الناس في شنو ؟؟
الما بتشوفو في بيت أبوك يخلعك ، هكذا يقول المثل السوداني ، ولهذا لم ننخلع من وثبة المؤتمر الوطني ومفردات كل الناس والصيرورة ودكان الجرورة .
وقديما حاول السفاح نميري خلع الناس بمصطلح تثوير الإرادة الثورية .
انشغل بعض الناس بقراءة ما وراء المحاضرة المملة التي كان مسرحها قاعة الصداقة علهم يكتشفون العجلة التي لم يكتشفها العجلاتي ذات يوم ، وانشغل آخرون بهمومهم المعيشية إذ لا يوجد زمن لمتابعة المسرحيات الهزلية .
واصطف زعماء اليمين في الصف الأول تسطع في وجوههم فلاشات الكاميرات ، وبعضهم يهيمون بنظرهم بعيداً ربما باتجاه مقاعد السلطة المرتقبة ، والبعض الآخر يقاومون النعاس خوف أن يصطادهم المصورون .
وكان في الجوقة رؤساء تحرير صحف خافوا أن تفوتهم غنائم الوجبات الرئاسية المأمولة ، جلسوا كالدراويش في حضرة شيخ الطريقة وهم يفكرون في الإعلانات التي ستهبر عليهم طالما أنهم يقدمون فروض السمع والطاعة .
وبينما كان الخطاب المفاجأة دائراً كانت عيون البعض جاحظة وهي لم تفهم كنه اللغة المسموعة ، وبين الحين والحين يقال بلغة عربية مفهومة ( الناس كل الناس ) .
وجملة ( الناس كل الناس) ذكرتني بالمدعو عباس والذي لم يجد لإبنته إسماً سوي ( الناس تعرف) ، فصار إسمها الكامل جملة مفيدة ( الناس تعرف عباس ) .
وبينما كانت القاعة تضج بالمفردات السريالية مثل الصيرورة والفكي أبو نافورة ، كان سيد اللبن يطوف علي البيوت باحثاً عن رزقه ، وكان عمك آدم الميكانيكي مشغولاً بتسليك ماكينة الهنتر موديل 1970 الكائنة قرب ( الماظ) ست الشاي .
أما سماح وصويحباتها فكن مشغولات بأكياس المنقة بالملح ، وهي الوجبة الرخيصة لطالبات الجامعة التي تسد النفس عن أي فطور أو غداء ، بينما كان بعض الشماشة يرقصون علي أنغام المفاجأة التي كان عنوانها ( حاورني بلا زعل ) .
وعمال انشغلوا عن مولد الوثبة بسيور الماكينات ، وعطشجية كانوا أيضاً سايقين قطارات ، وناس في ديم عرب لا يعرفون إلا ( السلات ) .
ولما انتهي المولد ، جرد الحضور حساباتهم المالية والسياسية ، وبعضهم اطلع علي حساباتهم المصرفية ، بينما جرد الشعب حساب اليمين من سنة أربعين ، فلم يجد غير الهشيم والفقر الممتد فوق بيوت الطين .
دواس بلا غبينة ، وحوار بلا موضوع زي لحس الكوع في زمن الجوع
الميدان
فلم هندى؟
لا
مسرحية هزلية؟
لا لا
غنوة هابطة؟
برضو لا
غلوتية؟
لالا لا لآ لالا
طيب شنو؟
همممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم