خبير اقتصادي: الدعم المقدم من دول الخليج على علاته “كروة مزيِّن: وبعيد جداً من حجم النقد الذي يحتاجه السودان.. ويعتبر فخاً وليس مخرجاً

تعليقاً على إعلان المجلس العسكري حصوله على دعم مالي من دول خليجية، كتب الدكتور التجاني الطيب إبراهيم، وزير الدولة الأسبق بوزارة المالية في فترة الديمقراطية:
جاء في الأخبار، أن دولتي السعودية والإمارات العربية المتحدة قرررتا دعم السودان بمبلغ 3 مليار دولار، منها نصف مليار دولار لدعم احتياطي بنك السودان المركزي من النقد الأجنبي، والباقي لتلبية احتياجات السودان من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية. ولو كنت صاحب قرار لرفضت وشكرت الإخوة في الدولتين على هذا الكرم الحاتمي للأسباب التالية:
1. من المقدر أن يكون صافي احتياطي النقد الأجنبي لبنك السودان المركزي قد بلغ ناقص 400 مليون دولار بنهاية العام 2018م، ما يعني أن الدعم المقدم لا يخرج السودان من دائرة الخطر.
2. باقي المبلغ (2.5 مليار دولار ) يفي حاجيات السودان في المجالات المذكورة لأقل من ستة أشهر (!)،ما يعني العودة إلي المربع الأول قبل أن تجف دماء الشهداء.
3. في الفترة 2015م الي 2017م قدمت دول الخليج العربي دعماً مالياً قدره 2.7 مليار دولار للإنقاذ 2. رغم ذلك، هبط إجمالي احتياطي النقد الأجنبي لبنك السودان من 1.5 مليار دولار في عام 2014م إلى واحد مليار دولار في عام 2017م، ما يؤشر الي فشل الدعم في وقف إنهيار إجمالي احتياطي النقد الأجنبي للبلاد.
4. ما يحتاجه السودان في وضعه الاقتصادي الحالي هو دعم الإنتاج لا الاستهلاك، خاصة في بيئة البلاد الحالية غير الجاذبة للاستثمار الأجنبي الخاص. بالتالي، فدعم الاستهلاك يعقد ولايحل المشكلة الاقتصادية.
5. حجم الدعم المقدم على علاته، يعتبر كروة مزين، و بعيد كل البعد عن حجم النقد الأجنبي الذي يحتاجه السودان لسد العجز في الطلب المحلي للنقد الأجنبي والذي نقدره بحوالي 5 إلى 6 مليار دولار في العام كحد أدنى لخلق استقرار نسبي في سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية قابلة التحويل عالمياً.
6. في الختام، من الواضح أن الدعم المقدم قد يكون فخا وليس مخرجاً وعلينا التعلم من سياسات الإنقاذ 2 (1999م -2019م).