا ومشو بي رجليهم لحد مصر والمات مات والرجع رجع . لابكوا لااشتكوا . انحنا انصار ما بيهمنا جوع موت ولا ضياع فلوس ولا موت حبيب ولا قريب . تاني مااسمعك تشتكي . جدك ادريس الاتكسر وراقد جوة دي حارب هو واخوانه وابوه حاموا السودان ده كلة مااشتكوا من جوع ولا برد ، سامع .؟؟
وشقيق جدتي ادريس كان قد سقط في احدي الحفر التي حفروها كمراحيض غير عميقة والحقوها ببيوت الاشلاق عوضا عن المراحيض المشتركة ، وكسرت مخروقته ولزم السريرلعشره سنوات . ومات قبل ثلاثة ايام من وفاة والدي .وكنا نسمع قصص حروب المهدية والفروسية .
وكان والدهم المحارب احمد ود ادريس من اوائل من انضم الي المهدي من النيل الابيض . وكانت جدتي تقول انه كان يعود ملابسة ممزقة ومتسخة وتقوم والدتهم باصلاح جبته وترقيعها وغسلها , وتملأ جرابة بالذاد . وتقسو معة في الكلام وتقول له انه قد لايرجع . وهو يضحك ، ويأخذ سلاحة وابنه الكبير ادريس . ولم يرجع . وادريس كان يحكي كيف كان ينفخ النار تحت الكنتوش لعمل البليلة واتت طلقة وحطمت الكنتوش فهرب وهو صبي, فاوسعة والدة جلدا لان الانصاري لا يخاف . مثل هذه القصص كنا نسمعها من الوالدة حليمة .
في بداية 1962 كان الجد الحاج وداحمد يجلس علي صينية الغداء وقبل ان نكمل الاكل رن جرس التلفون . ورجع بدر الدين احمد الحاج وقال ان الوالدة حليمة تتكلم من الجنينة . وتسأل عن والدها اذا كان معنا . ولم يكترث الجد الحاج . وواصا اكله قائلا , انا ولد صغير يسالوا مني ؟ البلد دي انحنا زمان حمناها لمن كان بنمشي بي كرعينا . وفي الرباطين والسلب والنهب ,,
واذكر انه كان معنا الاخ عبد المنعم عبد الله حسن عقباوي . ابن اخت العم عثمان السكي الشهير، سيد السمك . وكانت بينه وبين بدر الدين احمد الحاج مناكفات . ولاحظ ان الجد الحاج يهز زراعه ليعيد السكين الغرباوية الطويلة الي موضعها . ويحول القرجة الضخمة من يد الي الاخري . وبدر الدين وشقيقه عصام كان من سكان المنزل وقتها . وكان عقباوي يقول مداعبا بدر الدين ,, جدك ده ما كلمتوه وقلتو ليه المهدية انتهت ؟؟ ,, والجدالحاج قال انه كان في سوق الجنينه وسمع سائق لوري يقول انه في طريقة الي امدرمان . فقال قلت امشي اعزي اختي الرسالة في ولدها واخوها . ولم يخبر اي انسان . وكان وقتها يخطو نحو التسعين , والناس عادة يحتفظون بمنديل كبير جدا يصرون فيه مالهم وقد يربطونه في وسطهم تحت ملابسهم .
عندما كنت في تشاد في 1987 كنت في ضيافة الرجل الرائع الوزيرحسين كوتي ولقد تعرفت به عن طريق شقيقه عباس كوتي الذي كان دبلوماسيا في الخرطوم رحمة الله علية . وكانت زوجة الاخ حسين مبروكة من بنات الجنينة. وكانت تقول لي انها سميت علي قريبتها مبروكة زوجة جدي الحاج ود احمد الذي كان مزواجا . وكان تاجرا متخصصا في تجارة الصيني .وعندما تشتكي النسوة من ان الصحن مشروم او اي عيب كان يرد عليهن بطريقته الرباطابية , ويقول يعني قرمتو بي سنوني ؟ ما من الترحيل والسفر .وكانت السيدة مبروكة تتذكر الوالدة حليمة وتشيد بها .
