على محمود والجوع الكافر

سيد الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

نشر بصحيفة اليوم التالى بتاريخ 6 نوفمبر 2013 خبر تحت عنوان (نذر فجوة كبيرة في القمح: بعض الشركات تنوي إيقاف الاستيراد) وورد فى آخر الخبر التالى (كان عبدالحليم إسماعيل المتعافى وزير الزراعة والغابات قال سابقا إن السودان يستورد سنويا حبوبا قيمتها مليار و(700) مليون دولار تذهب منها (600) مليون دولار لسد فجوة القمح ويذكر أنه تم تقليص المساحات التي يزرع فيها المحصول) .
من المعلوم أن اكبر المستوردين للقمح فى السودان هى المطاحن الكبيرة المعروفة ماركاتها واسمائها فى السوق حيث تتراوح طاقة المطحن الواحد من 1000 طن الى 1500 طن فى اليوم (وعلى ما أعتقد أنها ثلاثة أو أربعة مطاحن) . وأنه فى ظل التنافس فى الجودة فكلها تستورد أغلى أنواع القمح من السوق العالمى سواء من القمح الأمريكى/الكندى/ الأسترالى لأنتاج ما يسمى (العيش الفاخر). (ولتقدير المبلغ المطلوب لمطحن واحد (1500 طن فى 400 دولار سعر القمح الذى يتمرجح فى هذا الرقم صعودا ونزولا فى السوق العالمى أى أن مطحن واحد يحتاج يوميا لمبلغ 600 ألف دولار فى اليوم أى 18 مليون دولار فى الشهر ? يجب ملاحظة أن سعر القمح 400 دولار للطن من القمح العادى وليس عالى الجود المستورد للسودان لعمل الرغيف الفاخر).
ومعلوم أن سلعة القمح من السلع التى تباع كمياتها الكبيرة وباستمرار بنظام البيع الآجل بضمانات يوفرها المشترين ولفترات تتراوح بين 60 يوم الى 180 يوم من تاريخ الشحن بضمانات يوفرها المشترى (المطاحن) للبائع بالأجل. وأنه قبل تنفيذ سياسات على محمود الأخيرة كان بنك السودان يلتزم للمطاحن بتوفير العملات الصعبة وقت أستحقاق الدفع بسعر بنك السودان المخصص للقمح , والذى بموجبه تقوم هذه المطاحن بحساب تكلفة أنتاج الدقيق وسعر البيع وتترتب عليه تكلفة وسعر بيع الخبز .
بسياسات على محمود الأخيرة دخلت تغطية ألتزامات المطاحن تحت المسوؤلية الكاملة للمطاحن فى تغطية ألتزاماتها من البيع الآجل وبنك السودان رفع يده منها لتواجه مصيرها. مما يعنى أنه على المطاحن أن تدخل كمشترى للعملات من السوق الأسود بقيوده المختلفة مما يسبب زيادة كبيرة فى الطلب على المعروض من العملات مما يؤثرا سلبا على أسعار العملة بأرتفاعها . ( المبلغ المطلوب لثلاثة مطاحن 54 مليون دولار شهريا من سوق أسود كمياته محدودة من العملات الصعبة).
وبمراقبة عدم أستقرار أسعار العملات حتى لمدة شهر واحد ناهيك عن مدة البيع الأجل للقمح والتى تصل أحيانا الى 180 يوما, فأن أدارات المطاحن المستوردة للقمح سوف تضع كل أحتياطاتها حتى لا تكون عرضة للأفلاس العاجل (فقدان ضماناتها المقدمة لمصدرى سلعة القمح) نتيجة أرتفاع أسعار العملات وتدهور قيمة الجنيه المستخدم فى عمليات بيع الدقيق , علما بأنه فى ظل التنافس بين المطاحن دخل نظام البيع الآجل فى سلعة الدقيق أيضا ولكن لفترات قصيرة .
