أصحاب المصنع

بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أنه كان هناك عدة اصدقاء أرادوا أن يشتركوا في تجارة جمعوا ما عندهم من أموال وفكروا في تجارة بقدر ما جمعوا من اموال وبعد تشاور وتفاكر أجمعوا على أن يكون استثمارهم راق وغير مسبوق . وجدوا أن بلادهم قبيحة وينقصها الجمال ولابد ان يساهموا في تحسين صورتها عبر تجارة تفيدهم وتغير وجه البلاد الكالح.
مصنع دهانات (بوهيات كما يقول العامة) هذا ما اتفقوا عليه ووضعوا المال مجتمعا وحددوا الأهداف واختاروا مكان المصنع ( وما أسهل تحديد المكان وبدأية مثل هذه المشاريع عندما لا تكون هناك شركات عموم الزير القصةالمشهورة) وبنوا بناء جميلاً يسر الناظرين وجلبوا أصحاب الخبرات في مجال الدهانات مُصرّين على أن يبدأوا من حيث وقف العالم.
وقام المصنع واشتهر وبدأ يرفد السوق بالمنتج الراقي دهانات لوكس ماركة الكوز ( الكوز في الشام هو قندول الذرة الشامي ) وتدفق الانتاج وانشغل الشركاء كل في مكان يؤدي عملاً لإنجاح الاستثمار معظم الشركاء عملوا مروجين للمنتج الجديد في كل انحاء البلاد وخصوصا الاطراف منها.
لثقتهم في بعضهم البعض وما يربطهم من إخاء لم يجهدوا انفسهم كثيرا في تحديد المهام ولا في العائد المادي ولا في نسب الشراكة وأرجأوا كل ذلك الى حينه (البيناتم عامرة) ومنذ بدايات الانتاج كان بعضهم قد استهوته الادارة وما عاد يغادر مكاتب الادارة المكيفة رغم ان كثير من الشركاء همه انجاح المشروع لا يهمه اين يبيت الليل اوالليلتين وبعضهم مع الماكينات ملطخ الثياب وأنفه تزكمه روائح الكيماويات ورغم ذلك يعملحتى لاينهار المشروع الجماعي الذي وضعوا فيه كل شقا أعمارهم.
وكل يوم المشروع في تقدم والدخل في زيادة الى ان فكروا في انشاء فروع خارج بلادهم من شدة ثقتهم في مشروعهم .
في هذه الاثناء كان هناك نفر من الشركاء بدأ في تجنيب بعض العائد دون علم الآخرين واستمر التعدي زمناً وكانت كل اجتماعاتهم للأنس أقرب منها للمحاسبة والمراجعة. وبدأت تظهر من بعضهم تكتلات منهم من بدأ يشك في فلان وأن فلان هذا بدأت عليه آثار نعم غير معهودة وبدلاً من أن يصارح بعضهم بعضاً ويوقفوا فلان الذي ظهرت عليه آثار النعمة. بدأ بعضهم يفكر ماذا فعل فلان حتى وصل الى ما وصل اليه؟ وبدأ التحائل اكتفى واحد منهم بتزوير فواتير المدخلات ،والثاني بتزوير مرتبات العاملين والثالث بالبيع بدون مستندات وآخر باحتكار العطاءات لأقربائه عموما معظم الشركاء وجدوا انهم انقسموا فئتين نفر قليل منهم بدأت عليه آثار النعمة .والأغلبية مازالت تنتظر نصيبها بالحلال من المشروع ولم يأت.
ضاقت النفوس وذهبت الثقة وعرض الميسورون على بقية الشركاء ارجاع نصيبهم وحتى هذه كانت بالسعر القديم. ذهب الشركاء الذين لم ينعموا بالمشروع الى بيوتهم يبحثون عن رزق حلال وتركوا المصنع ( للمفتحين تفتيحة كما يقول الشباب).
حتى هؤلاء سلط الله عليهم واحدا منهم وصار مديرا للمصنع وسخرهم اليه سخرة لا يهناون بعيش وظلوا خدما عنده لا يريهم الا ما يرى.