في 1963 وفي الشتاء اتي تلغراف بحضور الوالدة من الجنينة وحدد الحضور قي السادسة مساء . وذهت الي المحطة لاستقبالها وانا فرح بحضورها . وتاخر القطار .وكالعادة تحضر الوالدة في الشتاء . ومكثت كل الليل في المحطة . وكان البرد شديدا . ولكن كرهت ان ارجع بدونها ولم استطع ان اتخيلها لوحدها في المحطة . وكانت تخصني بان ترسل حوالة البريد المالية باسمي عندما تطلب اشيائا من امدرمان . وتحسني باننيرجل مسئول وكنت وقتا في المرحلة الثانوية . وعندما حضرت احضرت لي مركوبا جميلا الا انه كان مقاس عشرة وانا استخدم مقاس اتناشر , فقالت مداعبة . بس كرعينك ديل ما تديهن لي بناتك . وعندما كانت ابنتي سابينا تتعب في ايجاد مقاس 41 كانت تقول لوالدتها لماذا لم تنظري لاقدام والدي قبل الارتباط به . وكنت في كل مرة اتذكر الوالدة رحمةالله عليها .
وعندما حضر ابنها عبد العظيم للسكن معنا كان هنالك مجموعة من طلاب العلم من الشباب واشقائي الصغار . وكان اخي الطيب سعد الفكي يقول لي اولاد البيت ديل ما شاء الله تختهم في الجرح يبرا . لكن عبد العظيم ده قبل ما تخته في الجرح يطيب . كان رحمة الله مثالا لروعة وعظمة والديه الرحمة علي الجميع .
لقد عمل عبد العظيم في السعودية مع احد السعوديين لسنين طويلة . واظن ان اسمه الشريع وكانت له مجموعة ضخمة من الشاحنات . وكان عبد العظيم يدير الشركة الضخمة ويوظف مئات السائقين من مالي . وكان صاحب الشركة معجبا به لدرجة انه قال له لو لا انهم لا يزوجون بناتهم خارج قبيلتهم لكان سعيدا بتزويجه ابنته . وكان شقيقي العميد يقول لي ان عبد العظيم كان عندما يحضر في الاجازات كان مثل امه كالغيث . وشقيقي العميد يقول ,, عبد العظيم كان بيبالغ لحد ما يحرجك ,,. وكنت اقول له هكذا كان والده ووالدته
في نهاية الستينات حضر الجد الحاج وكان وقتها في التسعينات وكعادتة يذهب لزيارة قدماء التجار في امدرمان ، والاهل . وشقيقتي آمال كانت قد انتقلت الي ود البنا ، واراد زيارتها . فاصطحب شقيقي بابكر بدري . وعندما توقف في شارع الاربعين . سألة جدي الحاج ,, واقف مالك ,,؟ وعندما عرف انه ينتظر تاكسي دفعه بالقرجة وقال له تاكسي شنو امشي قدامي . والوالدة حليمة كانت من ذلك الفارس .
ففي آ خر ايامه كان يسكن عند ابنه احمد الحاج . وفي الصباح كان قد ترك الدار . وبعد البحث عنه وجدوه يجلس علي حقيبته في انتظار احد اللواري للعودة الي ابنته الحبيبة وبلده الجنينة التي يحبها وبعد صعوبة تمكنوا من ارجاعه الي المنزل بعد وعد قاطع بأن يصحبه شخص الي الجنينة . وحضر الاخ يوسف وصحبه الي الجنينة . وهنالك اسلم الروح بين يدي ابنته وفي البلد الذي احب . رحم الله الوالدة حليمة.
اجمل الصور التي ستلازمني الي القبر وهي صورة الوالدة وهي تقف في حوش منزلها في الثورة وهي تستقبل الضيوف بمناسبة زفاف ابنها عبد العظيم . واذكر انها تقول انه لم يكن ليصدق ان اي انسان كان يمكن ان يسكن شمال المقابر قديما . وهم قد نشئوا في ود نوباوي ووالدي كذلك ولد في ود نوباوي . وكانت الثورة بادية يسكنها الرحل .
