مقالات سياسية

تكتيات الدعم السريع 

تكتيات الدعم السريع 

احمد داوود

بينا في مقالات سابقة طبيعة مشروع الدعم السريع المدعوم اماراتيا والذي يرتكز علي التأسيس النظري والعملي لارض ميعاد جديدة في قلب دارفور عبر الاستثمار في المظالم التاريخية للشعوب العربية المهمشة.

في هذا المقال سوف نفضح شكل الآليات المستخدمة لتنفيذ هذا المشروع .

١_ الاستثمار في التناقضات

يرتكز مشروع الدعم السريع علي خلق حواجز عميقة بين السودانيين علي اسس عرقية و جهوية

أنه يسخر كافة طاقاته لمنع تشكل اي اي وحدة بين السودانيين، ففي دارفور مثلا يستثمر في المخاوف العميقة من بعض الجماعات تجاه حركات الكفاح المسلح لضرب اي وحدة للدارفوريين.

بينما علي المستوي الوطني يوظف خطاب التهميش و المظالم التاريخية لتعميق الخلاف بين السودانيين ، بحيث يركز علي تحفيز اللاوعي الجمعي بالكراهية ضد جماعات المركز عبر استعادة ماضي الدولة القبيح و العنيف.

هذا التكتيك يساعده علي تجنب مواجهة السودانيون ككتلة واحدة بنفس الوقت . إنه يتعمد تقسيمهم و تجزيئهم لوحدات أصغر حتي يتسني له القضاء عليهم منفردين.

فبينما يحارب جماعة ما ، فإنه يقوم بمغازلة الجماعات الاخري و تحييدها مثلما حدث في الجنينة التي نجح بكل براعة في تصوير مجزرته ضد المدنيين العزل بوصفها حرب قبلية .

٢_تدمير البني الاقتصادية

في معظم عملياته العسكرية ، يركز الدعم السريع علي الأسواق التي يتعمد اضرام النار عليها أو نهبها بشكل كامل .

تسبق تلك العملية تحديد للاهداف يخضع بعناية لمعايير عنصرية تستند علي العرق و الجهة .

بعد اجتياح المدن يتم التركيز علي الأسواق بشكل خاص. ففي الخرطوم مثلا تم نهب جميع الأسواق بما فيها البنوك و متاجر الذهب.

نفس الشيء تكرر في نيالا و زالنجي. و يحدد الأساس الاجتماعي لضحايا هذه العمليات الغرض الأساسي منها .

حيث يتمحور حول تدمير وسائل إنتاج الاخر المغاير كآلية لاخضاعه أو سحقه بشكل كامل .

تتيح تلك العملية أيضا لحواضنه الاجتماعية  مراكمة الثروة عبر السلب و النهب كاداة للصعود علي هرم السلطة و الثورة.

٣_التكيثف من العنف و توثيقه

ما الذي يدفع القاتل لتوثيق جرائمه؟ يقدم المثال الذي يمنحه لنا جنود الدعم إجابات شافية للسؤال السابق رغم أن القاتل هنا ليس ذاتا مفردة وإنما ذاتا جماعية.

أنها ذات فاعلة في الصراع، لها تصوراتها و موقفها من الصراع ، بالتالي فهي مثلا حين تمارس العنف المادي تطمح الي مخاطبة لاوعي الذوات الاخري.

عندما يوثق جنود الدعم السريع جريمة دفن مدنيين أحياء فذلك ليس نكاية في الضحايا فقط .انهم يرسلون رسائل للجماعات الأخري أنه اذا ما فكرتم في مواجهتنا فسوف تواجهون مصير مماثل

” سوف ندفنكم أحياء ” هذه هي الرسالة . إنه أسلوب بربري و لا انساني لكنه ينفع كتكتيك لتخويف الآخرين عبر توظيف الخوف اللاوعي الذي يتملك البشر و حبهم الغريزي للحياة.

٤_الشر مقابل الخير

عبر عمليات سيكولوجية يحدد الدعم السريع للسودانيين ببراعة و بأسلوب خفي صراعاتهم و انحيازاتهم و ارغامهم لا شعوريا للمفاضلة بين اثنين : الدعم ، و الدولة القديمة بدون الإشارة الي أية خيارات أخري.

تسبق تلك العملية تركيب صور ذهنية معينة في ادمغة الجماهير عن الطرفين. ففي خضم هذه العملية يتم تصوير النخب النيلية كشر مطلق و عنصريين عبر تحفيز الدماغ بالانتهاكات و الجرائم التاريخية ، بينما يتم تصوير الدعم السريع كبدو اخيار تعرضوا للخداع مع مزج هذه الصور بشعارات براقة كإسقاط دولة ٥٦ و هلمجرا..

أنهم يبرمجون الدماغ لا شعوريا علي :” صحيح نحن سيئون ، ولكننا أفضل من الآخرين ” الآخرين هنا هم الكيزان فقط ، وليس القوي المدنية والمسلحة المؤمنة بمشروع الثورة.

هذا التكتيك سيضمن المصالحة مع مشروعهم ولو عبر بوابة الحياد باعتبار أنهم يحاربون ” الكيزان ” الذين هم بالضرورة أعداء السودانيين.

تعليق واحد

  1. استاذ احمد داود
    سلام عليك اخي
    كيف تكون
    مقال ممتاز تحليل عميق
    لي قدام
    كن بخير اخي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..