الجديد في الأمر أن قناعتهم صارت استمرار المصنع في العمل رغم عدم ثقتهم في بعضهم وكل في قرارة نفسه مكتفٍ بما وجد من عائد غير مباشر كما اسلفنا مثل ( تزوير فواتير المدخلات ،والثاني بتزوير مرتبات العاملين والثالث بالبيع بدون مستندات وآخر باحتكار العطاءات ) وغيرها من الوسائل. أكثرهم ورعاً اكتفى بكتابة مخصصاته بنفسه خصص لنفسه من البدلات ما لا يخطر على قلب بشر مثلاً عشرات الملايين بدل لبس وسفريات ونثريات مئات أضعاف راتبه. أما فوائد ما بعد الخدمة ما كتبه لنفسه كفيل بأن يتسبب في انهيار اعظم مصنع.
نعود للسيد المدير الذي اكتشف بعد زمن طويل أن كل من حوله من الشركاء ليسوا الا منتفعون ولا أمان لهم وبدأ يتعامل معهم بأي طريقة أراد ويعلم في قرارة نفسه تمام العلم أن ليس منهم أحد يجرؤ على أن يقول ما لا يرضيه أو يعصي له أمراً أو يطالب بإصلاح.
في هذا الاثناء بدأت سمعة المصنع تتدهور في السوق وما عاد الاقبال على منتجه كما كان في السابق من حيث الجودة والاسعار وهذه كانت كفيلة بتدهور كل مصانع البوهيات التقليدية التي كانت قبله واليوم السوق الذي احتكره المصنع الجديد صار يكشو من تدني الجودة وغلاء الاسعار طبعا غلاء الاسعار نتج عن السعر غير الحقيقي للمدخلات وتكلفة التشغيل العالية وامتيازات الموظفين كل ذلك كان سببا في ارتفاع التكلفة وغلاء المنتج وخروجه من السوق.
السيد مدير المصنع علم أن إجتماعات مجلس الادارة ماعادت تخيفه ولا ينتج منها خطط ولا برامج وكل الاعضاء صاروا يأمنون على مقترحات السيد المدير مهما كانت وبلا تفكير وفي نفس كل واحد منهم ما يريد ان يقوله ولكنه لا يريد ان يجاهر وينتظر غيره ليقوله حتى لا يغضب عليه المدير ويحرمه مما هو فيه.
كانوا قد اتفقوا ان تكون الادارة دورية كل سنتين لواحد منهم ليصبح مديراً حتى هذه لم يجرؤ واحد منهم بإثارتها أو تذكير الآخرين بها. وظل المدير ثابتاً لا يتغير والمصنع في تدنٍ مستمر والكل يرى أن المصنع ما عاد هو صاحب المنتج المرضي عنه ولا بضاعته هي الأجود ومع تدهور الانتاجية وارتفاع التكلفة والاصرار على استمرار المصنع .فكروا في بيع جزء من مساحته. أصلاً الأرض التي بدأوا بها كانت كبيرة جداً وكانت مع المصنع مشاريع مصاحبة ولما وصل المصنع الى ما وصل اليه لم يجدوا حلاً الا بيع جزء من الارض.
رغم كل ذلك كانوا يصرون على أن لا يصارحوا بعضهم في حال المصنع لا سراً ولا جهراً ويكتفون بالاستمرارية كدليل على النجاح مهما قل العائد.
آخر اجتماع لمجلس الادارة شطبوا فيه حكاية الادارة الدورية نسبة لأنها لم تطبق ولن تطبق وليس هناك مدير غير المدير الدائم.
تصبحون على خير.
[email][email protected][/email]
والله انا افتكرت تتحدث عن مصنع الحبوب المنشطة الذي تم اكتشافه قبل يومين في احدى المزارع واظن ان ذاك الموضوع اهم من مصنع البوهية وطالما انك تطرقت للمصانع فبالمرة كدا تناول موضوع المصنع الثاني وشوف مين وراء ذلك المشروع الهائل من الجماعة وكم انتج من الحبوب الممنوعة للسوق المحلي وكم انتج للتصدير وتحت حماية من من الجماعة بتاعين الدقون وممكن تمشى ابعد شوية تعمل تحقيق لمعرفة مدى وفرة انتاج المصنع وسهولة الحصول عليه من قبل الطلبة والمواطنين
تخصص في الجري وراء مصانع احسن ليك وخاصة المصانع المملوكة للأخوة في العروبة والاسلام لأن مخالفاتها لا تحصى ولا تعد ولا تصنع إلا البلاوي في زمن فقه السترة ومصنع المزرعة واحد منها….!!