ع . س . شوقي
[email][email protected][/email]




الرحمه والمغفره لمن توف منهم وطول العمر للذين على قيد الحياه
شكرا ايها الرائع شوقى ..لقد اوفيت تلك المرأة الشامخة حقها …وانتم اهل الجود والكرم …
دا ياهو مجتمع السودان البنعرفوا قبل ان يتحول الى مسخ مشوه والله يجازي الكان السبب
عمك شوقي..كيف انشاء الله مبسوط الايام دي مع اعتقال الصادق..ارتحت خلاص؟؟ ولا عاوز يعدموه ليك؟؟؟
انت فيك ريحة السودان البنحبه وعرفناه قبل ما يستولى عليه ناس الحركة الاسلاموية!!
الله يديك الصحة والعافية طول ما انت عايش على وجه هذه البسيطة الفانية.
يا سلام يا استاذ كانك بتحكي في اساطير هل البشر لازالوا بخير في زماننا هذا؟
يقول الطيب صالح فى مريود:(الدنيا يامحيميد,الحياة يامحيميد مافيها غير حاجتين اتنين : الصداقة والمحبة) .انك ياعم شوقى ماتفتا توقعنا فى مصيدة الحنين…يديك العافية.
لك الشكر الجزيل على كتاباتك التى تنقلنا دوما إلى زمن جميل ..
أذكر وانافى سنة أولى إبتدائى كنت أقيم فى بيت جدى فى ودمدنى وكانت عندى ستون قرشا تركتها مع جدتى كأمانة وكنت كل يوم آخذ منها وأقول يا جدتى أدينى قرش من ستين قرشى وأدينى خمسة قروش من ستين قرشى وإستمر هذا الحال لمدة ثلاثة أشهر يعنى تيرم كامل ..وحينما أتى والدى لكى أسافر معه لبيتنا قلت لها ياجدتى أدينى ستين قرشى وكانت إمرأة هادئة قالت لى وهى تفتح فى محفضتها يابنتى ستين قرشك ديل ولدن ولا شنو؟؟ وأدتنى ستين قرشى كاملة وكان عمرى وقتها ست سنوات .. الله يرحمها ويرحم الحاجة حليمة ووالدتك وكل أمهاتناويرحم جميع حبوباتناونسائنا الشامخات..
لقد هيجت أشجاني بذكرى العم والوالد أحمد الحاج أحمد إدريس وأبناؤه معتصم ومحمد وعصام.
وعصام زميلي في مدرسة النيل الأبيض الوسطى، فقد كانوا جيراننا في بخت الرضا.
وقد كنت معجبا بالبايب الذي يدخنه عم أحمد كما كنت أهابه لصرامته وحبه للانضباط وإذا رأى منا أي خرمجة فيتولى مسالة التأديب بنفسه ولا ينقل المسألة أبدا لوالدي، كما كنت أتقبل ذلك كما أتقبله من والدي تماما شأني في ذلك جميع أبناء جيلي.
ابن خالي الحبيب شوقي لك التحية سنوات عديدة وانت بعيد عن السودان وعن ام د رمان عشقك السرمدي وعن اهلك واماتك واخواتك وحبوباتك الوالدة لم تطلب مني يوما الاتصال بك رغم سؤالها عنك كثيرا لكن قبل وفاتها باربع اشهر وحينما اشتد عليها المرض طلبت مني ان اجلس بجوارها وفالت لي دايرة اكلم شوقي فقلت لها شوقي موجود وفي خاطري شوقي بن اخي عبد العظيم ابتسمت وهي تقول لا دايرة شوقي ولد ابراهيم واتصلت عليك وبعد انتهاء المحادثة قالت لي شوقي دا زول عديل وحنين وكانت في غاية السعادة بعد تلك المحادثة , كما ذكرت كانت امراة قوية العزيمة مثل ابواتها والتربية والنشأة الانصارية كان لها دور كبير في ذلك , بعد وفاة الوالد نشب نزاع بينها وقيادة الجيش بالجنينة على ملكية الارض المقام عليها طاحونة للوالد ولان المحكمة المختصة في ذلك كانت بمنطقة تبعد عن الجنينة بحوالي 20 كلم تسمى اردمتا ولان سيارتها الفورد تغيب سائقها ادم ود بندة في ذلك اليوم ولعدم وجود مواصلات في ستينات القرن الماضي لتلك المنطقة ولاعتزازها بنفسها رفضت ان تطلب من تجار الجنينة توصيلها , قطعت كل هذه المسافة ذهابا وايابا على ارجلها وان انسى لا انسي بعد ان عادت وهي تخلع حذاء البلاستيك ويسمى في ذلك الوقت بالزيزي وقد التصق جلد القدم بالبلاستيك لك الرحمة والمغفرة الحاجة حليمة ولجميع نساء السودان وامهات الابطال بموفور الصحة والعافية .
