برلين \ــ سوريا * باكيرــ فيصل
وفي مقام الوفاء والعرفان، نقف اليوم لنكرّم قامة سامقة، ومسيرة زاخرة بالعطاء الطبي و الإنساني والمعرفي، نجتمع لنحيي سيرة رجل لم يكن مجرد طبيبٍ ناجح أو أديبٍ لامع، بل كان ضميرًا حيًا ونبضًا فاعلًا في وجدان المجتمع الذي احتضنه واحتضنه المجتمع العربي والالماني بكل حبّ واحترام.
نكرّم اليوم طبيبًا أخصائيًا تقاعد عن المهنة، لكنه لم يتقاعد عن الإنسانية، ولا عن الكلمة الحرة، ولا عن الانشغال بالهمّ العام. هو كاتبٌ قصصيٌّ مبدع، تسكن نصوصه روح المكان، ونبض الزمان، ووجدان الإنسان. وهو ناشطٌ اجتماعيٌّ وسياسيٌّ حمل راية الدفاع عن حقوق الإنسان، وصوت المهاجرين، وبناء جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب.
هو ابن السودان، وأحد أبنائه البررة، الذين حملوا الوطن في القلب، ومضوا به بعيدًا، حيث صار للسودان ظلٌّ جميل في برلين، وصوتٌ نقيٌّ في أروقة الثقافة والعلوم.
مثالٌ حيٌّ للاندماج الإيجابي، لا ذوبان ولا انغلاق، بل تفاعل وعطاء، وانتماء مزدوج يجمع بين الجذور والإنفتاح للآخر.
له منا اليوم كل الشكر والتقدير، وكل الامتنان والمحبة.
فليدم عطاؤك يا من جمعت الحكمة والرحمة، الكلمة والموقف، الأصالة والحداثة، في شخص واحد هو أنت. نهنئك اليوم، دكتور حامد بإسم منتدى الثقافة العربية وبإسمي شخصيا ، ليس فقط على هذا التكريم المستحق، ولكن على إرث إنساني ستظل الأجيال تتذكره بكل فخر. فشكرًا لك على عطائك المتواصل، وشكرًا لأنك جعلت من سيرة حياتك مصدر إلهام لكل مغترب يسعى إلى العطاء بكل صدق وإنسانية.
دمت رمزًا للعطاء، وعلامةً مضيئة في سماء الطب والأدب تمنياتي لك بالصحة الوافرة والفكر المستنير والسعادة الدائمة .
فيصل باكير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب … سوري مقيم في برلين
حاصل على دبلوم دراسات في علم الاجتماع والتربية الاجتماعية المدرسية- جامعة برلين الحرة و جامعة اليس سالومون في برلين ـ ألمانيا. مدير مشروع للاندماج الاجتماعي والمهني في برلين.
//////////
faissal 40 @ hotmail.com
رسالة من المملكة العربية السعودية
السودان \ــ المدينة المنورة *الدكتور هاشم مساوي
يا سلام … و تاني يا سلام …
الأخ دكتور حامد فضل الله حالة إنسانية مهمة … و تجربة حياتية و ليس مجرد حكاية و سيرة شخصية CV مهنية ….
ولا تستطيع أن تمر على رسائله سريعاً فهو محطة كبيرة لابد من قطارك أن يتزود فيها بالوقود لذاته و الطعام لركابه…
تاريخ حياة شمل جغرافيتين في المكان و شخصين في الزمان …. أهله من نوعين سودانيين و ألمان و ثقافته مزدوجة بين يسار و يمين و الأغرب أن وظيفته راكبة على سرجين مدنية و عسكرية فهو طبيب مدني عمل بالسلاح الطب فترة من الزمان بين شمال و جنوب السودان في فرصة لا تتوفر في حياة إنسان …. أما تخصصه كاستشاري أمراض نساء فقد مكنه من التعامل مع الجندر بمهنية و تدريب و دخول حوش النسوان برخصة شرعية و حاجة إنسانية …..
دراسة حفيدته لسيرته أسعدتني جندي فهي ذات أنديرا بنت نهرو و غاندي تلفتنا لسيرة أبويها المهاتما و نهرو و حامد فضل الله في كل الأحوال عبارة عن حالة عدم إنحياز من زمن باندونق تمشي عبر الزمان و المكان ….
يأخي أرسل لنا دراسة مريم بنت نادية بنت حامد حتى لو نتعلم الأنثربولوجي و حتى إذا لم نفهمها بعقولنا فسوف نحسها بمشاعرنا ….
يأخي د. حامد فضل الله دام فضلكم على الثقافة السوداألمانية و و اكتب و اكتب و اكتب …. فأنت رصيد تراث من نوع جديد و مهم و سيرة عابرة للأجيال زماناً و مكاناً … عاش عبر دولتين إحداهما خرجت من حرب كبيرة و الأخرى تريد أن تخرج من حرب ثقيلة …. و في الحالتين إعادة إعمار الإنسان أهم من إعادة إعمار الحيطان …
أخوك هاشم مساوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* استشاري ومدير قسم علم الأمراض \ المدينة المنورة.
