ربيع الإنقاذ الذاتي ..بين الماضي والآتي ..!

حينما هبت رياح ما سمي بالربيع العربي في أكثر من بلاد و كنست في طريقها عدداً من الأنظمة التي طغى أهلها وتكبروا وتجبروا قال أهل نظام الإ نقاذ بكل عنجهية وغرور ، إن الأمر لا يعنيهم في شيء ، فهم قد أتوا بربيعهم منذ ما يقارب الربع قرن في ذلك التوقيت !
وطبعاً هم بنوا حساباتهم على أن الربيع طالما أنه ستتولد ثوراته عن أنظمة إسلامية مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا فهم قد أوجدوا نظامهم الإسلامي لشعبنا برتل من الدبابات دون عناء شعبي في ميادين التحرير أو تدخل الناتو ولا حتى إحراق بوعزيزي واحد لجسده في شوارع الخرطوم !
ودارت دورة تلك الرياح لتبدأ بصورة أو أخرى في إجتياح ما عوّل عليه أخوان البنية عندنا من أنظمة رسموا صوراً زاهية لمستقبل التكامل معها لاسيما نظام مرسي الراحل ونظام ليبيا المترنح تحت ضربات عدم الإستقرار الأمني والسياسي ..!
بإعتبار أن نظام تونس الإسلامي ضمن ترويكا التوزانات العقلانية مع التيارات الليبرالية قد رمى طوبتهم منذ ضربة البداية و أعتبرإخوان الغنوشي إن نظام الخرطوم الذي عرفوه مثل جوع بطونهم مثالا سيئاً يجب إجتناب الإقتداء بعثراته !
الآن الرئيس البشير يقف في مفترق طرق حقيقي وقد فشلت خطوة الإلتفاف الأخيرة التي تساقط فيها عن قطار الإنقاد عدد من ديناصورات التكلس في خيبة المشروع الفاشل وهي خطوة زادت طين ورطة النظام بللاً مع إشتعال حريق الجنوب الذي أعاد بانوراما الصفوف الى واجهة المشهد فيما فقر الدم يعصف ببقية عافية الجنية السوداني ويهد مروة إقتصاد البلاد اللاهث بحثاً عن مُعين في دروب عزلة النظام الطويلة !
ولعل الصورة الآن أصبحت أكثر غموضاً من خلف غبار المرحلة العصيبة التي يعيشها النظام متمثلاً في الرئيس البشير شخصياً !
فهل سيكمل تمرير سكين التضحية برقبة الحركة الإسلامية ويحملها فشل مشروعها ويتجه نحو ربيع إنقاذي ذاتي من صنف آخر يتقرب به من الشارع العريض متمثلاً في كل الفعاليات السياسية والحركات الثورية ولو بتقليص صلة المؤتمر الوطني بالدولة !
ليغرد هو وطغمته العسكرية مع سرب الإجماع الوطني .. بصدر بيت الشاعر إدريس جماع الذي غناه سيد خليفة ..في ربيع الحب كنا نتاجى ونغني… ويترك عجز البيت لأهل الحركة الإسلامية.. لينشدوا..ثم ضاع الأمس منا وانطوت في القلب حسرة !
bargawibargawi@yahoocom

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..