حوار الشباب

نــــــــــــــــــــور ونـــــــــــــار
حوار الشباب

مهدي أبراهيم أحمد
[email][email protected][/email]

الحوار مع الشباب دائما ربما يصطدم بنقاط الخلاف التي حتما لاتجد لها وسط من القول أو تقريبا في وجهات النظر بل قد تسود العصبية حينا التي في الغالب قد تباعد بين النقاش وتجعل من التعنت هدفا لكل محاولات التقارب وبالتالي ضياع فرصة المناقشة الجادة والتفكير الموضوعي وتقليب وجهات النظر فقد نجد الحوار بين الكبار قد يقود الي أشياء أيجابية ولكن بين الشباب حتما يقود الي العصبية البغيضة والتشاحن اللحظي والبغضاء المستقبلية التي قد لا تجعل للأجاويد فسحة ناهيك عن أسباب الصلح التي تعتري الأفكار ووجهات النظر.
وبعد الشباب عن الحوار الجاد قد يجعل الكبار- الذين يعاني الشباب منهم بدواعي الأحتكار والنأي عن أشراكهم في الحكم وصنع القرار- يتمسكون بأرآيهم ومزاعمهم بأن الشباب يفتقد الي النضح الكامل ويعيبه الأندفاع الفوري وتعوذه الحكمة والأستماع بعمق الي الآخر والتأني في أتخاذ القرار كل تلك الأسباب جعلتهم يترددون قليلا وربما يتريثون في أسناد الأمور اليهم علي ضوء الواقع الشبابي الذي في نظرهم يحتاج للزمن حتي تنضج رؤاه وتتزن أفكاره حتي يكون مؤهلا للدخول في عملية صنع القرار.
علي أني أجد للشباب عذرا أمام أتهامات أولئك وأن كنت أقر بها وأجعلها سببا رئيسيا في جعل الكبار يتأخرون كثيرا في ترك الساحة للشباب فالواقع السياسي في البلاد وأن أعطي حيزا كبيرا لهم في مجال الحكم والسياسة منذ الأستقلال وحتي في الديمقراطية الثانية وتجسد حكم الشباب بصورة سافرة في حكم النميري بطاقمه الشبابي الذي ?في نظري- أعطي صورة حسنة عن كيفية أدارة الشباب للدولة بنظرياتها وتعقيداتها فهو وأن كان حكما عسكريا الا أنه يعتبر نواة جيدة أنطلق بها الشباب الي رحاب أوسع في السياسة والثقافة والرياضة وسائر الفنون .
وفرصة الشباب تتضاءل في الديمقراطية الثالثة وتكاد تختفي نهائيا في نظام الأنقاذ علي الرغم من النماذج الشحيحة والتي ضاع بريقها وسط مجتمع الكبار فلم نعد نبصر للشباب من دور في مراكز صنع القرار بل كانت الأدوار صورية والنمازج فردية تميل الي الولاء المطلق الذي يغمط أدوار فئات أخري جعلت منها المعارضة وسيلة للأختفاء والأنزواء بعيدا عن جل المسارح فذبلت جراء ذلك ويقيني أنا لو تعهدناها بالرعاية والنمو لأستنشقنا شذي عبيرها الفواح ولكنها جفت وتتعدد أسباب جفافها مابين التعمد الصريح والتجاهل الفاضح وتطايرت أجنحتها بعيدا في صحاري الفناء والذبول .
ووضع الشباب علي ضؤء الواقع قد لايبشر بالتفاؤل المرجو منهم فقد تدافعت أحلامهم بعيدا عن عالم الحكم والسياسة وأنشغلوا بأشياء أخري وتركوا تلك العوالم لأصحابها من الكهول والشيوخ وركنوا الي الواقع مكتفين بالمشاهدة والمراقبة عن كثب وأنزال وعود أولئك الي أرض الواقع بقرب تسليم الراية للشباب وأشراكهم في صنع القرار ولكن طال الأمد وأشفق بعض منهم علي تلك الراية من أن لا تسلم لأصحابها وينكث أولئك بعهدهم وميثاقهم للشباب بدعاوي عدم النضج والوعي اللازمين لأنسحابهم من عرصات الحكم ومضاميرها المرهقة لهم .
والواقع يقول لابد من أحساس الشباب بالمرحلة وضرورة بلورة أفكارهم بمايخدم وحدتهم بعيدا عن العصبيات (الفارغة) والجدليات (المرهقة ) والأنتماءات (الزائفة) فقد حان عليهم أن يرسموا مستقبلهم بأيديهم وينشدوا التغيير بأنفسهم علي ضوء ماتجود به أفكارهم وخيالاتهم الغضة التي لابد أن تتجه الي مسارها الصحيح لتبقي ماعونا شاملا ووعاءا كبيرا يسع الجميع بلا ضيق ولا(طمحان ) يتراضي منتموه علي مرتكزات( الغد) وغايات التغيير .وقناعات الحاكمين بضعف تجربة الشباب لايزيلها الي ماعون الشباب الذي وعي الدرس وشخص الداء ووصف الدواء ورنا بعمق الي الغاية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..