فى ظل سياسة الولاة فى تسعير سلعة الدقيق وتسعير الرغيف سوف تكون المطاحن مقيدة بأسعار بيع مفروضة عليها دون منحها حرية لوضع أى هامش أضافى لتغطية مستجدات أرتفاع أسعار العملات والتى كثيرا ما يتم فجائيا. مما يضع المطاحن تحت مقصلة ضياع ضماناتها فى التسديد أو الأتجاه للسوق الأسود ووقوع خسائر كبيرة ويومية عليها, مما يوصلها يوما للأفلاس. وحتى لا تضع المطاحن نفسها تحت مقصلة الأفلاس عليها الخيار بين التوقف عن الأستيراد والتشغيل وهو الغالب أو الأستمرار فى تحمل خسائر يومية مع تعنت الولاة فى تسعير الدقيق والرغيف . ولك أن تقدر خسارة مطحن واحد من زيادة أسعار العملات لتوفير 18 مليون دولار شهريا.
وبناء على ما أوضحت أعلاه وحسب الخبر المنشور فى صحيفة اليوم التالى فى نية مستوردى القمح (المطاحن) التوقف عن الأستيراد , فأن التوقف عن الأستيراد والطحين هو أقل القرارات خسارة للمطاحن , ولا أعتقد أن من المطاحن ما هو على أستعداد للتضحية بالأفلاس من أجل عيون الحكومة أو المواطن والأستمرار فى الأستيراد والطحين.
ولست متشائما بل واقع الحال يقول أن سياسة على محمود وسياسة الولاة فى تسعير الرغيف سوف توصلنا للمجاعة عاجلا وسوف يتسابق كل أهل السودان على المنتج محليا من القمح والذى لن يغطى حتى 30% من أحتاجاتنا للرغيف . أذا أخذنا فى الحسبان أنه ومنذ أمد بعيد يعتمد معظم سكان السودان على رغيف الخبز وأنتقلت الكسرة والعصيدة الى موائد الأغنياء لأرتفاع تكلفة أنتاجها. وأعلان المتعافى فى خبر صحيفة اليوم التالى (المذكور فى بداية المقال ) أن مساحات زراعة القمح تقلصت .
وسوف لن يكون حال المطاحن أفضل حالا من مصانع الصابون والتى قصم ظهرها شراء أهم مدخلات أنتاج الصابون (شحوم الأستيرين) بالآجل حسب ما يتوفر لمعظمها من تسهيلات بيع آجل تقدمها بعض الشركات الماليزية .والتزامها بالدفع بأسعار عملات أعلى مما تم به تسعير منتجاتها من الصابون. وأصبح معظمها ينعق فيه البوم والصراصر.
ما لم تتمكن الحكومة من توفير العملات للمطاحن لتوفير القمح بسعر ثابت فأن الجوع قادم لا محالة مما يزيد أزمة الأحتجاجات والتظاهر والتضييق على الحكومة بعد أن أصبحت تحت مطرقة الأحتجاجات وسندان العملات الصعبة. وسوف تصدق مقولة أحد نواب البرلمان عند مناقشة موزانة 2012 فى ديسمبر 2011 (أرجو الرجوع لمحاضر مناقشة الميزانية فى ديسمبر2011 حيث ذكر أحد النواب للسيد وزير المالية التالى (أنه بزيادة اسعار البنزين سوف لن تكفى كل ميزانية وزير المالية لشراء البمبان للمظاهرات).
ولا يدرى النائب البرلمانى أنه فى سبتمبر 2013 سوف يصبح قمع المظاهرات بالذخيرة الحية وليس البمبمان كما ذكر. ولا أعتقد أن الذخيرة الحية بأرخص قيمة من البمبان وأن رخصت ارواح المحتجين .