الكلام دا فيهو تورية لأنه ينطبق علي ناس الانقاذ وعصابة المؤتمر الوطني خاصة أن الكاتب منهم وفيهم وفاهم اللعبة كويس .
والله انا افتكرت تتحدث عن مصنع الحبوب المنشطة الذي تم اكتشافه قبل يومين في احدى المزارع واظن ان ذاك الموضوع اهم من مصنع البوهية وطالما انك تطرقت للمصانع فبالمرة كدا تناول موضوع المصنع الثاني وشوف مين وراء ذلك المشروع الهائل من الجماعة وكم انتج من الحبوب الممنوعة للسوق المحلي وكم انتج للتصدير وتحت حماية من من الجماعة بتاعين الدقون وممكن تمشى ابعد شوية تعمل تحقيق لمعرفة مدى وفرة انتاج المصنع وسهولة الحصول عليه من قبل الطلبة والمواطنين
تخصص في الجري وراء مصانع احسن ليك وخاصة المصانع المملوكة للأخوة في العروبة والاسلام لأن مخالفاتها لا تحصى ولا تعد ولا تصنع إلا البلاوي في زمن فقه السترة ومصنع المزرعة واحد منها….!!
الكلام دا فيهو تورية لأنه ينطبق علي ناس الانقاذ وعصابة المؤتمر الوطني خاصة أن الكاتب منهم وفيهم وفاهم اللعبة كويس .
حقيقة يا اخ احمد المصطفى لخصت هذه الشراكة بصورة رمزية جميلة جدا على الشي الذي يحدث في السودان. لله درك
*يا استاذ احمد استفهامات.. للناس عقول وبصائر .. رسالتك وصلت وفهم اهل السودان كووولهم ما فيها حرفيأ (بفتح الحاء وسكون الراء)
*وبما ان “الكوز” عند اهل الشام يسمى قندول الذره الشامى يبقى لآ بد من ” مواكبى الحداثه والتجديد باعادة تسميه المصطلحات ذات الحضور الواسع المرتكزات الانقاذيه”
* الكوز سواء كان (اناء غرف وشرب وارتواء) او كان من فئة حكام اهل السودان تعاد تسميته لتكون “قندول عيش الريف” وللاخنصار يسمى ال “قنديل” و كل الكيزان طبعن حيكونو “قناديل” مع مراعاة فروق المعنى !ويا حبذا لو بالمرّه تطلقوا علي الواحد اسم منهم”قنديل الحى”..طبعن “قندول الحى ما لافقه!
* وذلك اسوة بما اطلقه المرحوم محمود ابو العزائم على الممثل الكبير المرحوم احمد عاطف اللى كان يسمى نفسه “عميد الخشبه” قبل تعريب اسماء الرتب العسكريه.. عندالتعريب اصبح ألأميرلاى هو العميد..
* ابو العزائم صافح احمد عاطف اول مرّه بعد التعريب قائلا: اهلا اهلا ب “اميرلاى الخشبه” وللاختصار نسميك “امير الخشبه”.. لكن بعد موافقة الفنان حسن عطيه عشان تشاركو الاماره(موش هو امير العود) علما با ان حسن عطيه (الله يرحمو) تنازل الى لقب “امير” لأنو فى صغرو قال كان عاوز يبقى “ملك”!
أبدعت يا معلم الأجيال يا جبان في تصوير مهزلة الأخوان الكيزان في السودان منذ خمس وعشرين عام ونيف، وهذه الصورة الرمزية التي أخرجتها درج كتاب هذه الراكوبة ومعلقوها على تناولها وإبرازها بشكل مباشر وصريح كل يوم غير مبالين فيما قد يصيبهم من كلاب النظام وزبانيته ولا يزالون يصدعون بقول وكلمة الحق صريحة وداوية وعلى كل مشكور على شجاعتك مهما يكن فربما كانت لك بعض القناعات التي لم ينقشع عنها وهم التمكين في جزئية إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة إلى أن وضح لك النفاق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخيرا الأمر بالشورى والذي زهد فيه مدير المصنع وزهدت أنت فيه لعدم وجود من يشاورن فالكل حول المدير صاروا نفعيين ومن الانتهازيين الذين لا يفكرون إلا في بطونهم وكروشهم وفروجهم قاتلهم الله أجمعين وأعاد البسمة لمحمد أحمد المسكين وما ذلك على الله بعزيز؟