وصفة حرب

وصفة حرب
فيصل محمد صالح
يطلق بعض الناس الكلام على عواهنه، دون لحظة توقف لمعرفة مدى معقوليته وتماشيه مع المنطق والفهم السليم، وتكبر المصيبة عندما يكون هؤلاء الناس من القادة الذين ينتظر الرأي العام رأيهم ليتبعهم، ليس ذلك فحسب، بل أنهم من الذين يحسبون ضمن ذوي الفهم والمعرفة.
قرأت حديثا مكرر للسيد أتيم قرنق نائب رئيس البرلمان، وأحد عقلاء السياسة السودانية خلال الفترة التي عرفناه فيها، يكرر موقف قديم للحركة تم ترديده عشرات المرات، عن عدم علاقة الاستفتاء على تقرير المصير بترسيم الحدود، وهي القضية موضع الخلاف بين الشريكين خلال الفترة الأخيرة.
ولو كنا من أنصار معرفة الحق بالرجال لصدقنا الرجل ووافقناه، ولكنا نعمل بوصية الإمام علي بن أبي طالب التي قال فيها ” يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال”، وهي تعني ألا ننطلق من تبعية الموقف للحركة أو المؤتمر الوطني لنحكم بصحته، بل التمعن في الموقف وتمحيصه لمعرفة صحته من عدمها، بغض النظر عن الطرف الذي أعلنه وقال به.
نصت اتفاقية السلام الشامل على تكوين لجنة مشتركة للحدود لتعمل على ترسيم الحدود بين الولايات الشمالية والجنوبية وتقوم بوضع العلامات والترقيم، كجزء من واجبات الفترة الانتقالية. والفكرة هنا واضحة جلية إذ أن هناك استفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان، وبين خيارات الاستفتاء أن ينفصل جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة، بكل ما يعني ذلك من تبعات وإجراءات ولوازم.
نشوء دولة مستقلة يعني وجود أراضي محددة بمواردها تتبع للدولة الجديدة، معلومة ومعروفة، وسكان وأصول وممتلكات، تتبعها سيادة ونظام حكم وعلاقات مع دول الجوار….الخ. وإذ اختار الجنوب الانفصال، حتى لو جرى ذلك في جو ودي وصحي نظيف، فإن فك الارتباط على الأرض بين الدولتين سيأخذ وقتا وجهدا كبيرين، كما سيخلق ويواجه الكثير من المشاكل التي تستلزم حسن النوايا والالتزام والصفاء لمعالجتها بشكل سلمي.
ومن بين جهود تصفية الأجواء وتهيئتها لطلاق سلمي، إن اختار شعب الجنوب الانفصال، أن يحاول الجميع حلحلة المشكلات القائمة، أو جزء كبير منها، قبل الاستفتاء، لتخفيف العبء الذي ينتظر الجميع بعد مرحلة الاستفتاء. ولو انتهى ترسيم الحدود،وحدث الانفصال فإن كل الجهود ستبذل لتحقيق الانفصال على الأرض بناء على الحدود المتفق عليها. ولكن المنطق الذي يسوقه السيد اتيم قرنق وبعض قادة الحركة يقول: دعونا نجري الاستفتاء ونقرر الانفصال، ثم بعد ذلك نبحث في حدود الجزء الذي انفصل، أين يبدأ وينتهي.
المطلوب، حسب رأي الحركة أن يتم النقاش في ترسيم الحدود بعد الانفصال، بعد أن يكون لكل طرف دولة وجيش، ومشاعر تعصب هنا وهناك من جراء الانفصال، وربما إعلام معادي يقوم بالشحن ونشر الكراهية والعداء، هنا وهناك.
السيد أتيم قرنق، السياسي العاقل المتزن، يقدم لنا وصفة حرب جاهزة كاملة الدسم، ويطلب منا أن نقبلها، فلندعوه بالمقابل ليعود لاتزانه ويعمل لكي يجلس الطرفان ليكملا ترسيم الحدود، ثم يتفرغ الطرفان لمرحلة إجراء الاستفتاء.
الاخبار
السؤال الذي يطرح نفسه من الذي يعرقل الأجراءات لترسيم الحدود الحركة الشعبية ام المؤتمر اللاوطني وخليك حقاني؟
لقد اتفقت الحركة و المؤتمر الوطني على تنفيذ الكثير من الخطوات التي تجعل الوحدة جاذبة ولكن روح الاستعلاء ظهرت من اول يوم عند التقسيم الوزاري فكاوش الشمال على وزارتي الطاقة و المالية ثم حدثت معاكسات كثيرة ضد الحركة مما اضطرها ان تخرج الى الشارع وهو جزء من الحكومة او الاستعانة بصديق. استاذ فيصل نرجوك قبل ان يودعنا الجنوب ان نقول كلمة الحق فقط كلمة الحق.
يااخى الحركة عاوزة الانفصال باى طريقة وده حقها لكن اين باقى الجنوبيين وهل يسمح لهم بابداء الراى الاخر وان الانفصال يقرره الجنوبيين وحدهم وعليهم تحمل التبعات
الدعه للوحدة انة الشى المضحك المبكى الجنوب انفصل دون اعلان وهذا ماكن يجب ان يحصل من زمان. الوحدة اصبحت مستحيله واصبح الانفصال هو المخرج الوحيد لحل ازمة السودان منذ الاستقلال. المهم ان يكون سلس ويعرف الجميع استحقاتهم. وعاش الســـــــــــــــودان موحد او منفصلااااااا