مقالات وآراء

لا لسقوط النظام

قرشي عبد الله

تساءل الناس كثيرا لماذا تأخرت الثورة السودانية ضد الطغيان و التسلط السلطوي للنظام الحاكم في بلادنا علي الرغم من توفر  الشروط اللازمة، بل ان بلدانا لم تعاني 10% مما عانيناه و نعانيه الان قد قالت كلمتها و اسقطت الدكتاتوريات الفاشلة في بلدانها.

و لكن اذا كانت اسباب قيام الثورات تكمن  فقط في شدة المعاناة، لما استقرت حكومة في السودان لمدة عام و لقامت الثورة رقم 20 الآن قبل الغد. فالجموع الهادرة من المواطنين المتراصين علي ارصفة الشوارع و محطات و مواقف المواصلات او المنتظرين في صفوف البنوك و المخابز في يوم واحد  فقط تكفي لاسقاط اعتي الانظمة تسلطا اذا كانت هنالك ارادة لفعل ذلك.

و لكن لم تكن الثورة بمعناها الفعلي يوما من الايام عملا عشوائيا يفتقر الي التخطيط  و التنظيم و صياغة اهدافها بدقة. حتي تلك التي نجحت في ازاحة الانظمة غير المرغوب فيها و لم تكن لها اهدافا محددة فشلت و تمت سرقتها و اعادت الانطمة السابقة بوجوه آخري.

هنالك من ينادي اليوم بأن يخرج الناس الي الشوارع او القيام بعصيان مدني او غيرها من وسائل العمل المدني لاسقاط هذا النظام ،و لكن حتي و ان نجحت هذه الدعوات في تغيير النظام فسيتسلق الانتهازيين مرة اخري الي السلطة لأننا لم نحدد ما نريده بالضبط و لم نتفق علي كيفية ادارة الدولة بعد الثورة بطريقة مغايرة لنصل الي ما نريده.

الجهد الذي يجب بذله لتنظيم و ترتيب قيام الثورات يمثل اساسا لنجاحها لأن( 5%) فقط من مجموع السكان قادرين علي احداث التغيير المطلوب اذا كانوا منظمين فهنالك من ينتظر البداية حتي يلتحق بركب الثورة.

ان التعويل علي تآكل و انهيار النظام الحالي فيسقط تلقائيا له مساوي كثيرة تتمثل في غياب البرنامج البديل المتفق عليه و لا يمنع ابدا التصارع حول السلطة  مما يفتح الباب من جديد لانقلاب عسكري مدعيا انقاذ الناس من عبث الاحزاب كما حدث سابقا.

الحل الانجع هو الا يسقط النظام من تلقاء نفسه و عليه فلا بد   للقوي  غير الانتهازية ان تعمل سويا باسرع ما يمكن لوضع برنامج متكامل لقيادة و انجاح الثورة التي تأخرت كثيرا.

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. البرنامج بعد الثورة و اقتلاع عصابة الإنقاذ، فترة انتقالية لمدة أربع سنوات بحكومة تكنوقراط مركزية لا يزيد عدد وزرائها عن 20 ..لها مجلس قيادة يمثل الجهات الأربع للسودن وتقليص الولايات إلي خمس، شرقية غربية شمالية جنوبية و وسط. حل جميع الأحزاب السياسية و تسجيل حزبين فقط ينضوي تحتهما من يرغب. بعد الفترة الإنتقالية تجرى انتخابات نيابية عامة لتكوين حكومة ديمقراطية من الحزب الفائز و معارضة من الحزب الثاني.

  2. كلامك جميل ومنطقي سيدي، نحن شعب نفتقر لنموذج قيادي ، رجل مالي هدومه، نحتاج لقدوة ذات كاريزما تستنفر الجماهير وتستنهض الهمم ، ونحتاج لشباب واعد يحرك الجماهير بالكيبورد.
    لقد كانت مأساة أطفال المناصير كافية لو أحسن الناس استغلالها، المصريون الذين نقول عنهم (اولاد رقاصات) اقتلعوا نظامين خلال عدة سنوات، كانت الشرارة موت أحد المواطنين تحت التعذيب في معتقلات الامن، الثورة التونسية كانت شرارتها شاب احرق نفسه لان أحد الشرطيات صفعته. اين نحن من هؤلاء؟.
    القيادات التاريخية لم يعد لها ذلك البريق، ان كنا نحتاج لايقونة للثورة فحدثني عن:
    1) عمر الدقير
    2) مريم المهدي
    3) عبد الواحد محمد نور
    يمكن ان يجمع الناس على أحد هؤلاء ويمكن ان نضيف غيرهم ، ولكن اين الشياب الذي (بلم) بعضه عن طريق الكيبورد.
    متى نكون مثل المصريين او التوانسة او حتى اليمنيين؟؟

  3. ياعزوز ياعزوز – انت ممن لم يزالوا مخدوعون باقاصيص عمر الدقير – هذا الرجل انا احبه كسوداني كان معنا بالمهجر وكان ومايزال انسان طيب المعشر مؤدب مجامل هاش باش لكل الناس ولكنه احدى بالونات المؤتمر الوطني – الأبواب الخلفية التي سيدخلون منها اذا أراد الله وحصل تغييرز انه الشقيق الأصغر لجلال الدقير بائع الحزب الاتحادي الديمقراطي للبشير تحروا الدقة والتمحيص قبل التقديم والاقتراخات ولا تشوشوا على الناس

    1. عزيزي عبد الله:
      اعرف عمر الدقير من كتاباته ومواقفه ومعاناته من النظام، فكم تردد على المعتقلات والسجون ولم يغير موقفه .
      يقول النابغة الذبياني (على ما اظن):
      لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ،،، فلم يبق الا صورة اللحم والدم.
      وحسب ما هو ظاهر فان الرجل مثقف واسع الاطلاع ومن كتاباته تشعر بأنه صادق ومهموم بهموم امته ويحمل بين جنبيه رؤى يمكن ان تنقذ البلد مما هو فيه ويقود حزبا” فتيا” وما انفك ينافح عن مصالح الشعب ما وجد الى ذلك سبيلا، وهو الى جانب ذلك يحمل كاريزما قوية وسمتا” نبيلا” يؤهله لقيادة البلاد والدليل على ذلك انه كان في الجامعة رئيسا” لاتحاد الطلاب.
      هذه الصفات تجعله يجتاز امتحان النابغة في تعريفه للانسان الصال بجدارة،، اما ما تقول انه بالونة من بالونات المؤتمر الوطني فلا يؤيده الواقع ، لانه لو كان كذلك لأمكنه ان يكون ذا مكانة في الحكومة ولكان ولغ في الحرام كما يفعل الحكام اليوم.
      هذا ،،،، ولك محبتي وتقديري.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..