# عجيب أمر هؤلاء القوم، ما أن يواجه الشخص منهم مشكلة صغرت أم عظمت أو عاصفة هوجاء، إلا وفقد صوابه، فهم لا يعرفون الإنحاء أمام العواصف أو مواجهتها بل يُهرعون إلى (الانتحار) كأقصر الطرق والملاذ الأوحد. وفي أسباب ودواعي الانتحار في كوريا دائما ما تكون شهوة المال والنساء حاضرة، فكم من رجال آتاهم الله ما آتاهم من العز والمال والجاه أنهوا حياتهم في لحظة ضعف واستسلام بمأساة الانتحار ومن بين هؤلاء في السنوات الأخيرة الرئيس الأسبق (نو مو هيون) الذي اختار أن يرمي بنفسه من على تل جبلي بسبب اتهام ذمة مالية طال زوجته، وكذلك فعلها رئيس شركة «هيونداي اسان» بالقفز من الطابق الثاني عشر لاتهامه بفساد مالي ثم أخيرا وقبل أيام معدودات (سواها ولا يخاف عقباها) عمدة سيئول بشنق نفسه على تل جبلي بسبب اتهام سكرتيرته الحسناء له بالتحرش الجنسي بها ، هذا فضلا عن مجموعة كبيرة من نجوم المجتمع من الفنانين والفنانات والرياضيين وهلم جرا من اليائسين كانوا في زمرة المنتحرين.
# ومن الغرائب أن طائفة و أنصار (الانتحار) في كوريا أنشأوا لهم موقعا شيطانيا مشهورا على الانترنيت له فعل السحر، فما أن يدخله الشخص إلا ويكون إبليس مرافقا ومؤانسا ومستشارا له ويبدأ معه في الوسوسة و الغواية و (غسيل الدماغ) فيصل الشخص إلى قناعة بحتمية الانتحار و أن هذه الدنيا (فردنقس) و ظالمة شيمتها الغدر وأن الوقت قد حان لركلها ومفارقتها (فراق الطريفي لجمله ) إلى عوالم نورانية و(مدن فاضلة) تنوم وتصحو على مخدات (حرية، سلام و عدالة) !!!.
ثم تتواثق ثلة من مرتادي الموقع على ابتكار طريقة انتحار جماعية ويحددون موعدا لذلك وبعدها على كؤوس خمر تدور يلتقون، ثم على ما تعاهدوا عليه في الموقع الشيطاني ينفذون. ونسبة لخطورة هذا الموقع والعدد المتزايد من المتأثرين به و المنتحرين عبره عملت السلطات على محاربته وإغلاقه مرات ومرات ولكنه ظل كالنبت الشيطاني يطل برأسه من جديد في كل مرة ما جعل السلطات تقف عاجزة عن قطع دابره.
# على نهر هان بوسط سيئول هناك كبري أٌشتهر بأنه (جسر الانتحار) يذهب إليه طالبو الانتحار متخفين في سكون الليل البهيم ويلقون بأنفسهم منه في النهر ونسبة لتكرار حوادث القفز منه نصبت حوله كاميرات المراقبة وتمركزت بجانبه (قوات الإنقاذ السريع).
# كان عمدة سيئول (المنتحر) رجلا محبوبا لدى الكوريين والأجانب وفاز لثلاث دورات بالعمودية وعلى يده تم منح العديد من أبناء الجالية السودانية المواطنة الفخرية لسيئول ما دفع الرئيس السابق للجالية السودانية بكوريا الأستاذ (أنور موغابي) إلى نعيه بالدمع السخين في قروب الجالية. ولقب (موغابي) هذا أطلق على رئيس جاليتنا السابق بسبب طول مكوثه و(كنكشته) في منصب (الرئيس) محطما الرقم القياسي في (الرئاسة) أسوة بالرئيس موغابي إلى أن انتفض ثوار الجالية من الشباب وأطاحوا به من منصبه.
# كنداكات كوريا أصبحن مثالا يُحتذى في التصدي للتحرش الجنسي والضرب بيد من حديد على كل ” زير نساء” من الرجال يوهمه خياله المريض بأنه من خلال سلطته أو جاهه وسلطانه وسطوته قادر على إغوائهن والإيقاع بهن مكرهات في شباكه، فأنشأن تنظيمات وجمعيات شتى منها جمعية “أنا أيضا فمن القادمة ” التي تكشف من خلالها كل ضحية عن تجربتها الخاصة في التحرش بها وتفضح وتعري المتحرش ولهن أيضا جمعية تسمى (الخط الساخن للنساء الكوريات) فحالما يتجرأ مسئول أو رجل بالتحرش بامرأة إلا ويجد نفسه في قبضتهن وعقب ذلك (يحله الحل بلة) هذا إلى جانب جمعية (الإغاثة من العنف الجنسي).
# خرج عمدة سيئول من بيته ليلا متخفيا بعد أن علم أن سكرتيرته الحسناء السابقة بصدد رفع دعوى تحرش جنسي ضده وأن كل (كلام غزل معسول لذيذ) كان يرسله لها عبر رسائل نصية وكل مراوداته و (حركاته البايخة) لها ستنشر على الملأ وتفجر فضيحة كبرى له وتزلزل عرشه وكيانه، فسارع إلى تدبيج وكتابة وصيته واستأجر سيارة تاكسي بعد أن غافل سائقه الخاص لتقله إلى جبل قريب من مسكنه وفي سكون الليل وهدأته جلس العمدة (هو.. وإبليس…والقمر) وتأمل ثم فكر وتدبر وفي النهاية انتحر )!!.
والغريب في الأمر أنه أختتم وصيته التي عبر فيها عن أسفه لأسرته بعبارة (إلى اللقاء)!!!
فيا ترى أين سيكون اللقاء الذي يقصده….الله وحده أعلم!!
إبراهيم مصطفى
[email protected]
