الدراوي.. من ناشط حقوقي إلى صفوف داعش

كان أحمد الدراوي شاباً سياسياً متفائلاً بمصر، وكان يعشق الأزياء وكرة القدم، لكنه تحول بعد الثورة في مصر عام 2011، من كونه ناشطاً سياسياً بارزاً إلى مقاتل شديد البأس في تنظيم الدولة، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
التحق الدراوي بجهاز الشرطة ثم انتقل للعمل في شركة للاتصالات لأن الراتب أكبر مما يتقاضه من عمله في جهاز الشرطة، ثم برز كناشط حقوقي خلال الاعتصامات في ميدان التحرير في القاهرة.
غير أن التحولات من شاب يؤمن بالانتخابات الديمقراطية إلى متشدد يؤمن بالعنف المسلح تبرز الأمراض التي لا حصر لها في المنطقة وقادت الآلاف إلى حمل السلاح والقتال تحت راية تنظيم الدولة.
وبحسب الواشنطن بوست فإن قصة أحمد (38 عاماً) تعكس بطرق عدة، الطريق الصعب الذي يمر به العالم العربي في السنوات الأخيرة، من الوعد بالثورة الديمقراطية إلى رعب الصراع الطائفي.
يقول عضو تنظيم الجهاد الإسلامي المسلح في مصر، كمال حبيب، إن عدم قدرة الحكومات العربية على معالجة الأمراض الاجتماعية وإعطاء مواطنيها الشعور بالهوية الوطنية عقب الثورات العربية كانت سبباً في تحول كثيرين مثل الدراوي للالتحاق بتنظيم الدولة.
وقال حبيب، الذي تخلى عن العنف وأصبح باحثاً في الشؤون الإسلامية: “إن الشباب يعتقدون أن تنظيم الدولة سيعطيهم الاحترام الذي لم يحصلوا عليه كمواطنين في دولهم.. إنه بديل للدول الفاشلة التي نراها الآن”.
بعد التفاؤل والحرية السياسية التي أعقبت الثورة في مصر، قرر الدراوي خوض الانتخابات البرلمانية، غير أنه خسر لصالح أحد رجال النظام السابق، وأثار قرار المحكمة الدستورية بحل البرلمان لاحقاً غضب الدراوي، كما قال شقيقه.
وأوضح الصحفي الرياضي شريف حسن، الذي كان يعرف الدراوي عندما كان يعمل في شركة للاتصالات: “أن أحمد كان يؤمن بأن الإسلام هو الحل، ولكن ليس بحمل السلاح”.
وكان آخر عمل سياسي قام به هو المشاركة في حملة المرشح الإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح للفوز بانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012، لكن بدأت مواقفه الدينية تتضح أكثر في أعقاب الانقسام وزيادة الاستقطاب السياسي والديني في البلاد، ثم انسحب من المشهد السياسي بزعم السفر إلى تركيا للعلاج، كما أبلغ أسرته في العام 2013.
بحلول ذلك الوقت تحولت الانتفاضة السورية إلى نزاع دموي مسلح قبل أن تتحول إلى حرب أهلية، وبدأت الجماعات الإسلامية في مصر تسهل عملية انتقال “المقاتلين” المصريين إلى ميادين المعركة في سوريا عبر تركيا.
يقول شقيقه الأصغر هيثم إن أحمد سافر إلى تركيا للعلاج، ثم أصبحت الاتصالات معه صعبة، كما أنه ظل يغير أرقام هواتفه.
وبعد شهور ظهر الدراوي على موقع على الإنترنت حيث تبين أنه أصبح ضابطاً في كتيبة مقاتلين في اللاذقية في سوريا، واتخذ اسماً حركياً هو “أبو معاذ المصري”، وكتيبته هي “أسود الخلافة”.
في مايو الماضي، تلقى هيثم اتصالاً من مجهول يبلغه فيه بمقتل شقيقه، غير أن الباحثين يقولون إن تنظيم الدولة لم يعلن وفاته رسمياً.
ولم يعرف بعد متى انضم الدراوي للقتال مع تنظيم الدولة في العراق حيث قتل في معركة بعدما مزقت قنبلة جسده، كما قال زملاؤه المسلحون.