اللهم أنا نسألك التخفيف

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية
    عن أبِى ذرٍّ قال: “قلت يا رسول اللَّه! أَلا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذرٍّ إنك ضعيف، وإنها أمانةٌ، وإنّها يومَ القيامة خزي وندامةٌ، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها” “1”.
    في هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم واجب الإمام أو الحاكم نحو رعيته، كما يبين صلى الله عليه وسلم مدى المسئولية الملقاة على عاتق كل فرد نحو الذين ولاه الله أمرهم.
    ويشمل الحديث هنا الإمام أو الحاكم: سواء كان رئيسًا للدولة، أو وزيرًا، أو محافظًا أو رئيسًا لجامعة، أو أي إنسان أسند إليه إدارة أي عمل من الأعمال، عظم هذا العمل أو صغر، حتى يدخل في ذلك الرجلُ في بيته والمرأة في بيتها، فالكل مسئول كل على قدره، وبقدر الإمكانات المتاحة له.
    عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ فِي أهله وهو مسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعية فِي بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع فِي مال سيده ومسئول عن رعيته” “2”.
    والإمام أو الحاكم أو المسئول الذي يريده الإسلام لينعم الناس في ظله ويفوز برضا الله تعالى والجنة هو الحاكم العادل، وعدل الحاكم لا ينشأ من فراغ، وإنما هو بعد توفيق الله تعالى ثمرة لتربية إيمانية أخلاقية سلوكية، ولنصح البطانة الصالحة التي ترشده إلى الخير وتعينه عليه، تبتغى بذلك رضا الله تعالى والجنة، وجهاد مستمر للنفس البشرية وشياطين الإنس والجن الذين يغرونه بما تهوى النفس وتشتهي، تغريه بالظلم والفساد والانحراف؛ وذلك كله يحقق له ذاتيته ويشعره بلذة الحكم، وما أدراك ما لذة الحكم؟ كما يحقق له المكاسب المادية، وتعود على بطانة السوء بما يشتهون؛ لأنه إن رتع رتعوا، وإن عف عفوا.

  2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته» (أخرجه البخاري) ويؤكد هذا الحديث أن المسئولية في الدين الإسلامي غير مقتصرة علي الحاكم أو جماعة المسئولين بل هي مهمة الجميع من أفراد المجتمع للحفاظ علي القيم الأخلاقية والجمالية التي بها تعم السكينة والسلام في الحياة ولابد أن يدرك الجميع أهمية تربية الناشئة على ممارسة المسئولية في حياتهم سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع وتتنوع مسئوليات الفرد في مجتمعه على ثلاثة محاور رئيسية وهي: مسئوليته تجاه المجتمع ومسئوليته في وقت الأزمات ومسئوليته في القيام بدوره.

    ويتمثل المحور الأول في مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (صحيح مسلم). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليمطه عنه» (أخرجه الترمذي). وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم. فإن ذلك نصره» (أخرجه البخاري). وفي هذه الأحاديث بيان لمسئولية التقويم والنصح على الفرد. وبيان لكيفية النصرة بشكل إيجابي سواء كان المنصور ظالماً أو مظلوماً فإن كان مظلوماً أعناه على أخذ حقه. وإن كان ظالماً رددناه ومنعناه من الظلم مما يجعل المسلم عضواً مشاركاً في مجتمعه ذا فاعلية في تصرفاته جميعاً.

    ويتمثل المحور الثاني في تحمل المسئولية في الأوقات العصيبة ببذل أقصى جهد. فعن حذيفة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمعة. تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا. وإن أساءوا فلا تظلموا» (أخرجه الترمذي). والإمعة هو الرجل التابع الذي لا يثبت على رأي. وفي هذا الحديث تدريب على الاستقلالية في اتخاذ المواقف الإيجابية في كل أمر وعدم اتباع كل ناعق بظلم أو إساءة وتدريب على ممارسة الاجتهاد واستخدام العقل لمعرفة الإحسان ومجاهدة النفس على اتباعه وإشاعته وعدم الاستسلام لروح اللامبالاة والانهزامية أمام الظلم والشر في القول والعمل.