تسلم يا امدرمانى يا اصيل احترم فيك انك غير عنصرى وتعطى كل ذى حق حقه لك التحية ونتمنى لك دوام الصحة والعافية
هل كان بالفعل توجد أزمنها قبل حضوري بهذه الاناقه ام أن بلاغه الكاتب جعلتها أنيقها سلمت يداك أ.شوقي بدري…. رحما الله جميع موتانا وجعل قبورهم روض من رياض الجنه وطيب الله ثراهم .
عمنا شوقى سلام..رحم الله الجراح البارع اسماعيل..كأنو بشاهد فى شريط امامى وأنا لابس العراقى والحريرة فى الايد والهلال مربوط فى الراس ونزول البحر وغسل الوجه..وكلنا اولاد امدرمان طهرنا اسماعيل
العم شوقي لك التحية و الاحترام انا من ابناء الجنينة و انشاءالله ماشي الجنينة في الاجازة ياريد لو كلمتنا عن حليمة كانت تسكن في اي حي في الجنينة و هل احفادها لسع في الجنينة؟
والله يا خالد الجنينة حلوة و ناسا بسيطين طبعا انا بقصد الجنينة القديمة لكن حسع اتغيرت و كل او معظم الاسر العريقة غادرونا و رحلو من هذه الفانية يرحمهم الله او الى مدن اخرى واصبحنا نتزكرهم بمنازلهم اللتي الت لاشخاص اخرين او بقت مخازن و دكاكين لكن كجا هو كجا وجبل الامير ظل شامخ يقاوم كل الظروف و ترى من فوقه كلني،الجامع الكبير و النقعة زي ما قال عمنا شوقي و الاستاد و يمكن تكون نفس الجنية لسع ساكنة في البيت الفي الجبل٠ لك الشكر اخي خالد انا ساكن في حي النهضة من ابنا المرحوم عبدالله عيسى جوار سوق امدفسو
ياأستاذ شوقي لك التحية
كتاباتك ترحل بنا للزمن الجميل حيث كنا نلعب في الشارع وكل كبير يمر عليك في أي شارع يعتبر عمك و خالك أو عمتك وخالتك وحبوبتك. ويتوقف اللعب تلقائياً بصافرة من القلب وحُسن التربية, كانت التربية مسؤلية جماعية كل من هو أكبر منك عمراً له الحق في توجيهك وضربك وفي المواصلات يجب أن تخلي مكانك فوراً لمن هو أكبر منك. وفي الطعام هناك صينية الكبار و صينية الصغار.
دائماً هناك مسافة مفروشة بالمسؤلية ومرشوشة بالإحترام بين الصغار والكبار
أما المدرس فكان شخصية أسطورية مهابة أكبر من سطوة الخال والأثنان لهما الحق في الضرب (والتجضيم) والتوبيخ والمراسيل طويلة المدى ومهما كبرنا فلن نصل لمقامهم السامي فكلاهما من رتبة(عالي المقام)
الشعور بالحيرة ينتاب الذين لهم أخوال في نفس أعمارهم وهؤلاء عليهم السمع والطاعة غصباً عنهم للخال (قصير المقام)لأنه في حالة دخولك في مشادة معه فأول توبيخ تسمعه :ـ دا خالك ياولد يا قليل الأدب .
[email protected]
اعرف والدك تماما وهو من خيرة الرجال والوالدة ام الفقراء واشقائك بن عمر ودفعتنا مصدق وعلى ما اعتقد انك اصغر منا كثيرا لك التحية ونشكر الاخ شوقي على هذا المقال الذي جمعنا بكم ارجو التواصل عبر الايميل ,
[email protected]
وكانت الثورة بادية يسكنها الرحل …يا تري اين رحل اولئك البدو يا شوقي؟؟