    ويتمثل المحور الثالث في إتقان العمل وقد لخصه النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته عنه السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنه قال: «إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» (أخرجه الطبراني). فمن أهم أهداف التربية النبوية إخراج الفرد المسلم إنساناً عاملاً يقوم بالعمل الصالح المتقن وذلك لأن العمل الصالح هو علة الخلق والإيجاد وهو مادة الابتلاء والاختبار في الدنيا ويبنى عليه الفوز في الآخرة قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2]، والعمل الصالح هو الترجمة العملية للعلاقات التي حددتها فلسفة التربية الإسلامية بين الإنسان من جهة وبين الخالق والكون والآخرة من جهة أخرى. فقد ورد لفظ العمل في القرآن الكريم في ثلاثمائة وتسعة وخمسين موضعاً وفي السنة الشريفة يصعب حصر عدد المواضع التي ورد لفظ العمل فيها فالإسلام دين يبغض الفقر ويكافحه ويسد روافده ويدعو إلى العمل الدءوب في تنمية إمكانيات وطاقات الأمة والعمل الصحيح والأمل الفسيح هما عنصران أساسيان في بناء الدولة ونهضة المجتمع فيذكر الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين أن قواعد السياسة لصلاح المجتمع والدولة أولها دين متبع والمقصود به التزام كل فرد القيام بمسئولياته وآخرها أمل فسيح وهو الثقة في الله تعالى للخروج ببلدنا مما يحيط بها من أزمات وصعاب والله المستعان.

  3. بدلا من بيع الاراضي للمستثمرين لزراعة العلف كان بالامكان زراعة القمح بالدولارات المستخدمة في الاستيرهد

  4. المقطع التالي جزء من حوار صحفي مع السيد المبجل زير المالية ادامه الله
    في صحيفة التغيير يوم الثلاثاء الفائت
    الصحفي؟متى تصلون بالمواطن السوداني الى مرحلة الرفاهية والعيش الكريم
    السيد الوزير:ما هي الرفاهية كدي فهمني الرفاهية؟

    الصحفي:هي المرحلة ما بعد تلبية الاحتياجات الاساسية من ماكل ومشرب وملبس وسكن وتعليم وعلاج
    كسرة يا خونا الصحفي انت شايف انو انحنا وصلنا الاحتياجات الاساسية لمن تكوس لينا في الرفاهية

    معالي السيد الوزير:طيب الزول لو وفرنا ليه علاج وتعليم وماعندو عربية هل في رفاهية؟ الرفاهية نسبية انا والدتي في الخلة في رهيد البردي ليس لديهاكهرباء ومياه عبر المواسير ولا غاز ولاتامين صحي وهي موجودة برهيد البردي ومعتبرة هذه رفاهية قلت لها تحضر للسكن معي في الخرطوم لكنها رفضت وهي الان تفتكر انها في رفاهية وتابع الوزير قالوا سيدنا سعد بن ابي وقاص لديه قصعة وابريق ياكل فيها وبكى قيل ما يبكيك قال تذكرت قول ربي (ثم لتسالن يومئذ عن النعيم)فقصة الرفاهية مسالة نسبية وهي احساس
    تجد الان مواطنا يسكن في العمارات او الرياض لكنه لديه مشكلات وشيكات مردة وله مشكلات كثيرة من ناحية مادية واخر في امبدة ليس لديه اي مديونية يمتلك منزل جالوص وابناوه حوله وماكل وشارب وعايش مبسوط ما في معيار واحد اسمه الرفاهية ولا نحن مطلوب منا في المنهج توصيل الناس لحد معين اسمه الرفاهية والحد الادنى للناس احتياجات تتفاوت وهي ايضا من رب العالمين قدر ان يكون ناس فقراء واخرون اغنياء ياخذ من فضول اموالهم ويعطي الفقراء وكذلك يضرب الله الحق بالباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وهذه الاشياء شرعها ربنا وفرضت الصلوات الخمس ليكون الفقراء والاغنياء مع بعض 5 مرات في اليوم وكذلك الصيام وتخرج من المسجد واحد يركب مواصلات و اخر ركشة وثالث مرسيدس

    الفاهم يشرح للباقين الفهامة باظت زي ماقال الفاتج حبرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..